نزولاً على رغبة بعض الأخوات والإخوة في هذا الموقع الإليكتروني أعيد نشر هذه القصيدة ، وأعد من يكرهون التكرار مثلي أنني سألحقها قريبا جداً بقصيدة جديدة بإذن الله ، مع خالص تقديري.
فضيلي جمّاع :
رُدِّي زَبَدَ البَحْرِ إلي البَحْر !! ************************* أرْسُمِي بالأحْمرِ القاني علَى المْندِيلِ وَرْدَة واكتبي بالأخْضَرِ اليانعِ أنّ الفجْرَ.. لنْ يخْذلَ عشَاقَ أغانيهِ.. ولن يخْلِفَ وعْدَه ! لبريقِ الدمْعِ في عينيكِ سِرٌّ عجباً أنْ يضحكَ الدمْعُ بعينيكِ.. ويهْوَى الشيءُ ضدَّه! وأنا أبْحثُ في منْفايَ عنْ صوتي.. وأُصْغي للصّدَى المُنْسابِ.. من ضحكَتِكِ الجَذْلَى.. وأهْفُو لأناجيكِ.. وأسْعَى لأُناديكِ.. فلا ألقاكِ إلاّ في خيالي كلّما آليْتُ أن أرْكِزَ .. في جوْفِ المتاهاتِ رِحالي هتفَتْ عيْناكِ أنْ أملأَ بالحُبِّ يقيني! فإذا رجْعُ الصّدَى.. ما انفكّ في جوْفي ينادي : زَمَنٌ أعْياكَ فاصبرْ سفرٌ أضْناكَ فانْظُرْ.. في تُخومِ الكوْنِ.. ما يملأُ دنْياكَ يقينْ! وتمهّلْ ، ريثما تنبثِقُ الألوانُ.. من جُنْحِ فراشهْ! ويضجُّ الكُحْلُ مزْهُوّاً .. بأحْداقِ العيونْ!! فالأماني الخُضْر تحدونا لما تُضْمِرُ دنيانا وما سوف يكونْ ! أجْمَلُ الأشْعارِ ما تُوحِيهِ عيْناكِ وأحْلى كلماتِ الحُبِّ ما نعْجزُ أنْ ننْطِقَها يومَ لقاكْ! فارْسمي بالأحمرِ القاني على المنْديلِ ورْدهْ ! واكتبي بالأخْضرِ اليانعِ .. أنّ الفجْرَ لن يخْذلَ عشّاقَ أغانيهِ.. ولن يخْلِفَ وعْدَهْ وارسمي في حافّةِ المنديلِ.. بالأزْرقِ موجًا.. وأعاصيرَ.. أرسمي ريحاً إذا هاجَ فلن تفْلحَ أسوارُ الأكاذيبِ ولن يقدرَ شيْءٌ أنْ يصُدََّه! وارسمي شمساً وبستاناً وغاباتٍ ونيلْ! وطبولاً.. وبروقاً.. وزغاريدَ نساءٍ وسيوفاً وخيولْ!! وارسمي في الجهةِ الأخرى..بلادي!! آهِ..ما أجْملَها !! طرِّزيها..وانثري الألوانَ في كلِّ المساحاتِ .. ومن أزْهَى حريرِ اللّونِ .. في خاصرةِ المنديلِ شُدِِّي وتَرَ القوْسِ ورُدِّي زبَدَ البحْرِ..إلى البحْر!! ومن عَذْبِ مياهِ العِشْقِ.. فاسْقِي ورْدةَ النارِ وغنِِّي لجمالِ الكوْنِ.. في لحْنِ الصبايا وارسمي شمساً.. وأقماراً.. وأحراشاً.. ونيلْ!! أرسمي شوقاً ينادينا .. إلى كلِّ الفصولْ تلتقي الألوانُ.. في منْديلِك السِحْرِيّ ناقوساً.. وأجْراساً.. وأعْراساً وعُشْباً..وصلاهْ! وابسمِي رُغْم احتباسِ الدّمْعِ في عينيكِ.. وامشي في دمانا !! وتعالي ندْفِنُ الخوْفَ الذي حاصَرنا ونردُّ الشمْسَ للأطفالِ في "حَجْوةِ " صَيفْ !!
