العصمة في يد الزوجة : ( من سلسلة قالت وقال )

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 01:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-21-2014, 11:40 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22456

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العصمة في يد الزوجة : ( من سلسلة قالت وقال )


    قالت : اُحبذ أن تكون العصمة في يدي بدلا من أن يجعل لي زوجي ( مؤخر ) صداق ترقد أصفار عديدة على يمين الرقم.

    قال : هذا شرطٌ سيجعل كل من له الرغبة في زواجك أن يبتعد مذعوراً ...

    قالت : إذن هذه دعوة لكل نساء العالم ليقفْن مذعورات إنْ تقدم لهن الرجال بغرض الزواج.

    قال : ما هذا ؟ كيف تقولين هذا ؟

    قالت : لو رأيت من زوجي ما يجعلني أنفصل عنه دون أن أجد الدليل على مسببات رغبتي في الإنفصال .. هل سيقبل القاضي أو المأذون أن يطلقني؟

    قال : ما هذا الشيء الذي لا دليل له ؟

    قالت : أنت تدري فلا تتغابى ...

    قال ونصف إبتسامة ترقد على طرف فمه : صدقيني لا أفهم مقصدك ..

    قالت : فلنفترض بأنني ( شبقة ) ... أو تفوق رغبتي الجنسية رغبته ... بمعنى أن هناك فوارق بين رغباتي و رغباته . ثم طلبتُ الطلاق ... و كما تعلم فإن مجتمعي وحيائي يمنعاني من أن أذكر هذا ... فهل يطلقني زوجي راضيا ً أم سيقبل سعادة القاضي أن يطلقني لمجرد رغبتي في ذلك ؟

    قال متلعثماً : لماذا لا تصبرين عليه إن كان زوجا صالحا لا يقصر في نواحي حياتك الأخرى ؟

    قالت و هي تطلق ضحكة مجلجلة : إذن لم لا يصبر هؤلاء المهرولون إلى الزيجة الثانية والثالثة بدعوى أن طاقاتهم الجنسية لا تغطيها إمرأة واحدة ؟

    قال : بلا شك أن هؤلاء أيضاً يستندون إلى أسباب غير مقنعة ...

    قاطعته : لا وألف لا .. السبب قوي ولكن لأن العصمة في يده و لأنه يمكن له أن يثني ويثلث ويربع فلا حواجز أمامه ..

    قال بتحدٍ : هل تريدين الجمع بين أزواج ؟

    قالت : لا تتغابى ... أريد العصمة بيدي لأنسحب عندما أجد أن حياتي في منعطف لا يسمح لي بالمروق من غير باب الطلاق .. أم تريدني أن أقيم علاقات خارج إطار الزوجية ؟ قل و لا تستحي فأنتم تطلقون العنان لشهواتكم ثم تعودون للإرتماء بين أحضان زوجاتكم كمن خلع شوكة ( بملقاط ) من لحم ميت بجسده ...

    قال : هل تعنين إما العصمة بيدك أو إقامة علاقات خارج ..

    قاطعته بإشارة من يدها : كفى إلى هنا ... فأنت تلوي عنق الحقيقة و تفقأ عين الحوار ..

    قال : كيف .. ؟

    قالت : أنا أقول أريد العصمة بيدي حتى أنسحب من حياة زوجية لا تلائمني و حتى لا أدع و لو نافذة صغيرة لدخول إبليس في حياتي ... بدلاً من أن أستجدي الخلاص بين المحاكم إستجداء غير مضمون الجانب و لا مأمون النهايات فربما أرغموني على الإنكفاء في بيت زوجية يصبح لي كهفاً أدفن فيه ما تبقى من حياتي .. و ربما يُنْتَقم مني بمعاقبتي بضُرة تأتي على أخضر ويابس ما تبقى لي من تماسك نفسي ...

    قال : أنت تذهبين بعيداً ... لم تضعين كل الأمر في الرغبة الجسدية ؟

    قالت بإستغراب : كل الأمر ؟؟؟ يالك من غريب .. لقد ضربتُ لك مثلا بالسبب الذي قد لا أجد له الشجاعة للتحدث عنه ... و إن وجدت الشجاعة قد لا أملك الدليل على إثباته .. لذا ضربتُ لك المثل به ...

