|
ليس بالعمل وحده يحيا الإنسان
|
كلام الناس نورالدين مدني mailto:[email protected]@msn.com
*تزوجت حديثاً، لكنني فجعت منذ الأيام الأولى للزواج، أي في "شهر العسل"نفسه !!، لأنني إكتشفت أنني تزوجت "إنساناً الياً"، يمضي جل وقته في العمل ولا يكتفي بذلك بل ينقل هموم العمل معه إلى البيت. *هكذا بدأت س. م من الأبيض رسالتها الإلكترونية وهي تشكو حالها، قالت أنها للأسف لم تشعر بالسعادة التي كانت تحلم بها، بل إنها شعرت وكأنها إنتقلت من حياتها الإجتماعية الرحيبة إلى ما يشبه"القبر" الإجتماعي!!. *تمضي س.م قائلة أنها كانت تعيش حياة إجتماعية غنية بالصديقات، والبرامج الإجتماعية والأسرية التي إفتقدتها منذ أن دخلت إلى عش الزوجية، لأن زوجها كما تقول رجل تقليدى ومنغلق على نفسه ويعيش حياة روتينية قاحلة. *قالت س.م أنها إنسانة طموحة ومشحونة بالأحلام التي تطمح في تحقيقها، وإستطردت قائلة : نسيت أن أقول لك أنني أعمل في منظمة أجنبية وقد أتاح لي عملي هذا فرصة السفر خارج السودان، وحضور الكثير من المناسبات وحفلات الإستقبال، لذلك شعرت بالفارق الكبير بين ما كنت عليه وبين ما صرت إليه بعد الزواج. *هل تصدق - والكلام مازال لصاحبة الرسالة - أصبحت أحس وكأنني إمرأة مسنة من حالة " الكتمة" الإجتماعبة التي تحاصرني، للدرجة التي شعرت بالمرض بالفعل، وزوجي للأسف لايكاد يكترث بي، وهو بالكاد ينظرإلى ما تحت تحت قدميه، ولا يحس بمن حوله. *في ختام رسالتها قالت س. م : هل الزواج أكل وشراب ونوم وأعباء إضافية في البيت ؟ .. إنني أحس بالصدمة والقهر النفسي، لم أعد أحتمل هذا الواقع الأسري القاسي الذي يحبسني فيه زوجي مع سبق الإصرار والترصد. *هذه الرسالة على ما فيها من مبالغة ناجمة من البيئة الإجتماعية التي كانت تعيش فيها صاحبة الرسالة قبل الزواج تطرح قضية أسرية مهمة، تحتاج لمعالجة لابد أن تتحمل فيها هي نفسها بعض المسؤولية، بالصبر والعمل على إخراج زوجها من الجو "الجاد" الذي يحبس نفسه و يحبسها فيه، بعيدأ عن هذه الأحكام القاسية والقلق والتوتر الزائد، وان تبدأ بمد خيوط التواصل العاطفي معه وهي تسعى لإدخاله بالتدرج في المحيط الأسري والإجتماعي. * الرسالة موجهة أيضاً للأزواج، خاصة امثال زوج س. م الذين يغرقون أنفسهم في العمل وينسون واجباتهم تجاه أنفسهم وزوجاتهم وأسرهم والمحيط الأسري والإجتماعي العام، لأنه ليس بالعمل وحده يحيا الإنسان.
|
|
|
|
|
|