أيُ عارٍ جَلبته لأُسرتك يا عبدُ الرحمن؟! فتحي الضَّـو

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-16-2024, 01:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة فتحي الضَّـو
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-16-2014, 02:21 PM

فتحي الضَّـو
<aفتحي الضَّـو
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أيُ عارٍ جَلبته لأُسرتك يا عبدُ الرحمن؟! فتحي الضَّـو

    mailto:[email protected]@hotmail.com
    (1)
    في أثناء تأجج نيران الحرب الأهلية في أيرلندا الشمالية في حقبة السبعينيات من القرن الماضي، قام الجنود البريطانيون بحصد أرواح ثلاثة عشر شاباً متظاهراً في شوارع بلفاست فيما سُمي بـ (أحد الدم) فاستدعى البرلمان وزير الداخلية لاستجوابه حول ملابسات ما حدث. فقدم الوزير إجابات بدا أنها لم تقنع سيدة عضو في البرلمان، فغَلى الدم في رأسها وفار كالتنور. ثمَّ غادرت مقعدها وتحركت بعصبية ظاهرة يدفعها غضب جامح صوب الوزير الذي كان يقدم إجاباته باطمئنان شديد، وبالطبع لم يدر بخُلده مُطلقاً أن السيدة سوف تصفعه وتعود إلى مقعدها كأنها كُلفت بأداء مهمة مُقدسة على الوجه الأكمل. وفي اليوم التالي خرجت بعض الصحف بعناوين صارخة صبت الزيت على النار، بما فيها صحيفة التايمز الرصينة والتي اختارت عنواناً أكثر إثارة (الآن اشتعلت الحِمية الأيرلندية)!
    (2)
    قامت سلطة العصبة الغاشمة باعتقال الدكتورة مريم الصادق المهدي بمجرد مغادرتها الطائرة القطرية التي وصلت مطار الخرطوم مساء يوم الثلاثاء الماضي، وكالعادة لم تقدم سبباً للاعتقال، مثلما أنه لم يدر أي أحد بالمكان الذي اقتيدت إليه إلا بعد أن سمح لها بإجراء مكالمة سريعة مع زوجها في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، فأخبرته بوجودها في مقر لجهاز الأمن أو بالأحرى أحد بيوت الأشباح بمدينة الخرطوم بحري. وفي ظل الغموض الذي طابق عمليات (المافيا) تلك، لم يكن بوسع المراقبين سوى اللجوء للتنجيم لمعرفة الأسباب التي لا تحتاج لكثير اجتهاد. فقد قدمت مريم من باريس التي وقَّع فيها والدها السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة ومالك عقار رئيس الجبهة الثورية (ميثاق باريس) وبغض النظر عن دورها أو عدمه، فالميثاق المذكور لم يتبين الناس ليله من ضحاه، وبالتالي لم يكن رجساً من عمل الشيطان حتى يتم اجتنابه. لكن النظام الذي دأب على ضخ السوء ظلَّ يفترض الشيء نفسه في كل من لا يدور في فلكه. على كلٍ بعد أن قضت مريم ليلتها تلك في بيت الأشباح، تمَّ تحويلها إلى سجن النساء بأمدرمان وما تزال تقبع بين جدرانه. فما الذي يمكن أن يشعل حمية الشقيق الحسيب عبد الرحمن الصادق المهدي يا ترى؟
    (3)
    لم نورد هذه الخاطرة اعتسافاً، بل لم يكن ديدننا أصلاً إقلاق مضاجع الشقيق المذكور، ولكنها الصدفة أو قل (الحبكة الدرامية) كما يقول أهل الفن السابع. فأثناء مطالعتي وسائط إعلامية متعددة طغى عليها تغطية خبر الاعتقال وما صاحبه من توضيحات وتحليلات وتداعيات، لاحظت صورة لا يصحبها أي تعليق أو خبر، تسللت لكل المواقع وجمعت بين الشقيق ونافع علي نافع، أو الحاكم بأمره في العلن سابقاً ومن وراء الكواليس حاضراً. بديا فيها وهما يتجاذبان أطراف حديث لا ندري كنهه ولكن الصورة جسدت حميميته ودفئه أو هكذا يخال لناظرها. وسواء كان حميماً أو منفراً فسيان الأمر لدى عبد الرحمن الصادق المهدي الذي دأب على الإصغاء منذ أن وطأت قدماه ردهات القصر الذي قتل فيه أجداده الجنرال غردون، وما تزال بقع دمائه المتناثرة على الدرج تستثير حميته ليستنهض تاريخاً تليداً وهو من الغافلين!
