|
ورقة صفراء بيد الرئيس صدام حسين!
|
عصف
ورقة صفراء بيد الرئيس ! نزع صدام حسين بدلته العسكرية الصفراء واستبدلها بورقة صفراء ذات خطوط مستقيمة ليسجل ملاحظاته اثناء اولى جلسات محاكمته الخميس الماضي‚
ماذا كان يكتب الرئيس وهل كان يفكر أم يكتب؟! يفكر بمعنى ان يخربش على الورق ليكون اكثر تماسكا وقدرة على التركيز في المحاورة التي انتصر فيها (حسب تقديري) من خلال المشاهد المجتزأة التي بثت عبر الفضائيات‚
الانتصار هنا لا يعني الحقيقة وانما يعني القدرة على ان تكون (أنت)‚ (أنت)‚‚ في لحظة تريد تجريدك من طريقتك وما تعودته‚ وقد نجح صدام حسين في صورة المحاكمة ان يغسل الرمد الذي أصاب السواد الاعظم من العيون العربية يوم قبض عليه في مشهد يرثي حاله‚
وفي مجتمعات مشحونة بالعاطفة الجياشة تجاه اللحظة دون النظر الى الوراء او القفز تجاه المستقبل فان المشهد الجديد والاكثر حداثة للرئيس العراقي سوف يعيد رد الاعتبار ويخلق نوعا من التوازن لنفوس مشروخة بعذابات الحاضر وحصاراته المتكررة‚
واذا ما قارنا بين صورة صدام وصورة العصبة الباقية من رجاله الذين جرت محاكمتهم لوجدنا ان رائحة الانكسار سيطرت على وجوه عصبة صدام في مقابل حالة التحفز والانتباه التام المصاحب بعينين صارختين بالتحدي من قبل صدام‚
وكان بمقدور الرئيس ان يكون اكثر سيطرة على المشهد لو سمحت له المحكمة بتدخين سيجارة كوبية بدلا من الطريقة التي استعان بها بالكتابة على الورقة الصفراء ليكسر حدة ومقاومة اختراق الطرف الثاني الذي بدا اكثر هشاشة‚
خلال الجلسات القادمة واذا ما سمح ببث ولو اجزاء مجتزأة منتقاة فاننا سوف نشهد تطورات درامية في (التمثيلية) وسنقول شكرا لكل من ساهم في كسر رتابة واقعنا بتسلية جميلة فهدف اي تمثيلية ان تجعل مشاهدها يضحك او يبكي وليس مهما كيف ستكون النهايات‚ وفي تمثيليات (ما بعد الحداثة) فان النهايات لن تكون مأساوية على اية حال كما ان المؤلف لن يلتزم بخط مستقيم في فك عقد الحكاية وسيغرقنا دون ان ينتبه بالاساطير والدهشة المتكررة‚ عماد البليك الوطن القطرية اليوم
|
|
|
|
|
|