اضافة الي ملفات الفساد اليكم شهادات التعذيب والي الجحيم يا كيزان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-16-2024, 06:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-05-2014, 10:34 PM

abdelrahim abayazid
<aabdelrahim abayazid
تاريخ التسجيل: 06-19-2003
مجموع المشاركات: 4521

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اضافة الي ملفات الفساد اليكم شهادات التعذيب والي الجحيم يا كيزان

    ليس غريبا علي الانقاذ ما عاست من فساد فلقد ظللنا نحصي ونفضح طوال عمرها في جرائمها المستمرة وظلت تنكر وتنكر وهاهي اليوم
    تتقاسم الاتهامات وتبيح اموال الشعب وتضرب عرض الحائط بقوانينها ال ساقتها بنفسها.



    وما يزال التعذيب مستمراً


    شباب في مقتبل العمر عذبوا حتى الموت فما ضعفوا ولا وهنوا وذهبت أرواحهم فداءً لهذا الوطن ونذكر منهم د. علي فضل ومنهم من وضع في برميل ملئ بالثلج حتى تجمدت أطرافه وتلفت شرايينه فبترت ساقه ونذكر المحامي عبد الباقي عبد الحفيظ وتعرض الكثيرون لأصناف وأساليب ونماذج من التعذيب لا يقرها ضمير حي ولا دين ولا قيم ولا خلق سوي.

    ونخشى أن تضعف ذاكرة التاريخ وتضيع الحقائق والوقائع الثابتة في خضم الأكاذيب والترهات وصناعة التزييف.

    فبعد فترة وجيزة من استشهاد د. علي فضل سأل الصحفي والكتاب فتحي الضو العقيد يوسف عبد الفتاح في 9/5/1990 عن موت د. علي فضل بالتعذيب في السجن فكانت الإجابة “هذه إشاعات لقد مات بالملاريا”. ومنذ فترة وجيزة سئل أحد قادة النظام عن حقيقة بيوت الأشباح وما كان يمارس فيها من تعذيب جسدي ومعنوي فكانت الإجابة مرة أخرى “هذه إشاعات”.

    إن السكوت عن بيان هذه الحقائق يفتح المجال لطمسها ونسيانها ومن ثمّ ضياعها ولذلك لابد من تعرية وفضح جميع ممارسات التعذيب وكافة أوجه انتهاكات حقوق الإنسان ومصادرات الحريات الأساسية توثيقاً وإثباتاً وتاريخاً لها.

    لقد قرأنا في الصحف الصادرة خلال الأسبوع المنصرم خبراً عن استمرار نفس وسائل التعذيب لبعض الطلاب في جامعة أم درمان الإسلامية وفي غيرها مما يدل على إن هؤلاء الزبانية لا يزالون في طغيانهم يعمهون ومما يعني أن السكوت يغري بممارسة هذه البشاعات مرة أخرى وبأساليب جديدة ولذلك رأيت أن أنشر تجربتي إضافة جديدة قديمة لتجربتي د. فاروق محمد إبراهيم وعمار محمد أحمد سيراً على نهجهما، وأدعو الآخرين لتوثيق وتسجيل تجاربهم في هذا المجال.

    معاملة السجون:

    عندما وقع انقلاب الإنقاذ كنت مشاركاً في مؤتمر المحامين العرب في سوريا وعند عودتي إلى السودان في 4/يوليو/1989 اعتقلت في مطار الخرطوم لبضع ساعات وبعدها بعشرة أيام تم اعتقالي وحبسي إدارياً لمدة أربعة أشهر بسجن كوبر ثم أفرج عني لمدة أسبوع تم اعتقالي مرة أخرى لمدة أربعة أشهر أمضيتها بين سجن كوبر وسجن بورتسودان، ثم اعتقلت مرة ثالثة لمدة ثمانية أشهر. لقد أمضينا تلك المدة بسجن كوبر بأقسامه المختلفة وبسجن بورتسودان.

    وأشهد بأنه طوال الستة عشر شهراً التي أمضيتها بين سجني كوبر وبورتسودان كنت وغيري من المعتقلين نتلقى معاملة عادية ولم نسمع أي سباب أو إهانات جارحة أو ألفاظاً نابية ولم يقع علينا أي اعتداء وكنا نعامل وتصان حقوقنا وفق لوائح السجن وقد كان ضباط السجون وأفرادها يعاملوننا بكل مودة واحترام طوال مدة الاعتقال.

