|
هدية رمضانية للمدخنين/نور الدين مدني
|
كلام الناس السبت نورالدين مدني [email protected]
*في شهر رمضان الذي هل علينا ببشرياته وخيراته، أذكر دائماً تجربة إيجابية أحب سردها عسى أن يتنتفع بهاشباب المدخنين ممن لديهم إرادة صادقة وعزم أكيد للتخلص من عادة التدخين الضارة،إضافة لكلفتها المزدادة على حسابات حاجات أساسية أكثر أهمية. *لا أقول ذلك من باب النصيحة، لكن من باب تقديم تجربة عملية إستطعت فيها بعون الله وتوفيقه أن أتحلص من عادة تدخين السجائر، بعد إعتدت عليه عدة ستوات، منذ أن كنت طالباً في الثانوي وحتى أصبحت سكتيراً لتحرير جريدة "الصحافة"، فعزمت وتوكلت ونجحت في التخلص من التدخين، ولم أعد إليه منذ ذلك الوقت. *كان ذلك خلال شهر رمضان المبارك، وبدأت مقاومة هذه العادة تدريجياً قبل حلول شهر رمضان بأيام، ومن غرائب الصدف أنني بدأت التدخين في ذات الشهر قبل سنوات خلت عندما كنا نسكن في حي"الاسكلا" الذي كان في بوسودان،عندما كان أبي الشيخ مدني أبوالحسن عليه رحمة الله يعمل صرافاً بالميناء. *بدأت التدخين ليس فقط ب"طيش" المراهقة،ودعاوى إكتمال"الرجولة"بالتدخين كما أوهمونا في ذلك الوقت ، وإنما أيضاًبدعاوى أن السيجارة بعد إفطار رمضان تساعد على الهضم، والمؤانسة مع رفاق الحي على مسطبة سوق الاسكلا. *كنت في ذلك الوقت في مدرسة الثغر ببورسودان، ومنذ ذلك ذلك الوقت أصبحت من المدخنين بانتظام، وكما ذكرت عندما أصبحت سكرتيراً لتحرير الصخافة، وعرفت قيمة "القرش" وبدأت في تحمل مسؤوليتي الأسرية، وأصبحت أقارن بين قيمة السيجارة وقيمة رغيف الخبز، فكرت وقررت وعزمت على ترك التدخين. *بدأت في تنفيذ خطتي للتخلص من التدخين تدريجياً بتقليل عدد مرات التدخين يوماً بعد يوم، وفي شهر رمضان كما هو معروف فإن المدخن يمتنع عن التدخين طوال نهار رمضان، حصرت التدخين في مرتين في اليوم في الأيام الأولى من رمضان ، ثم إلى مرة واحدة في منتصفه، إلى أن توقفت نهائياً عن التدخين في خواتيم الشهر الفضيل. *أقدم هذه التجربة هدية عملية للمدخنين الشباب خاصة، وليس المطلوب العمل على هديها حرفياً، لكنها تجربة قابلة للتنفيذ، خاصة في ظل وجود وسائل علاجية الان لم تكن متوافرة لنا في ذلك الزمان،إضافة لوجود وسائل شاغلة كثيرة لم تكن موجودة في زماننا، وهي في نهاية الأمر تجربة ذاتية تعتمد على قوة الإرادة وصدق العزم، وحسن إستغلال فترة الصيام للتخلص من هذه العادة وغيرها من العادات الضارة، بإذن الله وعونه. *نسأل الله أن يلهمنا في هذا الشهر المبارك قوة الإرادة لفتح صفحات جديدة من حياتنا، في كل المجالات، لتحقيق السلام النفسي والإجتماعي في دواخلنا ووسط أسرنا، ووسط كل مكونات الأمة السودانية. *رمضان كريم
|
|
|
|
|
|