قراءة في كتاب تكفير الشيوعيين ... الامام الصادق و لؤم الجلوس على مائدة السياسة للاكل من قصعة ال

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 01:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.امجد فريد(Amjed)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-07-2009, 11:22 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قراءة في كتاب تكفير الشيوعيين ... الامام الصادق و لؤم الجلوس على مائدة السياسة للاكل من قصعة ال



    قراءة في كتاب تكفير الحزب الشيوعــي السودانــي
    هل هولاء الرجال ... قاعدة ؟؟!
    و لؤم الجلوس على مائدة السياسة للأكل من قصعة الكهنوت.
    __________________________________________

    يتفجر الحديث في الوسط السياسي السوداني هذه الأيام عن ظاهرة التكفير الديني, إثر البيان الذي أصدرته الرابطة الشرعية للعلماء والمؤتمر الصحفي الذي أقامته بقاعة الشارقة لفتواها بتكفير الحزب الشيوعي السوداني.
    وتحدث البيان- الذي تبين فيما بعد أنه مسروق جملةً: نصاً وتبياناً من أحد الكتب الجهادية، دون الإشارة للمصدر ودون بذل أي جهد فكري أو صياغي فيه سوى وضع اسم الرابطة المعنية أعلاه وختمها أدناه وتذييله بتصريح مكذوب النسبة ومقطوع الصلة بالناطق باسم الحزب. فيا لضيعة حقوق الملكية الفكرية عند هولاء ويا لهوان أمانة النقل والكتابة عندهم- تحدث عن خروج الحزب الشيوعي السوداني من قبره! فبدأ أول ما بدأ بحمد الله والثناء عليه ثم انتقل إلى النقل الحرفي من كتاب عبد الله عزام: السرطان الأحمر المنشور في تسع فصول عن دار نشر معنونة باسم (مكتبة أبو قصي) إبان الحرب الأفغانية.

    ويبحث الكتاب في فصوله التسعة في نقد النظرية الماركسية وكيفية تأسيس الأحزاب الشيوعية في الوطن العربي- الغريب أنه يتجاهل الحزب الشيوعي السوداني في تأريخ هذا النشوء والتطور، لكن لا بأس, فلعله على نسق بحوث العرب العاربة والمستعربة التي تتجاهل شأن السودان باعتباره ملحقاً بهذا النسب القح زوراً وبهتاناً، رحم الله أهل السودان فهم لا أرضاً قطعوا ولا ظهراً أبقوا في شأن تأكيد انتمائهم العروبي- وأسباب انتشارها في الوطن العربي والموقف الشيوعي من قضية فلسطين- متجاهلاً مرة أخرى ذكر موقف الحزب الشيوعي السوداني- في منهج يثير الإعجاب أول النظر إليه. إذ يبدو الكاتب حريصاً على ترقيم المعلومات الواردة في كتابه بأرقام المراجع. الشيء الذي أثار فضولي لقراءة الكتاب من غلافه إلى غلافه, فهو مملوء بمغالطات تاريخية وفلسفية أقل ما يقال عنها إنها فادحة, ومعلومات أقل ما يقال عنها إنها مبتورة ومشوهة بشكل لا يليق بكاتب يحاول إتباع المنهج العلمي بصورة مدققة تجعله يحرص على ألا تخلو الصفحة الواحدة من كتابه من الإشارة إلى أرقام عدة مصادر لمعلوماته، موضوعة في شكل علمي في فصل الهوامش آخر الكتاب (حتى بلغ عدد مراجع الكتاب 115 مرجع بصورة تليق بورقة علمية محكمة لباحث مجتهد). فاستعجلت القراءة فيه للوصول إلى فصل الهوامش مدوناً في ورقة خارجية أرقام مراجع المعلومات والحقائق التي هالتني أو استنكرت وقوعها. حتى زالت دهشتي وابتسمت، فهذا المنهج الذي أكبرته في الكاتب لم يكن ليصمد برهة قليلة من الزمان في وجه أي تحقيق علمي أو مراجعة منهجية لمتنه المثير الجدل. فجل مراجع الكاتب كانت كتباً سابقة من تأليفه هو نفسه أو كتباً أخرى بعناوين من قبيل (الشيوعية وليدة الصهيونية، التاريخ السري للعلاقات الشيوعية الصهيونية، تهافت العلمانية، المسلمون والحرب الرابعة...الخ), وكلها عناوين تشي بأن مضمونها هو بعض من الحقيقة المطلقة والآراء النهائية التي لا تقبل الجدل ولا النقد ولا المراجعة. وعموماً فالمؤلف الذي يعتبر المؤسس الأول والأب الروحي لتنظيم القاعدة الذي انبثق من تجمعات ما عرف باسم الأفغان العرب، له الكثير من الكتب التي تعج بالمغالطات الفكرية والمنطقية في بعض الأحيان. فيكفي لتبيان هول هذه المغالطات قراءة كتابه: (آيات الرحمن في جهاد الأفغان), حيث كان فيه أول من خرج بزعومات غريبة وقصص تبلغ حد الأسطورة عن أولئك الذين تمشي فوق أجسادهم الدبابة ولا يصيبهم أذى, وعن الأسلحة الخالية من الذخيرة ومستمرة في إطلاق النار, وعن الرصاص الذي لا يصيب المجاهدين بل يسقط في جيوبهم دون أن يصيبهم بأذى, وعن الطيور التي كانت تحارب الطائرات معهم في أفغانستان... إلى آخر الكتاب الذي يروي (كرامات) المجاهدين كما قال. وعندما يحاول المرء أن يلتمس للرجل العذر في أكاذيبه و يحاول تبريرها بالظرف التاريخي للحرب الأفغانية.. الخ يصطدم بذلك الوصف الخلوق للشهيد عبد الخالق محجوب (شهيد أفضل الجهاد بكلمة الحق عند السلطان الجائر) للرجل الشريف الذي لا يزور أفكار الآخرين ليغلبها بل يصارع الفكرة بالفكرة ويدحضها بالمنطق والعقل والبرهان. والرجل (عبد الله عزام) احترق في نهاية حياته بالنار التي أشعلها هو نفسه في بداية الأمر، فقد جاء مقتله بانفجار سيارة مفخخة في نهاية ثمانينيات القرن الماضي وسط انقسامات (المجاهدين) في أفغانستان يومئذ. ولم يعرف مرتكب هذه الجريمة حتى اليوم. وبعيداً عن التتبع التاريخي لعبد الله وكتابه, فالذي يثير الاستغراب هو تبرؤ أهل الرابطة الشرعية منه أو إهمالهم له، فهم وبعد اعتدائهم الصارخ على أبسط حقوقه في الملكية الفكرية لما جاد به عليه يراعه، بنسخهم لبيانهم عن كتابه دون مجرد الإشارة إليه (ولعلهم قرأوا الكتاب على عجالة فلم يتعلموا منه منهج الإشارة إلى المصدر وتلك أبسط قواعد الأمانة الفكرية والخلقية أيضاً)، تجاهلوه مرةً أخرى على لسان متحدثهم السيد محمد عبد الكريم الأستاذ بجامعة الخرطوم- الذي لا أدري كيف فاتت عليه ملحوظة الإشارة إلى مصدر النقل النصي وهو الأستاذ بأم الجامعات السودانية- عندما تبارى في تعديد الفتاوى بتكفير الشيوعيين ونسبتها إلى أصحابها, فذكر فتوى مجمع الفقه في رابطة العالم الإسلامي، وفتوى الشيخ محمد نجيب المطيعي ونسبها في حذق لغوي ماهر يليق بخطيب وأستاذ جامعي لمادة مطلوبات الجامعة بجامعة الخرطوم، إلى علماء الأزهر حتى تحسب أنهم جميعاً أصحاب الفتوى، ولم ينس حتى فتوى الشيخ ابن باز، بينما لم يرد اسم الشيخ عبد الله عزام على ذكر بتاتاً. وهو صاحب النص والمعنى!!! عجباً كيف تحكمون. لكن التبرؤ الشديد, بل استنكار مجرد الحديث عن وجود تنظيم للقاعدة بالسودان فيما تلا من حديث يلقي ظلالاً كثيفة للشك. فلماذا تنكر الرابطة مرجعياتها الفكرية (والنصية نقلاً) وتتجاهل ذكرها أو مجرد الإشارة إليها. فهل هو مبدأ التقية يا ترى؟؟!