فضيلي جماع لندن /المملكة المتحدة
02-28-2006, 06:13 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22757
Quote: أشكرك على القصيدة الجميلة (لكن) شيء ما (ربَّما خاص بي) أخرج عبارة "زبد البحر" من أذني اليسرى (إلى غير رجعة) بمجرَّد دخول عبارة (عجاج البحر) من اليمنى.
لم أفهم ما تعني..عفوا ، خذني على قدر فهمي. ليس في القصيدة كلها عبارة "عجاج البحر" أو ما يشير إلى المعنى الذي تقصد. وطبعا لا يفوت فطنتك أنني مسئول ككاتب عن النص الذي أكتبه ولست مسئولا باي حال عما يوحيه للمتلقي. يسعدني أن تشرح لي ما عنيت إن أمكن.
نعم، لا يوجد في القصيدة كلها لا عبارة "عجاج البحر" ولا ما يشير إليها وإنَّما توجد عبارة "عجاج البحر" في قصيدة أخرى أحسب أنّها، إن لم تخنِّي الذاكرة، للقدَّال وقد تغنَّى بالقصيدة الراحل مصطفى سيد أحمد ومنذ ذلك الوقت "توهَّطت" العبارة، بحسب ذوقي، في مكان كل "أشياء البحر" وهذا بالطبع لا يعيب أبداً لا قصيدتك الجميلة ولا عبارة "زبد البحر" بقدر ما يشير، ربَّما، لعيب في ذوقي دلالته التشبُّث الغريب بعبارة "عجاج البحر"
لك أصدق تحيَّاتي وأكيد تقديري مرَّة أخرى.
02-28-2006, 08:24 AM
فضيلي جماع
فضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315
لك جزيل شكري على طول بالك وتكرمك بالرد والتوضيح. الآن فهمت ما تعني. ليتني قرأت قصيدة القدال أو استمعت إليها من المطرب الكبير مصطفي سيد احمد، إذن لقلت لك بأني ربما نظرت من طرف خفي لعبارة القدال -وهو تقليد مسموح به في العمل الإبداعي. لكني بكل أسف لم أقف على القصيدة المذكورة لا من حيث النص ولا اللحن رغم أن للإثنين: الراحل المقيم مصطفى والشاعر القدال مكانة خاصة من نفسي.
فلنقل إنه ميزة تشابه الإبداع الإنساني ليس إلا ‘ رغم ما بين "العجاح" و "الزبد" من تضارب وتنافر في ما يمكن أن توحي به الصورة الشعرية.
أشكرك على المرور. أوافقك أن نشر القديم من المحاولات الإبداعية ربما يكون مفيدا أحيانا. والمسألة تتوقف على الجديد الذي يقدمه النص للقارئ ، فكم من عمل إبداعي ندمن قراءته اليوم وقد جادت به قريحة مبدعه قبل دهور. سأحاول نشر بعض القصائد القديمة مما أرى أن نشرها قد يفيد القارئين.
02-28-2006, 07:25 AM
الطيب بشير
الطيب بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2003
مجموع المشاركات: 5765
Quote: وأعد من يكرهون التكرار مثلي أنني سألحقها قريبا جداً بقصيدة جديدة بإذن الله
إذن نحــن نكــره التكـرار ذلك يضـمن لنا أن نكون مثلك من جهة و أن نقرأ قصـيدآ جديدآ من الجهـة الأخـرى. أحتاج أن أقرأ زبد البحر القراءات المتأنيّـة مزيدآ من الفضـيل جمّاع
02-28-2006, 07:37 AM
فضيلي جماع
فضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315
أراك (تشرك وتحاحي!!) فمن ناحية أنت تستعجل نشر الجديد، وتأخذ عبارة تطييب الخاطر لمن يرغبون في جديدنا حجة لك لتقول لي: ( نحن ديل من ناس الطازة ، الfresh) ..ومن ناحية تانية إنت عايز "تركلس" وتقرا "زبد البحر" على مهلتك! يعني بتاع قديم وجديد!!
