|
وجهة نظر إتحادات المهنيين شبعت موت!!! عميد معاش د. سيد عبد القادر قنات
|
بسم الله الرحمن الرحيم وجهة نظر إتحادات المهنيين شبعت موت!!! عميد معاش د. سيد عبد القادر قنات مُقدمة:الإنسان خُلق بطبعه حرا، متي إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا، ثم من منظور آخر فإن الحكومات هي لخدمة الشعوب لا لتتسيدها وإستغلالها ، والحاكم هو فرد في الأمة يجب أن يُعطيها كل الوقت وليس الفضل من الوقت، والشعب هو الذي يختار ويعزل ويحاسب ويحاكم وينصح ويوجه طالما هو صاحب المصلحة الحقيقية،إني وليت عليكم ولست بخيركم فإن رأيتم فيّ إعوجاجا فقوموني، فقال له أحد الصحابة : لو رأينا فيك إعوجاجا لقومناك بسيفنا هذا،، وقالت صحابية لعمر إبن الخطاب مُنتقدة أمر المهر ، فرد عليها عمر أصابت إمرأة وأخطأ عمر،،، هكذا كان الخلفاء الراشدين حكمة وعفة وعقلانية وتوازن وقيم وأخلاق سمحة وعدل بين المسلمين وقسط بينهم، لم يتذمروا ولم بتفرعنوا ولم يكمموا الأفواه ولم يُصادروا حرية الرأي والنقد حتي لخليفة المسلمين ، فكانت مقولة ذلك الفارسي : حكمت فعدلت فأمنت فنمت. منذ أن خلق الله الكون تعارفت المجتمعات البشرية وحتي الحيوانات علي أن هنالك مسئولية أخلاقية تجاه تلك التجمعات تقع علي قادتها بحكم مسئوليتهم التي يتحملونها، ومن ضمنها الدفاع عن حقهم في الحياة و الحقوق مهما صغرت طالما إنتمي الفرد للمجموعة، وفي نفس الوقت التوجيه بأداء الواجب مهما صعب بل والمحاسبة في التقصير و الفصل من المجموعة، كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، إنها قيادة لشريحة من المجتمع تلبي طموحات المنسوبين وتطلعاتهم،و تعمل في إنسجام وتناغم مع السلطات من أجل رفاه الشعب وأمنه دون أن تغمط حقوق العاملين مهما كانت درجة قربها أو ولائها للسلطان وصولجانه، فمثلا الأطباء كلهم جميعا ينتمون تحت عباءة البالطو الأبيض فهو نقابتهم، ولكن في المقابل هنالك إنتمائهم السياسي الذي لا يوءثر علي مطالبتهم بحقوقهم بغض النظر عن موقف النقابة السياسي من السلطة الحاكمة . مع تقدم وتطور البشرية جاءت تنظيمات وكيانات تحت مسمي النقابات والإتحادات ومن ضمن واجباتها ومسئولياتها الحفاظ علي حقوق منسوبيها والمطالبة بتحسين أوضاعهم الحياتية والخدمية والدفاع عنها بكل الطرق المكفولة قانونا ودستورا ولائحة ، إضافة إلي مسئوليتهم تجاه الوطن وأمنه وتنميته وسلامة أراضيه.
في السودان نشأت النقابات منذ عقود خلت ، مثل نقابة أطباء السودان وإتحاد مزارعي الجزيرة ونقابة عمال السكة حديد ونقابة أساتذة جامعة الخرطوم والبياطرة والمحامين والزراعيين وقطاع البنوك والمحاسبين وإتحاد عمال السودان وغيرهم ينطلقون من مبدأ الفصل بين قيادة النقابة وولائهم لإحزابهم، فكانت نقابات بحق وحقيقة يشار لها بالبنان، وقد كان لها دور مشهود في تاريخ السودان الحديث وليس بعيدا عن الأذهان ثورة إكتوبر ورجب أبريل. الدول ضمن هذا المنظور إستنت الدساتير والقوانين واللوائح لتقنين وضع النقابات ومدي شرعيتها ومسئوليتها التضامنية مع أجهزة الدولة. منظمات المجتمع المدني المتمثلة في النقابات والإتحادات لايمكن أن تعمل إلا في ظل وضع فيه حرية الرأي والرأي الآخر، في ظل ديمقراطية وتكوين لمكاتبها وفق إنتخابات حرة شفافة تأتي بمن يختاره المُنُضَوون تحتها. منذ بداية التسعينات جاءت ما يسمي نقابات المنشأ والتي تشمل الغفير والمدير في المؤسسة، وهذا نظام إبتدعته الإنقاذ من أجل السيطرة علي النقابات وتدجينها لتكون اليد اليمني للسلطة. ما نراه اليوم من سكوت وطناش من تلك الإتحادات بما يحيق بالوطن والمواطن لهو أبلغ دليل علي أن تلك الإتحادات هي جزء من السلطة تأتمر بأمرها فقط ولا يهمها من الوطن ولا المواطن شيء وإن أُزهقت روحه رصاصا أو جوعا أو فقرا أو مرضا أوجهلا أو هِجرة أو تسولا أو تشريدا وإعتقالا وسجونا ومصادرة للرأي وحريته وتكميما للأفواه. ومن هذا المنطلق فإننا نناشد جميع أبناء الوطن الحادبين علي أمنه وسلامته وإستقراره من أطباء وصيادلة وقانونيين ومحاسبين ومهندسين وزراعيين وأساتذة جامعات وقُضاة ورأسمالية وطنية ومهنيين بمختلف مسمياتهم وكذلك المرأة بمختلف روابطها وإنتمائها أن يتداعوا من أجل وقف نزيف الدم هذا وأن يلجموا السلطة بأن ما يحصل اليوم ضد شباب عُزّل لا يمكن أن يقود سفينة الإنقاذ لبر السلام، بل إن المحنة ستطال الوطن بأكمله ويقود ما تبقي من السودان إلي صوملة لاتبقي ولا تذر،ولهذا عليهم العمل علي وضع حلول جذرية لمشاكل الوطن بما في ذلك التداول السلمي للسلطة والتوزيع العادل للثروة ووضع دستور دائم يتحاكم إليه الشعب وصولا إلي كيف يحكم السودان لا من يحكمه. إن قيادات الأحزاب التاريخية قد تكلست وكثير منها مُشارك في الحكومة مباشرة أو من وراء حجاب ، ولهذا أتركوهم خلفكم وفكروا فيما تبقي من السودان، تداعوا من أجل هذا الوطن فهنالك دين علي أعناقنا أفلا نرده عاجلا،؟ أين الوفاء ورد الجميل؟ يديكم دوام الصحة وتمام العافية والشكر علي العافية
|
|
|
|
|
|