    وفي كل الأحوال لا أطمح إلى نقاش ما ورد في فتوى وبيان التكفير بنفي التهمة عن الحزب، فالحزب ككيان سياسي هو مؤسسة محايدة تماماً تجاه الدين وليس له موقف سلبي أو ايجابي تجاه أحد الأديان أو ضد الآخر سوى الاحترام اللازم منه كمؤسسة سودانية لإحدى وسائل الإدراك الاجتماعي والوعي الحقوقي المتأصلة في المجتمع السوداني. فالأسئلة التي يجيب عنها الدين- أي دين- هي خارج نطاق عمل الحزب وفكره ومنهج تحليله. لا كفاءة له على الإطلاق في محاولة الإجابة عنها. فميدان عمل الحزب هو حياة الناس والنضال السياسي لأجل إيجاد واقع أفضل بالنسبة لهم, لا شأن له بمعتقداتهم ودياناتهم، بل هم في ذلك أحرار لهم مطلق الحرية في أن يعتقدوا ما يشاءون. وفي ذلك كانت مقولة لينين المفترى عليه في بيان الرابطة: "أن الدين مسألة شخصية". ولعل السيد محمد عبد الكريم الأستاذ الجامعي بجامعة الخرطوم الذي تحدث مطولاً عن محاكمة الحزب بجرم (الماركسية) واتهامه بأفكار ماركس وكأن التفكير والفكر تهمة، أزعج نفسه قليلاً بالتعرف إلى أفكار هذا الماركس في كتب ماركس (وهي ليست كثيرة بالمناسبة) وعرف موقفه الحقيقي من الدين, وأن الحزب ليس مؤسسة دينية ما لتدعو للإلحاد أو تروج له بل إنه اتحاد طوعي بين مواطنين يسعون لتحقيق أهداف معينة في مجتمعهم مستخدمين منهج التحليل هذا لمعاونتهم في الوصول إليها, مسترشدين بفكر يحسبون فيه أنه يقودهم نحو آفاق أرحب للعدالة والسلم الاجتماعي. فليست معركة الشيوعيين ولا معركة الماركسية هي معركة بين السماء والأرض, ولا معركة بين رجل الدين والفيلسوف, بل هي معركة أخرى كل وقائعها تدور هنا على الأرض بين الكادحين ومن ينهبونهم. أنه صراع الطبقات الذي يعنيهم لا صراع الأديان, إن صح مثل هذا التعبير.

    لكن الغرض الواضح للرابطة التي نفى عنها السيد محمد عبد الكريم أن تكون واجهة لعمل سياسي ما، لإصدار هذا البيان ونشر الفتوى هو ما قاله هو نفسه بأن الذي أزعجهم ودعاهم لإصدار هذا البيان, أن الناس بدأوا يتساءلون ويندفعون للانضمام إلى الحزب استجابة لدعوته للانضمام إليه. فالسؤال هنا: ما الذي يزعج مثل هذه الرابطة التي لا شأن لها بالسياسة والعمل السياسي في تدافع الناس للانضمام لحزب سياسي رأوا أنه يمثلهم ويصارع من أجل استرداد حقوقهم واستعادتها؟؟ ولماذا تأتي بفتوى (تقطع نسبها إلى صاحبها وتتجاهل ذكره) لتوقف هذا التدافع وتحذر الناس منه؟؟ أ كل هذا بدون غرض سياسي ما؟!

