وردي في حوار جديد : الغناء توقف وهذا الجيل بلا اضافة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 04:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عماد البليك(emadblake)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-05-2003, 00:44 AM

emadblake
<aemadblake
تاريخ التسجيل: 05-26-2003
مجموع المشاركات: 791

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وردي في حوار جديد : الغناء توقف وهذا الجيل بلا اضافة

    قال وردي في حواره الجديد الذي تنشره صحيفة الوطن القطرية اليوم الخميس وقد نشر بسودانيز أون لاين قبل ان تخرج الصحيفة هدية لابناء البورد أن " الغنا توقف! هذا الجيل الذي (يغني) الآن في السودان لا يغني انه جيل بلا إضافة! " واضاف "هذا الجيل هو الذي حكم على نفسه! انني اتساءل باستمرار بنوع من الرثاء: هؤلاء (المغنواتية) من الشباب ما هي توجهاتهم.. إلى اين يريدون الوصول.. وكيف وفيهم (الذي يعوج خشمو.. وفيهم الذي يعوج صوتو)! لكنه قال " نعم هنالك أصوات، يمكن ان يكون لها مستقبل اذا مشت في الطريق السليم.. وهذا الطريق يبدأ بـ (القراية): القراءة الموسيقية، وينتهي بالبحث عن ملحن يعرف (قدر) صوتك. ليس من السهل اطلاقا للمغني ان يصبح (بتاع كلو)! ورفض تخصيص صوت بعينه قائلا " لن اخصص، هذا لن يفيد كثيرا أو... قليلا! ". وعن الفنانين والعازفين السودانيين في أمريكا قال وردي ان الاختلاط مفيد لهم مضيفا " لكن للأسف أولئك لن يتطوروا لسبب واحد: انهم لا يستطيعون ان يحترفوا الفن. الفن يحتاج لتفرغ، وتمارين يومية، وهذا صعب جدا للذين يبحثون عن لقمة (الهامبيرغر) بالعجل في (السكيورتي) أو مكاتب الطيران أو.. انني أشعر بحسرة.. وبأسف كثير.. كان يمكن لهؤلاء ــ اذا ما كانوا في السودان ـ ان يتطوروا أكثر، ويطوروا الغناء والمزيكا، خاصة ومعظمهم خريجون من معهد الموسيقى وذوو تجارب!

    وفما يلي الحوار كاملا ويشتمل على عناوين ومقدمة لهاشم كرار ثم الحوار فتغقيب في عمود هاشم اليومي على الحوار وطبعا وردي سيغني

    لأول مرة اليوم في الدوحة بعد العملية بشيراتون


    السلم الخماسي صعب جدا على حنجرة أي مغن عربي

    وردي: «جمال الدنيا» في غرفة الإنعاش

    صوتي موجود بكثرة.. والفنان الشاطر يعرف أين يجد صوته حتى في أرذل العمر!

    الدوحة - حوار هاشم كرار

    يختلف السودانيون.. ويخالفون حتى (ظلهم) في كل شيء: في السياسة و (الكورة) وحتى (لون زينب)، ولا يختلفون حول وردي، كفنان! هذا الفنان الفارع، كصاري المركب، يمتلك ــ اذن ــ خاصية فذة: خاصية ان يجمع، في الوطن، الذي يتفرق الآن، بالغفلة واللامبالاة، والاخذ بعزة الاثم! هنا وردي لا يجمع جيلا، فقط.. انه يجمع جيلا، بعد جيل: يجمع جيل الخمسينيات، والستينيات والسبعينيات، و... و... بجيل الالفية الثالثة: هنا، يكون من باب لزوم ما لا يلزم، الاشارة الى ان الذين يتذوقون فن وردي الآن، من اعمار مختلفة، فيهم المراهق، وفيهم الذي في عمر النبوة، وفيهم من يدنو حثيثا من التراب! تلك ميزة الفنانين العمالقة. وردي، لا يُذكر، الا ويذكر السودان، وحين يذكر السودان يذكر أول ما يذكر النيلان، النيل الابيض، والنيل الازرق، ويذكر النيل الثالث، هذا (الحلفاوي)، مديد القامة، رحيب الصوت.. محمد عثمان وردي! جلست اليه، بعد «8» اشهر من عملية استزراع كلية هنا في الدوحة: كان هو.. هو حتى وهو فوق السبعين: الصوت والتقاطيع، والحب الوفير للبلد.. مع امتلاء في الجسم، بسبب (الكروتزون) الذي نعى فيه قامته الرمح! بعد الحوار، خرجت بنتيجة مهمة: الاخذ والعطاء مع فنان حقيقي، هو ــ في النهاية ـ أغنية من نوع آخر! غنى وردي، ويغني الليلة، في الشيراتون و... دعونا الآن، في الغناء معه... الغناء من نوع آخر:

