الخــــدر (قصة قصيرة)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 10:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-28-2013, 12:26 PM

بدرالدين بابكر مصطفى
<aبدرالدين بابكر مصطفى
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 1492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الخــــدر (قصة قصيرة)

    ليست قصة بالمعنى الحرفي بقدر ما هي ظروف عشتها بحذافيرها،
    كثيرون غيري مروا بتجارب مماثلة
    ولكن لا ينتبهون لتفاصيلها والمحزن أكثر لا يدونوها
    كتبتها أواخر العام 2005، نشرتها في عدد من المنتديات المجاورة بعنوان (نبي الله الخدر) ثم نسيتها،
    الآن وجدتها مختبئة في كمبيوتري
    ثم
    أردت أن أشارككم بها لعلي استحث بعض منكم على سرد جزء من عبق الحياة في ريفنا الحبيب
    (حسب طلب الصديق: عبدالعزيز عثمان)

    و

    تحياتي مثنى وثلاث ورباع
                  

11-28-2013, 12:28 PM

بدرالدين بابكر مصطفى
<aبدرالدين بابكر مصطفى
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 1492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخــــدر (قصة قصيرة) (Re: بدرالدين بابكر مصطفى)

    في بقايا شتاء قاس صحوت مبكراً على صوت أبي وهو يدعوني أن أنهض وأصلي الفجر، وأن استعد للذهاب معه للرحلة التي كان يعد لها منذ الأمس ويهيئ لها ما استطاع من تمر وكسرة جافة وتواريب و(تفة) وهي دومة تستغل لعبور النهر يستعين بها الإنسان لتوفر عليه جهداً وطاقة يستغلهما في الزراعة ومعافرة السلوكة والطورية للـ (كادان) وهذا بدوره تعبير دراجي يستخدم مشتق من (كادن) (مكادنةً) وهو إزاحة التربة قليلاً حتى يستبين الثرى يتم نثر البذور فيه فيصيب البذر الجاف جزءاً من النبع أسفله فيرتوي وينمو...
    صحوت وبقايا نعاس تصارعني وتجذبني مرة أخرى للعنقريب والبرد يجلد جسمي الذي لا يواريه سوى عراقي دمورية أصابته بعض الشقوق والرضوض جراء الاستخدام الأمثل لنعمة القماش السترة، ولكن خوفي من الزجر والتوبيخ كان أقوى، وفوق ذلك أن المشوار لا يحتمل التقاعس والتأني، فـ (جاموس الخلا النضاف عجلاتو) هداه الله لا ينتظر أحداً إذا أطلق العنان لمزماره، وجاموس الخلا هذا أوستن يعمل بجد وإخلاص منذ بداية السبعينات حيث قاده العطا ودحسين (رحمه الله) إلى حظه العاثر هذا ، وما زال حتى يومنا هذا يعمل بكفاءة ويقطع يومياً 20 كيلومتراً بين الدامر والبسلي ولم يتخلف عن مهامه قط إلا للشديد القوي، وإلا إذا أصابته طامة في مقتل -ونادراً ما يحدث ذلك- فهو يعدي يومه خنق ويتمم مشواره عارجاً أو منكفئاً أو مثخن الجراح...
    الجو كان شتوياً قاسياً ورياح الشمال تهب بما لا قبل لي به، وصممت على المقاومة والنهوض... وقد كان... صليت على عجل، وشربت شاي أعدته الوالدة بحليب الضان، طازج تصاحبه حبات من الزلابية تمنحني دفء أنا في أمس الحاجة إليه، وبدأت في حمل الأشياء الضرورية للرحلة، سلّوكة ، طورية، تواريب، صرة تحتوي على خليط من التمر والكسرة الجافة، لا حاجة للماء فأنا ذاهب إلى جزيرة، (كورة) لحمل التيراب أثناء العمل، وأدركنا جاموس الخلا في (الملجة) التي يتقاطر عليها أهالي القرية من كل حدب وصوب متسوقين وغيرهم، فهم يذهبون إلى هناك لوداع جاموس الخلا في رحلته ولممارسة طقوس ثابتة يتفرقون بعد رحيله كل إلى عمله، فالمتسوِّق هو الذي يذهب إلى السوق لغرض يعود في عصر ذلك اليوم أو يبيت عند معارفه في المدينة (البندر) ويأتي عصر اليوم الثاني...