    تجربة بيوت الأشباح

    صدمة البداية:

    لقد جاء الاعتقال في المرة الثانية بعد منتصف الليل في 10/11/1989 وأخذت في عربة بوكس تايوتا وكان معي في نفس العربة المرحوم المهندس/ عبد الله السني والمحامي عبد الرحمن الزين والمهندس عبد الجليل محمد حسين وقد عصبت أعيننا حتى لا نعرف الجهة التي سوف نؤخذ إليها وتوالت علينا الإهانات والضرب منذ بداية الاعتقال فسأل المشرف على الاعتقال المرحوم المهندس عبد الله السني هل لك سكرتيرة وعندما أجاب بالنفي ضربه بمؤخرة البندقية بقوة على صدره ولقد ظل أثر تلك الضربة بارزاً وظاهراً على صدر المرحوم السني حتى فارق الحياة.

    ثم بدأ سيل الإهانات والشتائم والألفاظ النابية دونما مبرر أو أي سبب ولقد تجملنا بالجلد وقوة العزيمة والصبر على المكارة.

    وعندما وصلنا إلى مكان الاعتقال طلب منا أن نقف معصوبي الأعين إلى جوار أحد الأعمدة وبدأ الزبانية يركلوننا بأقدامهم وينهالون علينا ضرباً بالأيدي وعندما اعترضت على ذلك ضربني أحدهم بسوط على صدري وظهري فما كان مني إلا أن أمسكت ذلك السوط وأخذته منه بقوة تربال وتمكنت من نزعه منه ورفعت العصابة عن عيني فوجدت أنه يغطي رأسه بطاقية من صوف تغطي وجهه حتى ذقنه وليس به سوى فتحتي الأعين وليست بها فتحات للأنف أو الفم وسألني ماذا تريد أن تفعل لي هل ستضربني ” فأجبته بالإيجاب وخاطبته بألفاظ حادة يستحقها ولكني وجدت العذر في قوله سبحانه وتعالى:

    “لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعاً عليماً”.

    وكنا مظلومين ولقد ذهب الرد الحاد ببعض غيظ قلبي وبعد ذلك أرجعت له السوط فأحجم عن ضربي ولم يكررها مرة أخرى وبعد ذلك أجلسنا ولكني ندمت عليها لأن ذلك ليس من طبعي ولا خلقي وأجلسنا على الأرض معصوبي الأعين وإذا بمقادير كبيرة من الثلج والمياه الباردة تصب علينا بالجرادل وكان منظراً بائساً ومزرياً ومؤلماً للغاية.

    وقد مكثنا على تلك الحالة باقي تلك الليلة وفي اليوم التالي أخذوني والثلاثة الذين اعتقلوا معي معصوبي الأعين إلى غرفة ضيقة وأغلق علينا بابها من الخارج وكنا نشعر بوجود مياه تحت أقدامنا وروائح نتنه وكريهة وحر شديد.

    وبعد إغلاق باب الغرفة نزعنا الأربطة عن أعينا فوجدنا أننا محتجزون في دورة مياه قديمة بها مياه راكدة ولم يكن من الممكن أن نجلس في تلك المياه وهي تغطي حتى منتصف الساق.

    وكان لزاماً أن نباشر في غرف تلك المياه وإخراجها من تحت باب ذلك الحمام القديم وبالفعل نزعنا ما كنا نرتدي من قمصان أو عمائم وجلابيب وبدأنا في شطف تلك المياه بغمس ملابسنا فيها ثم عصرها تحت الباب حتى تخرج تلك المياه الآسنة.

    وللاستمرار في هذه العملية كان لابد أن تكون بالتناوب يقوم بها اثنان ويبقى اثنان على جانب لضيق المكان. لقد استمرت تلك العملية لمدة خمس ساعات متصلة وبعد أن انهكتنا وضعفت قوتنا تمكنا من نزح تلك المياه.

    ولضيق الحمام لم يكن من الممكن أن نجلس نحن الأربعة فيه ناهيك عن رقود أو راحة واتفقنا على أن نتناوب بأن يجلس اثنان ويقف اثنان وهكذا.