حاضر يا صديقي ..نسوي البقدرنا عليه ربنا.
02-28-2006, 09:01 AM
Tragie Mustafa
Tragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964
شكرا لك على ما أوردت من سيرة عطرة للعلاقة بين فتاة سودانية والبحر. أعجبت كثيرأ بالمقاربة الني ذكرتها بين ما بقي في ذاكرتك من صور عطرة سببها البحر وبين ما استدعاه إلى عالمك اليوم هذا النص وأنت تعيشين غربة- فرضت عليك كما حدث للكثرة منا.
وعلى الرغم من أن البحر بمعناه المحدود - لا معناه التجريدي - لا يمثل ثقلا في طفولتي ‘ إلا إنني حين كبرت وجربت السفر عرفت ماذا يمكن أن يحدثه هذا الساحر (البحر) حين تقف أمامه وتستنطقه.
ربما كان في ذاكرة الطفل عندي مساحة مشابهة لعالم البحر..أعني صورة "النهر" حيث أني جئت إلى الحياة وعشت ردحا من طفولتي وصباي في منطقة بها رافد من النيل تكونت في ضفافه الصور الأولى لجماليات الحياة عندي Aesthetic values ..أعني بذاك المجرى النيلي ما يعرف ببحر العرب ( أو بحر كير River Kiir كما يسميه سكانه إخوتنا الدينكا نقوك). أتفهم جيدا كل هذا التداعي الجميل منك يا تراجي وأنت تقرئين نصا يستخدم "البحر" في معناه التجريدي.
02-28-2006, 08:55 AM
أبوذر بابكر
أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8629
Quote: أرسمي شوقاً ينادينا .. إلى كلِّ الفصولْ تلتقي الألوانُ.. في منْديلِك السِحْرِيّ ناقوساً.. وأجْراساً.. وأعْراساً وعُشْباً..وصلاهْ! وابسمِي رُغْم احتباسِ الدّمْعِ في عينيكِ.. وامشي في دمانا !! وتعالي ندْفِنُ الخوْفَ الذي حاصَرنا ونردُّ الشمْسَ للأطفالِ في "حَجْوةِ " صَيفْ !
أستاذنا فضيلى
تحايا وأمنيات طيبة لك
قرأت النص من قبل هنا، وكانت تلك أول مرة، وهذه سانحة طيبة لأن نسجى فيها الإمتنان لهذا الموقع المتميز حقا ولصاحبه ذى الكرم الجزيل، على أن أتاح لنا ما لم يكن فى متناول اليد والروح لا أود الإشادة بالنص، روحا ومعنى أو مقاما وجسدا، فهو عامر بكل ما تشتهيه أنفس عشاق الشعر البهى، ولكنى أود أن أشدد معك، على حقيقة تنوع أو لنقل تعدد مداخل التذوق للنص الواحد فى عديد مرات الولوج إلى عمقه، ففى كل مرة تتراءى معانٍ وفى كل قراءة تتفتح نوافذ يدخل عبرها ضوء التذوق المؤتلق ففى كل مرة يتنوع مذاق النص، هل يا ترى يكون مرد ذلك إلى راهن الحالة الشعورية لدى نفس المتلقى والذى تتغير حالة التلقى الوجدانى لديه فى كل مرة تبعا لما يعتمل فى دواخله؟ أم هو يكون السبب هو ما يسكن أصلا فى عمق النص، أى نص، من غزارة وفيض فى الرؤى والمعانى بل وفى اللغة ذاتها، وهى أساس العمل الإبداعى و "عظمه" إن جاز التعبير، مما يولد فهما وتذوقا مغايرا؟
