|
Re: أنا فهمتكم أي نعم فهمتكم ........ (Re: omer osman)
|
أَاااالاَن ..؟!!! نقلاً عن صحيفة الصحافة .. صلاح عووضة هو غلطان - ثُّم غلطان - من يقول إن الأنظمة التسلطية لا تُدرك الحق إلا حين يدركها الغرق ثم يأتي من الواقع ما يكذِّب قوله هذا.. ٭ ولو كان هذا الذي يأتي من الواقع مثل واحد فقط.. ٭ فلو وُجِد مثل هذا المثال الواحد لأضحى صاحب مثل هذا القول التعميمي غلطاناً، وكذاباً، ومفترياً.. ٭ وبما أننا نقول الشئ نفسه بأننا نكون - إذاً - غلطانين إذا جاء من يقول لنا: أرجوك اعتذر، لقد فعلها نظام متسلط بإحدى جزر المالديف قبل نحو خمسمائة عام من الميلاد.. ٭ لقد كشفت وثيقة تاريخية أن النظام الحاكم بالجزيرة تلك كان قد أصدر بياناً للناس يعتذر فيه عمَّا لحق بهم من ظلم وكبت وفساد طوال عشرين عاماً ويُخيِّرهم بين أن يبقى لتصحيح الأوضاع أو أن يذهب.. ٭ فنحن لا مانع لدينا من الاستشهاد بأي مثال يكذِّب قولنا هذا سواء في عصرنا الراهن، أو في العصور الوسطى، أو - حتى - في عصور ما قبل التاريخ.. ٭ أي مثال لنظام من هذه الشاكلة يدرك الحق قبل أن يدركه الغرق.. ٭ قبل أن يقول وهو يغرق: لقد أدركت غلطتي الآن وأنا من النادمين.. ٭ ثم يكون آخر ما يسمعه - رداً على قوله هذا - مثل ذاك الذي سمعه فرعون لحظة غرقه في اليم.. ٭ وإن كان الذي سمعه فرعون قد جاء على لسان الحق تعالى، فإن الذي يسمعه النظام الغارق يجئ على ألسنة الشعوب.. ٭ هو تساؤل استنكاري عريض مختزل في كلمة (أَلاَن؟!!).. ٭ وبالأمس القريب صرخ أبناء الشعب التونسي بالكلمة هذه في وجه رئيسهم حين اعترف لهم - في خطابه الأخير - بأخطائه تجاههم طالباً منهم مهلة (رئاسية!!) لإصلاح الأوضاع.. ٭ طالباً منهم مهلةً يشيع فيها (الحريات)، ويحارب فيها (الفساد)، ويُراعي فيها (ظروف) الناس، ويُلغي فيها ترؤسه عليهم (مدى الحياة).. ٭ ونسى الرئيس (الهارب!!!) هذا أن شعبه كان قد أمهله عشرين عاماً ونيفاً لكي يفعل هذا الذي وعدهم به - في لحظات حكمه الأخيرة - إلا أنه كان مصراً على السياسة الفرعونية الشهيرة: (ما أُريكم إلا ما أرى).. ٭ هو لم يفق من سكرة السلطة إلا حين إهتز عرشه من تحت قدميه ليُبصر - من ثَّم - مطالب شعبه دون غشاوة على عينيه.. ٭ وحين صرخ الشعب في وجهه: (أَاالاَن؟!) ولىَّ (هارباً!!) و(غرق!!) نظام حكمه.. ٭ وكذلك نميري لم يفق من سكرة (التفرّعن) إلا عندما انفجر الشارع - بعد طول (كبتٍ) - لتُبشِّر أجهزة إعلامه الناس بتحسين أوضاعهم المعيشية.. ٭ وفي لحظات غرق النظام المايوي كانت الإذاعة تتلو بياناً من نائب نميري - ورئيس جهاز الأمن - عمر محمد الطيب يقول فيه إن الرئيس القائد سوف يعود إليكم بـ(خير كثير!!) من أمريكا.. ٭ وصرخ الشعب في وجه مايو: (أَااالاَن)؟!.. ٭ وصرخة الشعب السوداني هذه كانت قد سبقتها صرخة مماثلة في وجه نظام عبود وهو يغرق، إلا أن قناة الجزيرة وصفت صرخة التوانسة بأنها الأولى في الوطن العربي.. ٭ ولا أدري إن كانت الجزيرة قد (نسيت) انتفاضتيّ الشعب السوداني هاتين، أم أنها (تناست!!) بدافعٍ من عدم الاعتراف بالذي (يدوشنا!!!) به منبر (الاستعراب) الانفصالي آناء الليل وأطراف النهار؟!.. ٭ أم أنها تناست ذلك بدافعٍ من عدم الاعتراف بـ(عروبتنا!!)؟!.. ٭ ولكن عدم الاعتراف هذا - على أية حال - يدعم موقفنا الرامي إلى ضرورة (الاعتراف!!) بحضارتنا السودانيوية ذات السبعة آلاف من الأعوام.. ٭ حضارة تضرب بجذورها عميقاً في تربة التاريخ وتشمخ فروعها في حاضرنا؛ عزةً وأنفةً وكبرياء.. ٭ تشمخ بفروعٍ ذات ظلٍّ (حضاريِّ) لا يقتصر على النوبيين وحسب - نفياً لتهمة تعنصّرٍ يسعى لإلصاقها بنا البعض - وإنما يشمل أبناء شعبنا أجمعين.. ٭ هم جميعهم - أي أبناء هذا الشعب - هم أحفاد بعنخي وطهارقا وشبتاكا.. ٭ وهم - للسبب هذا - كانوا (سبَّاقين) في ابتداع وسيلة الهبّة الجماهيرية لـ(إغراق!!) الـ(متفرعنين!!!).. ٭ ثم الصياح في وجوههم عند زوال سكرة (الفرعنة!!) من تلقائهم: (أَااالاَن؟!!).. ٭ فما حدث في تونس - إذاً - قد يكون سابقةً هي الأولى من نوعها لدى العرب.. ٭ ولكن لدى شعوب العالم الثالث كافة فإن انتفاضتيّ اكتوبر وأبريل السودانيتين هما سابقتان (موثَّقتان!!).. ٭ وتبقى الفرضية المستخلصة من مثل الانتفاضات هذه هي (عدم الاتِّعاظ!!!!) من تلقاء أنظمة مشابهة.. ٭ فلو أن نظاماً تسلطياً واحداً بقىَ قائماً بين أنظمة (غرقت!!) كلها في محيطه الإقليمي لظل (مكابراً) يردد على مسامع شعبه مقولة فرعون: (ما أُريكم إلا ما أرى).. ٭ وأكون غلطاناً وكذاباً ومفترياً - كما قلت من قبل - إذا أُفحمتُ بمثال واحدٍ فقط لنظام أدرك الحق قبل أن يُدركه الغرق.. ٭ قبل أن يصيح مثل بن علي: الآن أدركت خطأي وعرفت قيمة (العدل!!) و(الحرية!!) و(المساواة!!) و(التداول السلمي للسلطة!!!!).. ٭ وقبل أن يُصاح فيه: أَاااالاَن؟!!!!
| |
|
|
|
|
|
|
|