رسالة من إيمان عبد الباقي إلى شقيقتها سارة التى اغتيلت خلال مظاهرات سبتمبر

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 05:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة انتفاضة (هبة) سبتمبر 2013
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-27-2013, 06:32 PM

امجد الجميعابى
<aامجد الجميعابى
تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 2623

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رسالة من إيمان عبد الباقي إلى شقيقتها سارة التى اغتيلت خلال مظاهرات سبتمبر

    رسالة من إيمان عبد الباقي إلى شقيقتها سارة التى اغتيلت خلال مظاهرات سبتمبر



    sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan9.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    قال لي الأطباء أن أصلي وأدعو كثيراً كي لا تموت شقيقتي" سارة".. وفعلت.. لكنها تركتنا (لا اعتراض على حكمك يا الله).. ها نحن نسقط في (الذهول).. أمي وأبي.. أنا وأخوتي.. خالاتي وأخوالي.. جدي الحبيب.. جيراننا وأصدقاؤنا، هأنذا يا أختي أقف أمام جسدك الطاهر المسجى على (العنقريب) عاجزة مهزومة.. تحطّم ما بداخلي أشلاء، يجتاحني إحساس بالظلم والوجع.. يقول أبي: (بتي مشت مظلومة ما ظالمة).. وأمي تردد: (آآه يا بتي عافية منك.. حسبي الله فيمن ظلمني..).. إنها المرة الثانية التي أرى فيها (وجه الموت) وجه جدتي كان مشرقاً.. وجهك (يا أختي) كان نضراً ونقياً.. بدوت وكأنك نائمة.. ترى هل ستعذرينني (يا حبيبتي).. تعرفين أنني لا أحتمل أن يمسك سوء، لكنني اليوم عاجزة.. لا أملك شيئاً سوى أن أطبع على جبينك الندي قُبلة الوداع الأخير وأردد بعبرات مخنوقة آيات من الذكر الحكيم.. الصراخ يتصاعد في الغرفة.. أحدهم يقول.. (لا تبكوا الملائكة حاضرة).. دمك الغالي يملأ المكان.. (يا أختي) لما لا تنهضين من ذاك (العنقريب)!! ما يحدث حلم مزعج أو لعله كابوس.. كل شيء قد انهار.. الآن.. أدركت أن الموت يلغي الإحساس بالحياة.. الأشياء فقدت معناها.. بعدك لا طعم للحياة (الدنيا بقت مسيخة).. هل تعلمين لماذا؟ لأن من قتلوك قتلونا ونحن أحياء.. تركوا فينا فقط إحساس الموت.. ففي وطني (السودان) ولدت (الشهيدة سارة عبد الباقي).. ونشأت.. وفيه قتلت دون ذنب.. أبي يقول: (بتي فارسة ما اتجزعت.. ضربوها بالرصاص ولمن وقفت قدامها قالت لي أعفى مني يا أبوي.. ورددت الشهادتين بيقين).. في تلك اللحظة المضرجة بالدماء ورائحة الموت، بدا وجه أبي الحقيقي (لمن لا يعرفونه).. تحول فجأة إلى بحر حنان ودموع وغيمة رحمة، لكن زاد عليه شلال من الوجع الدامي.. هل تذكرين (يا رفيقتي) كيف نشأنا أنا وأنت وأخوتي؟ وكيف جاهد والداي لنكون الأفضل بين الناس ديناً وخلقاً وعلماً؟؟ لكنك كنت أكثرنا قرباً وحباً لله تعالى ورسوله قولاً وفعلاً.. صياماً وقياماً.. تطوعاً وتهجداً.. كنت مختلفة في كل شيء.. جميلة (خلقة وأخلاق).. وأكثر ما يميزك تلك الابتسامة الوضيئة التي لا تفارقك في أسوأ الظروف.. محبوبة وطموحة.. محبة للحياة.. وعاشقة للجنة.. كنت تسابقين الزمن لتتعلمي كل شيء في زمن وجيز.. تجيدين الإنجليزية كأهلها.. وتسبحين كأمهر السباحين.. لا تكذبين (حتى في هزارك ومكاواتك المحببة) التي نفتقدها الآن، كما نفتقد لحظات الفرح التي عشناها بصدق.. ولحظات الألم والحزن التي تشاركناها معاً.. كنت متواضعة.. كريمة (حقانية وضميرك صاحي) كما يصفك الكثيرون.. ومتفقهة في الدين: (يقول جدي كلما سألت سارة عن حاجة في الدين ألقاها عارفاها).. أنعم الله عليك بأداء فريضة الحج باكراً في عمرك الصغير.. وحتى آخر لحظات حياتك كنت تشتاقين للعودة إلى بيت الله لكن لحكمته التي لا يدركها سواه (أحبّ الله لقاءك في علوه الكبير). يا خالة ("عفراء" و"إيلاف").. اشتقنا ليك.. فمن سيشجعنا بعدك على صلاة التراويح ويرافقنا إلى صلاة العيد؟؟ سأخبرك سراً.. هل تذكرين عندما كنت تنصحين بنات الأهل والجيران وتحرضينهن (سراً وجهراً) على اللحاق بصلاة العيد وأنت تعددين لهن فضلها.. سأخبرك بما يسعدك.. في هذا العيد عملن بوصيتك.. (ولك الأجر إن شاء الله).. لكن العيد كان حزيناً موجعاً بدونك.. في المسجد بكت النساء.. والرجال (اتقالدوا) وبكوا حزناً على فراقك أنت وابن خالي الشهيد "صهيب محمد موسى".. وسأبشرك أن الكثيرين شهدوا بأنهم رأوا عند تشييعك طيوراً بيضاء تزفك من البيت إلى المقابر.. وقد صلى عليك المئات.. أنت والشهيد "صهيب" وشهيد ثالث من المنطقة.. وفي ذاك اليوم أمطرت السماء حزناً عليكم أثناء الصلاة على (الجنائز الثلاث).. فسبحان الله وهنيئاً لكم وتباً للظالمين. الآن "يا صديقتي" ليس بين يدي سوى الذكريات.. أتذكرين وصايا أمي (اتحاننوا واتحاببوا وخافوا على بعض)؟؟ وما علمتنا إياه عن الإيمان دون نفاق.. الإخلاص.. والصبر، ففيه مجاهدة، كما تقول أمي، لا يحتملها الكثيرون.. وحبّ الخير للناس دون تباغض أو حسد.. وما أخذناه عن أبي من عزة النفس والثقة.. التعفف.. اليقين.. والزهد عما في أيدي الآخرين.. وتجنب الرزق الحرام.. والشجاعة في الحق وعدم الخوف إلا من الجبار؟؟ أتذكرين.. كيف كنا نحمل ما تعلمناه من وصايا (أمي وأبي)، أطال الله عمرهما، كـ(تعويذة سرية) لا نطلع عليها الآخرين.. نرددها في سرنا كلما فاجأتنا الحياة بضرباتها القاسية وتجاربها المؤلمة؟! حتى إن افترقنا وعدنا لنجتمع من جديد لا نتخلى عن (تعويذتنا).. لم يكن يهمنا ما نواجهه من مصاعب الحياة وإحباطاتها وهزائمها المتكررة.. كل ما يهمنا أننا معاً وبخير.. نجتمع كل صباح حول أمي مع شاي الصباح لنتفرق بعدها.. كلٌ إلى همّه ومعيشته (حامدين شاكرين). لم نكن ندرك ساعتها أن القدر يخبئ لنا تلك الفاجعة وأنك ستفارقيننا باكراً دون وداع.. ففي صباح الأربعاء 25/9/2013م ثاني يوم من الاحتجاجات على رفع الدعم عن المحروقات خطفت "سارة" من بيننا كما قتل ابن خالي "صهيب".. ذاك الطفل البريء الذي أصر قاتله على ملاحقته في مخبئه ويرسم ابتسامة النصر.. فارقتنا "سارة" إلى الأبد.. قتلت بيد الغدر وسط أحبابها وهي تبكيك يا "صهيب"، فظفر واحد من يدها أغلى عند الله تعالى وإلا ما اختارها دون سواها من بين العالمين لتكون إلى جواره شهيدة.. وأية فجيعة.. فالحقيقة ما زالت مغيبة.. والقاتل ما زال حراً. فلتطمئن روحك (يا روحي) ولترتاح.. فنحن لن نتنازل عن دمك وقد فوضنا أمرنا لله تعالى.. لكن سيظل جرحك ينزف تحت جلدي حتى الممات.. وستبقى الحسرة في قلبي إلى أن يجمعنا الله مرة أخرى في دار خير من هذه الدار. ولن أنسى (يا أختي الحبيبة) أن أبلغك سلام أحبابك، وذاك الرجل المكلوم وهو يجلس أمام قبرك كل جمعة يبكيك.. جاء ليصحبك معه إلى (دولة قطر) فإذا بك ترحلين إلى الأبد.. (يا سرورة).. اسمك المحبب سأناديك به للمرة الأخيرة لأقرأ عليك رسالة زوج أختك "غالب محمد طه" التي يبعثها بكل الحب إلى روحك الطاهرة ويقول فيها: إلى روح صديقتي الفاضلة "سارة".. اللهم إنك تعلم أنها كانت شذية بهية.. عفيفة أبية.. نقيه تقية.. صوامة قوامة.. لا تعرف السبّ واللعن.. لسانها رطب بذكرك.. وقلبها عامر بك.. صوتها هامس ومشيها حفيف.. اللهم قد اخترتها إلى جوارك شهيدة يوم الأربعاء.. اللهم انعم عليها بالجوار والمغفرة.. واجعلها في ظل مدود.. وماء مسكوب.. وفاكهة كثيرة بجوار حبيبك المصطفى.. اللهم صبّر آلها وذويها وألهمهم الصبر والسلوان.. "سارة".. لقد اغتالتك يد الغدر والخيانة ومضيت إلى الله شهيدة.. لتتركك في القلب حسرة وفي العين دمعة لن تنضب.. أحببناك.. ومضيت دون وداع.. لتظل في العين دمعة لن تجف حتى نلقاك.. وداعاً سيدتي.. وإلى جنات النعيم والخلد.. (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
                  