    قال مراوغاً : وماذا عن بقية الأسباب؟

    قالت : كل شيء يمكن إثباته .. كالضرب والعنف والبذاءة و عدم المقدرة على الصرف .. ولكن معظمكم ينطلق للسبب الذي ذكرته لك ...

    قال : وإن إنطلقتِ فقط لأنك لا تريدينه ؟

    قالت : أنا حرة .. أليس كذلك ؟ هو أيضاً قد يفاجؤني بورقة طلاق يرسلها لي في مظروف مع مرسال لا يعرف فحوى الرسالة .. وقد يرمي اليمين كالقنبلة في وجهي حتى إن كنتُ بين نفر من الناس ...

    قال : الذي يحيرني أنك توافقينني بأن أي سلبيات في الزوج يمكنك إثباتها ... عدا ذاك السبب الذي لا تستطيعين ذكره كنوع من العيب في مجتمعك ... ألا يمكن تلافي ذلك ؟ ألا يمكن الصبر فربما إنتفى السبب في هذا العصر الذي عالج كل قصور جسدي ...

    قالت بتهكم : لا أريد زوجاً يعمل كالآلة بواسطة طاقة بديلة ثم يتوقف حتى أضخ له شحنة جديدة .. فربما إنكفأ يوماً ..

    قال : إنت غير منصفة .. بعض الرجال يلجأون إلى الأنابيب لكي ينجبوا أطفالاً وذلك حباً في زوجاتهم ...

    قالت : الأطفال وإنجابهم شيء ... وما أتحدث عنه شيء آخر .. فربما كان هذان الزوجان يتمتعان بوتيرة متجانسة جسديا .. ولكن العقبة في الإنجاب .. لا تحاول أن تجرجرني إلى مسارب أخرى ... أريدالعصمة بيدي حتى لو جاءتني العنوسة تجرجر قرابها إلى عتبة بيتي ...

    قال : إنت الخاسرة

    قالت : لا بل أيها الساكن في برجك العالي ... سأخسر نفسي إن ظللتُ عند كل منعطف أرنو إلى فمه لأسمع فرمان الفراق الذي سيغدق به علي ... أو لأصحو ذات صباح لأجده نصف رجل أو رجل كامل في إعتقادي بينما هو مجرد نصف رجل في أيام يختلق فيها الأعذار لينطلق إلى ( حلحلة أموره بالمسيار ) أو ( بزواج عرفي ) ... والأمر سيان ...

    قال : لم لا تقبلين بزوج تطلبين منه ( مؤخر صداق ) كبير ؟ فذاك أجدى ...

    قالت : مسكنات لا تنطلي على أمثالي ...

    قال : كيف؟

    قالت : تخيل معي ... زوج يكتب لي مؤخر صداق كبير وكبير جدا .. ثم حدث ما يجبرني على الطلاق ... فإن طلبت الطلاق فإن حقي يسقط تلقائيا لأن المتيم متمسك بي وهو يتمتم في دواخله ( يا رب تصر على الطلاق ) .. وإن صبرتُ على الأسباب التي تنغص حياتي فسيزيدني من جرعات التنغيص لأهرع لطلب الطلاق .. وإن لم أفعل فسيفاجؤني ربما بأخرى تزيد النار أواراً ...

    قال : لم أسألك سؤالا ..

    قالت : ما هو؟

    قال : أن تكون العصمة في يدك .. هل هو حلال شرعاً ؟

    قالت : هو نقل لحق مشروع ووضعه مكتوباً حتى تستعمله الزوجة دون أن تروح جيئة وذهابا بين المحاكم وجلسات الأجاويد.

    قال : كيف ؟

    قالت : أليس هناك أسباب كثيرة قد يقتنع بها القاضي للحكم بالطلاق ؟

    قال : بالتأكيد

    قالت : هذه الحقوق يكتبها الزوجان بالتراضي في ورقة بحيث تعطي الزوجة الحق في إستعمالها حين تنتصب قرون استشعارها وقت الخطوب أو عندما يستل الرجل خنجر خيانة...

    قال : ربما أسأتِ أنت إستعمال العصمة ..