    أما ما تلا ضجة بيان الفتوى ومؤتمرها الصحفي فكان مواقف التأييد والتضامن الواسعة مع الحزب. فصدر بيان من حركة حق عدّد حوادث التكفير وتضامن بصورة عامة مع الحزب الشيوعي, مبيناً أن المعركة ليست معركته وحيداً, وتدافعت وفود الأحزاب السياسية إلى المركز العام للحزب.. وصدر أيضاً بيان عن السيد الصادق المهدي حول ظاهرة التكفير. وهذا الأخير هو ما أود الحديث عنه.

    فبيان (الحبيب الإمام رئيس حزب الأمة السيد) الصادق المهدي لم يرفض التكفير بصورة مبدئية كمحاكمة للضمير وسيف مشرع على رقاب الأفكار, بل دعا إلى تنظيم هذه الظاهرة بوضعها في ساحات المحاكم للبت فيها بإجراءات محددة واتهامات محددة!! وبعيداً عن هول فحوى ما ورد في الجملة السابقة نتساءل إن كان السيد (الحبيب الإمام) الصادق يقيم وزناً أو يحمل احتراماً لقرارات المحاكم ويلتزم بها.. وفي البال تجاهله لتنفيذ قرار المحكمة العليا وهو على سدة أعلى المناصب التنفيذية بالبلاد, عندما لم يخجل حينها من التصريح علناً بعدم نيته في تطبيقه بدعوى أنه حكم تقريري غير ملزم به. و الان يتجاهل السيد الصادق أن التكفير ذات نفسه ليس حكماً قضائياً ولا عقوبة لتوقعها المحاكم, بل هو حكم على شأن من خبايا ضمير الإنسان، و خافية نفسه وضميره. و أن إباحة ممارسته بأي شكل كانت هي مقصلة موضوعة على رقاب المفكرين والسياسيين وإن تدثرت واختفت تحت إجراءات التنظيم التي يدعو إليها. وهو أخطر مهددات الأمن الفكري في المجتمع, ولا أعني بذلك عند وصوله لمرحلة الفعل العنيف وممارسة العدوان المباشر, بل يكفيه تسببه في إصابة الفرد بحالة من العطالة الفكرية والسلبية والانزواء الاجتماعي والانغلاق على الذات ورفض كل آخر أو مخالف, فربما يحمل ذاك في دواخله بعضاً من بذور الكفر. فلا فرق على الإطلاق يا سيادة (الإمام) بين التكفيريين الرسميين والتكفيريين (السداح مداح) كما ورد في بيانكم (الكريم).

    ثم يدخل بيان السيد الإمام في جوهر موضوع الشيوعية والكفر, فيؤكد أولاً على أن الشيوعية تقوم على مبادئ لا مكان للوجود الإلهي فيها!! دون أن يوضح لنا سيادته كيف؟ فلم ندر هل يتحدث عن الماركسية وأصولها الثلاثة أم عن الشيوعية كنظام اقتصادي أم عن ماذا بالضبط. ثم يغازل الحزب بكلمتين (طق حنك) تنفي عنهم تلك الصفات التي سبق وأثبتها على اسمهم من باب تثبيت التضامن, ولكأن الأمر (بيت بكا)، والشيوعيون هم أهل الفقيد فلابد من تقديم التعزية لهم و(شيل الفاتحة) ولو مجاملة أو من باب الكسب السياسي.

    ثم يأتي بصورة سريعة- وكأنها خجلة- على ذكر حادثة حل الحزب الشيوعي في الستينيات والتي أطلق فيها السيد (الحبيب الإمام) الصادق المهدي العقال لقوى الهوس الديني بدعوى الانفعال, كما صرح لمجلة طلاب جامعة الخرطوم عام 1985, أو من باب الكيد والأغراض السياسية كما يعترف الآن. ثم يتجه الصادق المهدي إلى توضيح أن الحزب اتجه بوضوح إلى احترام القيم الدينية مسبوقة بالقيم الوطنية، والديمقراطية، والملكية الفردية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي (كأنهم لم يكونوا كذلك من قبل وكأن الاتحاد السوفيتي كان يمنعهم من ذلك مثلاً وينصاعوا هم صاغرين), ودلل على ذلك بأن قادته صاروا يبدأون خطاباتهم بالبسملة وبتحية الإسلام في حديث أقل ما يقال عنه إنه سخيف واستنتاج أبسط ما يقال عنه إنه مغرض. فالسيد (الأمام الحبيب) الصادق لم يوضح لنا كيف يكون البدء بالبسملة دليلاً على احترام الملكية الفردية, ولا قال لنا صراحة متى جانب الحزب الشيوعي السوداني احترام القيم الدينية والقيم الوطنية أو تقاعس عن الدفاع عن الديمقراطية وهو الذي دفع نصيبه الوافر فوق هامات المقاصل من أجل الدفاع عنها؟؟.

    هذا البيان التضامني, إذا صح فهمي له, لم يخرج للأسف من دائرة الكهنوت ولغة الإسلام السياسي التي استساغها السيد (الإمام الحبيب) رئيس حزب الأمة. فلا تضامن مع الحزب ولا قطع دابر ظاهرة التكفير (بل دعا للأسف إلى تقنينها).

    ولعل السيد (الحبيب الإمام) في بيانه الكهنوتي هذا قد نسي أن بعضاً من الحملة المسعورة التي تشنها جماعات الهوس الديني والإسلام السياسي مردها موقف الحزب الواضح من قضية فصل الدين عن الدولة والسياسة, وهو ما وقّع مصدقاً عليه حزب السيد (الحبيب الأمام) في ميثاق أسمرا للقضايا المصيرية 95 في ستة بنود جلية لا لبس فيها.

