|
عدم التفاهم العاطفي والهروب السالب بقلم نورالدين مدني
|
كلام الناس السيت
mailto:[email protected]@msn.com
*عندما بدأت في كتابة كلام الناس السبت وخصصته لتناول القضايا الإجتماعية والأسرية والعاطفية، إنتقدني بعض الزملاء، خاصة عنما أتناول بعض التعقيدات المسكوت عنها في حياتنا الإجتماعية. *الان لاتكاد تخلو صحيفة أو موقع من مواقع التواصل الإجتماعي من تناول جرئ لقضية من القضايا الإجتماعية، كما إرتادت بعض الكاتبات الصحفيات هذا الميدان الملئ بالأشواك والمحاذير، وهذه ظاهرة صحية إذا أحسن تناولها والتعبير عنها. *العلاقة بين الرجل والمرأة في السودان مرت بمراحل لاتخلو من مطبات سالبة، لأسباب خارجة عن إرادة الطرفين، بعضها يتعلق بعادة الختان الفرعوني للبنات، ونحمد الله على شبه الإتفاق العام على محاربتها وترك البنت"سليمة" كما خلقها الله سبحانه وتعالى، وبعضها ناجم من التربية الخاطئة، خاصة للبنات. *أعود لموضوع كلام الناس اليوم الذي إستوحيته من أكثر من إفادة حول العلاقة بين الرجل والمرأة، وأبدأ بأكثرها تطرفاً وحدة، أوردها مصعب شريف يهذا الحكم العجيب : الزواج غالبا ما ينتج عن سوء تفاهم في الوجود !!، الإفادة الثانيةجاءت عبر إستبيان طرحه عريس جديد لنج حول كثرة الرجال الذين يتأففون من البيت والأسرة. * الإفادة الثالثة وردت في الأحكام التي أطلقتها الكاتبة الصحفية رشا عوض على صفحتها في الفيس بوك وهي تخلص إلى أن من أغبى الأمثال الشعبية تلك التي تقول : ضل راجل ولا ضل حيطة، ومضت قائلة : ضل حيطة ولا راجل "خيحة". *والأمثلة كثيرة الدالة على القلق العاطفي المزمن الذي يعشعش حتى داخل بعض البيوت السودانيةً، نتيجة لأسباب التوترات العاطفية التي نرى ضرورة طرحها ومواجهتها بشجاعة وصدق،على الأقل كي تتجنبها الأجيال الصاعدة. *للأسف الأجيال السودانية الصاعدة تواجه تحديات صعبة تهدد مستقبلهم ومستقبل الحياة الأسرية، في مقدمة هذه التحديات العطالة وسط الشباب الذكور وتأخر سن الزواج للشابات، وماقد ينجم من ذلك من مغامرات مؤسفة خارج العلاقة الشرعية، المتضرر الأول منها البنات وما قد ينجم منها من أطفال خارج الرعاية الوالدية، وهذا يؤكدأهمية إلقاء الضوء على المسكوت عنه في حياتنا الإجتماعية، للعمل ما أمكن على تلافيه ومحاصرة تداعياته السالبة. *الجرائم الغريبة التي بدأت تطفح على سطح المجتمع السوداني ليست بعيدة عن هذه التوترات العاطفية وتداعياتها السالبة، التي تستوجب تكثيف الجهود لمساعدة الشباب من الجنسين لمساعدة انفسهم ليشقوا طريقهم نحو الإستقرار والحياة الأسرية الصحية المعافاة. *الأسرة وحدها لاتستطيع مواجهة هذه التحديات، وبعض الأسر نفسها في حاجة لمن يأخذ بيدها وإعانتها على ما هي عليه، يبقى التحدي الأكبر الذي يواجه المجتمع السوداني هو كيف يستطيع المحافظة على أبنائه الذين بدأوا بكثرة مقلقة في الهروب من جحيم الواقع الإقتصادي والإجتماعي الاني، وفي الهروب الأخطر المتمثل في الهروب الذهني الذي للأسف بدأت وسائله تنتشر بمختلف الأشكال والسبل والعياذ بالله.
|
|
|
|
|
|