    قالت بثقة : سوء الإستعمال صفة مشتركة ... فلا ترميها علينا وحدنا .. ثم أننا تزوجنا عن إقتناع ... فلم له الحق في سوء إستعمال حقوقه بينما أستجديها من هنا و هناك ؟؟؟

    قال : أفحمتيني ...

    قالت : وأنت جعلتني ألهث ..

    قال : لي سؤال آخر في موضوع آخر ...

    قالت منصرفة : إلى لقاء آخر ...


    ***

    نواصل السلسلة في حوار آخر
                  

04-21-2014, 09:37 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22456

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العصمة في يد الزوجة : ( من سلسلة قالت وقال ) (Re: ابو جهينة)

    متاوقة أولي
                  

04-23-2014, 09:30 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العصمة في يد الزوجة : ( من سلسلة قالت وقال ) (Re: ابو جهينة)

    وردةٌ للرقي يا صاحبي



    ...
                  

04-23-2014, 10:14 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22456

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العصمة في يد الزوجة : ( من سلسلة قالت وقال ) (Re: بله محمد الفاضل)

    ولك من نوعها باقات يا صاحب
                  

04-23-2014, 11:16 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العصمة في يد الزوجة : ( من سلسلة قالت وقال ) (Re: ابو جهينة)

    أبا جهينة, حياك الله:

    هذا عمل بسيط وعميق في آن. هو عمل أقرب إلى حوارات سقراط مع السوفسطائيين, كما لمسناها في (جمهورية أفلاطون), إذ تعمل على توليد الحقيقة من داخل نقيضها, إنه هدم للسلطة من داخلها. وأحييك ثانية إذ تستخدم قالب ألف ليلة وليلة كشكل لهذه الرؤية السردية.
                  

04-23-2014, 11:40 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22456

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العصمة في يد الزوجة : ( من سلسلة قالت وقال ) (Re: عبد الحميد البرنس)

    أستاذنا الأديب البرنس عبد الحميد
    حياك الله

    أعشق لحد بعيد أسلوب المحاورة حتى في مجال القص، فهو يغنيك عن تكنيك ( الفلاش باك ) الذي أحيانا قد يجر النص إلى أبعاد أخرى

    تحياتي للأسرة
                  

04-23-2014, 11:58 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22456

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العصمة في يد الزوجة : ( من سلسلة قالت وقال ) (Re: ابو جهينة)

    الحلقة ( 2 )

    كل سرٍ جاوز الإثنين .... شاع )

    ***

    هاتفها صديق زوجها الحميم ...
    أحسَتْ بالتردد في صوته .. يتلعثم في الكلام على غير عادته
    رغم توجسها ... إسْتحَثتْه لكى يفضفض و يفصح عما بداخله ...
    بعد لأْي .. دار بينهما هذا الحديث :

    هو : أريد أن أنقل لك سراً ..

    قالت بضحكة مقتضبة لتشجعه : كل سر جاوز الإثنين شاع ..

    قال مؤكداً : تأكدي أنه لن يتجاوزنا نحن الثلاثة ..

    قالت مندهشة : من هو الثالث ؟

    قال : زوجك

    قالت : أرجوك قل لي فقد شغلت قلبي و عقلي ..

    قال : أتوعدينني بأن تتدبري الأمور بكل حكمة ؟

    قالت في جزع : فليقدرني الله ..

    قال : زوجك ينوي الزواج سراً ..

    ران صمت طويل بينهما .. خُيل إليه بأن شحنات غضبها ستأتي عبر الهاتف لتنصب عليه كالحمم .. و لكن الصمتَ طال ... فأكله الشك ..

    قال بصوت خافت : أما زلت هناك ؟

    قالت : بالتأكيد ..

    قال : الأمر مقلق و خطير ..

    قالت بعد صمت غير قصير : لا تخف .. فأنا رغم ما تعرفه عني من ضعف .. فأنا قوية و متماسكة ..

    قال بقلق : ماذا ستفعلين ؟

    قالت : قبل أن أقول لك ماذا سأفعل .. دعني أسألك سؤالاً ...

    قال : تفضلي بالسؤال ..

    قالت : لماذا أخبرك زوجي بهذا السر ؟

    قال بدهشة : لأنني صديقه الحميم الوحيد و مستودع أسراره ..