11-27-2013, 07:42 PM

heba Elmahi
<aheba Elmahi
تاريخ التسجيل: 01-21-2008
مجموع المشاركات: 1508

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من إيمان عبد الباقي إلى شقيقتها سارة التى اغتيلت خلال مظاهرات سبتمبر (Re: امجد الجميعابى)

    لا حول و لا قوة إلا بالله

    الصبر من عندك ياربي لينا و ليهم و قصاصك العادل يارب
                  

11-27-2013, 08:17 PM

مني عمسيب
<aمني عمسيب
تاريخ التسجيل: 08-22-2012
مجموع المشاركات: 15691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من إيمان عبد الباقي إلى شقيقتها سارة التى اغتيلت خلال مظاهرات سبتمبر (Re: heba Elmahi)

    soora3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    وااااااااااا اسفي عليكن يا بناتي وبنات وطني .
                  

11-27-2013, 08:58 PM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من إيمان عبد الباقي إلى شقيقتها سارة التى اغتيلت خلال مظاهرات سبتمبر (Re: مني عمسيب)

    كل شهيد و شهيده كان مميز عند اهله

    ويشهد الجميع بذلك.

    محمد عبد السلام كان الوحيد الدخل الجامعه من اسرته

    وبعدها لم يدخل احد لانه الاسره انهارت بموته.

    محمد موسي كان الوحيد الداخل الجامعه

    وبعده لم يدخل احد.

    عبد الحكيم كان الوحيد الفضل لوالدته ووالده حيا ورغم ذلك قتلوهوا.

    كلها اسر حرق حشاها.....

    التحيه لك يا اخت الشهيده

    ابكيتنا معك.

    ربنا يصبركم جميعا.

    ولكن تاكدي امك و ابيك اكثر حزنا.

    فخلوا بالكم منهم كثير.

    فحرقة الحشا ربنا ما يضوقها لعزيز.


    الهلم ارنا قصاصاك فيمن فعل هذا بشعبنا.

    اللهم برد حشي الامهات و الاباء.

    انا لله و انا اليه راجعون.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de