|
إضاءات قوية في كتاب الهوية/نورالدين مدني
|
كلام الناس نورالدين مدني
*حرصت على تلبية دعوة"منتدى المعرفة" بالمركز القومي للانتاج الاعلامي، نسبة لأهمية موضوع الكتاب الذي اعدته الدكتورة هويدا صلاح الدين العتباني"الهوية والتعدد الاثني في السودان .. الصراع بين شمال وجنوب السودان -1955 -2005م. *العرض الذي قدمته الدكتورة هويدا للكتاب استصحب التداعيات المؤسفة التي مازالت تجري في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق وحول ابيي، وقالت إن الذين كانوا يراهنون على أن إنفصال الجنوب سيحسم أمر الهوية،فوجئوا ببروز"جنوب جديد"،وان الفشل في ادارة التعدد الاثني ما زال يهدد النسيج السوداني بالمزيد من التشظي. *خلصت الدكتورة هويدا ضمن ما خلصت من نتائج إبان الدراسة التي عكفت عليها وهي تعد هذا الكتاب إلى ان مبدأ الوحدة في التنوع يتحقق من خلال الحوار والحل السلمي المؤسس، وأنه يمكن تطبيقه من خلال ترسيخ مبدأ "المواطنة" بين الاثنيات والثقافات المتعددة في السودان. *من أهم التوصيات التي جاءت في خاتمة الكتاب : ضرورة رعاية الثقافات والموروثات تعزيزا للتراث القومي، صياغة الدستور والقوانين بطريقة ترتكز على الأطر المشتركة وتتواءم مع التعددية الثقافية والعرقية، وتفعيل الحوارالسوداني لرتق النسيج الاجتماعي، وتعزيز وتشجيع التعايش الديني والاندماج المجتمعي. *المداخلات التي جاءت من الحضور -غالبهم لحسن الحظ من الشباب - أكدت على فشل الحكومات والنخب السودانية في حسن إدارة التنوع الثقافي والإثني،بغض النظر عن منطلقاتهم السياسية والفكرية، وهناك من استنكر على الدكتورة هويدا تسييس الدراسة،ومن استنكر المنطلقات السياسية والفكرية لبعض المشاركين في المداخلات!!. *الجدير بالذكر ان البروفسير يوسف فضل في مقدمته للكتاب دافع عن نهج التأريخ السياسي الذي يبيح ان يلج التأريخ حقل القضايا السياسية المعاصرة،ووصف الكتاب بأنه من الكتب التي يمكن نعتها ب"الانثروبولجيا السياسية التأريخية". *بقي ان نقول ان الكتاب الذي تبناه مركز دراسات المرأة مشكوراً أعد قبل إجراء الإستفتاء على مصير جنوب السودان ونتائجه التي جاءت لصالح الانفصال وقيام دولة جنوب السودان، لكن للأسف لم ينتبه صناع القرار في السودان التليد لهذه الإضاءات المهمة التي كان من الممكن - اذاعمل ببعض ما ورد فيها - ان ترجح كفة الوحدة الطوعية، ونخشى أن يستمر تجاهل هذه الإضاءات التي يمكن ان تسهم في إنجاح الحوار السوداني الجامع، وأن تحمي الوطن والمواطنين والنسيج السوداني الباقي من دوامة الفشل في إدارة التنوع.
|
|
|
|
|
|