    وقبل أن يبدأ ذلك التناوب سألنا أحد الحراس من خارج الباب المغلق “هل تمكنتم من تجفيف أرضية الحمام؟” وعندما أجبنا بالإيجاب قال “مبروك ارتاحوا”. وخلال دقائق معدودة بدأ تدفق المياه قوياً من ماسورة مكسورة قفلها أو مفتاحها خارج الحمام فقد قام الحارس بفتحه ليعود تدفق المياه لتملأ وتغرق المكان مرة أخرى.

    رغم مرور هذه السنوات الطوال التي تزيد على الست عشرة عاماً لا يزال الشعور بالغيظ الكظيم العميق والألم الممض ينتابني يؤرقني بسبب تلك التصرفات المهينة واللا إنسانية وأقسم وقتها لو كنا منه وقتئذ لقضى أحدنا على الآخر.

    ورغم شعورنا بالألم والمهانة والغيظ إلا أننا قررنا عدم (شطف) المياه مرة أخرى حتى لا تتكرر العملية ويعاود فتح الماسورة وتصبح أمراً مسلياً ومتلف لأعصابنا.

    وامضينا ليلتنا تلك والجميع وقوف وظل الحال هكذا حتى عصر اليوم التالي.

    واكتشفنا في تلك الليلة أن أي إنسان له قوة كامنة هائلة إن فجرها صار في مقدوره أن يتغلب على أصعب وأقسى الظروف. وأن يتعايش معها هل يصدق أحد أن يقوى شخص على الوقوف تحته مياه ترتفع حتى منتصف ساقيه يقاسم ثلاثة أشخاص آخرين ذلك الحيز الضيق ويغفو غفوة هي بين منزلتي النوم والصحو.

    وفي عصر اليوم التالي فتح أحد الحراس الباب وسمح لنا (بشطف) تلك المياه وتنظيف الحمام. وبعد تجفيفه قمنا بعد بلاطات الحمام الصغيرة وكانت تسع بلاطات طولا وخمس بلاطات عرضاً، أي إن مساحة دورة المياه التي حشرنا فيها كانت متراً مربعاً ونصف المتر.

    ولقد مكثنا في ذلك المرحاض الشديد الضيق المقفل بابه من الخارج بلا منفذ للتهوية سوى (شباك) جد صغير في أعلاه طوال مدة اعتقالنا في بيت الأشباح ذاك لمدة شهر كامل. وهؤلاء الزبانية الطغاة يسوموننا سوء العذاب ضرباً وركلاً بالأقدام وألفاظ نابية وجارحة وكل ذلك بغيا وعدوناً.



    الطعام والشراب:

    في حوالي الخامسة من عصر اليوم التالي أحضروا لنا أربعة (سندوتشات) من الفاصوليا وكانت مليئة بمقادير كبيرة من (الشطة) وعندما اعترضنا على ذلك قالوا هذا طعامكم لكم أن تتناولوه أو تتركوه فقمنا بإخراج الفاصوليا وأكلنا ما تبقى من الرغيف.

    ولقد ظل موعد تناول تلك الوجبة الوحيدة ثابتاً طوال شهر قضيناه في بيت الأشباح وظل الطعام هو الفاصوليا الملغومة بالشطة التي تراكمت بقاياها داخل المرحاض ممل جعل لها رائحة نتنه تأذينا منها وتعايشنا معها.

    أما عن مياه الشرب فحدث، ذلك أننا طوال تلك الفترة لم نشرب إلا من إبريق وضع في دورة المياه التي كان يسمح لنا بالذهاب إليها مرة واحدة في اليوم وهو لم يكن من نوع أباريق البلاستيك العادية وإنما كان علبة من الصفيح أو شيء من هذا القبيل ضغطت في وسطها وتركت بها فتحتان من الجانبين مثل النوع المستعمل في الخلاوي والأسواق الشعبية وهو إبريق صدئ وفي مكان ملوث وكنا نشرب منه مرة واحدة في اليوم.

    وبذا أدى ذلك الحرمان من الأكل والشرب إلى أن فقدت شخصياً ثلاثين كيلو جراماً من وزني خلال شهر واحد. ورب ضارة نافعة.

