.............القرار.............

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 09:33 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-12-2014, 03:39 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
.............القرار.............

    خرج ابو خالد من الوكالة يقود الخادمة الفلبينية الجديدة التي يخيم عليها الصمت الجليل والتوجس إلى البيت حيث ينتظره ضفدع كبير..منذ أن تزوجها قبل عشر سنوات وأنجب منها طفليه خالد وريم ظلت تمارس نقيق لا يطاق وترهقه بالمطالب التي لا تنتهي ، وتغيير الخادمة في السنة مرتين ، أحياناً بسبب الغيرة وأحياناً روح التسلط والاستبداد،فقد كان يسكنها طاغية من العهد الأموي..
    دلفا إلى داخل المنزل،اندفع الطفلين لتحية الخادمة الجديدة وخرجت أم خالد ورمقتها شذراً في ازدراء ، كأنها تنظر إلى صرصار..وتمتمت في نفسها"لا باس...إنها عاطلة عن الجمال..وليس فيها ما يجعلها منافس حقيقي ليها وهي التي تملك المال وكل مستحضرات التجميل في العالم"...

    *****

    استمرت الحياة عادية ورتيبة لدرجة الملل في البيت ،الخادمة في صمتها الجليل ،تعد أجود الطعام، الأطفال السعداء يلعبون معها دون أي ضجر...يتم نظافة البيت بصورة راتبة مع ابتكارات جديدة في كل موسم...وأحياناً يتجاذب معها أبو خالد بعد أطراف الحديث ،حين تضع الأطباق أو ترفعها من المائدة...
    - كيف هم اهلك في الفلبين؟!
    - نحن سبع بنات وولد وحيد يدرس الطب
    - ما شاء الله..يدرس الطب
    - نعم..وكلنا نعمل من اجل ان يتخرج طبيب ويعيلنا...أبي باع كليته وأسقمه المرض من اجلنا وتوفت أمي منذ سنوات..فاضحي يعاقر الخمر..
    ثم يخيم عليها الحزن النبيل ..وينهض أبو خالد الذي كان يتعامل معها بسخاء وهو يقدر الإنسانية بحكم دراسته في بريطانيا ورؤيته لعالم آخر..وكان يسعده أن يأخذها نهاية كل شهر إلى الو سترن يونيون..عندما تريد تحويل أموالها..و يسعده انه يراها سعيدة فقط في ذلك اليوم...عندما تحول مصاريف أهلها ..
    *****
    عندما يخرجون معها للسفر في العطلة السنوية يدور بعض لحديث في السيارة
    - ماذا كنت تعملين من قبل؟
    - كنت مدرسة لغة انجليزية،ثم ذهبت إلى وكالة التخديم ،قاموا بتعليمي اللغة العربية وفنون الطبخ الشرقي..ورعاية الأطفال والديكور وأحرزت المرتبة الأولى...
    - نعم أنت كذلك...تتمتعين بروح عمل وتفان عالية وتقدمين طعام جيد يؤهلك للعمل في فنادق خمس نجوم..
    يحمر وجهها خجلا..وتلوذ بالصمت..
    ضاعف لها راتبها بعد أن صارت تعلم ابنيه الذكيين أيضا اللغة الانجليزية،وأصبحا يتقدمان في المدرسة ويحصدان الجوائز..التي لا تعبأ بها ام خالد ويبدو إنها تفضل أن تعيش في عالمها الخاص مع النسوة في الجوار والتسوق في المدينة، يحتفي بنجاحهما الأب والخادمة الفلبينية..ومضت السنين ودارت الأيام..
    حضر إلى البيت محملا بالأكياس يتضور جوعا وينضح بشرا بعد أن وقع لهم العطاء في مقاولات كبيرة..سره أن يكون ضفدعه الكبير يغط في النوم..قامت ماريان بإعداد الطعام ، جلس أبو خالد خلف الطاولة...يحدق فيها وهي تتنقل بين المطبخ والطاولة
    - ماريان...سيتخرج أخيك من الكلية هذا العام أليس كذلك؟
    - نعم بابا..
    - هذا أمر مبهج قد نسافر نحن والأولاد إلى الفيليبين معك هذا العام
    ارتبكت ولم تقوى على الإجابة ودخلت المطبخ..وعادت تحمل إبريق الشاي والكبابي،أردف أبو خالد
    - ماريان...هل تتزوجيني؟؟

    - ..............

    صعقتها المفاجئة وأفلتت عدة الشاي بكاملها فسقطت على الأرض واحدث ذلك دوي هائل ،افسد الشاي الحار السجاد الفاخر...هبت ام خالد مذعورة وجاءت مندفعة ولطمت ماريان التي ولت هاربة وباكية إلى المطبخ،أسفاً على تلف السجاد الثمين..نظر الطفلين إلى أمهما في ازدراء وقد أربكهما سلوكها المشين واندفعا إلى غرفتيهما باكيين على الهوان الذي حاق بمدرستهما المحبوبة ...أما ابو خالد فقد انفجر كامل البركان الذي كان يغلي في داخله طيلة العشر سنوات العجاف ..وهب كالملسوع زاعقاُ فيها:-
    - ان طالق...ولا مكان لك في هذا البيت بعد اليوم..!!!
    ثم حمل كل ما في الطاولة من أواني وزجاجيات وقذفها في أرجاء الغرفة..واستدارت ام خالد وولت ترجف رعبا ودخلت غرفتها وعادت تحمل حقائبها وتنادي ولديها... خرجوا إلى الطريق وأوقفوا سيارة ليموزين في طريقها إلى بيت أهلها في الضاحية البعيدة من المدينة...
    *****
    سافر أبو خالد إلى الفلبين مع ولديه... وأنجز ما وعد...وبقيت أم خالد تضرب أخماس في أسداس في بيت أبيها...بعد أن عرفت تماما المثل العربي القديم"اقرب طريق إلى قلب الرجل معدته"...وإنها ارتضت أن تكون مجرد"ثقب" أو آلة لإنجاب الأطفال... ولم يسمع منها زوجها الرائع يوما كلمة واحدة...تحسسه بأنه إنسان....وليس صرافة ترتدي شماخ ونظارة طبية مصقولة تشع خلفها عينان غاية في الطيبة والذكاء والحنان ايضا...
    ****
    *كاتب سوداني مستقيل من" قطيع المثقفين" لأسباب تتعلق بموت الروائي السوداني بهنس في شوارع القاهرة بردا وجوعا...
                  

01-12-2014, 04:09 PM

الصادق الخالدى
<aالصادق الخالدى
تاريخ التسجيل: 10-11-2012
مجموع المشاركات: 805

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .............القرار............. (Re: adil amin)

    يعلم الله يا استاذ عادل الامين
    روعة ماشة بي كرعينة
    وحقيقة انما يرحم الله من عباده الرحماء
    Quote: *كاتب سوداني مستقيل من" قطيع المثقفين" لأسباب تتعلق بموت الروائي السوداني بهنس في شوارع القاهرة بردا وجوعا...