    * وردي.. العملية.. البنج.. برزخ بين الحياة والموت...

    ــ (مقاطعا): بالضبط!

    * حسنا.. حدثنا هنا عن تجربتك الشخصية.. هل كنت خائفا؟

    ــ اطلاقا! لا، لا لم احس بالخوف (لا من قريب او من بعيد) بالرغم انني كنت ادرك ان كل الذين كانوا حولي خائفون

    * كيف أدركت ذلك؟

    ــ من عيونهم.. مما كنت اظنه كلاما ( تحت ..تحت) يدور بينهم.. من طريقة حديثهم التي كانت تحاول ان تخفف المسألة!

    * وانت داخل العملية، في الرداء الابيض، كيف كنت تنظر الى هذا اللون؟

    ـــ (يضحك): كنت انظر اليه كما هو: سر جميع الالوان، كان يمثل لي ــ كما كان ــ اجمل ما في هذه الدنيا: الابتسامة!

    *(أوكي.. أوكي) ماذا كنت تردد؟

    ـــ بلسان الحال، كنت اردد باستمرار «قل لن يصيبنا الا ما كتب اللّه لنا».

    * حسنا.. وبلسان المقال، ماذا كنت تردد؟

    ــ كنت أقرأ في ديوان (أمتي) لمحمد المكي ابراهيم!

    * بالمناسبة.. اين هو الآن.. ود المكي.. صاحب ( من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى ان يعيش وينتصر).. صاحب «قطار الغرب»؟!

    ــ (يضحك): هو ـ كما نحن كلنا ــ في الغرب شرق! هو كما تعرف يعيش الآن في اميركا.

    * نعود للعملية ..من حديثك، فهمت انك كنت ممتلئا بالتفاؤل؟

    ــ (هو كده)! كان يتملكني شعور غريب.. كانت تتملكني ثقة (ما تزعزعت في أي لحظة).. وهذه الثقة، لم استمدها من شجاعة فردية، ذلك لان العمر ( ما ساهل).. انما استمددتها من الناس.. السودانيين.. ودعواتهم وابتهالاتهم.. واستمددتها ايضا من العلم (الحمد للّه العلم ماشي)!
    * حسنا يا وردي..أول ما فتَّحت ..

    ــ (مقاطعا): بالمناسبة، انا فتحت بسرعة (خيالية).. وما هو غريب انه لم يكن هنالك اثر كبير للبنج! أول من رأيت؟

    ــ الجراح (الرقيق جدا) دكتور الفاضل الملك..

    * كانت سنه بيضاء جدا، وهو في الرداء الا بيض.. كان (مبسوط)!

    * هذه اللحظة يا وردي بالتحديد، تشبه اي أغنية من أغنياتك؟

    ــ (يبتسم) كانت تشبه أغنية جمال الدنيا. و..أمسك العود.. (نقرش) عليه، ودندن أول مقطع من الاغنية: أمل بسَّام بيحدوني جمال وكمال بيتجدَّد

    * آهٍ.. بالمنابسة من شاعر هذه الأغنية؟

    ـ شاب نحيل اسمه كمال محليسي، توفي ـ الله يرحمه ـ في حادث حركة في دبي. بالمناسبة هذه هي الأغنية الوحيدة التي غنيتها لذلك الشاب النحيل.. وبالمناسبة ايضا، كانت هذه الأغنية أولى تجاربي في التلحين، و...

    * (أضحك)! المناسبات كثرت!

