|
التفكير خارج الصندوق!
|
الخميس، 5 سبتمبر/أيلول، 2013
أسامة الشريف
مبتعدا عن اجواء السياسة المحمومة تابعت بحماس ولمدة تزيد عن اليومين محاولة السباحة الاميركية دايان نياد تسجيل رقم قياسي بقطعها المسافة بين جزيرة كوبا وولاية فلوريدا سباحة وبدون قفص يحميها من اسماك القرش. وكان مذهلا ان استطاعت نياد البالغة من العمر 64 عاما ان تقطع مسافة مائة وعشرة اميال (137 كيلومترا) دون توقف بين اليابستين في خلال 53 ساعة واجهت خلالها الاعياء ولسعات قناديل البحر والتيارات البحرية الخطرة. حققت نياد حلمها اخيرا بعد خمس محاولات بدأت اولاها في عام 1978. وهي بذلك تفوقت حيث فشل الاخرون واثبتت قدرة هائلة على التحمل رغم تقدم عمرها.
يقول المفكر الاسكتلندي وليام باركلي ان «التحمل ليس فقط القدرة على الجلد بل انما في تحويله الى مجد.» نياد وغيرها من الذين تحملوا الصعاب وواجهوا الموت في سبيل تحقيق حلم واضافة سطر في كتاب التاريخ يلهمون الملايين لانهم يعلموننا ان لا مستحيل في ظل انضباط ذهني وصبر جسدي خارق. لكن الأهم هو التميز والتفرد في بيئة تشجع على الابداع وهو ما لا نراه في ثقافتنا اليوم. تربينا على ان نكون منسجمين مع المجتمع لا متمردين عليه، راضين بما نحصل عليه دون ان نربي في انفسنا الطموح كي نكون مختلفين وخلاقين ومبدعين. لا مكان للاحلام في حياتنا، وعندما كنا صغارا في المدرسة كان الجميع يعرف مسبقا ما سيكون عليه في المستقبل: اما طبيب او مهندس! لم يكن مسموحا ان نفكر خارج الصندوق وان نتحدي عقلية القطيع. لم يكن مسموحا لنا ان نغامر ابدا. كنا قاصرين حتى في خيالنا. لماذا ليس بيننا ستيف جوبز او بيل غيتس؟ قال جوبز ردا على سؤال: الوقت قصير فلا تهدره بان تعيش حياة الآخرين. لا تقع في مصيدة المعتقدات الجامدة، اي كما يقول لك الاخرون. لا تدع ضجيج اراء الاخرين يعلوا على الصوت الذي في داخلك! ذلك الصوت الذي في اعماقنا هو الذي يجب ان ننصت اليه لانه مصدر الاحلام والابداع والقدرة على تحمل الصعاب وتحدي المقبول في المجتمع. يقول بيل غيتس: الناس يخافون التغيير كما خافوا عندما دخلت الكهرباء حياتهم والخوف يعزز الجهل. لو قبل كولومبوس معطيات زمانه لما ابحر غربا بحثا عن الهند، ولو تراجع طارق بن زياد عن عبور البحر لما وصل الى الاندلس. علينا ان نغير ما بانفسنا من خوف وعجز واوهام. اول تلك الاوهام ان الزمن يقعدنا ويغلبنا حتى قبل اواننا. ننهزم عند اول اشارات الهرم وكأننا ننتظر الموت في كل لحظة. ظل جورج بوش الأب يحتفل بعيد ميلاده بالقفز بالمظلة حتى عيده الخامس والثمانين. ومؤخرا قرأت عن بريطاني عجوز في الخامسة والتسعين من العمر وقف على جناح طائرة تحلق في الجو بهدف جمع تبرعات لمؤسسة خيرية. علينا ان نحرر اطفالنا من الخوف وندعوهم للخروج من بوتقة التفكير الضحل والانخراط في المجموع دون اعتبار لفرديتهم. بتحرير العقل فاننا نحرر الجسد والروح ايضا! http://www.addustour.com/
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: التفكير خارج الصندوق! (Re: نزار يوسف محمد)
|
Quote: وكان مذهلا ان استطاعت نياد البالغة من العمر 64 عاما ان تقطع مسافة مائة وعشرة اميال (137 كيلومترا) دون توقف بين اليابستين في خلال 53 ساعة |
64 سنة 137 كيلو متر في 53 ساعة
الناس دي مابتكركب؟
صباحك خير نزار يوسف
| |
|
|
|
|
|
|
|