    تدحرج جاموس الخلا في طريقه الذي يعرفه حفرة حفرة، والغبار يتعالى على جانبيه وأصوات الركاب على سطحه العلوي يتبادلون الضحكات والتعليقات رغم أن البرد كان ينفخهم نفخاً، كما يقولون، وعند مروره بالحقول الخضراء يتغالط الجعلي وأب شرا في أي الحقلين أنفع وأكثر إيناعاً من غيره، ويحتدون رغم إنه لا مصلحة لهم في ذلك...
    ويتعالى صوت النسوة في الدور الأسفل من (الجاموس) وهن يتحدثن في أمور نسوية خالصة، حيث لا يركب في هذا الدور أحد من الرجال، فذلك عيب لا يلجأ إليه إلا الضعيف العاجز أو المريض أو من يستأنس بمجالسهن...
    ها هي السليم، ببيوتها التي كأنها نحتت نحتاً من التراب، وأطفالها الذين تكتسي ملامحهم بطبقة من الغبار والبؤس، وعيونهم العطشى تحمل كثير من التساؤلات والرغبات البريئة، وتحس إنهم يريدون أن يقولوا شيئاً، ولكنهم لا يفصحون...
    وعندما تعود بالعصر إلى أهلك يستقبلونك أيضاً بنفس الملامح، وكل يحمل في يده آلة بسيطة (منجلاً) أو (نجّامة) تنبئك أنه قد عاد لتوه من حقل أبيه، حالهم كحالي قد أيقظوا من رقدتهم قبل أن تشبع أجسامهم نوماً وبعد أن يكون البرد قد أعمل فيهم سيوفه ورماحه الحادة طعناً وضرباً...
    وثم تأتي قنقاري فهي تلتصق بالسليم رغم أن أهالي السليم كما يدعون يتبعون للبسلي، وأهالي المنطقة كلهم جعليين إلا أن البسلي والسليم عبدايماب نسبة (مهلهلة لغوياً) إلى عبدالدائم، وقنقاري (مسلمية) جدهم نقر الدليب بالفيل، أو كما يقولون، ولا أدري أي نوع من التبعية، عند توزيع سكر التموين فهم ياتون للبسلي لصرفه، ولا يذهبون إلى قنقاري رغم إنها على مرمى حجر منهم، وتبعد عنهم البسلي بحوالي الثلاثة كيلومترات، فـ قنقاري هذه تحتضن السليم وتضعها في خصرها كأنها صبية تحمل شقيقها،. تأتي قنقاري ويجتمع أبناءها المتأنقين ذوي اللكنة المميزة في تعابيرهم، الساخرين من كل شيء، وما أن يستقروا على ظهر هذا الجاموس حتى يبدأ عمك التوم بمناقرتهم ومعايبتهم (إنتو أكان فيكن فايدة مالو غلبكن تسعوا ليكن عربية)، فيندبون حظهم العاثر ويلومون الدنيا فقد تعطلت عربية الونّاس بالأمس القريب وفقدت واحدة من أرجلها الأربعة، ويصلون جميعاً إلى مبتغاهم دون أن يتكدّر أحد منهم أو يحمل ضغينة فالموضوع كله عبارة عن منتدى متنقل يتبادلون فيه الأخبار، والمناقرة... ودون أن تكل أو تمل منهم سفينة نوح (الجاموس) التي شبهها البخيت ود زعروب بالكرتلة، حيث أنها تحوي من كل جنس عينة...
    وهناك البيرة (جمع بير) محطتنا التي سننزل فيها وهي عبارة عن بويتات متفرقة لا جوار فيها وهم أهل، كل يبني بيته مستقلاً مثل (نقطة بسط الأمن الشامل) أو بيتاً واحداً يغلق شبابيكه بجوالات الخيش في الشتاء ويتركه نهباً للسموم في الصيف، ما أن تصل البيرة حتى تشاهد أهلها يخرجون إلى (التحتانية) وهي ضفة النهر الغربية، يقتادون أبقارهم المقدسة إلى الجروف لتعطيهم حليب بنكهة اللوبيا له مذاق وطعم يقيم أودهم ويؤسس صلب أرجلهم النحيلة وماء عيونهم الغائرة ... هذا عمنا ود أب ناجمة وذلك أب جنزير بملامحهم الصارمة يحملون سلاليقهم على أكتـافــهم ويتقدمون غير آبهين بجاموس الخلا وصخبه... يردون على التحايا التي تأتيهم من سقف جاموس الخلاء باقتضاب وبدون ابتسامة حتى...
    نزلنا هناك وأنا أحمل هماً وخوفاً للمياه التي سأعبرها إلى الجزيرة في ذلك البرد رغم أن الشمس قد بدأت ترسل قليلاً من الدفء، المسافة بين مسير الجاموس والضفة قريبة جداً اعتدنا أن نعبرها راجلين دون مشقة، وعند الوصول يضعني أبي على دومة صغيرة ويضع بجانبي (بُقجة) ربطة من التيراب وكورة والزوادة، ويحمل هو الطورية والسلوقة فيسبح، لاوياً ملابسه على رأسه كعمة، ويقوم بمهمة دفعي أمامه في الماء فتبتل رجلي، تتجمدان في المياه، إلى أن نصل إلى بطن الجزيرة الصغيرة ونبدأ مهمتنا...

