|
البخل العاطفي وقطع حبل الوصل/نورالدين مدني
|
كلام الناس نورالدين مدني mailto:[email protected]@msn.com
*ونحن على أعتاب عيد الأضحى المبارك سأتوقف في إستراحة قصيرة عن العك السياسي الذي ندرك أنه لابد من الخوض فيه مادامت هناك خلافات ونزاعات مسلحة، إلى أن يتحقق السلام الشامل والتحول الديمقراطي الحقيقي والتغيير المنشود للجميع. *أخصص كلام الناس اليوم للتعقيبات التي جاءت حول كلام الناس السبت الماضي بعنوان "حين ترحل الزوجة عاطفياً" لأن السبت المقبل كما تعلمون يصادف أول أيام عيد الأضحى، ولأنني كما ذكرت لكم أريد أن أرتاح قليلاً من الكلام في الوجع السياسي المزمن. *نبدأ بكلام رحاب كمال العاقب التي أحاطتني بكلمات طيبات قبل أن تشن هجومها الجندري الذي إتهمتني فيه بالتحامل على الزوجة وحدها، وبالوقوع في براثن النظرة الذكورية الاحادية، رغم أنني برئ من هذا الإتهام فقد ظللت أقول دائماً أن الحفاظ على سفينة الحياة الزوجية مسؤولية الزوجين، ولكن تبقى المسؤولية الأكبر على عاتق الزوجة. *قالت رحاب العاقب أننا يجب أن نعلم الأجيال القادمة قيم وأخلاقيات وممارسات التحابب والتعاضد، ومعاني تماسك الأسرة وأهمية العلاقات السوية بين أفرادها، وتربيتهم على ثقافة الإعتذار والإعتراف بالخطأ، وتعزيز معاني وممارسات التسامح الأهم لمحاصرة المشاكل الأسرية، وفي هذا أتفق مع رحاب، لأن غالب المشاكل الأسرية هي نتاج التربية الخاطئة التي تؤثر سلبا على مستقبل الحياة الأسرية. *هنادي علي أضافت في تعقيبها قائلة أن الزوجات يجتهدن قدر إستطاعتهن لإرضاء أزواجهن، لكن دون جدوى، ففي الغالب الأعم تواجه هذه المجهودات الإيجابية من الزوج بالصمت والبخل العاطفي، وعدم الإهتمام والتقدير، وختمت تعقيبها قائلة : إن بعض الأزواج يعاملون زوجاتهم وكأنهن قطع أثاث تكميلية في البيت!!. *سلمى الصديق عو ض الله ركزت في تعقيبها على كلام السبت الماضي بقولها أن هناك فوارق واضحة بين ظروف الحياة الأسرية على أيام الجدود والاباء والحياة الأسرية هذه الأيام، التي خرجت فيها الكثير من الزوجات إلى الحياة العامة وأصبحت لهن حياة عامة "خاصة"، وقالت سلمى أن بعض الرجال لايقدرون ذلك ويريدون من الزوجة أن "تكسر رقيتها" لإرضائهم دون إعتبار من جانبهم للضغوط والرهق الجسماني والذهني الذي يعانين منه. * سعدت بهذه المداخلات"الحية"، وفي إنتظار المزيد من المداخلات من الطرفين حتى تكتمل الصورة، وتتعافى الحياة الأسرية من المنغصات وأسباب الجفاء العاطفي التي تهدد البناء الأسري في مقتل. *مرة أخرى لست منحازاً للرجال، ولابد أن أقول هنا للأزواج : كما تدينوا وتدانوا، وأن المداخل الطيبة ضرورية للعافية العاطفية ومن أجل الحفاظ على الحميمية، ولكن مرة أخرى أقول أن المسؤولية الأكبر تقع على الزوجات لأنهن نبع الحنان وعليهن المحافظة على هذا الدور مهما واجهن من بخل عاطفي، لأن سياسة "الشد" بين الزوجين - إذا لم تندارك - ستؤدي إلى قطع حبل الوصل بينهما. *نتوقف هنا ونحن ندرك أن في دواخل كل منا الكثير من الهواء العاطفي الساخن الذي يحتاج لإخراجه في الهواء الطلق، وأكرر الوعد لكم بأنني على إستعداد لتناوله في إطاره العام، على أمل أن تظل نوافذ"الفضفضة" معكم مفتوحة عقب عطلة عيد الأضحى المبارك إذا أمد الله في الاجال. *كل عام وانتم ونحن بخير.
|
|
|
|
|
|