|
منصات حرة كنس اثار الفساد .. !/نور الدين محمد عثمان نور الدين
|
!
* طلب مني احد اصدقائي بان اكتب في القضايا الاجتماعية التي تؤرق الاسر ليل نهار ، قلت مثل ماذا ، قال كاختطاف الاطفال ، الاغتصاب ، فيديوهات رقيص العروس وهي في حالة عري تنشر في اليوتيوب بشكل فاضح ، المخدرات ، الدعارة المنظمة في المدن ، واضفت له الزواج المبكر ، ختان الاناث ، التكاليف الباهظة في الاعراس للتفاخر ، الرشوة ، قوانين العمل المجحفة للنساء ..الخ من القضايا ، وقلت نعم كل هذه القضايا تحتاج لتناول هي وغيرها من القضايا في المجتمع ، والتي تؤرقنا جميعا وتهدد وجودنا ، ولكن ما الفائدة اذا لم نتحدث عن الاسباب ، فكل هذه القضايا نتائج لاسباب ، ومعظمها اقتصادية بحتة ، علينا في الاول اصand#65275;ح قاعدة الهرم المقلوب ، اصand#65275;ح الدولة والمؤسسات والحكومة والمناهج والدستور ، حينها فقط سينصلح الحال ، نعم هناك دراسة تتحدث عن حدوث اكثر من خمس حالات اغتصاب للاطفال في اليوم الواحد داخل العاصمة المثلثة فقط ، وهذه ظاهرة خطيرة جدا على المجتمع ، ولكن دون قوانين رادعة وتاديب للاخand#65275;ق لن تنتهي الظاهرة ، وعلى هذا النمط قس ، حتى كل الفساد الحاصل اليوم لن ينتهي الا بالانتهاء من اسبابه واثاره .. !!
* كم عدد الذين تم توظيفهم عن طريق الواسطة والوand#65275;ء السياسي ، وهم اليوم في درجات وظيفية عالية ، كم عدد الذين فتحت لهم الابواب ليدخلو الى عالم الشهرة ، دون استحقاق او كفاءة ، كم عدد الذين ظلموا ولم يجدوا وظائف يستحقونها بسبب ابناء الوزراء وابناء المؤتمر الوطني الذين احتكروا الوظائف ، كم عدد الذين فقدوا احand#65275;مهم بسبب نظام الانقاذ ، كم عدد الاسر التي تشردت بسبب سياسة الصالح العام ، كم عدد من هاجروا وتركوا البلد بسبب سياسة التمكين ، كم وكم وكم ، هذه هي اثار الفساد التي نريد كنسها من الجذور ، الفساد ليس فقط اختand#65275;س المال العام او تزوير توقيع او نهب المليارات عن طريق الشركات الوهمية and#65275; .. هناك في التلفزيون القومي فساد ، and#65275;نه يفسح الفرصة فقط لاصحاب الوand#65275;ء بداية بالبرامج الدينية والغنائية نهاية بفتح ابواب الوظائف لكوادرهم دون كفاءة من لدن المذيعات والمذيعيين ومقدمي البرامج .. الخ وعليه قس الفساد في كل القنوات الفضائية والمؤسسات الحكومية ، نعم نحن اليوم نجلس على تلة من الفساد ، وand#65275; يمكن ايقافه الا بخلع مسبباته من الجذور ومن ثم كنس كل هذه الاثار وغسلها ، حتى التجارة اصبحت فقط لاصحاب الوand#65275;ء ، نعم هذا هو الفساد الذي نريد ان نخاطبه في مقبل الايام ، فاللصوص مقدور عليهو ، وعقابهم واضح حتى لو كان تحللا من السرقة بارجاع المال المسروق ، ولكن كيف نعاقب هؤand#65275;ء ، كيف نعاقب من يعمل في وظيفة لم يكن يستحقها ، كيف نعاقب التاجر الذي قدمت له التسهيand#65275;ت والعطاءات بسبب وand#65275;ءه السياسي مقابل التضييق على الاخريين ، كيف نعاقب من نال الشهرة والصيت دون حق ، وفتحت له و لها الابواب بتعليمات من اصحاب القرار في الحزب الحاكم ، كيف سنعاقب من عاش في نعيم ورخاء دون منافسة شريفة في الكسب النضيف ، وبالمقابل كيف سنعوض من تشرد ربع قرن ، وضاق الامريين فقرا وحاجة ، وهو يمتلك كل القدرات التي تؤهله ليصبح تاجرا ناجحا او وزيرا او مذيعا مشهورا او مفكرا يشار له ، كيف سنعوض الاسر التي تشردت بسبب الصالح العام و التمكين الاسand#65275;موي والمشروع الحضاري ، نعم قضايا الفساد تتجاوز النظرة التقليدية والنمطية لها ، فمعظم الذي يحدث اليوم هو من اثار فساد عظيم مورس لربع قرن من حكم الجبهة الاسand#65275;مية ، فكيف الطريق لكنس هذه الاثار ومحوها من الوجود ، فالحقوق and#65275; بد ان تعود لاصحابها هنا في الدنيا قبل الاخرة ، وليس من حق البشر تقديم صكوك الغفران and#65275;نها فقط من صفات الله سبحانه وتعالى ، اما نحن البشر فالعين بالعين و والسن بالسن والبادئ اظلم .. !!
مع كل الود
صحيفة الجريدة
|
|
|
|
|
|