    قضاء الحاجة:

    وإذا كان للوجبة الواحدة موعد ثابت فلم يكن لقضاء الحاجة مرة واحدة في اليوم موعد يحدده إلحاح الحاجة وإنما يحدده مزاج أولئك الحراس فيختارون لكل منا وقت قضاء حاجته وفق أهوائهم فقد يكون آخر الليل أو أول الصبح أو منتصف النهار أو أي وقت يحلو لهم وفي كل الأحوال فقضاء الحاجة كان محظوراً لأكثر من مرة واحدة في اليوم. ولقد حرصنا على أن تناول أقل قدر من المياه لعدم نقائها وحتى لا نضطر لاستعمال دورة المياه المحظورة علينا استخدامها إلا مرة واحدة في اليوم يحددها الزبانية كيفما اتفق ولا تحددها حاجتك.

    وكانوا يخرجوننا من المرحاض حيث كنا نعتقل إلى دورة المياه الأخرى معصوبي الأعين. وأذكر إنني كنت انتعل (سفنجة) وكانت لهم ممارسات صبيانية معها وهي أن يضغط الواحد منهم على آخر (السفنجة) أثناء سيري معصوب العينين مما يجعلني أتعثر حتى أكاد أقع على الأرض، فكان هذا مصدر فكاهة وتلذذ ######رية لهم وأذكر في إحدى هذه المرات أنني تعثرت بشدة وكدت أقع على الأرض فكان تعليقه أن أمامي الحفرة التي دفنوا فيها د. أمين مكي مدني وأنا كنت أعلم أن د. أمين مكي مدني لا يزال بسجن بورتسودان وقد كنت معه في زنزانة واحدة أعلم أنه لم يطلق سراحه حتى تاريخ اعتقالي ولم ينقل لسجن كوبر ولذلك لم أعر الأمر أي اهتمام وبالتالي لم يتحقق للجلاد ما أراده منه.



    التعرف على موقع أحد بيوت الأشباح:

    في أحد المرات وأنا ذاهب إلى دورة المياه تلك رفعت عن عيني عصابتها لأتعرف على موقع الاعتقال فلفت انتباهي عدد كبير الصناديق الصغيرة مكتوب عليها “لجنة الانتخابات القومية” فعلمت أننا معتقلون في مقر لجنة الانتخابات القومية وهو المنزل الذي يقع غرب المصرف العربي وحتما كان هذا أحد بيوت الأشباح.

    ومما يثير الاستغراب أننا طوال تلك الفترة لمي تم التحقيق معنا سوى مرة واحدة وكانت أسئلة شكلية عن الاسم والعمر والمهنة ومقر السكن والمعتقد السياسي ولا شيء غير ذلك.

    وكنت أعجب من ذلك التحقيق فكلها معلومات معروفة لجهاز الأمن وكنا نشعر بوجود معتقلين آخرين ولكن لم نكن نراهم وإنما كنا نسمع أصواتهم وحركتهم وبما أن جميع الحرس كانوا يرتدون الطواقي الصوفية الكاسية حتى الذقن ولم نكن نراهم ولا نرى المعتقلين وإنما نسمع أصواتاً وهكذا ” جاء مصطلح بيوت الأشباح”.

    وجبات التعذيب:

    وكنا نسمع مخاطبة الحرس للمعتقلين في الغرفة المجاورة. وكان أول اليوم يبتدئ بالمناداة على المرحوم بدر الدين لأخذ الوجبة الأولى وبالطبع لم نكن نعرف أي نوع من التعذيب يتعرض له ولكن كنا نشعر به يعود متألماً متأوهاً.

    ثم كانوا ينادونه عند المغيب لأخذ وجبة المساء. ثم يخاطبونه بقولهم “تشكينا لعمر البشير خلي عمر البشير ينفعك هنا”.

    وفي أحد المرات جاء متألماً ويبدو نازفاً وسمعنا طرقات على باب الغرفة المجاورة والحرس يخاطبونهم بعباراتهم المعهودة “مالكم يا وهم” فنقلوا إليهم حال بدر الدين وجاء الرد ” ما معاكم دكتور فاروق محمد إبراهيم خلو يعالجه” فرد عليهم فاروق بأنه دكتور في الزراعة وكان ردهم العجيب ” ما كلوا واحد”.

