|
بعض معاناة إنسان نيالا/نورالدين مدني
|
كلام الناس نورالدين مدني
*حرص المسؤولون بولاية جنوب دارفور بقيادة والي الولاية اللواء ادم محمود جارالنبي على حسن إستثمار زيارتنا، وأصروا على مد زمن الزيارة لإطلاعنا على كل المتاح من خلال اللقاءات المباشرة والزيارات الميدانية لبعض المواقع المهمة. *الدكتور ادم محمد ادم وزير المالية بولاية جنوب دارفور ظل ملازماً لنا منذ وصولنا وحتي الساعات الأخيرة لنا في نيالا، لم يتركنا إلا ونحن نتوجه الى سلم الطائرة في طريق عودتنا إلى الخرطوم، بعد أ رافقنا إلى محطة توليد الكهرباءلنرى ونسمع إفادات مباشرة عن أسباب شح التوليد الكهربائي بنيالا. *إستمعنا للمهندسين الشباب الذين كانو يعملون في محطة توليد الكهراء، وهم يحدثوننا عن الخمسة مولدات التي وفرتها للمحطة وزارة الكهرباء والموارد المائية لزيادة الإمداد الكهربائي بنيالا، وكيف ان أربعة من المولدات كانت معطلة تحت الصيانة!!، وهذا ما جعل الطاقة الحالية للإمداد الكهربائي تغطي فقط 35% من حاجة المواطنين المستحقين للإمداد الكهربائي. *هذا فسر لنا شكوى المواطنين بنيالا من شح الامداد الكهربائي وعدم وصوله ‘ليهم علي مدى يومين من كل أسبوع، وفي اليوم التالي لايستمتعون إلا بنصف يوم من الإمداد الكهربائي، ليعود مسلسل القطع من جديد ليومين .. وهكذا دواليك!!. *كذلك حال الإمداد المائي للمواطنين بنيالا لايقل سوءًا عن الامداد الكهربائي، وفي لقاء مع الخبير لدى البنك الدولي منسق مشروعات إعمار جنوب دارفورالحسين اسماعيل ابوجنة حدثنا عن حال السوق في نيالا وكيف أن النساء يشكلن نسبة عالية من العمالة به، معظمهن من الأرامل - حسب إفادته - الأمر الذي ينذر بمشاكل وتعقيدات إجتماعية كبيرة، إضافة إلى نسبة عالية من الأطفال في سوق العمالة أيضاً،الأمر الذي يشير الى زيادة في نسبة الفاقد التربوي، وأنه يشكل رصيداً للحركات المسلحة يتغذون منه. *لذلك فإن الحديث عن مرحلة ما بعد الحرب لايمكن النظر إليه بمعزل عن وجود هذه المشاكل، خاصة في ظل إستمرار وجود جيوب للحركات المسلحة،وتداعيات ذلك على الأمن والاإستقرار والسلام، وفي ظل وجود معسكرات النازحين التي أصبحت مخازن للسلاح، وفي ظل إنتشار السلاح وسط المواطنينن، لأن كل هذه العوامل تغذي ظوهر التعديات والإنفلاتات الأمنية التي مازالت تهدد الأمن والسلام في الولاية. *لايكفي في هذا الصدد حصر السلاح وجمعه من المواطنين وهي عملية معقدة وعصية على التنفيذ في الظروف الحالية، وإنما لابد من تكثيف المساعي لبناء الإتفاق السياسي القومي وتحقيق السلام الشامل الذي لابد أن يقوده أبناء دارفور، وأن يحافظوا عليه بأنفسهم، بعد أن خسرواكثيراً ودفعوا ثمناً غالياً للنزاعات التي أضرت بهم أكثر من غيرهم
|
|
|
|
|
|