    (عدل بواسطة بدرالدين بابكر مصطفى on 11-28-2013, 12:32 PM)

                  

11-28-2013, 12:30 PM

بدرالدين بابكر مصطفى
<aبدرالدين بابكر مصطفى
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 1492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخــــدر (قصة قصيرة) (Re: بدرالدين بابكر مصطفى)

    في ذلك اليوم وصلنا باكراً فأشار أبي إلى بيت منفرد في الجانب الشرقي من النهر وأمرني بالذهاب إليه ريثما ينتهي من بعض الأعمال الإضافية مثل تمييز حدود الديار، وهي عملية تحتاج إلى حنكة وفراسة إذ عليك أن تحدد أرضك وتترك للآخرين أراضيهم دون أن تمس سنتميتراً واحداً فيها... وللعجب تتم هذه العملية بسلاسة ويسر ويتفق الجميع بوجود عمنا إبراهيم أكبرهم سناً الذي يعرف جيداً أن فلان يحادد فلان وأن علان أرضه عودين ونص وذاك أرضه تبلغ ثلاثة عيدان...
    بدون أن أسأله ذهبت إلى حيث أشار، ووجدت باباً مفتوحاً فدخلت وجلست على عنقريب أُوقدت بجانبه نار عليها إبريق شاي، فأيقنت أن صاحبه قريباً جداً من المكان، استمتعت بهذا الدفء لدقائق، جاءت بعدها امرأة مسنة ذات وجه ودود، عذبة الملامح رغم كبرها...
    ما أن رأتني حتى أسرعت إلى وقبّلت رأسي بحنان بالغ وأمرتني بالجلوس دون أن تسألني من أنا، ألقت علي أحد ثيابها البيضاء القديمة تفوح منه رائحة العشب، ولا يخلو من الخيوط الخضراء هنا وهناك جراء تعثره بلوبيا الجروف... أسرعت خارجة ثم أتتني بكورة مليئة بالروب الطازج الثقيل القوام دون أن تستخلص منه (الفرصة) وهي الزبدة الناتجة من خش الحليب أو من الترويب، فازدرتها مرة واحدة، رغم أنها كانت أكثر من طاقتي، وجلست فترة طويلة دون أن أتكلم، بعد ذلك مدت يدها مرة أخرى لتقدم إلي كأساً من الشاي الساخن وهي جالسة على بنبرها، (أشرب يا وليدي) ، طيلة هذه الفترة لم تسألني من أنا ولم أقدم لها نفسي، وليس لي أي معرفة بشئون الأيتيكيت واللياقة لأعرفها بنفسي، أُمرت أن آتي إلى هنا وأتيت وهذا كل ما في الأمر...
    أحببت هذه المرأة (الربذية) التي تصارع الحياة في هذه البقعة المعزولة، استغربت لحيويتها رغم كبر سنها، واعتقد إن المرء إذا ارتاح من الخلايق ومشاكلهم ربما يجد السعادة التي تجدها هذه العجوز، فهاهي تدير أمورها دون مساعدة من أحد وربما رفضت عروضاً للمساعدة بإباء وشمم ، فقد وجدتها مرتاحة وسعيدة لا ينقصها شيء، عرفت من أبي فيما بعد إن ثمة قرابة تجمعنا ما، وأهلها هم ناس البيرة لكنها آثرت أن تكون بقرب أرضها وبهائمها ودون أن تحمل هماً آخراً وآثرت أن تتابع أحوالهم عن بعد...