    ـ (يضحك): وبالمناسبة (كمان)، كنت قد جددت هذه الأغنية (موسيقيا) في العام 97 «ونزلت في سي دي وكاسيت».

    * وبالمناسبة «كمان وكمان»؟

    ـ وبالمناسبة، سيد خليفة أيضا، غنى لذلك الشاب النحيل أغنية واحدة أيضا.. أغنية «أيام معدودة»!

    * وردي، نترك (مناسبات) جمال الدنيا، إلى مناسبة «يا شعبا تسامى.. يا هذا الهمام.. تفج الدنيا ياما وتطلع من زحاما زي بدر التمام؟».. اعرف ان هذه الأغنية (الوطنية) لمحجوب شريف.. واعرف انك نفضت «منها الغبار» كنص، ولحنتها، بعد العاشرة من صباح الجمعة 17 يناير 1985 (الجمعة التي اعدم فيها الاستاذ محمود محمد طه؟).

    ـ ذلك صحيح. الاغنية (كان ليها زمن عندي)، لكن، حين هاتفني في القاهرة صديق من الخرطوم بعد العاشرة لينقل الي خبر اعدام الاستاذ قفز فجأة هذا النص الى كياني كله وتنزل اللحن بتلقائية مخيفة. يصمت ينكفىء بذاكرته الى ذات يوم في القاهرة قبل ان يعود للحديث من جديد. في ذات الليلة كنت أنا والعود واللحن في دمي كله والاخ فاروق ابوعيسى ودكتور ابو الحسن و.. غنيت .. الاغنية!

    * هل كنت تعرفه ... محمود .. عن قرب؟

    ــ كيف ياخي؟ كانت تربطني به علاقة خاصة.. كان واسع الادراك، وسيع المعرفة بكل شيء حتى الموسيقى كان يحدثني علميا عن الموسيقى ومساهمة العرب في وضع اصولها قبل اليونانيين كان يتحدث عن موسيقى الشعر والالحان الصوفية وكنت احترم ذلك الرجل واقرأ ما يكتب بانتظام وانتباه. يصمت وردي ثم ينفض عن ملامحه تراب حزن قديم ويقول: محمود رحل ولم يكن مقتنعا بالمحكمة ولا الادلة ولا الذين حاكموه . ولم يكن مقتنعا بقاتله انني اتأسف: لو كان موجودا الآن لكان بالتأكيد اسهم بمعرفة في حلحلة قضايا السودان.

    * وردي سلمنا الموسيقي خماسي نحن تقريبا الوحيدون بين العرب الذين نغني بهذا السلم تلك خاصية لكننا للأسف فشلنا في تفجير هذه الخاصية؟

    ــ ليس السلم الخماسي وحده.. نحن (لسه) لم نفجر اي شيء نحن مازلنا مجرد طاقة كامنة والسبب عدم الاستقرار. يصمت.. يرفع بينه وبين نفسه (فيتو) ضد حديثي عن عروبتنا .. قبل ان يرفع صوته: - نحن افارقة نحن لنا ثقافة واحدة نحن خليط من الثقافات النوبية والزنجية ثم العربية، العرب صحيح انهم اثروا فينا لغويا ودينيا لكنهم وهذا صحيح ايضا لم يؤثروا فينا موسيقيا على الاطلاق. يبلل صوته، بجرعة ماء...و - انني اقول ان امة - مثل الامة السودانية صنعت آلاتها الوترية (الطنابير) وصنعت آلاتها الايقاعية (الدلوكة، والطبل، والشتم). وتوصلت الى الايقاعات التي تحرك عصبها ووجدانها ليست محتاجة لسلم آخر. بعبارة اخرى انني اقول موسيقانا ليست عربية، وهذا ليس نقصا ولا عيبا: الصين موسيقاها خماسية وكذلك اليابان و..و.. في اعتقادي اننا حين نستقر ويتقبل كل منا الآخر سنتقدم بالسودان وستكون من اسباب هذا التقدم هذه الخصوصية في الموسيقى.. هذا السلم الخماسي!