    ولم نكن نسمع طوال تلك الفترة من أولئك الحراس سوى هذه العبارة الفارغة “يا وهم”.

    السخرية المؤلمة:

    كما ذكرت فقد كنا نعيش في ذلك المرحاض النتن بمساحته البالغة الضيق وافتقاره إلى التهوية ومع بواقي الفاصوليا المتراكمة وأجسامنا المتسخة وملابسنا القذرة ولم نكن قد سمح لنا بالحمام أو الاغتسال طوال تلك الفترة بخلاف ما قد نغسل به أفواهنا من ذلك الإبريق الملوث، ولا شك أن رائحتنا كانت منفرة ولكن أشد ما كان يحز في نفوسنا سخرية أولئك الحرس منا عند فتح الباب لمناداتنا لتناول (الساندوتشات) أو لأخذ أحدنا لدورة المياه فكانوا يجعلون أصابعهم على أنوفهم ويخاطبوننا بقولهم “أنتم بني أدمين أم جيف” وهم يعلمون أنهم سبب كل تلك القذارة وما نكابده من ألم ومشقة.

    الحرمان من الراحة والنوم:

    بالرغم من أننا كنا معتقلين في ذلك المرحاض الضيق والذي لا تزيد مساحته عن متر ونصف المتر المربع، وبالرغم من إننا كنا أربعة معتقلين في ذلك الحيز الضيق منعدم التهوية، وكانت تلك المساحة لا تسمح بان نجلس جميعاً فيها ناهيك عن الرقاد أو النوم، إلا أن أولئك الزبانية وللمزيد من إرهاق أعصابنا فقد حرصوا على القرع على الباب في فترات قصيرة متفاوتة وبصفة خاصة أثناء الليل كل ذلك بغرض أن نظل يقظين طوال الوقت ولا ننال حتى تلك الغفوة القصيرة. ومن المؤكد أنهم قد درسوا كل أساليب وأصناف التعذيب قبل أن يطبقوها علينا. أضف إلى ذلك عصب الأعين في فترات الخروج البسيطة لدورة المياه مما يعني حرماننا طول فترة الاعتقال من أشعة الشمس وانعكاس ذلك على صحتنا.

    منع العلاج:

    أنا شخصياً أعاني من ارتفاع في ضغط الدم ومن تضخم في عضلة القلب وأواظب على الكشف الطبي والعلاج لدى الدكتور القدير سراج أبشر.

    ومنذ اليوم الأول أخطرتهم بذلك وبأني لم يسمح لي بأخذ الأدوية معي وطلبت منهم الاتصال بالأسرة لإحضارها ولكنهم رفضوا بصورة قاطعة وفي إحدى المرات أصبت بإغماء بسبب ارتفاع درجة الحرارة وانعدام التهوية فخبط الإخوة في الحمام على الباب بشدة حتى أتى من ينادي “مالكم يا وهم” فأخبره بالحاصل فقال “يعني أيه ما يموت أو تموتوا كلكم بتساووا شنو يا وهم”.

    ومع الإصرار على خبط الباب والقرع بشدة فتحه لبعض الوقت إلى أن أفقت من تلك الغيبوبة وعلمت منهم تفاصيل الموقف التي ذكرتها وتم قفل الباب بعد ذلك ولكن لم يسمحوا لي بأي علاج أو بإحضار الأدوية المطلوبة.

    منع العبادة:

    ومنذ اليوم الأول طلبنا منهم السماح لنا بالوضوء وإخراجنا في أوقات الصلاة سواء فرادى أو جماعة لأداء الصلوات في أوقاتها. فكان الرد “أنتم مالكم ومال الصلاة وهل أنتم مسلمون” يا سبحان الله ورددنا بتذكيرهم بقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الفلق: أرأيت الذي ينهي، عبداً إذا صلى، أرأيت أن كان على الهدى”. ولكن ذلك لم يحرك فيهم ساكناً بل زادهم إصرارا واستكبارهم على منعنا من الوضوء والصلاة. ورفعنا أمرنا لله وشكوناهم له سبحانه وتعالى أمرنا. ونعلم أن الصلاة لا تسقط عن المسلم في كل الأوقات ولكن لم يكن من الممكن أداؤها في ذلك المكان القذر وعلى غير طهارة فأديناها في قلوبنا وقمت بقضائها بعد أن انتقلنا إلى سجن كوبر.