    ولعلها كانت الرغبة في المشاركة في هذا المولد بقول شيء- أي شيء- فكان هذا البيان الذي أفضل منه الصمت.

    ولك الشعب يا حزب الشيوعيين السودانيين...

    وختاماً نتذكر الحوار الذي جرى أثناء محاكمة قاتل فرج فودة:

    لماذا اغتلت فرج فودة؟

    القاتل: لأنه كافر.

    ومن أي من كتبه عرفت أنه كافر؟

    القاتل: أنا لم أقرأ كتبه.

    كيف؟

    القاتل: أنا لا أقرأ ولا أكتب.


    http://alakhbar.sd/sd/index.php?option=com_content&task...w&id=8153&Itemid=340
                  

09-08-2009, 00:45 AM

Adil Isaac
<aAdil Isaac
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 4105

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب تكفير الشيوعيين ... الامام الصادق و لؤم الجلوس على مائدة السياسة للاكل من قصع (Re: Amjed)

    ثم يتجه الصادق المهدي إلى توضيح أن الحزب اتجه بوضوح إلى احترام القيم الدينية مسبوقة بالقيم الوطنية، والديمقراطية، والملكية الفردية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي (كأنهم لم يكونوا كذلك من قبل وكأن الاتحاد السوفيتي كان يمنعهم من ذلك مثلاً وينصاعوا هم صاغرين), ودلل على ذلك بأن قادته صاروا يبدأون خطاباتهم بالبسملة وبتحية الإسلام في حديث أقل ما يقال عنه إنه سخيف واستنتاج أبسط ما يقال عنه إنه مغرض. فالسيد (الأمام الحبيب) الصادق لم يوضح لنا كيف يكون البدء بالبسملة دليلاً على احترام الملكية الفردية, ولا قال لنا صراحة متى جانب الحزب الشيوعي السوداني احترام القيم الدينية والقيم الوطنية أو تقاعس عن الدفاع عن الديمقراطية وهو الذي دفع نصيبه الوافر فوق هامات المقاصل من أجل الدفاع عنها؟؟.

    عزيزي أمجد...تحياتي.

    الصادق المهدي سياسي يتبنى الإسلام السياسي و تضامنه مع الحزب الشيوعي ملون بهذا المنهج الذي يفرض عليه عدم درأ تهمة الإلحاد تماما عن الحزب الشيوعي..والإبقاء عليه بل ألإستمتاع بحصره في خانة الدفاع عن النفس للأبد...و تاريخياً هذة سياسة نجحت فيهاالأحزاب الدينية لحد كبير و لن تتوقف....والصادق وأمثاله سيظلون يرفعون هذا السلاح الذي لا يفوقه الكيزان, سوى في الكفاءة و القدرة على إستعماله..

    مجرد وجود الحزب الشيوعي في خانة الدفاع بشأن قيم الشعب بما فيها, بل أهمها الدين, هو أنتصار لأمثال الصادق المهدي لن يتنازل عنه لمجرد الدفاع عن الديمقراطية التي قتلها يوما ما عندما ساهم في حل الحزب الشيوعي....ظنا أنه سيحكم بعيدا عن إزعاجهم...ولكن في السودان مثل أفاعيله هذة ساهمت في إبعاده عن حبيبته السلطة لمدد طويلة,,,و هذة ربما تكون دافعه للحفاظ على الحقوق الديمقراطية بما فيها حق الإعتقاد..يوما ما !!

    المرة الأخيرة التي وضعت مسالة التكفير أمام المحاكم...برأت المحكمة الأستاذ محمود محمد طه من تهمة الكفر و لكن بعد إعدامه بواسطة محكمة سابقة....هل يريد الصادق إعادة هذا المسلسل الكريه مرة أخرى....؟ يستحيل وجود ديمقراطية تحت ظل التكفير...

    (عدل بواسطة Adil Isaac on 09-08-2009, 01:22 PM)

                  

09-08-2009, 02:41 AM

سيف النصر محي الدين محمد أحمد

تاريخ التسجيل: 04-12-2011
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب تكفير الشيوعيين ... الامام الصادق و لؤم الجلوس على مائدة السياسة للاكل من قصع (Re: Adil Isaac)

    مقال جيد.
                  

09-08-2009, 05:54 AM

عوض محمد احمد

تاريخ التسجيل: 12-12-2005
مجموع المشاركات: 5566

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب تكفير الشيوعيين ... الامام الصادق و لؤم الجلوس على مائدة السياسة للاكل من قصع (Re: سيف النصر محي الدين محمد أحمد)

    العزيز امجد
    سلام و مودة

    كل من طبل و مد يده لقوى الهوس و التكفير احترق بنارها بدءا من السيد عزام الذى قتلته احد
    جماعات المجاهدين. و فى السودان تعرض شيخ النيل لاستتابة مذلة امام محكمة جراء اتهامه بالتشيع و هو احد مهندسى محاكمة و اغتيال الاستاذ محمود م طه و هناك الاعلامى الذى قت لقبل سنوات و كان من مؤيدى تلك الجماعات.
    بيد اننى ارى انك قد قسوت قليلا على الامام الصادق فبيانه متوازن و مقبول ما عدا حكاية جلب قضايا الايمان و الكفر للمحاكم و لم يكن قوله فيها سوى راى يمكن مراجعته. بيان الامام يستحق التثمين عاليا
    و يستخق الامام ان نشكره على هذه الوقفة الشجاعة امام غول التكفير. و يجب الا ننسى ان المهدى فى النهاية يقود حزبا ان لم يكن دينيا فهو ليس علمانيا البتة (و الطلعت من كيسو ما شوية!)
    ما يستخق غضبتك يا امجد هم الاقرب فكريا من كثير من ادعياء التقدم و العلمانية ممن عجزوا عن اخراج كلمة تضامن واحدة اما جبنا او محاولة للتكسب الرخيص. بل حاول بعض منهم اجتراح نقاشات فكرية هذا ليس اوانها حول الحاد الماركسية و ايمانها.
                  