    * حسنا وردي اريدك الآن ان تقول لي لماذا امكننا ان نتمدد غنائيا بسلمنا الخماسي، في شرق افريقيا اكثر بكثير من ان نتمدد في شمال افريقيا، وبيننا وبين مصر - تحديدا - تاريخ و(موية) و(دم) وجغرافيا ومصير مشترك كما يقول الساسة؟

    ــ الاسباب كثيرة: شرق افريقيا كان دولة واحدة في مملكة كوش.. ثانيا اللغات القديمة متشابهة الملامح .. التقاطيع متشابهة .. ثم هنالك التقارب الروحي .. ووحدة النغمة والايقاعات و.... (اوكي) حدثنا عن السلمين: الخماسي (بتاعنا) والسلم السباعي؟ - السلم السباعي سلم عالمي حروفه الموسيقية «7» والخماسي حروفه «5»، السباعي فيه (ارباع التون) والخماسي (نص تون).. وباختصار يمكن القول ان الاشياء الدقيقة جدا في ربع التون، ليست موجودة في حنجرة المغني الخماسي.. كما ان الاشياء الدقيقة في السلم الخماسي صعبة جدا على حنجرة اي مغن عربي!

    * وباختصار (تاني) يا وردي؟

    ــ (يضحك): نحن آلتنا الموسيقية خماسية .. اذن مركبات صوتنا مثل هذه الآلة.. مثل الايقاع .. بالمناسبة (مدائحنا)، وقراءتنا للقرآن كلها (خماسية).

    * وردي .. اغنية يا جميلة ومستحيلة .. انت دائما زي سحابة الريح تعجل بي رحيلا.. عيوني في الدمعات وحيلا.. اسمحيلا تشوف عيونك اسمحيلا.. هذه الاغنية، اعرف في من قيلت كقصيدة!

    ـ (يضحك) سأقول لك شيئا آخر: تلك التي قلت انك تعرفها سرقت مني نص الأغنية، وانا اضع بدايات اللحن! شيء غريب.. كيف حدث هذا.. بل أين؟ - كان ذلك في بيت خالد الكد، الله يرحمه.. كنا انا ومحجوب شريف صاحب الأغنية، وهي وآخرون وحين بدأت ادندن باللحن من الورقة.. اكتشفت ان القصيدة سرقت.. لكننا تآمرنا عليها.. على السارق.. وسرقناها!

    * وردي.. كيف يتنزل عليك اللحن؟

    ــ سأقول لك شيئا مهما.. هذه المسألة ليس فيها (أي نوع من الوحي كما يقول بعض الملحنين).. المسألة بالنسبة للمغني او الملحن مسألة (حرفة) اذا ما أعجبك نص، فينبغي عليك ان (تفسره) لحنيا!

    * ما هي أكثر اغنية اتعبتك (لحنيا)؟

    ــ من تجاربي الشخصية، خرجت بنتيجة واحدة: اللحن الذي يأتيك بسهولة (دون معافرة) هو اللحن الناجح!

    * وردي.. قل لنا بصراحة شديدة: أين صوتك الآن!

    ــ موجود بكثرة! (يضحك).. انني أغني في كل المقامات التي بدأت بها صوتي من فصيلة (تينور)، وهذه الفصيلة من الصوت تكتسب مع الزمن خبرات.. وبكثرة التنويع في الألحان تكتسب قرارا سليما و(ما في حاجة تقول ديه ما بقدر عليها)!

    * حسنا.. أين (الغنا) في السودان؟

    ــ الغنا توقف! هذا الجيل الذي (يغني) الآن في السودان لا يغني انه جيل بلا إضافة!

    * انت هنا، تحكم على جيل بأكمله؟!

    ــ لا، لا.. هو الذي حكم على نفسه! انني اتساءل باستمرار بنوع من الرثاء: هؤلاء (المغنواتية) من الشباب ما هي توجهاتهم.. إلى اين يريدون الوصول.. وكيف وفيهم (الذي يعوج خشمو.. وفيهم الذي يعوج صوتو)!

    * فيهم من قلدك.. وفيهم من يقلدك!

