|
الرجعة للبيت القديم : موسم هجرة البيضان إلى بلاد السودان ! /فيصل الباقر
|
جاء فى الأخبارأنّ واحداً من شيوخ الجماعة ، وهو وجدى غنيم ، حطّ رحاله - هذه المرّة - فى الخرطوم ، قادماً من الدوحة ، لمواصلة الدعوة و الجهاد " من بُعد " ، وقد سمحت له الدولة - المُضيفة - بممارسة الحق فى التعبير الذى حرّمته على المواطنين السودانيين ، فبدأ صولاته وجولاته فى مساجد الخرطوم و " أماكن أُخرى " بإلقاء المُحاضرات فى الشأن السياسى وتُدافع عن حركة الاخوان المسلمين فى مصر ، وعن حُكمهم ، وتؤيّد مرسى وتلعن السيسى، وتؤكّد عودة الأوّل لحكم مصر، وما يهمّنا أكثر فى هذه العثجالة ، الشيخ الداعية وجدى يمضى فى مُناصحة دولة الإسلام فى السودان ، بتحريضها على التضييق على الإعلام ، مُستدلّاً على ذلك ، بتجربة مرسى ، الذى قال فيما قال عنه ، أنّ خطأه أنّه " لم يقض على تلك الفئة الضالّة الفاسدة " ،ويقصُد هُنا الصحافة والإعلام !. يبدو أنّ الشيخ غنيم ، لم يُحسن التفكير والتدبير ولا التنظير ، إذ جاء للخرطوم فى الزمن الخطأ ، بعد شبع أهل السودان من حُكم العصبة المُنقذة ، فأنبرى له بعض المُصلّين ، وأسمعوه ما لايرضيه ، ولا يتخّيل سماعه فى عاصمة الدولة الإسلاميّة، وأنتهت واحدة من مُحاضراته ، بإستياء المُصلّين ، وإنفضاض الجمهور عنه ، وإضطرار إدارة المسجد لإطفاء أنوار المسجد، قُبيل تصاعد الموقف .. وهذا أوّل الغيث ، فكيف بالله إذا الغيث همى !. القصّة هذه ، على بساطتها ، تصلُح لفهم عقليّة وتفكير وتخطيط هذه الجماعة التى تُريد أن تُحوّل وطننا ، إلى مسرح لمواصة مُناصرة دعواتهم لحُكم مصر وغيرها من البلدان ، بجعل الخرطوم ، ملاذاً آمناً للفارّين من بلدان أُخرى، وفوق هذه وذاك ، الدعوة لموصلة سياية قمع الحُريّات ، وبخاصّة حريّة التعبير والصحافة والإعلام ، لتثبيت حُكمهم فى السودان !. بقى أن نُعرّف بالشيخ " الداعية الإسلامى "، وجدى عبدالحميد محمد غنيم المولود فى 8 فبراير 1951 بمحافظة الإسكندريّة ، لنثبت أنّه صاحب سوابق فى التنقُّل بين البلدان ، فننقل ماجاء فى الموسوعة الحُرّة إذ تقول عنه أنّه " قطب " من أقطاب الأخوان المسلمين ، سبق أن أُبعد من البحرين فى عام 2008، بسبب موقفه من الكويت فى حرب العراق، إلى جنوب إفريقيا، وسافر إلى عُدّة بلدان، منها إنجلترا ، التى أُخرج منها بتهمة التحرض على الإرهاب ، ومُنع من الدخول إليها ، وقد رحل إلى اليمن ، وغادرها إلى مليزيا ، من غير قرار ترحيل ، وقد صرّح – وقتها – أنّه لا يُريد أن يُحرج الحكومة اليمينيّة معه " !. وهنا من حقّنا أن نسأل فضيلة الشيخ ، هل ينوى إطالة البقاء ببلادنا أم سيغادرها " حتّى لا يحرج الحكومة السودانية " ومتى؟. إنّها قصّة واحدة من قصص إستباحة بلادنا ، بهؤلاء الأغراب ، وما خفى أعظم !. وهى تُعيد إلى الذاكرة ، صورة خرطوم التسعينات ، أيّام ممكلة أُسامة بن لادن ، ويبدو أنّ حضور الشيخ غنيم ، وغيره من الشيوخ الفارّين من عواصم أُخرى ، هو جزء من مُخطّط الرجعة للبيت القديم !.وهى عودة ليست مُرحب بها، ولا مرغوب فيها ، من شعبنا ، الذى يُعانى الذُل والهوان من حُكم الأخوان ، وقد عرف من قبل موسم موجات هجرة المُلتحين ( البيضان ) الأولى إلى بلاد السودان..ولذا لزم التنويه !.
|
|
|
|
|
|