|
حينها لن ينفع الندم/نورالدين مدني
|
كلام الناس نورالدين مدني
*لن أبكي على أطلال الإقتصاد السوداني،واذكركم بمقولة رئيس اللجنة الاقتصادية العميد ركن طيار صلاح كرار في بداية عهد "الانقاذ"،بأنهم إذا لم يلحقوا البلد كان الدولار سيصل الى عشرين جنيهاً - بالقديم طبعاً - !!. *فقط أحيلكم لما طفح في الصحف في اليومين الماضيين حول سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار،رغم أن اثار هذه الأخبارتسبق عملياً وتدخل في عضم أسعار السلع الضرورية والحاجات الاساسية للمواطنين. *حتى وقت قريب كان الانفراج السياسي يؤثر ايجابا على سعر صرف الجنيه، وكذلك أية بادرة اتفاق نحو السلام، لكن للأسف لم تعد هذه العوامل تؤثر، لفقدان الثقة وضعف المردود العملي في كل سابقة، واستمرار الخلافات والنزاعات المسلحة والفساد المالي والإداري. *إن الوضع، كما يعلم أهل الحكم والمعارضة،لم يعد يحتمل المناورات وإطلاق الوعودللخروج من هذه الدائرة الجهنمية المحشودة بالإختلالات السياسية والإقتصادية والأمنية، والوقت يمضي والأوضاع المتأزمة محلك سر،والمواطن لايكاد يلمس أثراً إيجابياً في حياته اليومية للإصلاح والتغيير. *ليس المهم فقط إستعجال ملتقى الحوار السوداني الجامع، وإنما الأهم هو إحداث إختراق إيجابي في السياسات التي ثبت فشلها في تحقيق السلام والاستقرار والأمن الاجتماعي والاقتصادي،لإستكمال السلام،ليس فقط في مناطق النزاعات وانما في كل ربوع السودان،وتعزيز الحريات بإلغاء المواد المتعارضة مع الدستور,وإحداث أختراق أهم في علاقات السودان الخارجية لصالح الإنسان السوداني الذي ما زال يدفع ثمن الإصطفاف الخاطئ في العلاقات الخارجية. *هذا يستدعي ضرورة إستعجال عقد ملتقى الحوار السوداني الجامع بمشاركة إيجابية من الاخرين، مع الحرص على عدم إغراقه في خضم الأغلبية الميكانيكية، التي قد تسعى جاهدة للإبقاء على الوضع القائم بلا إصلاح أو تغيير. *الوقت يمضي، والأوضاع المتأزمة محلك سر،وأخشى ما أخشاه أن يأتي زمن نردد فيه ما كنا نردده ونحن صغار في لعبة "شليل" : شليل وينو أكلو الدودو .. شليل وين راح أكله التمساح، حينها لن ينفع الندم.
|
|
|
|
|
|