|
وجهة نظر إصلاح الخدمات الطبية؟ عميد معاش د. سيد عبد القادر قنات
|
بسم الله الرحمن الرحيم وجهة نظر إصلاح الخدمات الطبية؟ عميد معاش د. سيد عبد القادر قنات تقدُّم ونمو وتطور الوطن يعتمد علي صحة مواطنيه وما يُقدّم لهم من رعاية صحية كما ونوعا ، زمانا ومكانا وجودةً. عُرف عن السودان إلي وقت قريب إنه به أجود الخدمات الطبية في المنطقة العربية والإقريقية ، ولكن ! كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن تقصير غير مسبوق في نوع وجودة الخدمة المُقدّمة ، بل والتحدث عن كفاءة الطبيب السوداني بسلبية ، ليس دفاعا عن قبيلة الأطباء ولكن الطبيب السوداني شاطر وذو كفاءة عالية ومقدرة علي العطاء والإنجاز وفي ظروف إستثنائية ، ولو نظرنا إلي دول الخليج واليمن وليبيا وبريطانيا لوجدنا أن عشرات الآلآف من أطبائنا هم العمود الفقري للخدمات الطبية بتلك البلدان وهذا دليل علي كفاءتهم ومقدرتهم وجودة أدائهم. بالسودان أكثر من 30 كلية طب ما بين عامة وخاصة ويتخرج منها سنويا حوالي 5000 ألف طبيب يتدرجون في التوظيف بشق الأنفس. إن ألقينا نظرة إلي إحصائية توزيع الأطباء علي مستشفيات الوطن فإننا سنصاب بإحباط لعدم تناسق التوزيع مع الكثافة السكانية ولا الإمكانيات المتوفرة للطبيب وهو يُعاني الأمرين في الأصقاع:عدد الأطباء المسجلين بالمجلس الطبي في حدود 45000 ألف طبيب، الصيادلة في حدود 11000 ألف طبيب صيدلي وحوالي 6000 ألف طبيب أسنان ، و108 سريرلكل مائة ألف مواطن بالخرطوم ،وثمانية أعشار مستشفي لكل مائة ألف مواطن ، و التوزيع النوعي مُخجل جداً وعلي سبيل المثال: السودان به حوالي 2000 ألف إختصاصي منهم بولاية الخرطوم والجامعات حوالي1200 و 800 لكل باقي السودان وهذه الأرقام لا تشمل من هاجروا مؤخرا، بل بالأمس وصلت 150 فيزا لإطباء أساتذة جامعات للهجرة لليبيا،، إنها مأساة ، وقبل أيام ذكر السيد وزير التعليم العالي أن حوالي 12000 ألف أستاذ جامعي قد هاجروا فكم طبيبا بينهم؟ وما يُدهش أن السيد وزير صحة الخرطوم قد ذكر أن هجرة الأطباء لا تزعجه، تصوروا ، المسئول الأول عن صحة حوالي عشرة مليون مواطن بالخرطوم وهجرة الكوادر لا تزعجه،ـ وآخر قال إنهم يُصدرون النبق والأطباء!!! هؤلاء هم عينة من المسئولين الذين يعتمد عليهم الوطن في التمية والتطور!!!توزيع الأطباء علي ولايات السودان المختلفة به خلل كبير بل نعتقد أنه جريمة يجب أن يحاسب عليها المسئول ولهذا فقد وجّه السيد رئيس الجمهورية وإستشعارا منه للمسئولية التي لم يُدركها قادة العمل الصحي أن يتم إعادة النظر في الكشف الموحد لنقل وتوزيع الأطباء وهذا هو عين الصواب، ثم هنالك توجيه من السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية بالعمل علي تهيئة بيئة ومناخ العمل للأطباء من أجل تقليل الهجرة، وهنا نتساءل ماهو دور المسئول في هذين التوجيهين ومدي التنفيذ؟؟؟ ميزانية الصحة ولسنوات خلت كانت في أدني أرقامها ولم تتعدي 2% من الميزانية العامة ، والصحة لم تكن من أولويات الحكومة، علما بأن توجيهات الصحة العالمية بأن تكون في حدود15% من الميزانية العامة . نخلص من ما ورد أعلاه أن هنالك خللا حد الكارثة في الخدمات الصحية ولهذا فما هو الحل؟ هل يُدرك المسئول عِظم المسئولية؟ هل يُدرك المسئول أن صحة الأبدان مُقدمة علي صحة الأديان؟ هل يُدرك المسئول إن العقل السليم في الجسم السليم وهذا لها ما قبلها وما بعدها؟ علينا أولا من أجل أن نصل للحلول أن نعترف بأن الخدمات الصحية قد تدهور لحد الكارثة ، ودون إعتراف المسئول بأن هنالك مُشكلة لا يمكن وضع تصور للحلول، والعلاج يأتي بعد أن يتم التشخيص السليم . نطرح بعض الأفكار التي قد تُساعد ومن هذا المنطلق ندعو كل المهتمين بالصحة وقضاياها وتنمية الوطن وتطوره أن يدلو بدلوهم. مقترح الحلول ( وجهة نظر للنقاش ) 1// الرجل المناسب كفاءة وخبرة في المكان المناسب دون الإعتماد علي أهل الولاء لأنهم سبب التدهور والخلل. 2/ عدالة توزيع الخدمات الصحية كما ونوعا وجغرافيا وديموغرافيا 3/ العودة للكشف الموحد لتنقلات الإختصاصيين والأطباء وبقية الكوادر بحسب توجيهات السيد رئيس الجدمهورية 4/توفير التمويل اللازم ، الصحة لاتقل عن 15% من الميزانية العامة 5/تطبيق خطط وإستراتيجية واقعية لفترات محدودة مع المراجعة 6/الإهتمام بالرعاية الصحيةالأولية كأساس 7/ بدون مركزية المسئولية تجاه الخدمات الصحية يكون الفشل هو النتيجة الحتمية 8/لابد من إشراك مُقدم الخدمة في وضع البرامج والخطط لأن القوة البشرية هي محور الإصلاح 9/ العمل علي تحسين بيئة ومناخ العمل وإستقطاب الكوادر 10/ إدارة الموارد بالكفاءة المطلوبة - التوطين/ الإفتتاحات وإعادة الإفتتاح –أمبدة-مروي-السروراب- الجكيكة- النو – إبراهيم مالك- حاج الصافي وغيرها 11/ كل ذلك لن يتم بدون وجود إرادة سياسية تؤمن بأن الصحة هي أولوية قُصوي مصطصحبة معها التعليم فالعلم أساس البناء ، والبناء لا يتم إلا بأبناء الدولة الأصحاء، فالعقل السليم في الجسم السليم. كسرة: هل مازالت إبراهيم مالك تُضاهي مشافي أوروبا؟ لماذا تم بيع مستشفي شرق النيل؟ مستشفي أمبدة النموذجي كلف لحظة إفتتاحه بواسطة السيد الرئيس في 21/1/2004 حوالي 18 ونص مليار جنيه سوداني، والآن تتم صيانته!! هل تم السؤال عن أسباب صيانة في ظرف وجيز جداًجدا وكم التكلفةً؟؟ إفتتح السيد النائب الأول معهد مُعتمد فلماذا غاب السيد وزير صحة ولاية الخرطوم؟ الأطباء الذين تم إختيارهم لدراسة طب الأسرة، متي تبدأ الدراسة؟ أين تتم الدراسة؟ كم تكلفتها ومن يدفعها؟ الأكاديمي الخيري أخبارو شنو؟ متي تبدأ لتكتمل مباني مستشفي جامعة العلوم والتكنولوجيا ووقف إستغلال إمكانيات الشعب السوداني عبر الأكاديمي الخيري؟ما هي الأطراف التي تم تأهيلها وماهي الخدمات التي تُقدمها كما ونوعا وجودة؟ يديكم دوام الصحة وتمام العافية والشكر علي العافية
|
|
|
|
|
|