|
صحة المواطنين والبيئة أهم وأولى بقلم نورالدين مدني
|
كلام الناس
mailto:[email protected]@msn.com
*رحم الله السيدة الفضلى سارة الفاضل محمود التي سألتها ذات مرة بعد أن عرفت بانها مصابة ب"التيفويد" :من أين جاءك هذا المرض الذي ينتشر في البيئات غير الصحية!!، أجابتني إجابة مفحمة قائلة : وهل بيئة سجن أمرمان ومجاريه التي تطفح في الشارع بيئة صحية. *قبل يومين كنت وإبني عبد الرحمن في زيارة للفنان التشكيلي الكبير إبراهيم الصلحي الذي يحرص على زيارة السودان كل عام للمشاركة في الإحتفال بالمولد النبوي الشريف، لتحيته وتهنئته بالدكتوراه الفخرية التي منحتها له جامعة لندن، فوجدنا أمام منزلهم بالعباسية "خوراً"رهيباً يمد لسانه لمحلية أمدرمان. *لذلك لم يكن غريباً أن وجدانهم يستعينون بالناموسيات التي يشدونها على سرائرهم لتقيهم شر الباعوض الذي وجد راحته مع جيوش الذباب في كل ربوع العاصمة المثلثة، نتيجة لتراكم النفايات في غالب شوارع الخرطوم الكبرى وإمتداداتها في مشاهد مشيئة لوجهها العمراني ومضرة بصحة إنسانها. *استمعنا أكثر من مرة من والي ولاية الخرطوم عبد الرحمن الخضر وأركان حربه في المحليات، عن خطط ومشروعات لنظافة الخرطوم وإزالة أرتال النفايات التي أصبحت معلماً بارزاً من معالمها، في غالب الأحياء السكنية والشوارع العامة، دون أن نرى أثراً لهذه الخطط والمشروعات، فقط يفلحون في "التعنتر"بضراوة على ستات الشاي !!. *الغريبة أن مندوبي الشركة المكلفة بتسيير عربات نقل النفايات لا يتورعون من طرق أبواب المواطنين، ومطالبتهم بدفع رسوم نقل النفايات وهم يحملون إيصالات لاعلاقة لها بأورنيك 15، فيما تظل أكوام النفايات متراكمة في الشوارع أمام أعينهم. *إن عجز الشركة أو الشركات المكلفة بنقل النفايات من الأحياء والشوارع العامة، أمر يستوجب المعالجة العاجلة، لأن هذه النفايات التي غطت وجه الخرطوم الكبرى أصبحت ملازات امنة للذباب والباعوض، وسبباً رئيسياً من أسباب إنتشار الكثير من الأمراض، خاصة وسط الأطفال الذين أصبحوا يتعرضون للإصابة بحميات غريبة وإلتهابات وأمراض أخرى حار فيها الأطباء. * للأسف الحكومة مشغولة هذه الأيام بتوفير الميزانية الضخمة التي تحتاجها مفوضية الإنتخابات لإجراء الإنتخابات المختلف عليها، حتى من بعض الذين خرجوا من تحت مظلة حزب المؤتمر الوطني، رغم أنهم جميعاً يدركون أن هناك أولويات أهم، من بينها توفير الخدمات اللازمة لتأمين صحة المواطنين والبيئة المحيطة بهم.
|
|
|
|
|
|