|
الفرصة مواتية للرشد السياسي/نور الدين مدني
|
كلام الناس نورالدين مدني
*إنتقدني صديق عزيز من "أخوان السودان" - إذا صح التعبير - في بعض ما أوردته من عبارات للرئيس المصري غبد الفتاح السيسي، خاصة إشارته للإستقطاب الحاد الذي كان في مصر للدرجة التي كانت تنذر بحرب أهلية. *أوضحت له أن الإستقطاب بلغ ذروته بين "ميدان التحرير" و"رابعة العدوية" قبل إنحياز القوات المسلحة المصرية ل "الإرادة الشعبية المصرية"،طبعاً لم يعجبه توضيحي، وقال لي أن هذا الإستقطاب صعده"السيسي"نفسه. *ما كتبته تحت عنوان "مصر: الحقيقة والمصالحة بعيداً عن العنف" لايعبر عن موقف شخصي مع أو ضد ، وانما عن موقف مبدأيي ضد العنف مهما كانت المبررات، لأنني لست ميكافيلياً، أي لست من الذين يرون أن الغاية تبرر الوسيلة. *من حسن حظ السودان أن الأحزاب العقائدية فيه، سواء "الحزب الشيوعي السوداني" أم "الاخوان المسلمين"الذي شكلواحزبهم السوداني أيضاً، إختطا طريقاً سودانياً يشبه أهل السودان الطيبين المسالمين، لكن للأسف طفحت على سطح المجتمع السوداني ظواهر عنف "مشحون" من خارج السودان. *لاأخفي تقديري لإجتهادات أخوان السودان رغم الأخطاء السياسية التي إرتكبوها في جق أهل السودان، وفي مقدمتها الإنقلاب على الحكم الديمقراطي، ولم تقنعني مبررات الشيخ الدكتور حسن الترابي الذي راجع موقفه بعد "المفاصلة"، وإن بقي في دواخلة شئ من حتى "حنين". * التحدي الماثل الان أمام حزب المؤتمر الوطني وكل الأحزاب والفعاليات السياسية الأخرى هو كيفية الخروج من "عنق زجاجة" الحاضر بإختناقاته السياسية والإقتصادية والأمنية، وإسترداد"الهوية السودانية" دون إفراط أو تفريط في قيمنا الدينية والأخلاقية، وعدم زج السودان في معارك في غير معترك، يسعى البعض لإقحامه فيها، وكأنه لايكفي السودان مافيه من نزاعات مسلحة في أكثر من منطقة، وإن تمت التضحية بمشروع الإصلاح والتغيير المنشود، وإستمرار حالة الإستقطاب القائمة بتداعياتهاالمكلفة من خلافات ونزاعات تريد طينة الإختناقات الماثلة بلة خاصة الإختناقات الإقتصادية الضاغطة التي ضيقت على الناس سبل العيش الكريم. *أمام حزب المؤتمر الوطني فرصة تاريخية للخروج من عنق زجاجة الإختناقات القائمة، وذلك بالإعتراف بالأخطاء السياسية التي في كثير من الأحيان ترتكب بإسمهم، وتجعلهم يظهرون وكأنهم يعانون من " إنفصام سياسي" بسسب أطراف - غير - تمت تغذيتها من خارج السودان، تسئ للدين الحنيف وتهدد وحدة السودان الباقي وأمنه وإستقراره. *الفرصة مازالت مواتية للعودة إلى الرشد السياسي الذي يحتاجه كل أهل السودان، وعدم الزج بالسودان في معارك داخلية وخارجية ثضره وتزيد الإختناقات على المواطنين كافة.
|
|
|
|
|
|