    قالت : و لكنك الآن خرقتَ أول صفة من صفات هذا الإيداع .. ها أنت تذيع له أول سر خطير يبوح لك به ..

    قال منفعلاً : و لكن هناك فرق ... فهذا السر لو كتمته عنك يمكن أن يقوِض أركان عشكم السعيد ..

    قالت بثقة : و الآن أيضاً سيقوض عشنا السعيد

    قال بتوسل : لذا قلتُ لك في البداية أن تتدبري الأمر بحكمة و روية ..

    قالت : سأقول لك شيئاً .. ما دام يريد أن يتزوج سراً .. فسيفعلها حتى و إن واجهته ... فزواجه بالسر قد أكتشفه أو لا ... و هو بهذا الزواج يكون قد قام بمفاضلة و رجح كفة الأخرى .. أو ربما رأى فيها ما لم يره فيني ..
    لذا فإن تزوج فقد إنهار بيتي .. و إن لم يتزوج فقد تراجعتْ الثقة بيني و بينه و هذا أولى درجات الإنهيار،على الأقل من جهتي و لن أكون تلك الزوجة الوفية بالطبع حتى و إن رضيت بالإستمرار من أجل أطفالي.

    قال : هل تقصدين بأنه لم يكن من واجبي أن أخبرك بهذا السر ؟

    قالت : نعم

    قال : هذا فيه ظلم كبير لي ..

    قالت : أنت الآن بنقل هذا السر لي قد فتحت عدة أبواب .. فلو واجهته أنا فبالتأكيد ستخسره كصديق للأبد لأنك الوحيد الذي تعرف الخبر. و لو قمت بالتصرف تلميحاً أو وضع العراقيل حتى لا يتم هذا الزواج فهذه بداية حقيقية لإنهيار بيت الزوجية و بداية المناكفات التي يجدها مبرراً لتمرير حجة زواجه من أخرى .. أما إذا تركته يتزوج سراً ليشبع رغبة مجنونة في دواخله .. فثِق تماماً بأنه سيكون مجرد أب لأطفالي .. يدخل و يخرج دون أن يكون ذاك الذي تزوجته يوماً ما عن حب و إقتناع ..

    قال في جزع : ما الذي فعلته أنا ؟ هل كان يجب عليَ أن أسكت ؟

    قالت : لا تغضب مني لأنني سأقول لك : نعم كان يجب أن تسكت ... حتى تكسب صديقك من جهة .. و حتى تترك لي فرصة إكتشاف الأمر لوحدي ... ربما كانت ردة فعلي تجاه الأمر الواقع مختلفاً.

    قال كمن وجد منفذاً للخروج من ورطته : كيف كنت ستعرفين و هو زواج سري ؟


    قالت : الأنثى منا تعرف تيرموميتر عواطف زوجها معرفتها بجوع بطنها .... و تحس متى ينخفض نبض حديثه و لماذا و متى يرتفع و كيف ... تحس من لمسته حرارة إحساسه .. لذا فإن أي تبدل أو نقص في كل هذا تلتقطه المرأة بكل سهولة و يسر ......... لأن الرجل في مسيرة حياته مع زوجته حتى و إن فترتْ عبارات الحب بينهما و مدلولاته.. يظل الحب كجذوة تحت الرماد تعرف مكامنها الزوجة بحدْس لا يخيب ..و مهما راوغ الزوج أو أسهب في الكذب و الإطراء و أغلق منافذ الشك و الريبة.. فإن هناك نافذة تظل مفتوحة و مُشْرَعة تطل منها المرأة على مكنونات روحه و وجدانه .. لا مناص يا أخي ..

    قال : و ما الحل ؟

    قالت : حل مشكلتي أم حل مشكلتك مع صديقك ؟

    قال : مشكلتك أرى أنك ستقومين بحلها عن جدارة و إقتدار .. أنا أسأل عن مشكلتي معه.

    قالت : الأمر في غاية البساطة ... إذهب إليه و كأنك لم تحدثني بالأمر و قل له : أنا لا أرضى أن تكتم الأمر عن زوجتك .. إما أن تحدثها أو أحدثها أنا ..

    قال : ثم ماذا ؟

    قالت : بالتأكيد سيقول لك : لو حدثتها فإن هذا نهاية علاقتي بك ..

    قال : ثم ..

    قالت : قل له : من الأفضل أن أفقد صداقتك من أن تفقد زوجتك المخلصة و يضيع أولادك بينك و بينها ..

    قال : ثم ..

    قالت : لا يمكن أن تكون أنت أحرص منه على بيته منه .. ربما ترك الأمر ..

    قال : بالطبع ... و لكنك ستعاملينه بطريقة يفهم منها أنك علمت بالأمر ..

    قالت : لا تخف .. من يكون حريصاً على صديقه لا بد أن يكون حريصا على بيته ... و لكن لتعلم جيداً .. بأن تداعيات هذا السر ستكون جرحاً نازفاً صعب الإندمال ..

    قال : و إن تزوج دون أن يخبرني ؟

    قالت : قلت لك بأنني سأعرف لا محالة .. طال الأمر أو قصر ..

    قال : و لن تشُكّي بأنه ربما أسرَها لي ؟

    قالت : الأمر سيان عندي الآن.

    ***

    نواصل السيرة
                  

04-24-2014, 08:11 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العصمة في يد الزوجة : ( من سلسلة قالت وقال ) (Re: ابو جهينة)

    Quote: أعشق لحد بعيد أسلوب المحاورة حتى في مجال القص، فهو يغنيك عن تكنيك ( الفلاش باك ) الذي أحيانا قد يجر النص إلى أبعاد أخرى


    أبا جهينة, تحية متجددة:

    أتفق معك في كون الحوار علامة نضج إنساني وفني. إنه يعني قدرتك على تنسيب ذاتك وموضعتها بين ذوات أخر. وهو ما يعطي لنصوص الكاتب مساحات أوسع على صعيد اهتمام القراء والنقاد على حد سواء. والحوار من جملة ما يعني كما تعلم أنك مدرك لأهمية التنوع وحقه الذاتي في التعبير. ولهذا أنت كاتب تتمتع بعقلية حرة. لا لجهة تحرير شخصياتك كسارد من سطوة منلوجاتك ورؤاك الذاتية فحسب. بل كذلك لجهة قدرتك على تجاوز مسارك الذاتي الحياتي الضيق ملتحما بمسارات أخرى لبشر آخرين يتعددون ويختلفون كما ونوعا. وهو ما يغيب أحيانا عن وعي بعض ما يمكن تسميته "أصحاب المواهب الكبيرة". أعرف أن أحدهم بالكاد يتحرك إلى خارج عالم المثقف الانعزالي الأكثر ضيقا. ولعلي لاحظت غني عالم "أبوجهينة" وقدرته على محاورة الحياة في تنوعها الغني من قبل. ومن ذلك:



    Quote: "الدكان", هو عنوان هذا النص, أوهو نموذج مصغر للسوق بمعنى العالم وما ينطوي عليه من علاقات متشابكة, لكنه في هذا النص عالم شديد الشاعرية, يبدأ من شخصية حمد التاجر وينتهي إليها ممتزجا بها ومعيدا إنتاج نفسه في آن, وهي شخصية على هذا النحو ذات حس إنساني عال ومرهف قوامه (الحب) ككلمة مفتاحية تميز عالم "أبوجهينة" وتحيل إليه في حدود مطالعتنا لأعماله الإبداعية حتى الآن, بل هي شخصية تطابق الحب بما ينطوي عليه من معاني التعاطف والتضحية والغفران أوالتجاوز, وربما لكل هذا قدمها إلينا أبوجهينة في لمسة بالغة الذكاء كشخصية وافدة على المكان عاكسا بذلك غربة القيم والمشاعر الإنسانية النبيلة في عالم تم توصيف قسوته ببراعة بأكثر من طريقة, ولعل من بينها ذلك التوصيف الدقيق المشبع بالحياة لأحد مظاهر الطبيعة (المطر), وجلي أن "أبوجهينة" يكتب بذاكرة بصرية حادة تحتفظ بالكثير من صور بيئة ذات خصوصية في مفرداتها اللغوية وعلاقاتها ومظاهرها الطبيعية, وليس أدل من بداية النص. وأعيد لمنتهى عذوبته نشره ها هنا:

    "ينقطع التيار الكهربائي ما أن تَنْقر قطراتُ المطر الأولى النوافذ و الأسـقف ، و تَقْرَعُ حباته بإلحاح ( الطشـت المعدني ) المتكيء على الجدار مُحْدِثةً إيقاعاً مُتسارِع الوتيرة ..
    السماء تتمسك بالغيوم في عنادٍ فيزداد تراكمه في زحْفٍ حثيث ليكتسي لوناً رمادياً داكناً كلما مالت الشمس نحو المغيب....
    الشمس تغيب برهةً خلف غمامةٍ مُنْفَردة .. لتُطل من بين فرجات سُحُبٍ مسرعة ، ثم تختبيء مُجَدَّداً بينما ينبثق شـعاعها في كل الإتجاهات من أطرافِ رُكَام الغمام كأذْرُعٍ مُمتدة في ضراعةٍ و توسُّل.
    البرق يُزَيِّن صفحةَ السماء بلوحاتٍ ذات وميض يجهر العيون.. تَنْفَلِت خطوطها طولاً و عرضاً .
    نسمات باردة تَهُبُّ على دفعات تلطف الجو فتَلْفَح الوجوه التي قاستْ القَيْظ طوال النهار ..
    تلوذ دجاجات بالأركان تتحاشى البلل ، مُتَمَلْمِلةً تبحث عن الدفء تحت أجنحة بعضها البعض..
    صوت خروفٍ متروك في الحوش يأتي بلا إنقطاع و كأنه يلفت الإنتباه ليجدوا له ملاذاً من هذا المنهمر ..".

    إلى ذلك, ومستفيدا من إحدى التقنيات السينمائية المتمثلة في إسترجاع الماضي Flashback, لا يقدم أبوجهينة كما ألمحنا شخصية (حمد) كشخصية مسطحة, أوعالقة في الهواء, أورهينة لحظيتها وراهنيتها, بل يستدعى الكثير من وقائعها السابقة على نحو يساهم في تعميق رؤية العالم ويدفع بحركة السرد إلى الأمام لتتفجر الدلالة الكلية للنص عند خاتمته في عذوبة ينهض وراءها وعي دقيق بحرفية السرد أوتقنياته, ذلك أن حمد الذي يمنح الحب للعالم المحيط به يفتقر في واقع الأمر إلى الحب في أعماقه السحيقة:

    "يمتليء الدفتر ديوناً .. و ذاكرته أسراراً ..
    يستهلكه العمل المتواصل .. و يختلط كيانه بوتيرة الحى و رتابة أيامه ..
    و ينهك تفكيره كثيراً أن أحداً من أهل الحى لم يبادر يوماً بسؤاله إنت يا حمد ما بتفكر في العِرِس ؟).
    يتمنى لو يسألونه هذا السؤال ... فالإجابة عليه ترقد على طرف لسانه".


    http://www.sudaneseonline.com/board/98/msg/1254459981.html

    وعود إلى بدء, أبا جهينة, أوكما فعلت أنت نفسك عبر نصوص غير هذا النص, لا تعني أهمية الحوار أن أساليب السرد الأخرى ليست أكثر فاعلية في بعض الحالات.
                  

04-24-2014, 11:41 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22456

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العصمة في يد الزوجة : ( من سلسلة قالت وقال ) (Re: عبد الحميد البرنس)

    البرنس عبد الحميد
    تحايا غامرة وعامرة
    يسعدني جداً مرورك الباذخ علي ساحة حر في
    هذا المرور الذي يضفي إطارا ورونقا علي النص
    هذا المرور اللماح الذي يطرز رؤاه بما يفيد وينثر نكهة خاصة
    فلك الشكر
    ،،،،،،
    لا فض فوك
                  

04-24-2014, 08:52 AM

walid taha
<awalid taha
تاريخ التسجيل: 01-28-2004
مجموع المشاركات: 4198

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العصمة في يد الزوجة : ( من سلسلة قالت وقال ) (Re: ابو جهينة)

    مُتــــابع
                  

04-24-2014, 09:16 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22456

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العصمة في يد الزوجة : ( من سلسلة قالت وقال ) (Re: walid taha)

    تحياتي وليد
    المستكين عشقا
    المتمرد حرفا
    نواصل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de