    اللهم لا غل ولا حقد:

    نحن نتعرض لكل تلك المعاناة وتلك الانتهاكات والآن وبعد كل هذه السنوات لا أجد في نفسي أي غل أو حقد على أولئك الحراس. فقد كانوا أدوات وقطعا من رقعة الشطرنج وأشعر أنهم ضحايا مثلنا تماماً قد غسلوا أدمغتهم وسيطروا على عقولهم ومسخوا شخصياتهم ونزعوا عنهم أدميتهم وأفهموهم أن كل الذي يقومون به إنما هو من أجل تمكين الإسلام والإسلام برئ مما يفعلون.

    أنا أقول هذا ولا أعفيهم من المسؤولية ولكن أشعر أن المجرم الحقيقي والمسئول الأول هو الذي يحرك تلك الدمى الخشبية وهو الآمر بكل تلك الأفعال والموجه على فعلها وأياً كان موقعه في تراتيبه نظام الإنقاذ وهرمه وكل القابعين في قمة ذلك الهرم لأنهم هم الذين اختطوا منهجاً يستحل كل رام في سبيل استدامة سلطتهم. أولئك المسئولون هم الذين يجب أن تطالهم المحاسبة هم الذين وجهوا أولئك الصغار بلبس تلك الأقنعة واعدوا تلك المنازل “بيوت الأشباح” لممارسة أبشع أساليب إذلال الناس واحتقار آدميتهم، وقد كانوا يحضرون بأنفسهم ويشاهدون تلك الانتهاكات ولعلهم كانوا يستمتعون بأنين المعذبين وآهاتهم.

    قوة العزيمة والإرادة:

    لقد تمكن أولئك النفر من الجلاوزة والعسس والجلادين من تعذيب أجسامنا وإلحاق الأذى بها ولكنهم فشلوا في قهر إرادتنا أو النيل من عزيمتنا وكبريائنا والحق أقول أننا كنا كل ما زادت المعاناة والقهر قويت عزائمنا وازداد إيماننا بقضيتنا وازددنا إصرار على التمسك بكبريائنا وعجبنا لتلك القوة الخفية في الإنسان التي تجعله يصمد كل الصمود وينتصر على كل الأهوال والرزايا.











    الصادق سيد أحمد الشامي المحامي




                  

05-05-2014, 11:06 PM

abdelrahim abayazid
<aabdelrahim abayazid
تاريخ التسجيل: 06-19-2003
مجموع المشاركات: 4521

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اضافة الي ملفات الفساد اليكم شهادات التعذيب والي الجحيم يا كيزان (Re: abdelrahim abayazid)

    ضربه بمؤخرة البندقية بقوة على صدره ولقد ظل أثر تلك الضربة بارزاً وظاهراً على صدر المرحوم السني حتى فارق الحياة.
                  

05-07-2014, 11:36 PM

abdelrahim abayazid
<aabdelrahim abayazid
تاريخ التسجيل: 06-19-2003
مجموع المشاركات: 4521

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اضافة الي ملفات الفساد اليكم شهادات التعذيب والي الجحيم يا كيزان (Re: abdelrahim abayazid)

    جرائم التعذيب لا تسقط بالتقادم
    كل من وردت اسمائهم من كبار المؤتمر الوطني مساءلين ومتهمين حتي يثبت القضاء العادل براءتهم

    نافع وكرتي وغيرهم من موسسي بيوت الاشباح
                  

05-07-2014, 11:48 PM

abdelrahim abayazid
<aabdelrahim abayazid
تاريخ التسجيل: 06-19-2003
مجموع المشاركات: 4521

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اضافة الي ملفات الفساد اليكم شهادات التعذيب والي الجحيم يا كيزان (Re: abdelrahim abayazid)

    وقد قضينا هنا في هذا المنزل مدة أسبوعين، ثم تم ترحيلنا إلى سجن مدني قضينا فيه ثلاثة أشهر وأطلق بعدها سراحنا.