    ــ ولو.. التقليد ليس اصالة.. ثم ان التقليد مشروع فاشل ذلك لان الحنجرة (زي البصمة).. ثم ان الحنجرة ذاتها لا تكفي حتى ولو تشابهت مع حنجرة أخرى.. الفنان كيان.. ولا يمكن اطلاقا لفنان ان يتلبس حد التماهي كيان فنان آخر!

    * قرأت لك، في حوار سابق (حديثا طيبا) عن أصوات غنائية، في الساحة السودانية اليوم؟

    ــ نعم هنالك أصوات، يمكن ان يكون لها مستقبل اذا مشت في الطريق السليم.. وهذا الطريق يبدأ بـ (القراية): القراءة الموسيقية، وينتهي بالبحث عن ملحن يعرف (قدر) صوتك. ليس من السهل اطلاقا للمغني ان يصبح (بتاع كلو)!

    * لنسمي الاشياء بمسمياتها: سم لنا هذه الأصوات.

    ــ لن اخصص، هذا لن يفيد كثيرا أو... قليلا!

    * الآن اذهب بك إلى أميركا، حيث كنت لاربع سنوات: أكاد اقول ان الفنانين والعازفين الذين (شتتوا) إلى هناك يمكن ان يتطوروا كثيرا باختلاطهم مع الثقافة (الغنائية والموسيقية) في الدنيا الجديدة!

    ــ بالطبع، الاختلاط مفيد.. لكن للأسف أولئك لن يتطوروا لسبب واحد: انهم لا يستطيعون ان يحترفوا الفن. الفن يحتاج لتفرغ، وتمارين يومية، وهذا صعب جدا للذين يبحثون عن لقمة (الهامبيرغر) بالعجل في (السكيورتي) أو مكاتب الطيران أو.. انني أشعر بحسرة.. وبأسف كثير.. كان يمكن لهؤلاء ــ اذا ما كانوا في السودان ـ ان يتطوروا أكثر، ويطوروا الغناء والمزيكا، خاصة ومعظمهم خريجون من معهد الموسيقى وذوو تجارب!

    * اعود بك للدوحة التي جف فيها الى الابد صوت مصطفى سيد احمد.. كيف تنظر الى (تجربته) التي التف حولها جيل بأكمله؟

    ـ مصطفى كان صديقي.. وكان متفردا وكان مخلصا لفنه.. وكان له اسلوبه الغنائي.. وكان غزير الانتاج وهذا ادى إلى تشابه في الكثير من ألحانه (يصمت قليلا قبل ان يسترسل) : مصطفى لم يجىء من العدم، هو نبت من الموجود.. امتداد لمدرسة التقدم في السودان.. مصطفى عشق الناس، والمستقبل فعشقه الناس.. وعشقه المستقبل!

    * وردي.. أنت (كمية) من المحطات الغنائية، خلال تاريخك الغني.

    ـ (مقاطعا) : وهذه المحطات صنعتها وصنعتني : أنا محطات (لو بهمسة) و«الطير المهاجر»، و«الاكتوبريات» ثم «المرحلة الرمزية»مرحلة محجوب شريف، والتجاني سعيد وعلي عبدالقيوم والدوش ثم مرحلة الانتفاضة والتي اعقبها (الشتات) مع الناس ديل!

    * اسمح لي ان اعود بك مرة اخرى الى صوتك .. هل بامكانك الآن ان تغني الاغنية الصعبة جدا (وردة صبية)؟

    ــ (اشمعنا؟!)

    * لانها في ظني اغنية متعبة جدا للصوت: لصوت مغن في السبعين!

    ــ (شوف) .. الفنان الذي يتعب في الصوت هو فنان (ماعندو معرفة). الصوت البشري له مقامات في كل مرحلة عمرية .. و(الشاطر) هو الذي يعرف مقام صوته في كل مرحلة ويعرف تمام المعرفة آلته اللحنية و... حين تكتمل هذه المعرفة يمكن ان يجد صوته في مكان ما، حتى وهو في ارذل العمر!