    (4)
    صورتان نقيضتان عصفتا بذهني، فداهمتني مرارة بطعم العلقم وانتابني أسىً عميق وأنا أتأمل المشهدين. وبرغم أننا وطَّنا أنفسنا على تقبل كل قبيح نضح وينضح من إناء العصبة ذوي البأس. إلا أنني لم أكن أتوقع أن يلهو الفاعل بالمفعول به في مواقف نعلم أن دولاً تحرك من أجلها الأساطيل، وأن شعوباً تستنفر من أجلها الجيوش، وأن أفراداً تشتعل حميتهم فيسترخصوا الغالي والنفيس حماية للعرض وإعلاءً لراية الكرامة. طبقاً لهذا لم يكن مطلوب من العقيد عبد الرحمن الصادق أن تُستثار حميته زوداً عن كرامة الشعب السوداني التي داستها حوافر خيول المغول. ولم يكن مطلوب منه أن يشاركهم الضراء التي ألحقها التتار بالبلاد والعباد. ولم يكن مطلوب منه أن يبكي شباباً غضاً حصدتهم بنادق جلاوزة الأمن. ولم يكن مطلوب منه أن يصغي السمع لحسرات الذين يقبعون خلف الجدران في السجون وبيوت سيئة السمعة. ولم يكن مطلوب منه أن يحس بآلام الذين حاصرهم الظمأ ونهشتهم المسغبة. ولم يكن مطلوب منه أن يحصي آهات الذين تكالبت عليهم الأمراض فعز الدواء والطبيب المداوي معاً. لقد كان المطلوب منه أن يجتاز امتحان جاءه يسعى في عقر داره، فرسب فيه بعد أن دفع ثمن تهوره مرتين في أعز ما يمت للمرء بصلة.. الوالد وما ولد!
    (5)
    إزاء عجز الولد، لاذ الوالد بمنفىً جديد ليس جراء ما اغترفت يداه بحسب ما يتراءى للناظرين، ولكن خشية أن يعيد التاريخ القريب نفسه مجدداً. أما الشقيقة فقد عزّ عليها جراء خذلان الشقيق أن تطلق من محبسها (زغرودة) داوية كسائر نساء أهل السودان في مثل هذه المواقف، زغرودة تهتز لها جدران السجن وترتج أذن السجان. لكن الذي حدث - يا سادتي - يعجز غبريال جارسيا ماركيز عن تجسيده. فبفضل ديكتاتورية الجغرافيا التي يذعن لها الناس وهم صاغرون، كانت الشقيقة تفترش متاع السجن البائس والشقيق على مرمى حجر ينام في مضجعه غرير العين هانئها. تكاد تسمع شخيره رغم الحوائط التي استطالت، وهي ليست كحوائط الراحل مصطفى سند في (الحزن القديم) ولكنها حوائط (الحزن الجديد) المبنية بعظام ولحم ودم هذا الشعب الصابر، والمُسورة بأنين المقهورين والغلابة والمظلومين، والمحروسة بالقوة والجبروت والاستبداد. وليته أصاخ السمع قليلاً وهو يتقلب في فراش السلطة الوثير، فلربما سمع شكواها وتظلمها وقلة حيلتها!
    (6)
    إن المقدمات الصحيحة تقود بالضرورة إلى النتائج الصحيحة كما يقول علماء المنطق، والعكس صحيح بالطبع. ومع ذلك احتار المراقبون وجرت الروايات مدراراً في تفسير انضمام عبد الرحمن لعصبة المؤتمر الوطني. وفي واقع الأمر ليس عصياً لمن عزَّ عليه أن يتبوأ مثل هذا المنصب في نظام ديمقراطي مكتمل الأركان، جراء افتقاره للخبرة السياسية الكافية أو الكاريزما القيادية، أن يأتيه ذات المنصب يجرجر أذياله في كنف نظام ديكتاتوري. وقد رأينا في مسرح العبث هذا كيف ابتذل الأبالسة المناصب حتى نالها الذين كلَّت بطونهم من أكل السحت. أما إن شئت ابحاراً عميقاً في لجج ما حدث، فستعلم – يا هداك الله – دون أن جهد يذكر أن الخطوة التي كانت عبارة عن صفقة قوامها أطراف ثلاثة. فأهل النظام بعد أن استعصى عليهم الدخول بباب حزب الأمة، قدر دهاقنته الدخول بالشباك. والسيد الصادق الذي ضيّع في الصيف اللبن، أصبح جل همه في وريث يكمل مسيرة الصراع الأزلي مع المتربصين بالحزب وكيان الأنصار من آل البيت المهدوي. أما عبد الرحمن نفسه فيقيني أنه ليس من فئة الذين يشغلون أنفسهم بهذا أو ذاك، أو حتى بالذي نحن فيه خائضون. وتلك حقيقة كانت مبلغ علم الأبالسة، فسخروها من أجل السيطرة عليه بوسائل يعرفونها وبرعوا في تطبيقها على آخرين حتى لم تبق في وجوههم مزعة لحم!