09-08-2009, 08:00 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب تكفير الشيوعيين ... الامام الصادق و لؤم الجلوس على مائدة السياسة للاكل من قصع (Re: عوض محمد احمد)

    سلام امجد ومقال ممتاز


    هل هذا الموقف الفكري المتقدم سيتبعه موقف سياسي من هذا السياسي الانتهازي التكفيري ؟؟
                  

09-08-2009, 08:50 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1302

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب تكفير الشيوعيين ... الامام الصادق و لؤم الجلوس على مائدة السياسة للاكل من قصع (Re: Abdel Aati)

    الكرام / صاحب البوست وضيوفه الكرام.


    لكم تحياتي

    حرية الاعتقاد وعدم الاعتقاد، والفكر والتفكير، حق اصيل لكل بني البشر لا يجوز التهاون فيها او التفريط ولا الافراط ، وكل من يحاول الالتفاف علي هذا المبدأ من كل الاوجه، فهو انتهازي لا اخلاق له ولا ضمير..
                  

09-08-2009, 11:02 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب تكفير الشيوعيين ... الامام الصادق و لؤم الجلوس على مائدة السياسة للاكل من قصع (Re: جمال المنصوري)

    لللجميع تحياتي و شكري على المرور و نعود للنقاش
                  

09-08-2009, 11:07 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب تكفير الشيوعيين ... الامام الصادق و لؤم الجلوس على مائدة السياسة للاكل من قصع (Re: Amjed)

    العزيز عادل (شنو حكاية ايمن دي ياخ)
    الصادق المهدي يتجاهل جاهلاً او بقصد رؤية أن الطريق الذي يسير في التكفير ينتهي بالجميع الي الهاوية و يفتح باباً للاستلاب الفكري الذي يغذي نيران العنف
    و سيكون هو الاقرب اليها بعد الانتهاء من فلول العلمانيين و الكفرة الصراح
    فهل الصادق ينسى أن سيطان التكفير نفسه قد طالته من قبل و هي قد تطاله مرة اخرى عبر الاجراءات التنظيمية للتكفير في المحاكم
    ام انه يراهن على نفوذه الطائفي و الديني لحمايته من مثل هذا المصير
                  

09-08-2009, 11:25 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب تكفير الشيوعيين ... الامام الصادق و لؤم الجلوس على مائدة السياسة للاكل من قصع (Re: Amjed)

    شكراً عادل للمرور

    لا علم لي بالطبع بالموقف السياسي الذي سيتأخذه الصادق المهدي
                  

09-08-2009, 11:26 AM

abubakr salih
<aabubakr salih
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 8834

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب تكفير الشيوعيين ... الامام الصادق و لؤم الجلوس على مائدة السياسة للاكل من قصع (Re: Amjed)

    Quote: فبيان (الحبيب الإمام رئيس حزب الأمة السيد) الصادق المهدي لم يرفض التكفير بصورة مبدئية كمحاكمة للضمير وسيف مشرع على رقاب الأفكار, بل دعا إلى تنظيم هذه الظاهرة بوضعها في ساحات المحاكم للبت فيها بإجراءات محددة واتهامات محددة!! وبعيداً عن هول فحوى ما ورد في الجملة السابقة نتساءل إن كان السيد (الحبيب الإمام) الصادق يقيم وزناً أو يحمل احتراماً لقرارات المحاكم ويلتزم بها.. وفي البال تجاهله لتنفيذ قرار المحكمة العليا وهو على سدة أعلى المناصب التنفيذية بالبلاد, عندما لم يخجل حينها من التصريح علناً بعدم نيته في تطبيقه بدعوى أنه حكم تقريري غير ملزم به. و الان يتجاهل السيد الصادق أن التكفير ذات نفسه ليس حكماً قضائياً ولا عقوبة لتوقعها المحاكم, بل هو حكم على شأن من خبايا ضمير الإنسان، و خافية نفسه وضميره. و أن إباحة ممارسته بأي شكل كانت هي مقصلة موضوعة على رقاب المفكرين والسياسيين وإن تدثرت واختفت تحت إجراءات التنظيم التي يدعو إليها. وهو أخطر مهددات الأمن الفكري في المجتمع, ولا أعني بذلك عند وصوله لمرحلة الفعل العنيف وممارسة العدوان المباشر, بل يكفيه تسببه في إصابة الفرد بحالة من العطالة الفكرية والسلبية والانزواء الاجتماعي والانغلاق على الذات ورفض كل آخر أو مخالف, فربما يحمل ذاك في دواخله بعضاً من بذور الكفر. فلا فرق على الإطلاق يا سيادة (الإمام) بين التكفيريين الرسميين والتكفيريين (السداح مداح) كما ورد في بيانكم (الكريم).


    ملاحظة مهمة جدا و محلها، و تكشف تأخر السيد الامام عن الموقف الواجب من حرية الضمير
                  

09-08-2009, 11:18 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب تكفير الشيوعيين ... الامام الصادق و لؤم الجلوس على مائدة السياسة للاكل من قصع (Re: جمال المنصوري)

    شكراً سيف ...

    أستاذي عوض
    الموقف الان يستلزم الوضوح الكامل لا يمكن أن نصطف و لو للحظة في هذه المعركة مع شخص ما يمكن له أن يبرر الحكم على الضمائر او محاسبة البشر بما في خبايا نفوسهم
    اما عن اولئك الذين سميتهم الاقرب فكرياً يا استاذي فهم و ان تلبسوا لبوس القرب في بعض الاحيان و ان كانت خطوط الصراع ضد قوى اليمين الديني تتقاطع معهم احياناً
    فانك تجدهم الابعد فكراً و موقفاً عنا
    الا انهم سقطوا في وحل جماعات التكفير نفسها بنقاش المحظور في السياسة (كما وصفه المرحوم الخاتم)
    بمحاولة دمغ فكر سياسي معين بقضية فردانية مثل الايمان و الكفر.