أحييك مجددا يا استاذنا البهى على ما تجود به علينا من عطاء نمير، وليتك توالى وتتابع هذا المتح المغنى بجماله دائما، فقد تربت ذائقتنا على إبداعات جيلكم السخى بعطاءه والجميل بإبداعاته، و "أستاذنا" هنا ليست فقط من قبيل التبجيل المعنوى، والذى أنت حتما ويقينا تستحق اضعاف ما يختزنه معنى المفردة، بل لأننا وبالفعل تعلمنا وما نزال منك ومنهم الكثير وتهذبت ذائقة التلقى لدينا واستوت حوافها من لدن منحكم الكثير
فلك التقدير كله ولك كل ما فى التحية من عطر
02-28-2006, 09:57 AM
فضيلي جماع
فضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315
أشكرك جزيل الشكر على مداخلتك الثرة والثرية. وأتفق معك تماما أن النص الناجح هو الذي ينقلنا في كل مرة نقرأه فيها إلى حالة وجدانية ربما تستدعي تفسيرا جديدة من زاوية قد تختلف مع القراءة السابقة. كما إن ثراء تجربتنا وثقافتنا كلما كبرنا سبب آخر لتنوع انفعالنا تحاه النص ومفرداته ونحن نعيد القراءة.
02-28-2006, 09:13 AM
الطيب بشير
الطيب بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2003
مجموع المشاركات: 5765
الله الله يا جمّاع المعرفة شفت أمثالنا دي عميقة كيف؟ قبل يومين كتب الحبيب كوستا، و هو من سفهاء المهذّبين هنا، يصف حاله المنصـوب (تـفـلآ) بكسر التاء..فأرّقني الدارجيّ الحميم .. و أنت اليوم تعيدني للبيئة السمحة التي أفرزت أمثالنا الشعبية العميقة..أراك (تشرك وتحاحي!!) ..و الله هذه بذاتها إبداع..شكرآ للسودان ..شكرآ للرائع الفضـيل جماع.
02-28-2006, 11:15 AM
فضيلي جماع
فضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315
Quote: قبل يومين كتب الحبيب كوستا، و هو من سفهاء المهذّبين هنا، يصف حاله المنصـوب (تـفـلآ) بكسر التاء..فأرّقني الدارجيّ الحميم .. و أنت اليوم تعيدني للبيئة السمحة التي أفرزت أمثالنا الشعبية العميقة..أراك (تشرك وتحاحي!!)
صدقني - وفي ظني أنك تعرف ذلك جيدا- إن في بيئاتنا السودانية بتنوعها الإثني والجغرافي الكثير من الحكم والأمثال- في أي لغة جاءت - ما لا تقل في فصاحتها وعمق معانيها عن أي كلام بليغ حكي به العرب أو غيرهم من شعوب العالم ذات اللغات التي كسبت - لظروف تاريخية - مساحة أكبر من التعبير المدون (كتابة) اليوم.
شكرا على مرورك البهي.
02-28-2006, 03:21 PM
فضيلي جماع
فضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315
عزيزي فضيلي كنت هناك المرة الأولى هند نشر القصيدة، وتعرفت عليها من عنوان البوست فدخلت مشتاثا لقراءتها مرة أخرى فالشعر الجميل كما تعلم لا يمل الشخص اقراءته والغوص في معانيه والاستمتاع بموسيقاه وصوره. أنشر يل صديقي علينا القديم والجديدوإن جدت علينا بالتسجيل الصوتي فمرحبا بك شكرا لك.
02-28-2006, 05:32 PM
فضيلي جماع
فضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315
سعيد أنا بزيارتك، فأنت في نظري أديب ضل طريقه في غابة السياسة فلم يعد يرى خارج حدودها! ولا غرابة ففي أسرتكم الكريمة أناس تجري الفنون والآداب في دمائهم مثل أستاذنا الدكتور محمد عوض كبلو والزميل الشاعر صفوت.
