|
وجهة نظر د. الخضر من ظلمكم؟ عميد معاش د. سيد عبد القادر قنات
|
بسم الله الرحمن الرحيم
التكليف بالوظيفة يُحتم علي صاحبها الأمانة والنزاهة والشفافية، وإن كان المُكلف قد جاء عبر صناديق إنتخابات فإن المسئولية تتضاعف، التكليف هو لخدمة الشعب وإعطائه كل الوقت وليس الفضل من الوقت، والوالي عليه أن يلتزم جانب التكليف ليخدم لا ليحكم وإن ظهر أن هنالك خللا في ذلك التكليف فعليه أن يُغادر فوراً بل يحق للشعب الذي إنتخبه أن يُسائله وينصحه ويُحاسبه علي أي قصور أو إهمال أو تجاوز للسلطات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بما في ذلك بطانته الأقربون والذي جاء بهم لمساعدته في إدارة شئون الشعب البلاد والعباد وزنهاية المطاف يحق للمواطنين أن يعزلوه وينال أقسي أنواع العذاب لتقصيره في الحفاظ علي تلك الأمانة والمسئولية كالما إرتضي تحملها لأنها أمانة ويوم القيامة خزي وندامة. مياه كثيرة مرت تحت الجسور منذ أن ظهرت حكاية موظفي مكتب الوالي الخضر والأراضي وصولا إلي قرارات السيد وزير العدل تجاههم وإن لم يكون التحلل نهاية المطاف. أخونا وأستاذنا بروف حميدة قال جلدو تخين فهل السيد الوالي كذلك حتي يتحمل وزر موظفيه مدافعاً عنهم وهم ثُقاته الذين جاء بهم لإدارة مكتبه وإئتمنهم علي ملفات ولاية بحجم دولة، هل يُعقل أن يؤتي السودان في أمنه من ثقاة مكتب السيد الوالي؟ مكتب السيد الوالي يُدير شئون دولة وليس أراضي فقط كان حرياً أن تُدار في وزارة الأراضي والزراعة وجهات الإختصاص، ولكن المكتولة ما بتسمع الصايحة. السيد الوالي جاء مُنتخباً ببرنامج خدمات فهل أوفي من إنتخبوه ما وعدهم؟ إن الثقة قد إهتزت بما حدث في مكتبه وتصريحاته أنه لم يُطلب منه تقديم إستقالته ليس لها موقع في عقول من إنتخبوه، أليس الإستقالة أكرم من الإقالة ؟ الشعب هو الذي إنتخبك فعليك تقديم إستقالتك له عبر نوابه، أما إقحام السيد رئيس الجمهورية في ذلك وأنه لم يطلب منك تقديمها فهذا عُذر أقبح من الذنب، أليس كذلك؟ أنت لم تأت عبر تعيين، ولكن عبر إنتخابات فلماذا لا تتصالح مع من إنتخبك وتتقدم بإستقالتك اليوم قبل الغد، ؟ أليس هذا أكرم لك قبل أن تُقال إن لم يكن اليوم فقطعا لن تكون مُرشحاً لولاية أخري طال الزمن أم قصر. الأخ دكتور الخضر والي الخرطوم المنتخب من وجهة نظرنا إنك فشلت في تنفيذ ما وعدت به الشعب الذي جاء بك والياً عليه ، ليس هنالك إنجازات بالدرجة التي تشهد لك علي الرغم من أن الدولة قد أعطتك كل ما طلبته وقد وفرت لك رئاسة الجمهورية كل الإمكانيات لأن الخرطوم هي واجهة السودان الدولة، فهل كنت عند حُسن ظن رئاسة الجمهورية والشعب ونوابه؟ هل تعتقد أنك قد ظُلمت بواسطة الإعلام السلطة الرابعة وقد شكل لك مُحاكمة من طرف واحد؟ لك القدرة أن تعقد مؤتمرات صحفية مُشاهدة ومقروءة ومسموعة وتدلي بما تراه من تبريرات للذي حدث مع سرد إنجازاتكم طيلة فترة ولايتكم ونهاية المطاف من إنتخبوك هم من يُقرروا حجم إنجازاتكم إيجابها وسالبها وهل سيكون لكم موطيء قدم في أي إنتخابات قادمة، أليس الشعب هو صاحب المصلحة الحقيقية؟ نعم الشعب هو الذي يختار حكامه إختياراً حراً نزيهاً شفافاً دون إكراه أو تزوير أو تهديد أووعيد ، وله الحق في مناصحتهم وتوجيههم ومحاسبتهم بل عقابهم إن قصروا في التكليف وصولا للعزل. د. الخضر من وجهة نظرنا إنك ظلمت نفسك قبل أن يظلمك الشعب وصحافته وسلطته الرابعة، شعب إئتمنك علي مقدراته وإمكانياته ولكنك أتيت بمن لم يكونوا علي قدر املسئولية ، ووثقت بهم لدرجة كان التفريط من جانبكم هو من قاد لهذه الكارثة . د. الخضر إنك مظلوم لأنك لم تترك إفتتاح وإعادة إفتتاح إلا وأنت علي رأسه وهذه مسئوليتك أمام الشعب عليك أن تقف أمامهم اليوم لتقول بالصوت العالي أستميحكم عُذراً لم يدر بخلدي أن من وثقت بهم لم يكونوا علي قدر المسئولية بغض النظر عن علاقتك الرحمية معهم سلباً أو إيجاباً طالما هم أهل ثقتك فأنت عليك بدفع الثمن بتقديم إستقالتك للشعب وليس لرئيس الجمهورية، هلا تكرمت وقلت ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين . كسرة: بروف مامون حميدة الخط الأحمر كنت أنت له سنداً ومدافعاً عن خارطته الصحية ، فمتي تُدرك من وجهة نظرنا أن ثقتك فيه ربما كانت مثل ثقتك في أهل مكتبك وعندها ستلعق بنان الندم وستعلم إنك لم تُحسن الإختيار وصولا للحقيقة المرة أن د. معز حسن بخيت قد قالها لك إن أبواب جهنم ستفتح عليك بهذا الإختيار، وقد كتبناها وغيرنا من أهل الرأي وكتاب الأعمدة والحادبين علي الصحة علي مدي أكثر من عامين ناصحين ومنبهين إلي سوء المنقلب والصحة تتدحرج نحو هاوية سحيقة لا قرار لها عبر خارطتكم هذه، ونكرر نُصحنا قبل وصولكم إلي حنظل الحقيقة، أوقفوا هذه الخارطة الصحية اليوم وتدمير كل ما هو مُعمر بواسطة الخط الأحمر وإلا فإنكم ستلعقون بنان الندم وستحيق بكم لعنة أشد من لعنة ثقاة مكتبكم،فقط قف تأمل وراجع وتفكّر وشاور ولكن ليس أهل الولاء والثقاة ، ثم أنظر فيما حل بالصحة ومؤسساتها وكوادرها لتعلم وتري الحقيقة بقلب نابض وعين مبصرة وبصيرة نافذة تضع الوطن فوق الأشخاص وولائهم لك، أنت ذاهب لامحالة وغيرك ذاهب أيضاً وتبقي القيم والمثل والأخلاق ويبقي الوطن في حدقات العيون، بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام، إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن ذهبت أخلاقهم هم ذهبوا ، ولن تسعوا الناس بأموالكم ولكن أسعوهم بأفعالكم، يذهب الشخوص وتبقي الأفعال والتاريخ يُسجل وذاكرة الوطن ليست كذاكرة الخرتيت، د. الخضر لقد ظلمت نفسك أيما ظُلم وأنت تتحمل نتيجة ذلك لوحدك، فإن لم يكن اليوم فغداً ، ألا هل بلغت أللهم فأشهد.
|
|
|
|
|
|