    تحياتي مرة اخرى
                  

09-08-2009, 11:36 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب تكفير الشيوعيين ... الامام الصادق و لؤم الجلوس على مائدة السياسة للاكل من قصع (Re: Amjed)

    Quote: حرية الاعتقاد وعدم الاعتقاد، والفكر والتفكير، حق اصيل لكل بني البشر لا يجوز التهاون فيها او التفريط ولا الافراط ، وكل من يحاول الالتفاف علي هذا المبدأ من كل الاوجه، فهو انتهازي لا اخلاق له ولا ضمير..


    و نعم القول يا جمال

    (عدل بواسطة Amjed on 09-08-2009, 11:39 AM)

                  

09-08-2009, 01:28 PM

Adil Isaac
<aAdil Isaac
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 4105

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب تكفير الشيوعيين ... الامام الصادق و لؤم الجلوس على مائدة السياسة للاكل من قصع (Re: Amjed)

    Quote: العزيز عادل (شنو حكاية ايمن دي ياخ)


    دة جن اخر الليل ياأيمن....أسف و تعديل سريع....:)ابقى بخير
                  

09-08-2009, 02:41 PM

Adil Isaac
<aAdil Isaac
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 4105

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب تكفير الشيوعيين ... الامام الصادق و لؤم الجلوس على مائدة السياسة للاكل من قصع (Re: Adil Isaac)

