|
قبل أن تتسرب السعادة ويتسلل الملل بقلم نورالدين مدني
|
كلام الناس السبت mailto:[email protected]@msn.com
*بعثت ف. م المقيمة و أسرتها في باريس، بهذه القصة التي رأت ضرورة تناولها في "كلام الناس السبت" لما تتضمنه من تجربة إنسانية ثرة، محشودة بالدروس التي تحتاجها الاسر للإستفادة منها في حياتهم الأسرية. *القصة عن زوج وزوجته ومعهما إبنهما، كانوا يعيشون في سعادة وإستقرار قبل أن تتسرب أسباب السعادة ويتسلل الملل في حياة الزوج الذي أعجبته إحدى زميلات العمل، وتعلق بها ، فقرر تطليق زوجته، وأبلغها نيته في تطليقها، أحست الزوجة بالقهر والغبن لكنها تمالكت نفسها، وطلبت منه مهلة شهر مراعاة لظروف إبنهما الذي على وشك الإمتحان، كما طلبت منه أن يحسن معاملتها خلال هذه المهلة. *طلبت منه أن يعاملها كما كان يعاملها في بداية حياتهما الزوجية، وأن يصحبها معه في عربته ويوصلها إلى مقر عملها -عدلت طلبها الرومانسي حتى لا أحبطكم/ن أكثر مما انتم/ن فيه - وافق الزوج على شروطها بما في ذلك الطلب الرومانسي الذي لم أخبركم به. *منذ اليوم الأول لتطبيق شروطها بدأ يحس كيف أن الزمن شرع قي وضع بصماته علي وجهها وكيف أن الشعر الأبيض بدأ يتسلل وسط شعرها الأسود وبدأ في نفس الوقت يستعيد ذكريات أيامه الأولى معها، وأخذ يتقرب منها من جديد. *كانت تحرص على العودة إلى البيت قبله وتؤدي واجباتها المنزلية بنفسها وتحضر له الطعام ليتناولانه معاً وإبنهما بينهما،قبل أن تنتهي المهلة قرر بينه وبين نفسه أن يتراجع عن قرار الطلاق، وهو في طريق العودة للبيت إشترى لها باقة ورد - هذه الحالة الرومانسية أوشكت على سحبها كسابقتها لكنني تركتها على أمل -، لكنه عندما وصل الي البيت لم يجدها في إنتظاره كعادتها، لأنها كانت نائمة نومتها الأبدية. *عرف مؤخراً أنها كانت مصابة بالسرطان في مرحلة متأخرة ، وكانت تعلم أنها تعيش اخر أيامها في هذه الفانية، ولم تشأ"الشوشرة" على إبنهما وهو على أعتاب الإمتحان، لذلك طلبت هذه المهلة التي لم تكتمل، ولم تشهد النهاية الرومانسية السعيدة. *هذه الحكاية المؤثرة تتضمن أكثر من درس، الدرس الأول لكل الأزواج الذين تتراجع إهتماماتهم بزوجاتهم، ولا يكادوا يحسوا بمعاناتهن ولا يسألون، الدرس الثاني للزوجين معاً، ولكل الازواج كي لا يتركوا السعادة التي بين أيديهم ويهملوا أسبابها حتى يتسلل الملل الذي قد يهدم البناء الأسري على رؤوسهم. *هناك درس تريوي مهم، ولعلها مناسبة طيبة أن يتزامن هذا الدرس التربوي مع الإحتفال باليوم العالمي للطفل، الدرس الذي قدمته هذه الزوجة بضرورة تهيئة المناخ الصحي المعافى للصغار، وحمايتهم من كل أسباب التوتر التي تؤثر سلباً على مستقبلهم. *هذه القصة تحمل تنبيهاً مهماً للزوجين إلى أسباب سعادتهما معاً، قبل أن تتسرب من بين أيديهما، ويتسلل الملل الهدام في حياتهما الأسرية.
|
|
|
|
|
|