|
"داري على شمعتك تقيد"
|
كلام الناس السبت نورالدين مدني
*أرسلت لي السيدة م.أ رسالةإليكترونية قالت فيها أنها لاتتضمن شكوى أو مشكلة،لكنها عبارة عن تجربة حية مرت بها، تريد أن تنشرها حتى تعم الفائدة، خاصة وأنها تدرك أن الحياة الاسرية لاتخلو من منغصات ينبغي تجاوزها حتى نستطيع الحفاظ على تماسك الأسرة في وئام وسلام. *قالت م.أ أنها عانت قبل حوالي الشهرين من حالة إحباط وتوتر نفسي نتيجة لتسمم الأجواءالأسرية بسبب المشاجرات المستمرة بينها وبين "أبو وليداتها"الذي أصبح يضيق عليهم في الصرف، ولم يعد يلبي كل حاجاتهم الأساسية، كما كان يفعل في الماضي. *تقول م.أ انها اتصلت بوالدها تشتكي حالها،وقالت له انها قررت أخذ أولادها والعودة الى "البيت الكبير" لأنها زهجانة، ولم تعد تحتمل الملاسنات اليومية مع زوجها. *إستمع والدها اليها، وقال لها إن البيت الكبير مفتوح لهم في اي وقت لكن للزيارة كالعادة، في ذات الوقت نصحها بالصبر والمزيد من التحمل، لأن ضغوط المعيشة أثرت على كثير من الاسر واضطرتهم للترشيد في الصرف للحد الأدني من الحاجات الضرورية. *قال لها والدها : إنهم أنفسهم يعانون من ذات المشاكل، إلا أن (أمك) جزاها الله كل خير،عاشت معنا الحلوة والمرة، وصبرت على تربيتكم في كل الظروف، وما تزال "تشيل الشيلة" معي وتتحمل كل ضغوط المعيشة بلا كلل ولا ملل. *قالت م.أ أنها إستمعت إلى نصيحة والدها وعملت بها، وأصبحت لاتجادل زوجها قدر الإمكان، ولا ترهقه بالطلبات الكثيرة، وتقدر ظروفه - إذا لم يستطع إحضارها - حتى أحست بأن الحياة الأسرية عادت إلى سيرتها الأولى وقلت التوترات بينها وبين زوجها، وشعرت بتحسن واضح في معاملته لها، وسادت الطمأنينة أجواء الاسرة. *اختتمت م.أ رسالتها قائلة : كما قلت في بداية رسالتي لك،أنني قصدت من نشر هذه التجربة الأسرية الحية أن تستفيد منها كل الأمهات اللاتي يعانين من ذات الظروف المعيشية الصعبة التي طالت الكثير من الأسر. *شكرا للسيدة م.أ على هذه الرسالة التربوية المهمة، والشكر موصول لوالدها الحكيم، الذي قدم لها النصيحة القيمة، التي نحتاجها جميعا في هذه الظروف المعيشية الصعبة التي تؤثر سلبا على أجواء الأسر، وتتطلب التعامل معها بالحكمة والتقدير المشترك للمدارة على شمعة الاسرة حتى تظل مضيئة بالحياة والاستقرار والأمان الاجتماعي، للحفاظ على تماسك الأسرة وحمايتها من مخاطر التفكك والضياع.
|
|
|
|
|
|