    للمقارنة......
    الصحافة
    مريم عبد الرحمن تكس
    في مقدمة دستور 5002م الانتقالي تمَّ التأكيد على أن الله وهبنا الحكمة والارادة لانجاز اتفاقية السلام الشامل التي وضعت حداً قاطعاً لاطول نزاع في القارة الافريقية، هذه الحكمة التي وهبها الله للمتصارعين هي التي قادت الى دستور 5002م التي استهدت بدستور السودان العام 8991م و«تقديرا» لمؤتمر الحوار ومبادرة الحوار الشعبي الشامل واتفاقيات السلام والمصالحة الوطنية خاصة اتفاقية القاهرة الموقعة في يونيو 5002م- بهذا أُعلن اعتماد الدستور قانوناً أعلى تُحكم به جمهورية السودان خلال الفترة الانتقالية ونتعهد بحمايته واحترامه وقد أدى المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية القسم الآتي نصه: «أنا... أقسم بالله العظيم بوصفي رئيساً لجمهورية السودان أن أكون مخلصاً وصادقاً في ولائي لجمهورية السودان وأن أودي واجباتي ومسؤولياتي بجد وامانة وبطريقة شورية لترقية ورفاهية وتقدم الأمة وأن التزم بالدستور وأحميه وأحافظ عليه وأن اراعي قوانين جمهورية السودان وأن أدافع عن سيادة البلاد وأن أعمل لوحدتها وأوطد دعائم نظام الحكم الديمقراطي اللا مركزي وأن أصون كرامة شعب السودان وعزته والله على ما أقول شهيد».
    الحزب الشيوعي أتى ضمن اتفاق القاهرة المضمن في الدستور وادى نوابه القسم في البرلمان على ذات كتاب الله الكريم القرآن المجيد الذي ادى عليه الأخ رئيس الجمهورية القسم وصاروا جزءاً من سيادة البلاد الملتزمة بالدستور هذا الدستور الانتقالي لم يكن فقط مزاوجة بين اتفاق السلام الشامل ودستور 8991م بل لأول مرة في تاريخ السودان تُضمن وثيقة الحقوق في دستور سوداني وقد ورد في الباب الثاني -ماهية وثيقة الحقوق.
    72-«1» تكون وثيقة الحقوق عهداً بين كافة أهل السودان وبينهم وبين حكوماتهم على كل مستوى والتزاماً من جانبهم بان يحترموا حقوق الانسان والحريات الاساسية المضمنة في هذا الدستور وأن يعملوا على ترقيتها وتعتبر حجر الاساس للعدالة الاجتماعية والمساواة والديمقراطية في السودان.
    2- تحمي الدولة هذه الوثيقة وتعززها وتضمنها وتنفذها.
    3- تعتبر كل الحقوق والحريات المضمنة في الاتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية لحقوق الانسان والمصادقة عليها من قبل جمهورية السودان جزءاً لا يتجزأ من هذه الوثيقة.
    4- تنظم التشريعات الحقوق والحريات المضمنة في هذه الوثيقة ولا تصادرها او تنتقص منها.
    إذاً الحزب الشيوعي له كافل وضامن وهذا ما أدهشني من تصرف قامت به جماعة الجريف غرب بشأن افتتاح دار الحزب الشيوعي ودهشتي نابعة من فطرة الانسان القروي البسيط ذلك ان اهلنا في القرية التي لا تعرف الحكومة عنها شيئاً يقومون بحماية ما يعتقدون انه حماهم وعرفهم وتقاليدهم بطريقة اكثر منطقية من جماعة الجريف غرب ذلك عندما يفد شخص «غريب» للقرية يراقبه الناس وتزداد حساسية مراقبتهم اذا اتى هذا القريب للدعوة لامر ما او ادعى قدرة على العلاج أو حتى لو كان معجباً بوسامته وارد ان يستغلها في هذه الحالات يُركز أهل القرية على من استضافه منهم لان ليس في القرية استراحات ولا نُزل عامة ولا بيوت للايجار «فالغريب» قطعاً ضيفاً على أحد اهل القرية وضيافة «القريب» الذي يأتي لدعوة او ممارسة اي شيء خارج عن المألوف تجعل المضيف يتحمل عبء حمايته والمسؤولية الاخلاقية عن كل ما يصدر منه واذا تجرأ هذا الضيف على أعراف وتقاليد أهل القرية فانهم يحذرون مضيفه ويلقون عليه اللوم ويأمرونه بمعالجة الامر وتصحيح الوضع ولا يتجاوزنه ابداً الى ضيفه والحزب الشيوعي قطعاً ليس ضيفاً على الجريف بل هم مواطنون لهم مطلق الحرية في اي شبر في السودان لكن وجه الشبه لو ان جماعة الجريف غرب التي استنكرت وجود الحزب الشيوعي نظرت الى من ورائه لما اصطدمت به بل لجأت للدستور وللقانون الذي يحمي الحزب الشيوعي وساعتها سيأخذ الجدل طابعاً آخر لكن كونهم يبسطوا سيادتهم على حيز جغرافي ضيق في الجريف غرب الذي هو تحت طائلة الدستور وسيادة رئيس الجمهورية فهذا امر لا يعقل. الحزب الشيوعي موجود في الموردة حيث مقر البرلمان الذي يجعل الاستاذ سليمان حامد يتمتع بالحصانة ويقرر ويقول بسيادة كاملة ما يشاء في الشأن الوطني وخرطوم «2» ايضا تحت مظلة الدستور وسيادة رئيس الجمهورية حيث توجد الدار الرئيسية للحزب الشيوعي فلماذا لا يمارس الحزب الشيوعي نشاطه في الجريف ويمارسه في الموردة او خرطوم «2» أو مدني أو عديلة.. الخ إن دستور البلاد كفل الحق للحزب الشيوعي كما للجماعات الاخرى بما فيها الاسلامية كفل لهم حرية التنظيم والرأي والضمير، والسيد رئيس الجمهورية ادى القسم حامياً لهذا الدستور لهذا يصبح ما تعرضت له دار الحزب الشيوعي في الجريف غرب قضية لا تمس الحزب الشيوعي بل تمس اختصاصات رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان وكل القوى التنفيذية والتشريعية التي تعمل من أجل صيانة وحماية الدستور ووثيقة الحقوق التي لأول مرة في تاريخنا تصبح جزءاً من الدستور.
    إن العالم اليوم يعيش «قيمة» الانسانية العالمية و«قيمة» حقوق الانسان، المطلقة قيل عن الاولى إنها تعني ان المساواة الانسانية لا تحدها ولا تقيد من المزايا المترتبة عليها الحدود السياسية ولا الاختلافات الدينية ولا العنصرية ولا التنوعات ولون البشرة وما اليها، وقيل عن الثانية إنها تعني لا يجوز حرمان انسان أياً كان من الحقوق الثابتة له بمقتضى «الانسانية العالمية» وأن العالم الجديد سيجعل قوة نظامه الدولي الصاعد متوجهة الى حماية الانسان بهذا الاطلاق.
    إذا أحسنت الجماعات الاسلامية التي تدعي الحرص على الاسلام قراءة وثائق الحقوق الانسانية والتي هي في الاصل من جوهر وصميم روح الاسلام لكن العالم زاد عليها الهيكلة والحماية المقننة اذا أحسنت هذه الجماعات قراءتها فهي قطعاً في مصلحة المسلمين اينما وجدوا اذ بهذه الحقوق وحدها يمكن الدفاع عن الشعب المسلم في غزة وحماية المسلمين المضطهدين في الصين وبها وحدها كان يمكن لجماعة «يوكو حرام» تحقيق ما يريدونه من ثقافة خاصة وتعليم وبها وحدها يستطيع الحوثيون الاندماج في دولتهم لفعل ما يشاءون بفضل قيمة الحرية والنضال من أجلها، فالحرية قيمتها في أنها لك ولغيرك والعاجز عن تطوير عقيدته والدعوة لها بالحسنى يلجأ للعنف.