    أتى والدي بعد فترة، سمعت صوته من خارج بيتها ذي الغرفة الواحدة، يصيح عمتي بت المنى ... كيف حالك؟ ... فترد ببشاشة أهلاً أهلاً حبابك ود أُكد بعد أن تميز صوته بسهولة... فيدخل ويسلم عليها وتقالده، فتدرك هذه اللحظة إنني ابنه
    وتسأله ضاحكة : دا ولدك؟ ...
    وحات الله أنا قايلاه نبي الله الخدر...
    فيضحك أبي كثيراً ويستمر في ضحكه حتى جلوسه بجانبي على طرف العنقريب... وأُصاب أنا بشيء من الحسرة لأني خيبت ظن هذه المرأة الطيبة، وتمنيت لو أن الأمر كان بيدي فحققت أحلام هذه المرأة البسيطة التي قطعاً لن تزيد عن مزيد من الزرع والضرع، ولم يكن باستطاعتي أن أتخيل تعاملها معي لو أنها أدركت منذ البدء إنني ابن بابكر ود أكد، ولكن حسن ظني بها وحبي لها يجعلني افترض أنها لن تضن علي بهذه الكورة الدسمة من الروب البِكري، ولن تضن علي بهذه القبلة الحانية والضمة الدافئة...
    هذه ضمن المواقف التي حفرت بذاكرتي حفراً ولن استطيع أن أنساها، مدى ما حييت، فالبلد رغم قسوتها علينا أحياناً، ورغم ضنك العيش وصعوبته هناك ... تخصّب خيالاتنا دوماً بذكريات عذبة.
    وأنا في هذا العيد (عيدي أنا) الذي لم أر منه شيئاً سوى الضجيج وجبال مكة وشعابها، التي لا أدري منها (التكتح)، وبين زحمة الحجيج في الأرض المقدسة، ليتني كنت حاجاً فأصيب ديناً بعد أن فرّت مني الدنيا، وأنا مداوم في أول أيام عيد الأضحى على أحد مداخل مكة، مرابطاً هناك، مرت أشرطة عديدة بذهني، وتذكرت العيد عندنا بالبلدة، فحنيني إليها لا ينفك يدعوني، رغم إني خرجت منها ساخطاً، عازماً على الرحيل عنها إلى أبعد ما استطعت، ضاقت بي الأرض بما رحبت أو هكذا تخيلت.. فـ قدلة يا مولاي حافي حالق، بالطريق الشاقيه جاموس الخلا...
    بدرالدين بابكر مصطفى
    2005
                  

11-28-2013, 12:39 PM

بدرالدين بابكر مصطفى
<aبدرالدين بابكر مصطفى
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 1492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخــــدر (قصة قصيرة) (Re: بدرالدين بابكر مصطفى)

    ماتت بت المنى قبل سنين عديدة
    رغم إنني قد رأيتها وتعاملت معها في مواقف معدودة، فقد آلمني موتها،
    كانت امرأة تحبها لوجه الله
    لمجرد رؤيتها
    لحديثها، لعطفها، لحيويتها، لعينيها العميقتين
    لوقارها، وقوة شخصيتها
    كانت من ضمن الأشياء التي تشجعني للذهاب لتلك المنطقة
                  

