|
وجهة نظر ما وراء الخبر إلي السيد المواطن عميد معاش د.سيد عبد القادر قنات
|
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد تدهور الوضع الاقتصادي بصورة مزرية وفشلت كل السياسات الرعناء في إيقاف التدهور ناهيك عن تحقيق أي قدر من التنمية مما زاد حدة التضخم وارتفعت الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل واستحال علي المواطنين الحصول علي ضرورياتهم إما لانعدامها أو ارتفاع أسعارها مما جعل الكثير من ابناء الوطن يعيشون علي حافة المجاعة وقد أدي التدهور الاقتصادي إلي خراب المؤسسات العامة وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية وتعطيل الإنتاج بعد أن كنا نطمع أن تكون بلادنا سلة غذاء العالم أصبحنا امة متسولة تستجدي غذاءها وضرورياتها من خارج الحدود وانشغل المسئولون بجمع المال الحرام حتى عم الفساد كل مرافق الدولة وكل هذا مع استشراء التهريب والسوق الأسود والإحتكار والمضاربة في الدولار وغسيل الأموال مما جعل الطبقات الاجتماعية من الطفيليين تزداد ثراء يوم بعد يوم بسبب فساد بعض المسئولين وتهاونهم في ضبط الحياة والنظام ........... لقد امتدت يد الحزبية والفساد السياسي إلي الشرفاء فشردتهم تحت مظلة الصالح العام مما أدي إلي انهيار الخدمة المدنية ولقد أصبح الولاء الحزبي والمحسوبية والفساد سببا في تقديم الفاشلين في قيادة الخدمة المدنية وافسدوا العمل الإداري و ضاعت بين يديهم هيبة الحكم و سلطان الدولة ومصالح القطاع العام . وقد تحرك الحادبون لإنقاذ بلادنا العزيزة من أيدي الخونة والمفسدين لا طمعا في مكاسب السلطة بل تلبية لنداء الواجب الوطني الأكبر في إيقاف التدهور المدمر ولصون الوحدة الوطنية في الفتنة والسياسة وتامين الوطن وانهيار كيانه وتمزق أرضه ومن اجل إبعاد المواطنين من الخوف والتشرد والجوع والشقاء والمرض .
هكذا كان حال الوطن بحسب ذلك الخطاب ، ولكن كيف الحال اليوم بعد ربع قرن من الزمان مضي؟ أليس أسوأ من 30/يونيو/ 1989؟؟ إذا ماهو المخرج ؟ وفي 30 يونيو كان الوطن بمساحة مليون ميل مربع؟؟ اليوم ذهب الجنوب، ودارفور لهيب نارها يزداد إشتعالا، جنوب كردفان والنيل الأزرق مازالت مفاوضاتهما تراوح مكانها دون حسم لمصلحة ما تبقي من الوطن، وحوارإنغلق قبل أن يبدأبإعتقال الإمام الصادق المهدي، وتجاذب وتشاكس بين صقور وحمائم أهل السلطة، والإسلاميين يستعجلون لم شملهم وتوحيد صفهم وإن كانوا بالأمس قد ذهب أحدهم للسجن حبيساً والآخر للقصر رئيساً، هل هنالك بصيص أمل؟ هل فِعلا هنالك حوار سيبدأ؟ من يقف علي الرصيف لهم الغلبة، هل سيؤخذ رأيهم؟ أين النخب من أساتذة الجامعات والقانونيين والصيادلة والمحامين والأطباء والزراعيين والنقابات الشرعية وبقية الشعب الصامت من الذي يدور في الساحة؟ لماذا لا نوقد شمعة تُضيء طريق الخلاص ؟ هل من يستطيع أن يوقف عجلة التدهور؟ وطن يتفتت، وما بقي من رقعة أرض تتمزق، وقيم وسلوك وأخلاق إنحدرت، وفساد ذمم لم يشهد السودان مثله وعشر معشاره لافي تاريخه القديم ولا الحديث ، هل نقف متفرجين فقط والوطن ينسل من بين أيدينا؟ نوقد شمعة بدل أن نلعن الظلام ، أليس حواء السودانية ولود؟ أين الوطنيين الشرفاء الخلص الميامين؟ علينا نبذ الفرقة والشتات ولم الشمل دون شروط ومكايدات وضرب تحت الحزام، لماذا لا نجلس علي تراب وطننا الذي وصونا به جدودنا بدلا من التسفار في كل عواصم العالم لحل مشاكلنا؟ ألا نثق في ذواتنا وبعضنا البعض حكومة وحملة سلاح وأحزاب تجمع وجبهة ثورية وأحزاب معارضة؟ هل فعلا خطاب الوثبة وما تبعه كان خالصاً لله والوطن؟ غداً ستأتي أجيال تلعن فشلنا في لم الشمل وتعريض الوطن للتناحر والفرقة والشتات، ألا يكفي إنفصال الجنوب؟ ألا يكفي مئات الآلاف الذي إستشهدوا في دارفور وكردفان والنيل الأزرق؟ متي تصحو ضمائرنا وهممنا ونتحمل مسئوليتنا تجاه هذا الوطن ؟ هل يُدرك الجميع أن تلك الأيام نداولها بين الناس؟ الوطن يبقي ويظل ويذهب الشخوص فإن شعرتم بأن بقائكم فيه دمار وخراب الوطن والفرقة والشتات والتشرذم فأولي لهذا الوطن أن تذهبوا اليوم قبل أن تستصحبكم لعنات التاريخ، والتاريخ لايرحم. كسرة: الحوار صار سراباً بقيعة يحسبه الظمآن ماءاً، الفساد إستشري، حرية التعبير والصحافة أصبحت في كف عفريت بعد تصريحات السيد د, أحمد بلال عن حرية التعبير والمحاكم الخاصة، غدأً تشرق شمس الحرية والعدالة ويتواري الظلم خجلا خلف أشعتها وهي تبسط الحرية والعدل والمساواة. لك الله يا وطني,
|
|
|
|
|
|