    (7)
    في أجندة الأطراف الثلاثة تلك، لسنا معنيين بالنظام وأحابيله فتلك سمة خبرها الناس عنه حتى لم يبق من درنه شيء يُذكر. أما المهدي فكالعهد به، استسهل معركة بمثلما استسهل معارك كثيرة يظل يخوضها في مضمار السياسة لنحو نصف قرن من الزمان. وطبقاً لهذا يبقى الحديث عن خطئه أو صوابه في هذا المقام مجرد ترف يلجأ إليه العاطلون عن الهموم. فالمهم أنه دافع دفاعاً مستميتاً عما اسماه بخيار الابن، وذاك منعرج تغلبت عليه صلات الدم أكثر من روابط السياسة. لكن مهما يكن من أمر فالمفارقة أن المهدي نفسه كان أول من تجرع معادلات الأبالسة التي ذكرناها آنفاً ضمن أجندتهم الخفية في الصفقة، فزجوا به في سجن كوبر لأكثر من شهر، ولم تعوزهم الإهانات فهم عصبة لا يعرفون غير الإذلال لغةً في التواصل. لكن عش رجباً ترى عجباً كما يقول الإعراب، فالمهدي الذي أقدموا على سجنه كان وقتئذٍ أقرب إليهم من حبل الوريد، ناهيك عن أن الاتهام نفسه الذي نهى عنه النظام أتى به بعض سدنته. من جهة أخرى بدا لنا أن الابن اللاهي في ملكوته لم يدرك أن السجون بُنيت للحرمان من الحرية، والتي هي أثمن ما يملك الإنسان في هذه الدنيا، بدليل إنه لم يجد في نفسه حرجاً أن يزور والده رهين المحبسين (السجن ومحنته) على رأس رهط من (المهاجرين والأنصار) وكأنه يشهِدهُم على سوء ما حصدت قدماه!
    (8)
    الآن بعد أن انكسرت الجرة وإندلق اللبن، وبعد أن تحولت المحنة من قضية سياسية إلى قضية أخلاقية، لابد للحائرين مثلنا أن يسألوا عبد الرحمن عن النبأ العظيم. ما الذي كسبه وفق ما خطط أو طمح له الوالد في تعلم أصول الإدارة والقيادة والحكم؟ هل يا ترى تعلم الصدق من رئيس نظام استمرأ الكذب؟ هل تعلم الأدب من نافع علي نافع الذي تبرأ منه لسانه؟ هل أخذ الحكمة من علي عثمان طه الذي حصّن نفسه بآيات المنافق الثلاث؟ هل استلهم الأمانة من عوض الجاز أو اقتفى مدارج الزهد من علي كرتي؟ هل التمس النزاهة من أسامة عبد الله أم استوحى الشفافية من عبد الحليم المتعافي؟ هل نال العلوم العسكرية من عبد الرحيم محمد حسين أم الحكمة من لدن بكري حسن صالح؟ هل أصغى السمع لمحمد عطا المولي وهو يحدثه عن حرمة قتل النفس وكيفية التحلل من الذنب؟ كيف يمكن للمرء أن يتعلم أصول القيادة من الذين جعلوا ميكافيلي مجرد تلميذ صغير في بلاطهم؟ كيف يمكن للمرء أن يتعلم أصول الإدارة من الذين حكموا بالخداع وتوسلوا النفاق وصار الكذب دينهم. كيف يمكن للمرء أن يتعلم أصول الحكم من سدنة نظام ديكتاتوري ولغت أياديهم في الدم الحرام، إذ فاق عدد الذين فتكوا بهم في دارفور عدد من قتل في شيكان وقدير وأم دبيكرات والجزيرة أبا وود نوباوي. وقد تجاوز عدد الذين قتلوهم في الجنوب أضعاف عدد الذين قدموا أرواحهم رخيصة في كرري!
    (9)
    يا عبد الرحمن خذ بيد شقيقك وأرحلا، فالحياة بلا كرامة كالأرض اليباب، ولا يمكن للمرء أن يبني مجداً على جماجم الشهداء، وأرتال المفصولين من الخدمة المدنية والنظامية، وجحافل العاطلين عن العمل، والقابعين في أقبية السجون والمعتقلات، والمشردين في معسكرات الذل والهوان، والمبعثرين في فجاج الأرض، والمنتظرين الذي يأتي ولا يأتي!
    يا عبد الرحمن من دخل عش الدبابير لابد وأن يلدغ.. خذ بيد شقيقك وأرحلا فالذي تبحثون عنه قد تركتموه ببسطام!
    آخر الكلام: لابد من الديمقراطية وإن طال السفر!!
                  