    في الاعتقال الثاني تم اعتقالي من مكان العمل بتاريخ 24/4/1993م حيث تم تحويلي إلى منزل أشباح جديد في نفس المدينة ..لم أتعرض فيه إلى أي تحقيق ولم يجر تعذيبي هذه المرة بمثل الأساليب السابقة، فقد كانت من نصيب زميلين هما(عبد الحي وجمال) من سنار التقاطع كانت ظروف الاعتقال سيئة جداً حيث كنا ثلاثة عشر معتقلاً حشرنا في زنزانة مساحتها تسعة أمتار مربع، وكان التنفس صعباً نتيجة لعدم وجود أيه تهوية بالزنزانة، وكنا لا نستطيع النوم من شدة الحر، وبقينا في تلك الزنزانة مدة أسبوعين ثم رحلنا إلى مدينة مدني حيث أدخلنا معتقل السرايا ومكثنا فيه يومين لم نتعرض فيهما لسؤال أو تحقيق بل تركنا في العراء معرضين للهيب الشمس، وبعد انقضاء الليلتين هناك بدأت تجربة جديدة في التعذيب إذ قام “عناصر الأمن” بقيادة أعداد من الكلاب الضالة إلى مكان اعتقالنا وإطلاقها وسط المعتقلين والهدف واضح “شمس محرقة نهاراً وكلاب ضالة ليلاً” بعد يومين تم ترحيلنا – نحن عشرة معتقلين من مجموعة سنار إلى القيادة العامة حيث تعرضنا في الطريق إلى حادث مروري، فقد انقلبت العربة التي نستغلها إلى مدينة الخرطوم نتيجة لانفجار إحدى إطارتها بسب رعونة السائق ونتج عن ذلك إصابة كل المعتقلين بكدمات شديدة ومتوسطة نقلنا على إثرها إلى مستشفى ببحري تابع لجهاز الأمن، حيث تم إسعافنا ونقلنا بعده إلى قيادة الجهاز لتواصل فصول التعذيب بالسخرية وتوجيه الإساءة لنا من مجموعة من ضباط الجهاز.. وأخيراً تم ترحيلنا إلى المنزل سيئ السمعة منزل (ستي بنك).

    في ستي بنك كانت الحياة عبارة عن ثكنة عسكرية، علينا أن نستيقظ مع صلاة الصبح كي نغتسل كفرصة لاستخدام الحمام أثناء مواعيد الصلاة، وأودعنا نحن معتقلا سنار في زنزانة رقم 17 حيث كانت الحياة في الزنازين صعبة جداً وعشنا هناك لمدة خمسة أيام، بعدها بدأ التحقيق معنا في مجموعات “كل اثنين أو ثلاثة معتقلين” في مكاتب الجهاز ببحري، وتركز التحقيق معي عن نشاطي السياسي والنقابي وبعدها أرجعت إلى ستي بنك حيث تم ترحيلنا من الزنازين إلى البرندة التي قضينا فيها حوالي الأسبوعين ونقلنا بعدها إلى الكنسية حيث بدأنا في إعداد الطعام لبقية المعتقلين(الكنيسة يقصد بها المطعم للمعتقلين وكان به بعض المعتقلين العسكريين في ذلك الوقت) وتوقف التعذيب في تلك الفترة حيث لم يمارس التعذيب البدني ولكنهم واصلوا في أشكال التعذيب النفسي كما تواصلت الاستفزازات، والشتائم، والألفاظ الجارحة لهذا فان مجمل الفترة التي قضيتها أثناء هذا الاعتقال ثلاثة شهور في منزل ستي بنك ثم أطلق بعدها سراحي….

    هذه هي تجربتي مع الاعتقال في ظل سلطة الجبهة الإسلامية الفاشية وأرجو أن تكون خير معين لكل رفاقي ولشعبنا العظيم في مناهضة الإرهاب والتعذيب، وإنني اكتب تجربتي هذي بعد مرور ستة عشر عاماً على التجربة المريرة (الاعتقال) ولقد صمدت كما صمد الرفاق ولكن ستظل أثارها باقية ولابد من اجتثاث مثل هذه الممارسات غير الإنسانية من حياتنا السياسية.


    عبد المنعم طه مصطفى
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de