شكرا مرة أخرى أخي العزيز.
02-28-2006, 05:22 PM
AMNA MUKHTAR
AMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702
وهنا تنبجس الألوان كقوس قزح من زيل طاووس أمازونى فى غابة مطيره وحوله تحلق العصافير والفراشات برشاقة تنسجم فى مخيلة ريشة فنان كجماع لله درك يا شويدر يا درير..............................
لك السلام وعليك السلام وإليك القيام تأدبا لهذه المأدبة التى ستظل زادا لأولنا وآخرنا فى ذلك الربع من الإبداع..............
منصور
03-01-2006, 05:15 PM
فضيلي جماع
فضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315
أعتذر إليك أولا على تقصيري في الرد على رسالتك الجميلة في الماسينجر، ويسعدني أن أزف إليك تحيات صديقك الإبن المناضل سليمان محمد سليمان قور ‘ الذي قال حين نقلت إليه تحياتك: والله يا عم فضيلي دا أسعد خبر وصلني اليومين ديل! سأوافيك عبر الماسينجر بهاتفه..وساحاول من جانبي الإتصال بك هاتفيا أيها الأخ النبيل.
"على سبيل التحية" لـ "زبد البحر"، أرجو أن تسمح لي بأن أعدِّد "أشياء البحر" بقصيدة محمد عبد الحي "العودة إلى سنار" وهو أمر أرجو أن أقوم به دون أن أضطرَّ إلى أن أذكر كل "أشياء الماء" حتى لا أورد القصيدة شبه كاملة فتلك، واسمح لي باستخدام تصنيفات المنجمين الكاذبين ولو صدقوا، قصيدة مائية بحتة.
من ضمن ما استطعت رصده من "أشياء البحر" بالقصيدة: أشنة البحر، حشرات البحر، علق البحر، جمجمة البحر، نحاس البحر، بخار البحر، وحش البحر، رائحة البحر، طيور البحر وإن أنسى لا أنسى ادراج عبد الحي لبعضٍ من "أشياء البحر" لدى وليم بتلر ييتس في براعة تامة في قوله:
Quote: حالماً فيها بأرض جعلت للغرباء تتلاشى تحت ضوء الشمس كي تولد من نار المساء ببنات البحر ضاجعن إله البحر في الرغو... (إلى آخره مما يغني الشعراء)
الصور...الصور، يا أستاذنا فضيلي، وما يدور في فلكها من رؤى وأحلام وأوهام وذكريات هي ما أجد فيها، كمتلقي، جل الشعر...بل جل الكتابة.
أرجو أن لا أكون قد "شاترت" وإن فعلت فإنَّني التمس العذر بقول عبد الحي، في نفس القصيدة:
Quote: الشمس تسبح في نقاء حضورها، وعلى غصون القلب عائلة الطيور، ولمعة سحرية في الريح والأشياء تبحر في قداستها الحميمة وتموج في دعة، ولا شيء نشاز كل شيء مقطع، وإشارة تمتد من وتر إلى وترٍ على قيثارة الأرض العظيمة.
لقد حاولت أن أقدِّم "قولة خير" لمدِّ الاشارات بين أوتار الشعر ولعلَّ مشاركين آخرين أن "يتِمُّوهو على خير" كلما استمعوا إلى "قيثارة الأرض العظيمة" هذي.
وختاماً، هل غادرَ القرَّاءُ من متردَّمِ أم هل عرفتَ الشعرَ بعد توهمِ
أقول: الله، ثم العارفين بخمره، أعلم. أمَّا أنا فأعلم أنَّ شقةً ببلد (أو شقةً بوسط بلد) الشعر تفتيحة لكن يجب أن أبرئ ذمَّتي بالقول أنَّ الدنيا عندي ساعة وساعة وقد صادفت ساعة "زبد البحر" ساعة من ساعات عبد الحي وفيما عدا ذلك فربابة ربة البيت تميِّز دجاجاتها السبع من الديك الحسن الصوت بأفضل مني.