    يستحيل يا استاذ انو دة يكون قطيع مثقفين ياخي دة من المهرة عديل كدة
    ورحم الله بهنس وغفر له
    لا عليك يا عادل دايما الجمال محسود
                  

01-12-2014, 04:28 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .............القرار............. (Re: adil amin)

    أعجبني السرد وكيفية إدارته
    أعجبني القرار
    أعجبتني المقاصد المخبأة باقتدارٍ في ثنايا القصة
    لا
    وأعجبتني (الاستقالة) أيضاً
    وهل يعقل أنك تستقيل
    والمثقف هو مؤسسة وحده
    وقطيع وحده
    وأمة وحده
    وووووو
    حتى وأنت وحدك منفرداً
    فإنك كل ذلك وأكثر

    رحم الله بهنس وغفر له ولنا
    وأسكنه فسيح جناته


    تحياتي، محبتي واحترامي
                  

01-13-2014, 05:20 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .............القرار............. (Re: بله محمد الفاضل)

    اعذروني يا ناس البورد موت بهنس الفادح ده دمرني وفقدني توازني عديل وباعتذر لكل انسان على مستوى البورد ده...زيدنا عليه بكلمة او كلميتن
    من خالد العبيد لحدي البسوس لحدي ود الباوقة لحدي بريمة واخرين.....ابوريش....عبدالرزاق الطيب لي سيد الحوش نفسه
    ما عارف هل انا براي بحس بالموت االفادح للسودانيين؟؟؟ والناجم عن الاخطاء الفادحة والله القصة شنو؟؟؟

    شكرا يا بله ويا صادق على المرور
    احيانا انا بكتب قصص ايضا هنا
    والغرض من هذه القصة ان يتحرر العرب انفسهم من عنصرية االفقه العربي القديم الذى يقسم العالم الى عجم وعرب وعبيد...وتكون المنطلقات السلوكية المشينة وفقا لهذه الرؤية العاطلة
    هذا هو الهدف من هذه القصة ونحن السودانيين كوكبيين نتعاطف مع كل الشعوب في العالم

    وفي القصة الثانية دي :يعرفو قيمة الزول السوداني والفرق بين مجتمعات الغرائز من ناحية ومجتمعات الفكر والشعور من ناحية اخرى..
    وفعلا يا بلة استقلت من المثقفين ولم استقيل من الثقافة لاهميتها القصوى للتعريف بالسودان

    شفرة ابن عربي




    عادل الامين
    الحوار المتمدن-العدد: 3452 - 2011 / 8 / 10 - 16:42
    المحور: الادب والفن






    خرجت اليوم من مبني البورصة أتصبب عرقا ويكاد قلبي أن يتوقف وأنا أبيت أمرا جللا راودني منذ سنين عددا، أطلقت عليه (شفرة ابن عربي)...ابتلعت حبة الأسبرين المعتادة، ركبت سيارتي ذات الدفع الرباعي،أخذت تشق بي طرقات المدينة المتشحة بالأتربة والغبار..وصلت الحارة ،رأيت جاري المهندس المعماري و الفنان التشكيلي غريب الأطوار ولوحت له من بعيد..نقلت خادمته الفلبينية أسراره إلى خادمتنا التي أيضا من بلادها أثناء ثرثرتهن في مطبخ البيت..أنا أتقن العديد من اللغات وهن يظن غير ذلك ،فقط انظروا إلى جواز سفري لتعرفوا الكم الهائل من البلدان والدول التي زرتها في حياتي ،من اليابان شرقا إلى أمريكا غربا،قالت انه يحب ارتداء ملابس زوجته ويقيم علاقات مريبة في موقع الفيس بوك باسم مستعار لامرأة مع وضعه صورة شارون ستون في ملفه ..خوفا من هؤلاء الملتحين الأوغاد الذين يتربصون بنا الدوائر في كل شارع وزقاق..وقد أحالوا حياتنا الشخصية إلى جحيم،حاصرونا بظنونهم الآثمة.. قتلوا مع سبق الإصرار والترصد بإسقاطهم المخزي روح الإبداع والتفكير الحر فينا..
    *******
    دلفت إلى داخل المنزل،لمحت ابني الواشي الصغير بسام،مستلقي على الأرض يحمل جهاز الريموت للألعاب والكائنات المرعبة والشنيعة التي تتقافز على الشاشة وتصدر أصوات أكثر شناعة،هذا الأمر الذي سبب له التبول اللاإرادي الليلي وجعل رائحته صباحاً لا تطاق، الصغير الواشي الذي يخبرني من اجل قطعة شكولاتة عن أخيه في الثانوية نواف الذي يمارس التدخين خلسة في الجوار ويتعاطى المخدرات أحياناً، مريم ابنتي التي تمر بفترة المراهقة الصعبة ، كلما رأتني نظرت بذعر إلي وألقت هاتفها الجوال بعيدا،ولكم أن تستنتجوا كم من الصور والمواد غير المحتشمة التي ينوء بها هذا الهاتف،بندر اكبر أبنائي يجلس على التلفاز يشاهد الأخبار في فضائية البي بي سي.. لشغفه الشديد بالسياسة..رغم انه عالق في كلية الطب ،بسبب الإمبراطورة التي تحكم المنزل وتتحكم في مصائرنا جميعا ويرتفع غطيطها من حجرة النوم الآن....أدخلته أمه سباق المائة متر حواجز، ليتعثر ويرسب كثيرا في كلية الطب.. حتى تباهي جارتنا المصرية ،ست تفيده التي تردد دائما بان لها ثلاث ابنا ء يدرسون الطب في مصر،واحدهم قد رائيته مرة عندما جاء لزيارة أسرته في العطلة الصيفية ،يبدو أن مثله الأعلى أيمن الظواهري..كانت له لحية تكفي ثلاثة مطاوعة من عندنا،ابني بندر الذكي لطالما أعجبتني تحليلاته السياسية وأحاديثه الدسمة لكل ما يدور من أحداث في العالم المضطرب الذي نعيش فيه"تسونا مي في اليابان، مجاعة في الصومال، ثورات في الجوار، انفجار مكوك في الفضاء، ثقب في الأوزون،انتخابات في أمريكا، اشتباكات بين فتح وحماس...الخ"...أجد العزاء في الحوار مع ابني أكثر من شلتي من الحرس القديم، عندما نتجمع في بيت احدهم نثرثر،ولكل منا أوهامه الخاصة وادعاءاته العجيبة..يولولون على جنازة القومية وينددون بالليبرالية..أما الماركسية فدونها خرط القتاد، وبين لفافة دخان ولفافة وبين ألكاس والكأس والخمر الرديئة المهربة من دول الجوار، الكل يجعجع ولا نرى طحينا ..
    **********
    دخلت حجرتي وخلعت ملابسي ، واستلقيت في نوم عميق،ستكون العملية فجرا..وكنت قد جهزت الحقيبة الصغيرة ووضعت فيها الكتاب الوحيد من مكتبتي،كتاب له قصة غريبة ،أهداني له صديقي في العمل، السوداني زين العابدين،كان رجلا صموتا يحب القراءة و لا يتحدث مع احد ويؤدي عمله في تفان كمحاسب في البنك الذي نعمل به، تداولنا عشر كلمات أو اقل فقط. طيلة سنوات عملنا معا..عندما عرضت عليه بإلحاح أن يركب معي لأوصله إلي بيته الذي يقيم فيه وحيدا في الضاحية البعيدة ،كان يفضل ركوب سيارات الأجرة ،عندما أوصلته وترجل عن السيارة قال لي"يا خالد ...أكرم أمك...واذهب لزيارتها" واهداني الكتاب الذي كان نقطة تحول في حياتي...هاجر زين العابدين إلى أمريكا عبر اليانصيب وخلف وراءه صرح من الاحترام والتفاني في العمل والصمت الجليل..
    ***********
    استيقظت فجرا ودرت في المنزل دورة أخيرة، حملت الحقيبة وجواز السفر الذي عزمت أن افعل به أمرا جللا..وأنا في طريقي إلى مسقط راسي في الجنوب البعيد..أدرت السيارة وانطلقت بها خارج المدينة والعاصمة التي أزهقت روحي..وبعد خمس ساعات ،ولجت عالم الريف وأشجار النخيل والينابيع وأريج نسمات الجنوب الذكية،أوقفت السيارة.وحملت جواز السفر...وقذفت به إلى مياه الوادي الهادرة ليغيب في العتمة والى الأبد..وعدت انطلق بالسيارة لأدخل قريتنا والشمس تشارف على الغروب..توقفت أمام البيت الطيني الكبير، ودلفت تجتاحني المشاعر..لأحضن أمي التي نقيم وحيدة بعد وفاة أبي منذ أمد بعيد، طفحت الدموع في عينيها..وانهمكت تقبل وجهي المشعر وراسي الأصلع في حنو بالغ...وتردد كلمات صعقتني لأول وهلة"الحمد الله عدت يا وحيدي خالد،الله يحفظ زين العابدين الذي ردك لي لكي تقر عيني"..ما هذا الهذيان؟!..هل هناك هواتف سيارة روحية تربط بين البشر..وتداعي إلى أذني حديثه الهامس عندما ترجل من السيارة ولم أتبينه حين إذن مليا..جئتني أمي عند الغروب بالسطل والماء من الطلمبة الانجليزية القديمة والمتينة التي اشتراها المرحوم والدي منذ أمد بعيد..وجلست عاريا على ألطشت استمتع بحمام ريفي في الفناء الخلفي من بيت أمي،حيث لا احد يسترق النظر كجاري الغريب الأطوار المفتون بي،الذي سبب لي الكثير من الحرج حتى أتملص من إشاراته وغواية نفسي الأمارة بالسوء وضغط دعواته المستمرة لزيارته، ليقوم برسم لوحة تشكيلية لي ،كان يردد في أذني دائما " لا تسيء فهمي ،أنت يا خالد يسكنك طفل رائع، ،هذه عين الفنان"..
    مسحت جسدي المغبر بألياف النخيل وهي من أروع أدوات التجميل التي يجود بها الريف..وأنا استمتع بأحاديث أمي المبهجة وهي تسكب الماء بالكوز على راسي وجسدي.."أنا لا استحي منها.. فقد ولدتني هكذا..عاريا كالحقيقة التي جئت لأبحث عنها هنا.."
    **********
    أخرجت كرسي الخيزران العتيق الذي كان يجلس فيه أبي خارج المنزل ويمدد رجليه في استرخاء وجواره منضدة بها كتبه في فقه السنة وابن تيمية وابن كثير والطبري..ويضيء ما حوله مصباح غازي عتيق،وقهوة أمي الساخنة تملا خياشيمه..ها أنا الآن أعيد نفس الطقوس بعد أن غرقت الدنيا في العتمة، وبدأت النجوم تظهر هنا وهناك..أضئت المصباح..وأخرجت الكتاب،وتداعي إلى أذني..دعاء أمي الليلي المعتاد قبل أن تخلد إلى النوم، على سائر الأمم التي تتربص بالعرب والمسلمين وبابنها التعيس خالد بجسده المكتنز الذي تكتنفه كل أمراض العصر...والعولمة التي تدخلت حتى في تربية أبنائه.،منذ أن جاءوا ينقبون عن الذهب الأسود في صحراءنا القاحلة..ارتشفت من قهوة أمي رشفة وسرى في جسدي النشاط ثم وضعت الفنجان جانبا..وفتحت الكتاب لأقرا..كان الكتاب للإمام محي الدين بن عربي..عنوانه"الإسفار عن نتائج الأسفار"..وصعقني الإهداء المبيت سلفا الذي كتبه زين العابدين"يا خالد..عندما ترتفع الروح فوق عارية الجسد..يتشابه كل البشر من نسل بني ادم الذي خلق من تراب"...وطفقت أقرا في الكتاب باستغراق عميق..نامت أمي وارتفع غطيتها..ولا ادري ماذا حدث لي..هل غفوت أم ماذا.ولكني شعرت فجاءه بان روحي أخذت تتخبط في سجن جسدي الطيني والمدنس بالشهوات القديمة ..وانطلقت مني كطائر جميل ملون بكل ألوان قوس قزح واخذ يحلق عاليا..شعرت باني وسط النجوم التي تبتسم لي من كل جانب..وقبلت وجه القمر المنير الذي تربع على عشر السماء فهو ملك الليل دون منازع...نظرت إلى أسفل.. كانت الأرض تدور تحتي في بهاء ولكن ليس على قرن ثور كما كان يزعم أبي عندما نجلس سويا وأنا طفل يافع نتأمل النجم والشجر يسجدان ، لم يقتنع أبي بان ليس هناك قرن ثور يحمل الأرض حتى بعد عودتي من لندن متخرجا من كمبردج ومحاوراتي المارثونية معه ..وكان البشر من نسل ادم الذي خلق من تراب يتجلون في مرآة قلبي" أمريكيون وسيريلانكيون وصينيون..ونيجيريون..وهنود..وملل وملل من كل نوع ومن كل صنف من الذين يأتون إلى بلادي من كل فج عميق حجيجا أو كسبا للرزق..يجوسون تحتي كالنمل...كنت أراهم بعين قلبي متشابهون

    - لقد كنت قبلاً منكراً كل صاحب إذا لم يكن ديني إلى دينه داني‏
    وقد صار قلبي قابلاً كل ملة فمرعى لغزلان ودير لرهبان‏
    وبيت لأوثان وكعبة طائف وألواح توراة ومصحف قرآن‏
    أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه فالحب ديني وإيماني‏

    ...وانظر إلى جسدي الذي تركته مستلقي على الكرسي يتضاءل .. وقد استحال طفل عاري يتكور كيوم ولدتني أمي الطيبة النائمة في الداخل،الطفل الذي رآه جاري التشكيلي البارع ولم أراه وأنا المشوه الذي يرفل في عالم الحس ولا يعرف شيئاً عن عالم المعاني،سامحني يا جاري العزيز!..والآن أتساءل..لماذا كنت لا أراهم هكذا في حياتي الماضية؟ وأنا أتجول في بلادهم الرائعة بجواز سفري اللعين..واراهم في بلادي بهمومهم التي لا أحس بها إطلاقا..كأني روبوت مصنوع في اليابان...
    ********.
    جاءني صوت زين العابدين السوداني من الجهات الأربعة وأنا في تحليقي الشفيف والرائع "يا خالد هل أعجبك سفر الخروج من الجحيم؟!".. ردت روحي المتجردة"نعم إني اليوم في غاية السعادة...
    إذا نزل الروح الأمين على قلبي **** تضعضع تركيبي وحن إلى الغيب
    فأودعني منه علوما تقدست***** عن الحدس والتخمين والظن المريب
    ففصلت الإنسان نوعين إذ رأت ***** يقوم به الصفو والتنزيه مع الشوب
    فنوع يرى الأرزاق من صاحب الغيب**** ونوع يرى الأرزاق من صاحب الجيب
    فيعبد هذا النوع أسباب ربه ****** ويعبد هذا خالق المنع والسيب
    فهذا مع العقل المقدس وصفه ***** وهذا مع النفس الإنسان رخيصة بالعيب
    - ولكن اخبرني كيف تعرف أمي وتعرفك؟"..
    جاءني صوته الهامس
    - اعرفها من عالم الذر عند مقام.. الست بربكم ؟!
    كما ترى "..أن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف"..
    أضحى الكرسي خاليا تماما تحتي... إلا بقايا من نطفة من ماء مهين انزلقت من الكرسي وانداحت في التراب..

    ***********

    في صباح اليوم التالي..كان كل شيء قد انتهى ولم يعرف احد في المدينة أو في البنك أو في الحارة أو في البيت أو الجار الفنان التشكيلي .. أين مضى خالد؟!! ......


    تعقيب هام
    حتى لا يعاني السودانيين من سوء الفهم المتجذر في دول الخليج والاستخفاف بذكائهم من البعض ....

    ونتمنى واحد ينشرها في صحف الخليج

    (عدل بواسطة adil amin on 01-13-2014, 05:22 AM)

                  

01-13-2014, 10:04 AM

ملهم كردفان
<aملهم كردفان
تاريخ التسجيل: 02-16-2013
مجموع المشاركات: 4742

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .............القرار............. (Re: adil amin)

    كتابه جميله ياعادل امين ... كترخيرك ياخ
                  

01-13-2014, 05:35 PM

أشرف الرحال
<aأشرف الرحال
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1927

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .............القرار............. (Re: ملهم كردفان)

    طاعمة والله يا عادل امين
    رائعة ومرتبة وتشد الواحد



    مودتي


    الرحـــال
                  

01-14-2014, 02:57 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .............القرار............. (Re: أشرف الرحال)

    عشان خاطر الزول ده بس.... يا احباب ملهم ورحال...اعريهم الى اخر ورقة توت...



    شحبت روحي صارت شفقا
    شعت غيما وسنا
    كالدرويش المتعلق في قدمي مولاه
    أنا
    أتمرغ في شجني
    أتوهج في بدني
    غيري أعمى مهما أصغى
    لن يبصرني
    فأنا جسد ، حجر
    شيء عبر الشارع
    جـُزر غرقى في قاع البحر
    حريق في الزمن الضائع
    قنديل زيتي مبهوت
    في أقصى بيت ، في بيروت
    أتألق حينا
    ثم أرنقُ
    ثم أموت

    ويحي ،
    وأنا أتلعثم نحوك يا مولاتي
    أجسد أحزاني
    أتجرد فيك
    هل أنت أنا ؟
    يدك الممدودة أم يدي الممدودة ؟
    صوتك أم صوتي ؟
    تبكيني أم أبكيك ؟


    في حضرة من أهوى
    عبثت بي الأشواق
    حدقت بلا وجه
    ورقصت بلا ساق
    وزحمت براياتي
    وطبولي والآفاق

    عشقي يفني عشقي
    وفنائي استغراق
    مملوكك لكني
    سلطان العشاق..

    (عدل بواسطة adil amin on 01-20-2014, 04:41 AM)

                  

01-14-2014, 04:19 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .............القرار............. (Re: adil amin)



    صدرت المجموعة القصصية الأولى للكاتب السوداني عادل الأمين بعنوان (حفيف الأجنحة) عن دار سندباد للنشر والتوزيع بالقاهرة يوليو 2013، والغلاف للفنان السوداني سليمان إبراهيم سعيد، وجاء الكتاب في 80 صفحة من القطع المتوسط، وقدم الناشر الكتاب بكلمة نقدية على الغلاف الأخير قائلا:
    مجموعة قصصية مكثفة تشي بعمق التجربة الإنسانية عند الكاتب في لغة مؤطرة مكثفة وهذا ما تشي به وتؤكده التجربة الإنسانية؛ لقد نجح الكاتب أن يلملم ذاته المتشظية عبر تجاربه الإنسانية والحياتية وصوغها في لوحات قصصية، تشي بها المشاهد البصرية المتجاورة التي تؤكد تلك العلاقة التصادمية بين الصدق الفني والجدية والسخرية المأساوية حين تواجه الذات الراوية واقعنا المعاصر وإشكالياته، تلك الإشكاليات التي تجعل الذات مشتبكة في معارك يومية حياتية؛ لكن يبقى الهدف الأسمى عند رصد التجربة ومواجهة زيف المجتمع والإلحاح الدائم لكشف أستار الحجب حتى نتعرى تماما ـ أمام أنفسنا ـ ساعتها يتحتم علينا أن نتأمل ذاتنا وبكثير من المصداقية.
    هكذا تشكل وعى الكاتب بالزمان والمكان في رصد هذه التجارب الحياتية في مشاهد بصرية تكشف لنا زيف الواقع الذي نعيشه ليلًا نهارًا، والكاتب ينتمي إلى جيل التحولات الكبرى السياسية والاجتماعية والاقتصادية وشاهد اغتيال أحلامه، ربما كان ذلك دافعا للتمرد، بل السعي إلى تكريس الاغتراب واجترارًا آلامه تمامًا، مثل تحليق الفراشات حول النار.
    الجدير بالذكر أن الكاتب عادل الأمين مواليد مدينة عطبرة في السودان سنة 1961، تنقل في مدن السودان المختلفة مع والده الذي كان يعمل مدرسًا في وزارة التربية السودانية، وتلقي تعليمه الجامعي في جامعة الخرطوم بكلية العلوم وتخرج منها سنة 1987، ثم عمل في وزارة التربية السودانية معلمًا لمدة ثلاث سنوات، وسافر إلى اليمن للعمل في وزارة التربية اليمنية سنة 1991، وانتقل للعمل في قسم الكيمياء الحيوية في كلية الطب جامعة صنعاء سنة 2002 حيث يعمل بها حتى الآن مديرًا للمعمل، وهو يكتب الرواية والقصة القصيرة والمقال الفكري والسياسي، وقد نشر الكثير من قصصه ومقالاته بشبكة الإنترنت.

    *كاتب وروائي مصري
                  

01-17-2014, 05:06 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .............القرار............. (Re: adil amin)




    العودة الى ارض حفيف الاجنحة




    عادل الامين
    الحوار المتمدن-العدد: 4113 - 2013 / 6 / 4 - 15:20
    المحور: الادب والفن






    - أنت يا ود مدينة البحر ده فوقو شنو والعشر القدامك ده كمان ..خاتي كرسيك كل يوم العصر تبحلق فيه من ما جيت من بلاد بره ؟!!..
    نظر احمد نظرة ساخرة إلى شيخ عبد الله إمام مسجد البلدة وغريم جدته الراحلة مدينة وصديقها اللدود،بفضوله المزعج الذي يقطع حبل تداعياته،منحدرا بأتانه عبر الطريق عند المعدية التي تجلب القادمين من البنادر والخرطوم إلى الضفة الشرقية.. في طريقه إلى مزارع القرية، كانت للشيخ عبد الله والجدة مدينة فصول من المهاترات تتندر بها مجالس مروي شرق..وكثيرا ما ألحقت به مدينة الهزائم النكراء..
    - يا حاجة مدينة قالو لي انت ما قاعدة تصلي..صحي الكلام ده..
    - الصلعة المقابلة الحر يا شيخ عبد الله
    - استغفر الله..يا حاجة مدينة الصلاة تنور القبر
    - أنا منوراه لي شنو.. دايري اعوس فيهو الكسرة ولى اسوي الملاح..
    - استغفر الله ..استغفر الله
    - الله يقلبك قرد..ويعبرك من لا حالتك دي يا شين يا مبدول الرجال..والله ما تمشي مني الا اجي افعاااك بي مفراكتي دي...
    يضحك شيخ عبدالله بضحكته المجللة ويبتعد عنها قبل أن تقذفه باسلحتها المحظورة دوليا..المفراكة ونعال القمر بوبا...كان ذلك في زمن ولى..
    *****
    توقفت المعدية عند البر الشرقي وتتدافع النازلين إلى البر محملين بالحقائب وإرهاق السفر والغبار أيضا..لمح احمد طيف امرأة شابة في مقتبل العمر تنزل من المعدية وتتجه نحوه..ابنة شقيقته حنان ، لقد ألف حضورها الراتب له في البلد.. وعودتها باكية حزينة بمفردها إلى الخرطوم..دون أن تقنعه بالسفر معها..
    - انت يا خالو من ما جيت من السعودية..خليت الخرطوم وجيت قعدت هنا ليه؟الناس كلها جاءت وقعدت في الخرطوم..هنا في شنو
    - هنا في حفيف الأجنحة..
    - يا خالو كلامك د أنا ما قعد افهمه..
    كان احمد ينظر إليها في حنو وهي الأثيرة لديه في أبناء أشقائه وشقيقاته ثم يتذكر أيضا عندما كان يأتي من عطبرة في الإجازة لحصاد التمر،كان يقول للجدة مدينة
    - يا حبوبة...تعالي اقعدي معانا في عطبرة..
    - يا ولدي أنا ما دايرة اقعد تحت يدين الناس
    - نحن ما ناس نحن اهلك..
    - يا ولدي..وين امشي اخلي غنيماتي ونخيلاتي وقشي وصاحباتي عشة بت شيخ الخلوة وشنقيقية والهريسة وسكينة بت قسم الله .. وبيت جدك ده البعمروا ليكم منو تخلوهوا كلكم وتمشو ساكت .. يعوي فيه الطير...
    - يا حبوبة..لكن المعيشة هنا بقت صعبة خلاص
    وينفذ صبرها وتنبري له
    - يا ولدي كل زول يقعد محل يرتاح.. كل كل.ب يلحس جعزو ..
    ولها من الأمثال من هذا النوع الكثير ،كان احمد يقول لحنان ما كانت تقول الجدة بلطف
    - جيت ابرد اضاني من ورجغة ناس الخرطوم الفاضية.. والناس الما بتتغير ولا بتدير دي..
    حنان لا تعرف ان خالها احمد كان يساري كبير من زمن الجبهة المعادية للاستعمار..ويرى اشياء تحدث في السودان لا يراها عامة الناس في الخرطوم، ومنذ اعدام محمود محمد طه في تلك الجمعة الغبراء، غادر السودان إلى السعودية ومكث فيها عشرة سنين،خمس سنوات سمان عمل كمحاسب مع كفيل لا عهد له ولا ذمة قادته إلى خمس سنوات عجاف في السجن وعودة من غربة خالي الوفاض إلى بلد تدب فيها أعراض الموت منذ فجر الاستقلال، ليجد خيام النازحين تطوق الخرطوم، التي يعيش فيها ضحايا حروب المركز، يعيشون فقط لان الموت لم يأتي بعد ، شكل له ذلك كابوس مستمر..جعله يأتي ليدفن نفسه في الرمال في مروي شرق،ارض الأجداد ويقوم بالتدريس في مدرسة القرية العتيدة منذ أيام ثورة مايو الاشتراكية ،ومعه راديو والده الراحل...انيسه في الليالي المقمرة...
    استقبل احمد ابنة شقيقته بحفاوة ودخلت معه إلى البيت وهي في غاية السعادة وتلوح له بصحيفة في يدها،اعتادت أن تجلب له الصحف والكتب والمجلات، ولكنها هذه المرة فجاءته بأمر عجيب
    -..خالو ..الخرطوم كلها تتكلم عنك!!..
    - ليه ..خير إن شاء الله
    - طلع إعلان من السفارة الأمريكية في معظم جرايد الخرطوم
    فتحت الصحيفة أمامه وحدق احمد كالمشدوه..إلى صورته مع مستر هربرت الأمريكي في حدائق الرياض في السعودية..والإعلان بحضور صاحب الصورة واسمه الرباعي مع جواز سفره إلى السفارة الأمريكية في الخرطوم، لمقابلة محامي تركة المستر هربرت، الذي حضر إلى السودان خصيصا لهذا الشأن..
    طاف في عقله المجهد شجون من نوع خاص،طفق يحكي لحنان القصة: عندما خرجت من السجن بعد كل تلك السنوات العجاف ببراءة..عزمت مغادرة البلاد من غير رجعة..كنت أتسوق في إحدى المولات لأخذ بعض الهدايا لكم، فجاءه رأيت سائح امريكي ضخم الجثة يترنح أمامي ويمسك بقلبه ويشير بأصبعه إلى وقد جحظت عيناه..كان يردد" داني..ابني داني..أسعفني"..تلقفته حتى لا يصطدم بالأرضية الصلبة وكان يشير نحو جيبه الأعلى..عرفت ان الدواء هناك،هذه الدول تهتم برعاياها في حلهم وترحالهم.. ولي خبرة في الإسعافات الأولية ،الرجل مصاب بصدمة سكر،أخرجت الانبولة وحقنته بالأنسولين، وجاءت سيارة الإسعاف، حتى بعد أن بدا يتعافي الرجل لتحملنا معا إلى المستشفي،هناك بقيت معه..كان يحدق في ذهول حوله ،وعندما سألته
    - من هو داني
    هب كالملسوع
    - انه ابني مات في حرب الخليج،عندما قصف صاروخ سكود مدينة الخبر..كيف عرفت اسمه ؟!
    - أنت كنت تردد ذلك وتشير إلي قبل أن يغمى عليك
    - من أنت ومن أي بلاد ؟
    - اسمي احمد من السودان
    انبسطت أسارير الرجل الطيبة وفاضت عيناه الزرقاوان بالدمع
    - شكرا يا ابني على مرؤتك
    أراد أن يعطيني حفنة من الدولارات..رفضت بشمم وقلت له
    - نحن نفعل ذلك في بلادنا عن طيب خاطر وليس بدافع المال
    تكاثرت زياراتي لمستمر هربرت في المستشفي وعرفت انه، جاء إلى هذه البلاد ليعرف إذا كان تضحية ابنه لم تذهب هباء وأضحى من المهتمين في الدراسات الاستشراقية والأديان المقارنة..أخبرته عن السودان وشيوخ السودان والطرق الصوفية وفلسفة الحياة والموت عند الراحل محمود محمد طه وان الموت زيادة علم..تعلق الرجل بي كثيرا واخبرني عن زوجته الراحلة التي كان يزروها مع ابنه في مصحة لعلاج الزهايمر وعندما جاءوا بنعش ابنه الطائر..اضطر أن يخرجها من المستشفي لتحضر مراسم الدفن الجليلة وتعرف بان ابنها مات بشرف في بلد ما ن اجل نشر الحرية بالمعايير الأمريكية الفادحة الثمن ،وهذا أمر كان من الصعب إدراكه أو التواصل مع أم فقدت الاتصال بالعالم منذ أمد بعيد..وتوفت بعد عامين وضاقت الدنيا على هربرت بما رحبت وامتد شعور بالوحدة والفراغ العريض في دواخله المحطمة ،فاثر أن يقوم برحلته تلك ،في مشوار البحث عن الذات..في بلاد الأساطير وألف ليلة وليلة، وتقاطعت أقدارنا معا في ذلك ألمول..وكانت هذه الصورة التذكارية في الصحيفة وأهديته مصحف باللغة الانجليزية..قبل عودته إلى بلاده مع يقينه الجديد.."
    نظرت حنان إلى خالها في بشر
    - إذا ستعود معي إلى الخرطوم من اجل ذلك
    - نعم لابد من ذلك من أجلكم..
    *****
    دخل احمد السفارة التي استقبله كل موظفيها بحفاوة بالغة وكان القنصل المرح الذي يجيد العربية السودانية ، يتنقل هنا وهناك في حبور
    - مرحب بيك مستر احمد
    - أهلا وسهلا
    - أديني جوازك لحظة وحيقوم مستر جونز محامي عائلة هربرت بتسليمك الرسالة الشخصية التي كتبها ليك المرحوم ونصيبك من التركة
    أصيب احمد بالحزن العميق لموت هربرت، وفتح الرسالة، كانت بسيطة ومعبرة، انه مات على ملة الإسلام ويشكره على هديته القيمة وان الخمس مليون دولار له خالصة مع اقتباس من القران "وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان..."
    عند الباب ودع القنصل احمد بإجلال وناوله الجواز القديم وردد في مرح
    - تجي تزورنا في أمريكا ؟!
    - شكرا يا أخي..خليني قاعد هناك بعيد..أحسن..تجينا انت وتشوف حضارة كوش وجبل البركل.يمكن انت ذاتك تخلي امريكا
    - أنا شفت المتحف هنا
    - لا هناك الآثار على الطبيعة..في الماني جانا زمان، برضه لمن مات رسل بنته عملت مشروع كهرباء قاعد لحدي الليلة في مدينة كريمة
    - بالله...شيء عجيب..يمكن نجي نزورك إن شاء الله
    خرج احمد من السفارة ووجد سيارة شقيقه حسين تنتظره
    - خير إن شاء الله
    - الناس ديل ادوني شيك بي خمس مليون دولار ما عارف اعمل بيها شنو ذاتو
    صعق حسين من الدهشة
    - بالله..سبحان الله..قصة غريبة جدا
    - انا ذاتي ما مصدق..المهم بخت ليكم اربعة مليون باسمك في حسابك في البنك عشان تساعدكم على المعيشة في الخرطوم وتربية الأولاد ولي باقي الاهل الاقارب..وبشيل مليون اعمر بيها المدرسة والشفخانة والمسجد في مروي..
    - ايوه فكرة جيدة وصدقة جارية للمرحوم مستر هربرت
    - ياخ الراجل ده اسلم وتصدق سما نفسه منو
    - لا والله
    - عبد الرحمن المهدي
    - حتة وحدة كده..لقى الاسم ده وين ؟
    - اهودا الجواب بتاعه اقراه
    - اكيد بكون لمن رجع امركيا ..قرا عن السودان كثير عشانك ، يا اخ الناس ديل بقدرو العشرة..
    - الله يرحمه رحمة واسعة عدد السعى...
    وصلا إلى البيت وسط أهازيج الأهل والأقارب، و بعد عدة أيام،سحب احمد الأموال اللازمة لمشروعه الخاص..وودع الجميع وقفل راجعا إلى البلد..

    ******

    - يا ود مدينة..قالوا لي مشيت الخرتوم في شان الامريكان
    نظر احمد إلى شيخ عبد الله في سخط..عند نزوله من المعدية في البر الشرقي.وامتطى الحمار الثاني الذي أعده له الشيخ وانحدرا معا إلى البلدة،

    - ايوه مشيت قابلت الخواجات وادوني قروش كثيرة خلاص..
    دفع بحقيبة النقود له، فتحها الرجل ولمعت عيناه جشعاً..
    - القروش دي بتاعة خواجة مسلم مات .شيلا وعمر بيها المسجد المهدم ده...والمدرسة والشفخانة الفاضية دي املوها ادوية من كريمة...
    ابتسم شيخ عبدالله في خبث..
    - انت جاسوس يا ود مدينة ..من قعادك قدام البيت و بحلقتك في البحر والشجر دي..انا عرفتك ما زول ساهل..
    - ايوه جاسوس كبير والبلد ضيقة
    - بس يا خرابة تتجسس علي شنو في البلد المشلعة دي
    - قالو لي الأمريكيين اتجسس على الناس البحشو الحمير..
    يبدو أن طول الأمد وضعف السمع افقد شيخ عبدالله قدراته الخاصة وقواعد الاشتباك..
    - قت شنو ..البحشو التمر ؟؟!!
    - لا يا حاج البحشو الحمير عديييل كده..ياخ البنيكو الحمير ..بقيت ما بتسمع ولى شنو!!..لأنه حش الحمير في مروي بوسع ثقب الأوزون في القضارف.. وينشف ابيار النفط في هجليج...
    انفجر شيخ عبد الله ضاحكا بصورة مجللة ، كاد أن ينفجر قلبه منها ويسقط من أتانه المكتنزة ..
    - الله يجازي محنك يا ود مدينة...والله من ما ماتت حبوبتك مدينة الدنيا ذاتا مسخت لي وما ضحكت ذي الليلة..والله غلبت عمك تب...
    افترق الرجلان والشمس تشارف على الغروب، وقفز احمد من الحمار حاملا الحقيبة الأخرى وتركه يلحق بأتانه التي يمتطيها شيخ عبد الله ..واتجه نحو البيت الخالي، دخل إلى الداخل ووضع الحقيبة في الغرفة ثم حمل العنقريب إلى الحوش ووضع الراديو جواره في المنضدة وكوب الماء..واستلقى يحدق في السماء والقمر البازغ في الأفق الشرقي وتداعي إليه ضحك أهل البلدة من بعيد..الذين يمر بهم شيخ عبد الله ويحكي لهم آخر سجالاته مع ود مدينة...وسكنت الكائنات أخيرا، إلا من ذلك الحفيف...حفيف الأجنحة الذي ما بارحه منذ طفولته البعيدة ، عندما كان يشعر بتلك القوة الغريبة التي تشده إلى الشمال((ا لارض حفيف الاجنحة التى فى عبر انهار كوش المرسلة رسلا فى البحر فى قوارب البردى على وجه المياه ، اذهبوا ايها الرسل السريعون الى امة طوال جرد الى شعب مهاب اينما كان ، الى امة قوية جبارة الخطى تقطع الانهار ارضها .

    يا جميع سكان المسكونة وقاطنى الارض اذا رفعت الراية على الجبال فانظروا ، و اذا نفخ فى البوق فاسمعوا ، لانه هكذا قال لى الرب انى اهدا وانظر من مسكنى كالحر الصافى على البقل ، كغيم الندى فى حر الحصاد ، فانه قبل الحصاد عند تمام الزهر وعندما يصير الزهر حصرما نضيجا يقطع القضبان بالمناجل ، وينزع الافنان ويطرحها ، تترك معا لجوارح الجبال و لوحوش الارض ، فتصيف عليها الجوارح وتشتى عليها جميع وحوش الارض .

    فى ذلك اليوم تقدم هدية الى الله رب الجنود من شعب طويل واجرد ، و من شعب مخوف منذ كان فصاعدا ، من امة ذات قوة وشدة ودوس قد خرقت الانهار ارضها ، الى موضع اسم رب الجنود جبل صهيون ))
    ((اشعياء 18 .)).....

    (عدل بواسطة adil amin on 01-17-2014, 05:20 AM)
    (عدل بواسطة adil amin on 01-17-2014, 05:23 AM)

                  

01-17-2014, 12:51 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .............القرار............. (Re: adil amin)



    زينوبة
    - شايل عتلتك الكبيرة دي وحايم بيها في شندي مالك ..امشي غطي قدحك في ود سعد هناك ..يا أسد بيشة المكربد قمزاتو مطابقات!!
    قفز كالملسوع واجترحه غضب عارم لهذه الوخزة المؤلمة من غريمه وصديقه اللدود ود الجعلي في انداية بت مهجوم في هوامش المدينة..
    بنت عمه المدللة زينب التي اسماها والدها على جدتها المشهورة الكنداكة وشاعرة القبيلة"زينوبة" التي كانت تقاتل الأتراك مع الرجال وظلت تجلد معهم لأنها لا تدفع العتب ويضعون لها القطة في سروالها أيضا،كما يفعلون برجال في ذلك الزمن الأغبر من حكم الباش بوذوق الفاشي ،لأنها ولدت وحيدة وبنتا لم يسود وجه أبيها أو يضحى كظيم بل رباها كما يربى الأولاد تعلمت السباحة والمصارعة ولعب السيجة والطاب وكانت ترافق أبيها في كل جولاته ومجالسه والى المحاكم وتعلمت في الكتاتيب مع الرجال..وظلت تذهب إلى مزارع أبيها وتقود المحراث وتنزل سوق المحاصيل في شندي وتبذ الكثيرين شجاعة ورجاحة عقل ومع كل ذلك كانت رائعة الجمال تستحي الشمس نفسها من طلعتها البهية..ويجلها الرجال وتغار منها النساء،اللائي لا يشكلن جزء من عالمها إطلاقا..صديقها الوحيد والغريب هو "ود نفوس "ومحطة الإنذار المبكر الذي ينقل لها أخبار وأسرار القرية،كان على عكسها تماماً،يخالط النساء ويقوم بتمشيطهن ويحب كل ما تحبه النساء في الرجال،لذلك لم يشكل خطرا عليها منذ طفولتهما الباكرة وهو الذي روج قصتها المخيفة التي أثارت توجس الكثيرين وأبعدتهم عنها، انه شاهدها تتبول واقفة كما يفعل الرجال عن جروف النيل في ليلة مقمرة ولكنه لم يجذم بأنه رأى شيئا آخر، ظلت هذه الأفكار والهواجس المضطربة تدور في ذهنه وهو في طريقه إلى القرية ، عبر النيل إلى المتمة وركب باص القرية المتهالك..لقد احكم خطته تماما بعد أن فشل الآخرين عبر الزمن معها...
    *****
    ذهب إلى عمه عباس في المجلس وبقايا الخمر تلعب في رأسه ووقف على رؤوس الأشهاد..
    - يا عمي اسمع.. الليلة بتك المطلعا لينا في راسنا دي تعقد لي عليها قدام الناس ديل في مكانك ده و خلي الباقي علي!!
    بهت جل من في المجلس، حدق عباس في ابن أخيه الأثير احمد الملقب بالأسد، كان يحبه أيضا حباً جماً..ولكن تعلقه بابنته وتدليله المفرط لها جعله يتعامي عن كل الأعراف والتقاليد في المنطقة..وترك لها أمر الزواج في يدها وكانت ترفض الجميع بل تستهزئ بهم أحيانا،موظفين في البنادر ،أرباب مال،رجال دين،ضباط في الجيش.. ولكن هذه المرة بلغ السيل الذبا،تداولوا الأمر قليلا وتم إجراء العقد في المجلس وارتفعت زغاريد النساء الشامتة في القرية وخرج احمد مندفعا لتنفيذ بقية الخطة حتى لا يفقدها إلى الأبد...
    عليه أن يصل ود نفوس الخبيث قبل أن يسبقه و ينزل لها في المزرعة ويخبرها، دهمه في بيته الذي يقبع فيه وحيدا لمآربه الأخر ..على غرار المثل السوداني" السترة والفضيحة متباريات".. عند هوامش البلدة ووجده يستعد في لبس جلبابه الفضفاض، انقض عليه بغتة واحتضنه وسقط معه على الأرض،كانت الروائح الذكية للعطور النسائية تفوح من المنزل و الجسد اللدن وتكاد تذهب بعقل"الأسد"..
    قام بتكبيل ود نفوس بعمامته وربطه في مرق الغرفة، ونهض بعد أن بصق عليه...
    - الليلة ما عندي ليك وكت ..كنت جيهتك كويس يا ود نفوس وكرهتك الشغلانة دي للأبد..!!
    شهق ود نفوس رعبا وردد بصوته الاخن المثير للغرائز
    - فكني يا زول انا عملت ليك شنو؟؟!!
    - تشمتوا فيني ود الجعلي و ناس شندي كلهم.. انا "الأسد"..بتين شفتها تبول واقفة يا ود ال######..؟!
    أيقن احمد أن خطته تسير على ما يرام، بعد تعطيل جهاز الإنذار المبكر ، فقط عليه أن يهاجمها على حين غرة، انحدر نحو المزارع في خطى واسعة وجسده الضخم الفارع ينتفض غضبا وشهوة أيضا، من جراء العطور التي ملأت خياشيمه بعد معركته الصغيرة مع ود نفوس..وألان عليه الاستعداد لمعركته الكبرى، انداح بين سنابل القمح ،يتحسس صوتها وغنائها الشجي وتجرد من كل ملابسه وترك السروال للمرحلة الأخيرة..وانقض عليها كما يفعل الأسد بالفريسة وقضى أمراً كان مفعولا وافلتها مهيضة الجناح واستلقى إلى جانبها يحدق في السماء، مثخن بالجراح والدماء تغطي وجهه وجسده وذلك النتوء بين رجليه في طريقه إلى الاضمحلال بعد أن افرغ كل حممه الثائرة و انتهت معركة الكرامة... صرخ بأعلى صوته الجهوري ،حتى يسمعه الإنس والجان من ود سعد إلى مدينة شندي...
    - انا "الأسد" انا الشافو ابو..الليلة يا ود الجعلي ما تلفاني بكرة في شندي!!..
    لم يأبه لها وهي تنهض في انكسار وتتلفح ثوبها وتعدو نحو النيل وتلقي نفسها فيه وهو يعرف تماما أنها سباحة ماهرة، أنزلت بهم الهزائم النكراء في اختبار عبور النيل في الطفولة البعيدة ، ستعبر النيل لا محالة.. وستنجب ابنه في مكان ما،لقد تزوجها على سنة الله ورسوله..وقضى وطره منها...وانزل الهزيمة الساحقة بود الجعلي في انداية بت مهجوم،لابد أن أهل ود سعد سينقلون الخبر إلى البنادر...وستكون لود نفوس قصة جديدة أخرى يرويها غير قصته المختلقة تلك تماما، عندما يعود ويحل وثاقه ويطلق سراحه غدا ... وأغمض عينيه وابتسامة عريضة تغمر وجهه الدامي.. وبقي على حالته تلك من الزهو و الانتشاء، حتى تنفس الصباح وتعالى صياح الديوك في القرية...
    *****
    - المحطة الشينة دي شنو يا ود الحمداب الما فيها نفاخ نار واحد ؟؟!!
    - دي محطة ام حسن
    - يا اخ دي محطة والله الحمار الضكر ما يقعد فيها !!
    - قالوا عندها قصة غريبة والله !
    - قصتا شنو؟!
    - يااااخ الجوع والعطش كتلنا والقريفة كمان..ما في حتى سجاير يبيعو في المحطة دي..!!
    ادخل ود الحمداب يده في جيبه واخرج حقة الصعوت ومدها لرفيقه..
    - هااااك يا ود كرقس املا خشمك تمباك..نسأل الله السلامة وقول لي قصتا لحدي ما ربك رب العزة يوصلنا شندي بلد الكرم والجود..نملا بطنا المكركبة دي...
    دار هذا الحديث الساخر، بين اثنين من أبناء الرباطاب، العابرين على سطوح قطار الشمال،قطار كريمة في طريقهما إلى الخرطوم، عبر رحلة طويلة مضنية بقطار متهالك ظل يطوي المسافات عبر قرن من الزمان ،منذ حملة كتنشر العسكرية لفتح الخرطوم سنة 1898..


    (عدل بواسطة adil amin on 01-17-2014, 12:57 PM)

                  

01-18-2014, 07:41 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .............القرار............. (Re: adil amin)

    Quote: منضدة بها كتبه في فقه السنة وابن تيمية وابن كثير والطبري..

    Quote: لم يقتنع أبي بان ليس هناك قرن ثور يحمل الأرض



    لعله من نافلة القول الإشارة إلى لذاذة السرد
    قيمته
    ...الخ

    لكني توقفت عند الجملتين أعلاه أخي
    وهي مما يقال فيها أنها تنقض بعضها بعضا
    فتهدم البناء!

    ...

    تحياتي، محبتي واحترامي
                  

01-18-2014, 11:10 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .............القرار............. (Re: بله محمد الفاضل)

    Quote: لعله من نافلة القول الإشارة إلى لذاذة السرد
    قيمته
    ...الخ

    لكني توقفت عند الجملتين أعلاه أخي
    وهي مما يقال فيها أنها تنقض بعضها بعضا
    فتهدم البناء!

    ...


    شكرا يا بله على المرور
    رؤية الاب في بلد القصة هي قائمة على كتب الفقه التي تقول الارض على قرن ثور وحتى كنا نسمع في الاذاعة زمان ذلك
    رؤية الابن المستنير تنفي هذه الرؤية وتعتمد العلوم الحديثة
    والبناء السردي للقصة العام هدفه
    الفرق بين وعي هذا البلد القائم على ابن تيمية ووعي السودانيين القائم على ابن عربي والصوفية
    وان نظرة بعض العرب للسودانيين الساذجة وهم اعمق منهم...
    انا امجد السودان والسودانيين واعرف بالسودان وقيم السودان في مجتمعات ثقافيا لا تعرف شيئا عن السودان رغم ملايين السودانيين القاعدين فيها-دول الخليج نموذجا
    وشكرا لانك بتمر وتعلق
                  

01-18-2014, 11:18 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .............القرار............. (Re: adil amin)

    جاء ذلك لأني لم أقف على ما تفضلت بإبانته
    وإن كان ذلك كذلك
    فلا تناقض فيما سردت

    و
    لم الشكر؟
    فإني ممن يقفون على الكتابة لا غيرها
    إن وجدت ما يمكن قوله
    لا أتردد



    تحياتي واحترامي
                  

01-18-2014, 03:12 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .............القرار............. (Re: بله محمد الفاضل)

    مرحب بيك في "السودان بيتنا"....
    مساحات من الود التواصل
    والعمل الابداعي الذى يبقي السودان على الخارطة
    كان لقيت المجموعة دي من دار سندباد في القاهرة اقراها للمزيد من القصص يا بله
    وكمان مكتبة العبيكان في االسعودية
                  

01-18-2014, 03:41 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .............القرار............. (Re: adil amin)

    شكراً لترحابك أخي عادل
    وسأسعى لا محالة بمكتبة العبيكان
    فإن اكتمل المسعى فإني سأكون قد
    ظفرت بما يستحق
    وإن وجدت ما يقال فلن اتوأنى...


    تحية محبة وامتنان
                  

01-21-2014, 06:34 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .............القرار............. (Re: بله محمد الفاضل)



    ق.ق.ج
    نداء
    عليك ان تتماسك...عندما كل الاشياء تتداعي من حولك....هكذا همس لك الجبل البعيد...رغم عبث الجرذان في فيافيه الموحشة....
    عادل الامين
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de