    * وردي .. دعني اقول لك شيئا قد يهمك كثيرا.. ـ قل .. قل الزمن يعاملك .. يعامل صوتك بحنية قل لنا السر حتى ولو «بالرطانة» لكي لا يشيع ولا يفهمه غير المحس والحلفاويين؟

    ـ «يضحك».. والله يمكن يكون حب الحياة وحب السودان.. وهذا الحب الاخير هو نوع من الحب المتعب جدا والمريح في ذات الوقت: تخيل تحب وطنا بمساحة مليون مليون.. وطنا مختلف الالسن والاعراق والديانات والامزجة والولاءات

    * و ماذا اعطاك هذا الحب الاخير؟

    ـ اعطاني حب الناس وحب الناس ما كان يمكن ان يجيء اذا لم يعطني حب السودان تمام القدرة على الغناء بصدق «لو ما في حب حقيقي للارض والانسان وفي المقابل لو ما في حب حقيقي لك من هذه الارض والانسان لا يمكن اطلاقا ان تغني صاح.. بل لا يمكن ان تعيش وتحيا صاح»!

    * وردي.. «انت صاح» .. هكذا قلت له!

    ـ ابتسم يقول: وانت ما غلطان! وامسك العود، وارتفع صوته يغني مقطعا من «وردة صبية»: بخط اسمك على باب الزمان اكليل وردة صبية تلمع فوق صدير النيل وانادي عليك ملاذا من شتاء الايام وبردا في الحياة وسلام وفي شدة هجير وزحام.. جزيرة حنينة بين نهرين حنان ألغاك عليك.. اتلم وهودج في صحاري الهم! و.. و.. انا اضع كياني كله في مقام صوت وردي «الشاطر» حتى وهو فوق السبعين، ضاعت مني بقية الاسئلة.. ضاعت غير آسف على شبابها وعلى شبابي و.. وضعت

    ما كتبه هاشم كرار تعقيبا على حواره مع وردي

    أول غرام! الغناء الحقيقي لا يشيخ، انه يتعتق ـ كما النبيذ ـ مع مرور الايام، ومرور السنين. ايضا.. الغناء الحقيقي، فيه خاصية (الروّاب) ذلك الذي يجمع شتى انواع الحليب، والى الدرجة التي يستحيل فيها تماما، ان تفرز في (الروب) انواع حليبه! الذين يعرفون (الست) يعرفون ذلك.. وكذا الذين يعرفون عبدالحليم.. ويعرفون وردي، الفنان السوداني الذي ظل لاكثر من نصف قرن، يصعد بالاغنية السودانية، من قمة الى قمة، دون ان يلهث له صوت، ودون ان ينحدر بالمعاني واللحون والايقاع.. دون ان ينحدر هو.. وينحدر بنا! الكلام له مناسبة: استعداد ابني البكر لحفلة وردي اليوم الخميس، في شيراتون الدوحة، بالرغم من انه من زمن الغناء الهابط، والركيك: الغناء الذي يملأ الشاشات، و(الفيديو كليبات)! كنت قد انتبهت منذ وقت، الى ان وردي استطاع بعبقريته الغنائية الفذة، ان يجمع بيني وبين ابني فنيا، دون ان اعود انا سنين الى الوراء، الى سنين مراهقتي، ودون ان يشاركني ابني، ارق وسهاد وتعب وراحة واشتياق وحنين الحب في الخمسين! تلك عبقرية الفنانين الكبار. وذلك، بعض من سر الاغنية الحقيقية: الاغنية التي لا تشيخ، ولا تلم بها من قريب او من بعيد كل مظاهر الشيخوخة: الكحة والسعال الليلي وفقدان الشهية والارتجاف اللاارادي! ليلة غد في الشيراتون، سيغني وردي الفنان الذي دوزن احساسي بالغناء منذ الستينيات، ويدوزن الآن احساس ابني، وهو من جيل الالفية الثالثة! الله.. الله ما اجمل ان يغني وردي.. الله.. الله ما اجمل ان نغني معه ـ برهافة كل حسنا ـ انا وابني، بصوت واحد، لحبيبتين مختلفتين: واحدة في السبعينيات والاخرى في عام 2003.. نغني: اول غرام، يا اجمل هدية يا انبل موده.

    (عدل بواسطة emadblake on 06-05-2003, 00:46 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de