الاستاذ فضيلى لك التحيات العاطرات يحملن ألق الاشواق فى جوف اليل وعبق الدعاش فى خريف دينقا كم كانت رائعة تلك القيصدة كروعة صمود المهمشين فى وجه تنابل السياسة وتجار الدين
فلك منا الحب والتقدير
03-05-2006, 05:22 AM
فضيلي جماع
فضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315
Quote: لك التحيات العاطرات يحملن ألق الاشواق فى جوف اليل وعبق الدعاش فى خريف دينقا
الغالي ناصر جسين
تحياتك العطرات وصلت. أقسم أن قليلين في هذا المنبر يعرفون أن "دينقا" هو الإسم التاريخي للمجلد والمستمد من إحدى ممالك الداجو الذين سبقوا السكان الحاليين في إعمار هذه المنطقة (قد يكون ذلك في القرن الخامس عشر الميلادي). واستخدامك لهذا المصطلح يذكرني بالحميمية التي يسبغها أهل المجلد عليها وهم ينادونها في لحظات الحنين والنوستالجيا ب"دينقا أم الديار"! فخور أنا بها دائما.
03-05-2006, 04:54 AM
فضيلي جماع
فضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315
أعجبتني سياحتك ومدك خيوط الشعر بين رائعة عبدالحي "العودة إلى سنار" و "ردي زبد البحر" على سبيل التحية كما قلت. حسب ظني ليس من قاسم مشترك بين القصيدتين -اللهم إلا استخدام مفردة البحر كما ترى في المطلق. استخدم عبدالحي الأسطورة بصورة مكثفة ونجح في ذلك، ولأن قصيدته مطولة شعرية فقد كان هناك مساحة للتريث ومزج ظلال الأسطورة بالتاريخ والأركيولوجيا (علم الآثار والحفريات)..وفي ذلك نجح شاعرنا العظيم محمد عبدالحي في أن يرفد كراسة الشعر العربي الحديث بواحدة من أروع المطولات الشعرية.
أحييك على هذا المرور الجاد.
03-05-2006, 09:32 AM
ابوعسل السيد احمد
ابوعسل السيد احمد
تاريخ التسجيل: 12-12-2005
مجموع المشاركات: 3416
شكرا جزيلا على الاهتمام و حقيقة أسعد خبر منذ أكثر من ستة أشهر هو أن التواصل مع الصدوق سليمان قور أضحى وشيكا جدا أما أن يتم بفضل قامة مديدة لا تنحني كفضيلي جماع فتلك أم المكارم، بلا ريب يشرفني جدا أن نتكاتب و نتهاتف عشت ود جماع
بوعسل أبوعسل
03-05-2006, 04:45 PM
فضيلي جماع
فضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315
Quote: وعُذراً ، إنْ طغى " المدلول " الغائب ،برغم ذاتويّته ، على "الدّال " الحاضر بكلِّ موضوعيـَّتِه .. فإنّما هي محاولة " قراءة " ، أوحتها جماليّات النّص البديع.
أخي محمد أبوجودة
شأني مثل أم العروس ، إن عاب الناس ابنتها لن يهدأ لها بال حتى تعرف ما الذي يعيب العروس بعد أن كدها التعب أياما وليال لتجلوها على الناس..وإن امتدحوها تبسمت ولم تعقب حتى لا يرموها بالخفة و"اللفافة".
أحسنت وأنت تنظر إلى القصيدة من كل زواياها. شكرا لك على كل كلمة قلتها أيها الأخ الأديب.
كنت على عجلة من أمري لألحق بقطار يحملني إلى موقع عملي ، ولكني آثرت أن أقف لأحييك. شكرا على الكلمات التي تشحذ الهمة وتريح البال مع الصباح الباكر. سأتصل بالأستاذ خضر تبيدي وأحييه..شكرا على التحية والمجاملة أخي الحبيب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة