|
رغبات مقتولة ...
|
رغبات مقتولة!! بعد سنوات‚ لا تكون مشغولا بعددها تكون‚ قد تآلفت مع المكان‚ مع الشارع الضيق الذي يقود موقع رأسك في الليل‚ الى بداية الطريق الكبير المهيأ بالضجيج وهذيان الانتماء للوجود‚ تشعر انك في حالة عالية‚ غارقة في التسامح الذاتي والحب مع جغرافيا الاشياء‚ او كان روحك تحلق بهدوء ثم تغوض في اعماق اللاشيء عندما يكون حتما على الاشياء ان تموت تتلاشى لكنها لا تذهب الى منصة العموم‚
قد تتوقف للحظات قصيرة لتسأل فرانك: أين انت؟ ثم تواصل مشوارك غير مهتم بالاسئلة العابرة بعد ان غرقت روحك في مهرجان انكسارها المتواصل بالقهر والرغبة في الانعتاق من قيد الانام والآخر‚ لكنك وفي الواقع لا تتوقف تظل تمشي تعرج مع تعرجات الزمن وتنهار مع انهيارات العالم داخلك ومن حولك‚
أحيانا تنتبه لتحدث الذات مجددا ماذا علي ان افعل وما الحكمة من إدماني عادة الهروب من القلق؟ وقبل ان تتدلى شمس اليوم الجديد من شرفة احزانها تكون قد سلكت درب الأم‚ عابثا غير مكترث لمعنى حريتك ورغباتك الغائبة لتجد انك دخلت مرة اخرى في مرآيا انهارك البائسة تلك التي لا تعرف مقاومة شلالات الزمن وعذاباته‚
هل تتذكر عدد الخواطر التي استوقفت جنوحك نحو التيه‚ وكم من المرات انت سائر كالأعمى في مدينة مظلمة بالجهل‚ وهل كانوا يبصرون خطاك وهل كنت تراهم وانت الغارق تماما في جوانيتك؟
وتغني وحيدا اغنيات الحياة القادمة‚‚ احيانا تطارد سراب ذكريات تائهة لم تجد دروبها بعد في ردهات الغيب‚ تجاه ان تشكل حلمك القديم ان تذهب الى تلك الارض البعيدة حيث تتغير الألوان والاشكال ويزدهر العالم بورود الغفران‚
لكن الاشياء تغربلت مع التيه‚‚ المطارات سافرت مع طائرات الوجع‚‚ النجوم انتحرت قبل ميلادها في اول مساء مشحون باللوعة والشهوات المقتولة ليكون العالم وحيدا لا يفهم في عيونك ولا يقرأ فيها دقات قلبك الممزق‚
لم تكن عاشقا كنت معبأ بالكراهية وكنت زاهدا في الفقر وفي تقلبات الافكار والازمنة المرهونة بجوعك الخاص جدا ساعة تغرب اشياءك بظلالها الهامة‚ وتتهجأ حروفك لفة اخرى من اللغة‚ لتظل مع رائحة الماضي المنسي ومع الهموم المسروقة من سراديب قلبك المتوتر بالانتقام‚
وتظل تبحث عن لوحة قديمة رسمتها ذات يوم‚ ذات مرة في ليلة غائبة في جروح الحياة‚‚ لا تجد اللوحة ولا الالوان ولا فوانيس الرؤية التي علمتك تتبع الظلال هل ستبدأ رحلة ثانية وثالثة؟ ام انك ستكتفي بالصعود الى برج احلامك لتصرخ وبصوت هامس لا تسمع غير صداك‚
وذات نهار غائب ايضا كنت تبحث عن ملامح الوجه الذي رسمته رسمك عن تفاصيل وجوه كانت تراقبك وانت تؤدي مهمتك العاثرة في ترتيب مقامات التيه بيد ان روحك لا تندمل جراحها ومساحاتك لا تستجيب لمربعات الضجر لتعيش في أناتك مغامرا ومتهورا ضد فكرة العالم والوجود ضد معناك الذي ضاع منك‚
وفي قارب سافر مع البحر الازرق ستسافر انت ستجدك أنك انفقت اللحظات الجميلة مع رحلة البحث التي لا تفهم مصباتها ولا منابعها‚ ستتوقف ـ كعادتك لتدق وتد ايامك في بيداء النهار قبل ان تودع شمس يوم زلق مساماته في ارواح مجهولة كانت تحلم بالتحليق بالهروب مثلك هل هربت؟ لا كانت قد استقرت في المكان والمقام راضية قانعة ومستفزة بفوضى الحب في العالم‚
وستمضي رحلة القهر والايام التي تثقب الروح بالجنون والغرابة لن تكون ذلك الكائن الذي احب ذاته ولن تكون ذاتك غير فكرة مهضومة قديمة كانت ثم ماتت‚‚ هل ستتوقف عن الكتابة لتدفنها في رمل حار فوق سماء بلا أشرعة ممطرة ام ستواصل الرحلة الى ذلك المكان البعيد حيث الهدوء والكائنات الأليفة؟ عماد البليك الوطن القطرية اليوم الجمعة
|
|
|
|
|
|