|
لتأمين حرية الصحافة وحمايتها
|
كلام الناس نورالدين مدني
*أرجو أن يسمح لي قراءوقارئات "كلام الناس السبت" الذي عودتهم فيه على تناول القضايا الإجتماعية والأسرية والعاطفية، أن أخصص كلام الناس هذا السبت عن اليوم العالمي لحرية الصحافة. *لابد من الإشارة هنا إلى إعلان ويندهوك الذي صدر بعد اجتماع إتحاد الصحفيين الأفارقة الذي نظمته اليونسكو في ناميبيا في الثالث من مايو 1991م،الذ ي أكد أنه لايمكن تحقيق حرية الصحافة إلامن خلال ضمان بيئة إعلامية حرة مستقلة، قائمة على التعددية. *لن نتحدث عن المبادئ الاساسية لحرية الصحافة فهي معروفة، ولن نستطيع في هذه المساحة تقييم أوضاع حرية الصحافة في بلادنا،لكننا نواصل معاً مساعينا للدفاع عن حرية وسائط الإعلام وفي مقدمتها حرية الصحافة والتعبير والنشرفي مواجهة كل انماط التعدي عليها. *الصحافة في بلادنا تعيش في ظروف حرجة،لأسباب مختلفة،منها الإقتصادي والتنظيمي والإداري،ومنها المناخ القانوني والأمني الذي يبرره الذين يريدون توجيه الصحافة والإعلام، ويتدخلون في الأداء التحريري، ألأمر الذي يؤثر سلباًعلى إستقلال الصحافة والصحفيين والحيدة اللازمة لأداء رسالتهم بموضوعية ومهنية. *ان التدخل السافر في الشأن الصحفي والإعلامي لم يكتف بوضع السياسية الإعلامية والخطوط الحمراء، التي ترى "الحكومة"أنها ضرورية لحماية أمن وإستقرار وسلام المجتمع، لكنه زاد عليه تبني بناء أجهزة موازية لوكالة السودان للانباء، وللمؤسسات الاعلامية والصحفية، تبعث "أخبارها" للصحف والأجهزة الإعلامية جاهزة للنشر الفوري!!. *إن من حق الحكومة أن تبشر بسياساتها وان تدافع عنها، لكن عبر وكالة السودان للانباء،وأجهزة الإعلام الحكومية،والصحف التي من حقها أن تصدرها او يصدرها الحزب الحاكم، لكن المرفوض هوفرض هذه الأخبار المسيسة الملونة التي لاتخلو في كثير من الاحيان من اغراض واجندة حزبية مضللة،الأمر الذي يؤثر سلبا على حرية واستقلالية ومهنية الصحف. *المهدد الاخر الذي يؤثر سلبا على حرية الصحافة وإستقلالها ومهنيتها يتمثل في الظروف الاقتصادية التي تواجه المؤسسات الصحفية وتجعلها خاضعةلهيمنة"الإعلان"الذي يعتبر من أكبر مصادر الدخل المادي للصحف، إضافة للضعف التنظيمي والاداري لبعض المؤسسات الصحفية،الذي يلقي بظلاله السالبةعلى أوضاع الصحفيين والصحفيات وحقوقهم/ن إبان عملهم/ن أو بعد نهاية الخدمة او إنهائها، وهذا يؤثر سلباً على الأداء التحريري،وعلى حرية الصحافة. *التحية لرواد الصحافة الذين وضعوا الأسس الراسخة للصحافة السودانية وسط ظروف أصعب، ونجحوا في قيام مؤسسات صحفية مستقلة ومهنية، والتحية موصولة لكل الصحفيين والصحفيات الذين مازاوا يحملون راية الصحافة ويقبضون على "جمر" المهنية. *هذه الشمعة المتواضعة نضيؤها معاً ونحن نحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة، عسى ان يسترشد بها الذين يهمهم إستدامة الصحافة وتأمين حريتها لتمكينها من أداء دورها الأهم في قيادة المجتمع نحو غد أفضل للوطن والمواطنين.
|
|
|
|
|
|