|
المفاوضات في أديس .. والحل في الداخل بقلم نورالدين مدني
|
كلام الناس mailto:[email protected]@msn.com
*رغم عوامل الإحباط الداخلية الناجمة من إستمرار الضائقة المعيشية والإختناقات الإقتصادية وتداعيات الخلافات والكيد السياسي، فإننا نبارك كل خطوة نجد فيها بصيص أمل لتحقيق السلام ووقف نزف الدم السوداني وفتح الطريق نحو التوافق السياسي. *نقول هذا بمناسبة إستئناف المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية الشمالية في أديس أببا، التي يحرص على إنجاحها حكيم إفريقيا الرئيس ثامبو أمبيكي الذي يستحق إشادة من الشعب السوداني كافه، لصبره على مشاكل النخب السودانية وخلافاتهم وكيد بعضهم لبعض، وهو يقود الوساطة الإفريقية رفيعة المستوى لدفعهم للوصول إلى إتفاق عجزوا للأسف عن الوصول إليه بالتي هي أحسن. *للأسف إن القراءة الواقعية لمجريات حوار الداخل تشير إلى تعثر مسار الحوار في ظل إستمرار المواقف المتخندقة خلف أجندة حزبية، وإستمرار التصريحات الرسمية التجريمية والتخوينية للاخر المعارض، كما حدث لزعيم حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي، الأمر الذي يشكك في صدق النوايا تجاه الوصول للحل السياسي القومي الشامل. *لا نريد سبق الأحداث ونحن نرقب بأمل مشوب بالقلق والحذر، مجريات المفاوضات المقرر أن تكون قد بدأت بالأمس في أديس بين الحكومة والحركة الشعبية الشمالية، لكننا نقول بأن النوايا الحسنة وحدها لن تجدي لإحداث إختراق حقيقي في هذه المفاوضات التي يهمنا أن تنجح، على الأقل لوقف نزف الدم السوداني في جنوب كردفان والنيل الأزرق. *لكن كما قلنا أكثر من مرة من قبل، فإن الحل السياسي الشامل يتطلب أولاً دفع إستحقاقات تهيئة الأجواء السياسية للحوار، التي بدأت خطواتها الأولى مع إنطلاقة مبادرة الحوار في يناير الماضي، لكنها للأسف تعثرت نتيجة لما جري على أرض الواقع من إعتقالات وتضييق على الحريات ، خاصة الحريات الصحفية، وما زلنا نرى أن الفرصة مواتية لإستكمال هذه الخطوات وتنزيلهات عملياً على أرض الواقع وحمايتها من كل صنوف الإلتفاف عليها وعرقلتها. *إن إستكمال خطوات تهيئة الأجواء السياسية يحتاج إلى عزم الإرادة السياسية لدفع الجهود المبذولة لتحقبق السلام الشامل في كل ربوع السودان، والإنتقال من مربع الهيمنة الحزبية الاحادية إلى رحاب الديمقراطية والتعددية السياسية الحقة، والسلام والإستقرار والتعايش الإيجابي بين كل مكونات الأمة السودانية ، وبسط الحريات والعدالة والتنمية المتوازنة، وإعمار علاقات السودان مع العالم من حولنا ، لصالح الإنسان السوداني الذي ظل يعاني وحده من التداعيات السالبة جراء إستمرار الخلافات والنزاعات المسلحة والكيد السياسي الجائر.
|
|
|
|
|
|