08-17-2014, 01:10 PM

Hashim Elemam
<aHashim Elemam
تاريخ التسجيل: 02-06-2009
مجموع المشاركات: 1058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيُ عارٍ جَلبته لأُسرتك يا عبدُ الرحمن؟! فتحي الضَّـو (Re: فتحي الضَّـو)

    الضمة التي على كلمة ( عبد ) حقّها أن تكون فتحة ؛ لأنّ العلم المنادى المضاف يبنى الجزء الأوّل منه على الفتح ، ويُجر الجزء الثاني بالإضافة ( يا عبدَ الرحمن ) ، وشكراً ./B]

    هاشم
                  

08-17-2014, 01:52 PM

الطيب عثمان يوسف
<aالطيب عثمان يوسف
تاريخ التسجيل: 11-11-2008
مجموع المشاركات: 2653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيُ عارٍ جَلبته لأُسرتك يا عبدُ الرحمن؟! فتحي الضَّـو (Re: فتحي الضَّـو)

    *** لا تعليق ... سوى شكرا أستاذ فتحي .
                  

08-18-2014, 09:19 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيُ عارٍ جَلبته لأُسرتك يا عبدُ الرحمن؟! فتحي الضَّـو (Re: الطيب عثمان يوسف)

    للمصحح اللغوي سلام
    تحية واحتراماً
    تعال يا أبا الأسود الدوّءلي ، وقُل لنا كيف نكتُب ونقرأ ، فقد انفلت الخيط من طرف فستان العروس ، يريد مالك اللغة أن يُصحح أمر العُرس بضبط الفستان. مرحى لصولجان اللغة أن يتجول بيننا ؛ يمسح عسرتنا ، ويُلقم " عُجمتنا حجراً " .
    نعم للعلم والتعليم .
    **
    الكاتب : فتحي الضو
    تحية واحتراماً
    كتاب رصين في البُكاء على غرابة اختلاف بين الإخوة والأخوات . تذكرت في السبعينات من القرن الماضي : تفرق أبناء في ذات الزمان : أحمد الطيب كان مقاولاً ، والتجاني الطيب كان مطلوباً القبض عليه ، وثالث الإخوة " مُعتمد الخرطوم" .
    لا أعرف لمَ تمت تسميته على جده الأكبر عبد الرحمن المهدي ، لقد قام جده بدفع كفارة لعدد 500 من طلاب غردون التذكارية ، ليبروا بكفارة القسم على الإضراب ، وليس لأن ابنه كان ضمن الطلاب ،
    ولكن حفظاً لكرامة الطلاب ، في بداية الثلاثينات من القرن الماضي ، بعد الأزمة المالية وتخفيض مرتبات خريجي غردون من 8 جنيهات إلى 55. جنية شهرياً .
    **
    أنقل جزء من مقال كتبته في أبريل 2013 م :

    أرجوك يا صاحب السَّعادة .. بقلم: عبد الله الشقليني

    أنا أمري سلّمتُه للإرادة
    حِن يا قَمر وأوفي لَي ميعادا
    مَنامي خَاصمني وليَّ عادا
    *
    الشاعر أبو صلاح

    (1)
    كثيرون يتعجبون إلى اليوم كيف استطاعت تلك الروح العبقرية لشعراء الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي أن تُظلل تلك الأغنيات وهي تدلك القلوب، وتُغسل الأملاح عن العيون لتصفو ، وتتعرف على الوجه الآخر ،غير اللهث وراء العيش تحت حرارة شمسٍ لم تنزل حِمم غضبها على كل عواصم الدنيا بالقدر الذي تصبه على عاصمة البلاد : تكوي الجراثيم التي لم تعُد تشفينا منها البطاقات ولا المستشفيات ولا الطب .
    (2)
    قرأت ما صرّح به مساعد رأس الدولة بمقامه الكريم" عبد الرحمن الصادق المهدي " لصحيفة الشرق الأوسط - العدد 12540 – الجمعة 29 مارس 2013 م .ولست بصدد ملاحقة الأخبار التي تأتي من التصريحات المختلفة وربما المتناقضة لكثير من أركان النظام ، ومساعدو الأركان والقيادات الأولى والثانية والوافدة حديثاً . فلستُ صحافياً يتتبع أخبار الذين وضعهم التاريخ في سدة الحكم ، ضد قانون " البقاء للأصلح " وهو من التراث غريب الأطوار الذي نشهد حراكه اليوم . لكننا نرجو أن ننظر من علٍ لقصة بدائل الهرم السلطوي الذي تسلق السلطة وجلس مقعدها الفعلي منذ العام الذي يسمونه " عام المفاصلة " بين اللاعبين الحقيقيين وبين حجارة الشطرنج . حيث قرر العسكريون ومن تبعهم أن تدوم لهم الدولة بذات الأوجه والأبدان والأرواح الشريرة التي أدارتها لأكثر من عقدين من الزمان ، و في الخفاء قصة صراع النفوذ بين الأركان ، وصراعات الداخل والخارج ، والماكينة الأمنية التي تُدير مؤسستها وسط هذا التعقيد ،و فيها العيون الناظرة والأيادي الباطشة ، فلُحمة القابضين على إدارتها العليا لما تزل متماسكة .

    (3)
    دار صراع حول قصة العلاقة بين حزب الأمة ورئيسه وبين السلطة الحاكمة وتشكلت اللجان منذ العام 2000 م . وكذلك العلاقة بين الحزب الاتحادي الديمقراطي ، وهو الاسم الحركي لطائفة الختمية وعلاقته بالنظام ، لأنه من المعروف أن ليست هنالك رؤية اتحاد مع مصر في برنامج الحزب ولا ديمقراطية داخل مؤسساته .
    (4)
    لقد انتزعت السلطة الحاكمة نجل "إمام الأنصار" ونجل "راعي الختمية "، ليصبحا مساعدين لرأس الدولة . وفي ظل استنكار وشجب وقبول البعض ، الأمر الذي يفسر المشاركة الغريبة في السلطة . هناك ( عينٌ على القصر، وعين مع الاسم الحركي " المعارضة ") . أهو سلام جديد من الداخل ، أم هو شراكة بين الحلفاء التقليديين ؟ و نعجب أشد العجب من عدم ذوبانهم جميعاً في حزب حربائي كبير واحد يضم كافة الأحزاب الإسلامية التي ترغب السلطة والحكم وهدم الدولة واستبدالها بالخلافة ، وتقسيم الكعكة التي أصبحت من بعد انفصال الجنوب حجراً من الجير لا يغني من جوع ! .


    *
                  

08-18-2014, 11:47 AM

Hashim Elemam
<aHashim Elemam
تاريخ التسجيل: 02-06-2009
مجموع المشاركات: 1058

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيُ عارٍ جَلبته لأُسرتك يا عبدُ الرحمن؟! فتحي الضَّـو (Re: عبدالله الشقليني)

    الأخ عبد الله

    السلام عليكم

    لا أنبه كل الناس على أخطائهم في هذا المنبر ولو حاولت ما استطعت لكثرتها ولكن الكتاب الكبار في مقام المعلمين يأخذ الناس عنهم فلا بد من تنبيههم على أخطائهم واللحن يا أخي معرّة ما سلم منها أحد ، فلماذا تريد أن تدافع عن الخطأ ؟ أنا نبهته مجرد تنبيه ولم أقدح في كتابته لا من حيث الشكل ولا المستوى . وهل يضير الحفل شيئاً إذا نبه أحد عليه لافضُبط مع أن مثالك ليس في مكانه
                  

08-18-2014, 09:11 PM

عمر عبد الله فضل المولى
<aعمر عبد الله فضل المولى
تاريخ التسجيل: 04-13-2009
مجموع المشاركات: 12113

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيُ عارٍ جَلبته لأُسرتك يا عبدُ الرحمن؟! فتحي الضَّـو (Re: Hashim Elemam)

    الكاتب فتحي الضو

    انت تجلب العار لنفسك بالكذب الرخيص الذي درجت عليه لاسيما حديثك عن التوريث فانت تعلم ان تولي المناصب في حزب الامة ياتي عن طريق الانتخاب الحر

    فلا ادري لماذا تصر على الكذب بهذه الطريقة المعيبة والمريبة.
                  

08-19-2014, 05:22 AM

الطيب شيقوق
<aالطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أيُ عارٍ جَلبته لأُسرتك يا عبدُ الرحمن؟! فتحي الضَّـو (Re: عمر عبد الله فضل المولى)


    وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de