|
لإنجاح المؤتمر السوداني الجامع
|
كلام الناس نورالدين مدني
*اللقاء الذي تم بقاعة الصداقة مساء السبت الماضي هو لقاء تشاوري تحضيري لمؤتمر الحوار السوداني الجامع الذي ما زلنا نطمح في ان تلتقي في كل الوان الطيف السوداني بمن فيهم الذين قاطعوا لقاء السبت لأسباب تقدرها. * لابد من التأكيد بأن هذه الخطوة تأخرت كثيراً، ولا نريد لها أن تغرق في متاهات الجدل السياسي العقيم ومحاولات الالتفاف حول قضايا الإصلاح والتغيير المطروحة على مائدة الحوار، وفي مقدمتها الأزمة الاقتصادية التي مازالت تتفاقم دون معالجات جذرية، وهي ترهق كاهل المواطنين الذين لم يعدلديهم طاقة لتحمل المزيد من ويلاتها. *التحدي العاجل الثاني الذي لابد من معالجته عبر الاتفاق القومي المنشود هو وقف النزاعات الدموية التي تحولت ،خاصة في دارفور ، الى صراعات قبلية فوقية حول السلطة والثروة،يدفع ثمنها المواطنون الذين ليس لهم مصلحة في هذه النزاعات. *اننا نبارك الإقتراح الذي تبلور في لقاء السبت التشاوري بضرورة التحرك نحو الذين قاطعوا اللقاءبحجة عدم المشاركة فيه قبل تهيئة المناخ الصحي للحوار والضمانات اللازمة لانجاحه وتنفيذ قراراته،خاصة بعد القرارات المفتاحية التي أصدرها رئيس الجمهورية والتي لابد أن تتنزل عمليا على أرض الواقع بدلا من الالتفاف حولها تحت مظلة القوانين القائمة التي تتيح لبعض التنفيذين حق التدخل والحظر واتخاذ الإجراءات الإستثنائية تحت مظلة القانون الذين يعملون بموجبه مثلما ظل يحدث للصحف والصحفيين حتى بعد خطاب الرئيس في يناير الماضي. *ونرى أن إنجاح الحوار السوداني الجامع يتطلب من رئيس الجمهورية إعلان العفو العام عن الذين صدرت عليهم أحكاماً بالاعدام في قضايا تتعلق بالنزاعات المسلحة، إضافة للضمانات التي أعلنها لتأمين مشاركتهم في الحوار الجامع، ونرى ان تتزامن هذه الخطوات مع الاسراع بعقد اللقاء التشاوري الثاني الذي نأمل ان تشارك في كل الاحزاب والحركات التي لم تشارك في لقاء السبت. *هذا لايعني تأجبل مسألة تشكيل الية الحوارالتي نرى ان تكون عضويتها محدودة بمشاركة متوازنة بين الحكومة والعارضة، وإن كنا نفضل ان تكون من شخصيات قومية مستقلة يتراضى عليها أهل الحكم والمعارضة،وأن تسرع في بلورة اجندة الحوار بعد أن تضاف لها مسالة العلاقات الخراجية. *نرى ان تحصر الية الحوار الدعوة في الاحزاب ذات الثقل والحركات التي اثبتت وجوداً ميدانياً وبعض الشخصيات القومية والخبراء المعنيين بأجندة الحوار،والإسراع بعقد اللقاء الجامع لوضع المقترحات العملية بالحلول والمعالجات للاختلالات السياسية والاقتصادية والامنية وتأمين الالتزام بتنفيذها ودفع استحقاقاتها دون تلكؤ او تسويف. *لاداعي لإغراق مؤتمر الحوار السوداني الجامع في دوامة الاغلبية الميكانيكية التي تستطيع إجازة مخرجات المؤتمر الجامع بما يحافظ على السياسات القائمة، لأن ذلك يعني استمرارالاختلالات السياسية والاقتصادية والامنية وتداعياتها الخارجية والداخلية التي تهدد أمن ووحدة وإستقرار ومستقبل السودان الباقي.
|
|
|
|
|
|