التشاؤم بين الإسلام والعقل الجمعي..الطيب النقر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 09:34 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-07-2014, 05:19 PM

الطيب عبدالرازق النقر
<aالطيب عبدالرازق النقر
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 1955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التشاؤم بين الإسلام والعقل الجمعي..الطيب النقر

    رغم بعد العهد، وتقادم الزمن، ما زال بعض الناس يؤمنون إيماناً راسخاً لا سبيل إلى زعزعته بأشياء أنكرتها المحجة البيضاء وارتابت فيها، ولسنا في حاجة إلى اقامة الأدلة، وبسط البراهين، التي تؤكد نبذ الإسلام للتشاؤم الذي كان له مكانة سامقة عند الجاهليين الذين نشروا فينا ترهاتهم ثم انصرفوا بعد أن شيدوا في خاطرنا المكدود أسقاماً وعقابيل، والحقيقة التي لا يرقأ إليها شك، والواقع الذي لا تسومه مبالغة، أن العصر الجاهلي كان حافلاً بالطيرة، فياضاً بها، فالجاهلي الذي يجوب الفلوات والصحاري طلباً للكلأ والماء، كانت حياته مكبلة بقيود التشاؤم، مثقلة بأغلال التطير، وتلك حياة يعزّ على بعضنا أن تضيع، فطمر هذه الحقبة ودفعها إلى زاوية النسيان دونها خرط القتاد، فمن يعيشون في سجية الماضي يعشقون الطيرة ويسرفون فيها ويتهالكون عليها، ويحرصون كل الحرص أن تبقى مصانة من شبح الفناء، فالبراهين الساطعة، والدلائل الناطقة، والشواهد الصادقة، تجزم بأن هذه الناجمة التي ثقفت مناهج الخطل، وحذقت أصول الضلال، تحتكم في كل شاردة وواردة من أمرها لمبادئ الطيرة وتدعو إليها وتتخذها حداء لمسيرتها.
    ونحن إذا رجعنا القهقرى للقروم الفحول الذين تضاربت أهواؤهم، وتناقضت أحكامهم، وتباينت عقائدهم، في مذاهب التشاؤم لوجدنا أن أعينهم كانت تشرق بالجذل، وأفئدتهم تفيض من الغبطة، لأن السوانح والبوارح من الطير والهوام لم تعترض طريقهم، فالجاهلي الذي يُزمع الرحيل إذا أراد سفراً خرج من الغلس والطير في أوكارها على الشجر فيطيرها، فإذا أخذت يميناً أخذ هو يميناً، وإن اتجهت شمالاً لزم الشمال ولم يبارحه، ومما لا يند عن ذهن، أو يغيب عن خاطر، أن اتجاهات تفكير الجاهلي، والتفاتات ذهنه تصب حول استجلاء صفحة السماء، والإصغاء إلى كل ما ينذر بالشر الوبيل قبل أن يشرع في رحلته اللاغبة، فمن أنبتتهم العبقرية، وأرضعهم النبوغ، أقاموا فلسفتهم الخالدة على تشويه صورة الغراب الداكن في كل مخيلة، ورميه بفرية النحس وجلب الدواهي، و«العرب أعظم ما يتطيرون منه الغراب، والقول فيه أكثر من أن يطلب عليه شاهد، ويسمونه حاتماً لأنه يحتم عندهم بالفراق» ومن أمثلة هذا التطير ما ذكره النويري صاحب نهاية الأرب في معرفة أحوال العرب حيث يقول: «إذا خرجت فرأيت غراباً ناشراً جناحيه من فوقك فامض، وإن نعب فأرجع يومك، وإن خرج ــ أحدهم ــ من منزله فاستقبلته جنازة فليرجع ولا يعود فإنها غير مقضية، وإن كانت الجنازة قد جاوزته فليمض لغرضه، وإن خرج فرأى بعيراً قد شرد فاجتمع عليه الناس فإن ذلك يدل على ظفره بعدوه»، ولعل هذه التصرفات الممجوجة التي لم ينذوِ عودها، أو يتضعضع عمودها، هناك من يحصّن عزتها، ويحرس غفلتها، فالطيرة التي تعنو لها وجوه هؤلاء، وتخشع لسلطانها أفئدة أولئك، لم توطد عرشها عندهم بقوة الروح، أو عبقرية الذهن، بل لإطفاء جذوة العقل، والهيام بزخرف الأضاليل، أقول هذا رغم يقيني بأن الطيرة الحظية بالتأنيب، المستحقة للتعنيف، مؤصلة في دواخلنا، لأجل ذلك قال خير من وطئت أقدامه الثرى في الحديث الذي أخرجه أحمد: «من عُرِض له من هذه الطيرة شيء، فليقل اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك، ولا إله غيرك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم» وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له» وفي هذا المعنى أيضاً يقول شفيعنا يوم الكرب العظيم في الحديث الذي أخرجه الترمذي: «الطيرة من الشرك وما منّا ولكن الله يذهبه بالتوكل»، أي «ما من أحد إلا ويخطر له من جهة الطيرة شيء ما لتعود الناس عليها» ولابن العربي كلام يسترق الأفهام، ويستعبد الأسماع، فهو يرى أن الطيرة في كنهها زجر وهي «نوع من التعلق بأسباب يزعم المتعلق بها أنها تُطلعه على الغيب، وهي كلها كفر وريب وهمّ يستعجله المرء إن كان حقاً، ولا يقدر على دفعه إن كان قدراً مقدورا، ولذلك جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرك، فإنهم يريدون أن يشركوا الله في غيبه، ويساوونه في علمه».
    ولكن الإسلام حين حرّم الطيرة أباح الفأل، فقد روى سيدنا أبوهريرة رضي الله عنه في الحديث الذي أخرجه مسلم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا طيرة وخيرها الفأل، قيل: يا رسول الله وما الفأل؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم» وقد ذكر الأبشيهي في سفره القيم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الفأل الصالح، والاسم الحسن، وأبان أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل المدينة على كلثوم دعا غلامين له يا بشار ويا سالم فقال النبي المعصوم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم لسيدنا أبوبكر رضي الله عنه: أبشر يا أبابكر فقد سلمت لنا الدار» وصفوة القول أن الإسلام حرم الطيرة كما يرى الدكتور اليأس بلكا مؤلف كتاب «استشراف المستقبل في الحديث النبوي» نقلاً عن أساطين العلم، وجهابذة المعرفة، لما فيها من التشويش على صفاء التوحيد، ولآثارها النفسية السلبية وما تبعثه على أصحابها من التشاؤم والاكتئاب، فالطيرة اختصت أن تستعمل في الشؤم، بينما جوز الدين الفأل لأنه يشجع على النظر إلي المستقبل نظرة أمل وتفاؤل لا خوف وتشاؤم، فمنع اليأس الذي طالما نحر الأفراد والشعوب، وحطم قدرتهم على المقاومة والنهوض، ودعا للفأل الذي تنشرح له الأنفس وتُقبل عليه، لما فيه من الاستبشار بقضاء الحوائج، وبلوغ الآمال.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de