    ليس من مصلحة انسان يعتنق الاسلام حقاً ويرجو له مستقبلاً كما اراده الله «سيظهره على الدين كله» ان يقف متعمداً ضد حقوق الانسان المطلقة وقيمة الانسان العالمية لان هذه الحقوق هي السلاح الوحيد والقوي الذي يمكن ان يهزم به المسلمون مَنْ يضيق على المسلمين في انحاء العالم ويحول بينهم وبين ما يريدون.
    ولأُدلل على ما أقول ها هو رئيس جمهورية فرنسا يهب لنجدة الاستاذة لبنى عَيْرةً على حريتها بينما المواطن الالماني يقتل مروة الشربيني ضائقاً بحجابها متحدياً دستور المانيا الاتحادية الذي يعطي الحرية للمواطنين واغتيال حرية مروة الشربيني قيل قتلها سبب ازمة ضمير حادة في الاوساط الاوربية والعربية الثقافية والقانونية لن تنتهي الا بالاتفاق على مؤشرات لفهم منطقي لمعنى قيمة حقوق الانسان المطلقة او قيمة الانسان العالمية وهكذا بالحوار والتواصل الفكري الذي يتطلب شجاعة وثبات وعمل وجهد اكبر من التهديد والقتل ولا يثبت في ميدانه الا الراسخون في العلم -بهذا التواصل الفكري وحده يمكن للانسانية أن تصل الى قيمة الحرية التي تفضي إلى الحق والخير لكل الانسانية.
    من جهة أخرى الحديث عن تكفير الشيوعيين السودانيين يقودنا لسؤال مهم من أين أتى الشيوعيون السودانيون؟ إنهم رجال ونساء أنجبتهم أمهات وآباء سودانيون في القرى والمدن والبادية فقد ينجب الرجل السوداني ثلاثة أبناء ذكور يربيهم على الكرم والفضيلة والحياء العام حتى اذا شبوا وصاروا رجالا تفرقت بهم السبل الى الجامعات او العواصم الخارجية فيصادف أحدهم كتاباً أحمر في مكتبة ما أو عند صديق فيقرأه وتعجبه العدالة الاجتماعية فيعتنق الشيوعية مذهباً سياسياً فقط من أجل تغيير الواقع الاجتماعي، أما الثاني فقد يصادف شخصاً درس في الازهر أو صادف في مكتبة ما كتاباً للإمام حسن البنا أو الشهيد سيد قطب أو غيرهم فيتخذ المذهب الاسلامي السياسي وسيلة لتغيير الأمة واصلاح شأنها. أما الثالث فقد لا يصادف شيئاً وقد يصادف ولا يكترس ويكرس وقته اما للهلال او للمريخ وثلاثتهم ابناء رجل سوداني واحد رباهم على حب الخير ولا يوجد سوداني واحد مسلم أو غير مسلم اعتنق مذهباً آيديولوجياً أبعد من اطاره السياسي بما فيهم رجال الحركة الاسلامية والدليل واضح لم يستطع الشيوعيون تغيير ثقافة ونمط المجتمع السوداني وكذلك لم تنجح الحركة الاسلامية في السودان في ضبط المجتمع على النهج الاسلامي والناظر بعين متفحصة للمجتمع السوداني اليوم يجده سائراً في طريق الصرف تؤثر فيه الاحوال الاقتصادية ويطوف عليه طائف من القنوات الفضائية فيصبح مقلداً هنا وهناك.
    من بُعد آخر اذا جاز محاكمة نوايا الشيوعيين فهل مهاجمتهم بهذا الاسلوب هي السبيل الامثل لتخويفهم وصرفهم عن اهدافهم أم ان تصرف جماعة الجريف غرب كان هدية غالية للحزب الشيوعي، لأن التاريخ لمن يقرأه جيدا يخبرنا ان الافكار لا تبقى وتنتشر بقوة الا بعد اضطهاد اصحابها ولو تركت كل جماعة تعبر بحرية وصراحة دون خوف او ترقب عن افكارها لماتت كل الافكار السطحية ولتبقى في الارض ما ينفع الناس ولا اصدق قولاً من الحق عز وجل «فاما الزبد فيذهب جُفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض».
    وجماعة الجريف غرب اذا ارادت ان تقدم نفسها كجماعة حامية للاسلام تحمي عنه وتزود فانها اساءت للاسلام من حيث تدري او لا تدري لانه اولاً الاسلام علمنا ان «نجادلهم بالتي هي أحسن» وأن نقول «للناس حسنا» وحتى لفرعون امر ربنا موسى واخاه ان يقولا لفرعون «قولاً ليناً لعله يتذكر او يخشى» لم تتق الله تلك الجماعة في الدعوة الاسلامية في بلاد نصف سكانها شباب منفتح على العالم عبر العولمة والانترنت والفضائيات يؤمن بالحريات كافة كيف نقدم لهم نموذجاً للزود عن الاسلام بهذا الاسلوب اذا كنا نريد ان نبدد المخاوف عن الاسلام ودعاته وسوء الظن بمستقبل يكون للاسلام فيه نصيب؟! يجب ان ينتبه المفكرون المسلمون ويستنكروا الغلو والعنف وان يؤكدوا لعامة الشعب ان سبيلهم للاصلاح هو سبيل الدعوة بمساحة تامة وحكمة بالغة.
    يجب على من يتصدى للزود عن الاسلام ان يتحلى باخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي كان يحرص على الجغرافيا والمستقبل مهما كان الموقف حرجاً ومؤلماً بالنسبة له صلى الله عليه وسلم فها هو يوم الطائف يخرج من الطائف وهو العزيز الكريم يخرج مطروداً ويقول لجبريل وهو في تلك الحالة «عسى ان يخرج من اصلابهم من يعبد الله». ولم يهن عليه ان يطبق الاخشبيين على الطائف لتبقى الطائف من أجمل مدن الحجاز وليبقَ السيل الكبير الذي يفصل بين الاخشبيين مكاناً آمناً يحرم منه حجاج الجنوب ليدخلوا مكة آمنين.
    وليس ادل على حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على المستقبل من قصة الحديبية سنة «6» هـ، حينما ردته قريش عن العمرة في ذاك العام وشق على الصحابة الرجوع حينما أمرهم بعد كتابة العهد مع مشركي مكة قائلاً قوموا فانحروا فما قام منهم أحد حتى قال ثلاث مرات ولولا نصيحة السيدة أم سلمى رضي الله عنها التي انقذت الصحابة من اقسى واخطر لحظة كادت تعرضهم لغضب الله وهم الكرام الذين يحبون الرسول صلى الله عليه وسلم اكثر من أنفسهم وما كان الرسول الكريم الامين الرؤوف الرحيم ان يضعهم في ذلك الموقف لولا حرصه على الجغرافيا وعلى المستقبل لقد صبر ليدخل مكة عزيزاً كريماً لا فاتحاً مختالاً يجبر الخواطر لا يبحث عن تشفي «من دخل دار ابي سفيان فهو آمن».
    يجب أن يتصدى رئيس الجمهورية شخصياً لحماية الحقوق وأن يصدر اذا شاء مرسوماً يقضي بانشاء مفوضية لحماية الدستور حتى لو بقى شهر واحد من عمر الدستور هي الاخطر اذ فيها يختار الناس ويستفتون في أمور بالغة الاهمية والخطورة تتقطع الانفاس حين التفكير فيها فكيف اذا تم إنزالها الى قوانين وجداول عمل وواقع معاش يجب حمايتها من الجماعات التي تتطاول على القانون.
                  

09-08-2009, 11:14 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قراءة في كتاب تكفير الشيوعيين ... الامام الصادق و لؤم الجلوس على مائدة السياسة للاكل من قصع (Re: Adil Isaac)

    شكراً عادل
    هل تبصر معي السم في الدسم في المقال الذي اتيتنا به يا عادل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de