|
بدلاً من السير في الطريق القديم "المجرب"/نورالدين مدني
|
كلام الناس نورالدين مدني mailto:[email protected]@msn.com
*يبدو أن جلد جسمنا أصبح سميكاً ونحن نتحمل الإنتقادات التي توجه إلينا لتعلقنا بالحوار المتعثر الذي نحاول بعث الروح فيه، لإيماننا بأنه السبيل القويم - إذا صدقت النوايا وجد العزم - للوصول إلى مشروع قومي يحقق السلام العادل والتحول الديمقراطي والعدالة الإقتصادية والبناء الوطني. *لسنا في حاجة للتذكير بأننا منذ أن باركنا مبادرة الحوار الوطني التي طرحت في خواتيم يناير الماضي نبهنا إلى ضرورة إشراك الخرين الذين تحفظوا على الحوار في ظل المناخ السياسي القائم، وقلنا أنه لايكفي الإتفاق مع الأحزاب التقليدية، وإنما لابد من إستصحاب الاخرين الذين لديهم رؤى سياسية وإقتصادية مختلفة، نرى ضرورة الإستفادة منها في الإتفاق على المشروع القومي السوداني. *حتى بعد عودة حالة الإستقطاب السياسي، لم نمل الدعوة لمواصلة السير في طريق الحوار السوداني الجامع، رغم إعلان باريس الذي رفضه حزب المؤتمر الوطني لمجرد أنه تم بعيداً عنه، وقلنا ومازلنا نقول أنه ينبغي البناء على ماتم وعدم العودة للوراء، مهما كان الثمن السياسي الذي ينبغي أن يتحمله حزب المؤتمر الوطني لإنجاح مشروع الحوار السوداني الجامع. *ها هو مولانا السيد محمد عثمان الميرغني مرشد الختمية زعيم الحزب الإتحادي الديمقراطي المشارك فعلياً في الحكومة، يلتقي بوفد من "الجبهة الثورية" في لندن ضمن اللقاءات الجارية للتفاكر حول الأوضاع السياسية الراهنة وإعلان باريس. *نسبت لمولانا الميرغني تصريحات قالها عقب هذا اللقاء جاء فيها : (إنهم سيعملون دائماً لما ينفع الناس، وأن السودان أمانة في أعناقنا جميعاً، ولابد من الحرص على سلامه وديمقراطيته)، وشدد الطرفان على ضرورة إنهاء الحروب وإشاعة السلام والوفاق الشامل بين السودانيين، وأكدوا إستحالة قيام انتخابات بدون وفاق وطني. *نحن إذ نرحب بمخرجات هذا اللقاء الذي تم ضمن الجهود المبذولة للوصول إلى موقف موحد تجاه قضايا السلام والتحول الديمقراطي، نرى أن يعيد المؤتمر الوطني حساباته، وأن يواصل ما بدأه منذ أن طرح مبادرة الحوار بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وكفالة الحريات السياسية والصحفية وحمايتها من كل أشكال التعدي والتضييق، لتهيئة الأجواء الصحية لإنجاح الحوار للوصول إلى إتفاق قومي حول السلام الشامل والتحول الديمقراطي والعدالة الإقتصادية والبناء الوطني، بدلاً من السير في الطريق القديم " المجرب" الذي أوصل البلاد إلى هذه الدوامة من الإختلالات السياسية والإقتصادية والأمنية بلا طائل.
|
|
|
|
|
|