11-28-2013, 12:44 PM

بدرالدين بابكر مصطفى
<aبدرالدين بابكر مصطفى
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 1492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخــــدر (قصة قصيرة) (Re: بدرالدين بابكر مصطفى)

    وكذلك
    الجضع البفكفك محكر الباسور
    خليناه فى العُقَد الحُمُر مكسور

    يقف جاموس الخلاء عاجزاً عن السير بعد أن أصابته نوائب الدهر
    وأهمله المفسدون
    فقد هرم وعجز أن ينافس البكاسي والحافلات التي ملأت الأرض في تلك البلاد
    ومات شامخاً ليس في جسده موضع شبر إلا وقد أصابته صدمة
                  

11-28-2013, 01:43 PM

عبدالعزيز عثمان
<aعبدالعزيز عثمان
تاريخ التسجيل: 05-26-2013
مجموع المشاركات: 4037

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخــــدر (قصة قصيرة) (Re: بدرالدين بابكر مصطفى)

    التحية لبدر الدين وهو يرسم لوحة للحياة هناك،، دافئة رغم البؤس والعنت،، شيقة تجدد نفسها في ذات الافق المكرور..
    وهل بت المني الا القلب الكبير المملؤ بالحنين لحياة الاسلاف الضارب بعمق في الارض الطيبة الروؤم..
    وهل هم الا هم،،،نفس البيوت الكاكية الحزنانة تشكي ظلام الحال والزمن العبوس،،تجلدها الريح،،وتلهب جنباتها ريح السموم،،ولا تحققت احلام بنيها في كهربا وموية ومدرسة في كل قرية،، ما استصلحت الارض البور الحدادي مدادي مدت لها اسباب المياه والحياة،،ليصيب بنات المني جميعا ان نبي الله الخدر قد جاء،،غسل تعب السنين،،ملا ضروع الانعام،،انبت الارض فوما وعدسا،، وحرك دولاب الحياة الراكد المتكرر في تلك الفجاج منذ ان رمي نوح بتيرابه من الابناء ساعة اشرقت الارض بالحياة،،،بعد طوفانه العظيم.
    التحية بدر الدين،، اتمني ان يمضي ركب هذا المركب حتي يتاح لي في ساعة ما،،الحديث عن خدرنا الاخضر الحبيب،،اذا شرفنا ذات يوم بافقنا بالجزيرة.
                  

11-30-2013, 08:16 AM

بدرالدين بابكر مصطفى
<aبدرالدين بابكر مصطفى
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 1492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخــــدر (قصة قصيرة) (Re: عبدالعزيز عثمان)

    Quote:

    وهل بت المني الا القلب الكبير المملؤ بالحنين لحياة الاسلاف الضارب بعمق في الارض الطيبة الروؤم..
    وهل هم الا هم،،،نفس البيوت الكاكية الحزنانة تشكي ظلام الحال والزمن العبوس،،تجلدها الريح،،وتلهب جنباتها ريح السموم،،ولا تحققت احلام بنيها في كهربا وموية ومدرسة في كل قرية،، ما استصلحت الارض البور الحدادي مدادي مدت لها اسباب المياه والحياة،،ليصيب بنات المني جميعا ان نبي الله الخدر قد جاء،،غسل تعب السنين،،ملا ضروع الانعام،،انبت الارض فوما وعدسا،، وحرك دولاب الحياة الراكد المتكرر في تلك الفجاج منذ ان رمي نوح بتيرابه من الابناء ساعة اشرقت الارض بالحياة،،،بعد طوفانه العظيم.
    التحية بدر الدين،، اتمني ان يمضي ركب هذا المركب حتي يتاح لي في ساعة ما،،الحديث عن خدرنا الاخضر الحبيب،،اذا شرفنا ذات يوم بافقنا بالجزيرة.


    شكراً يا عزيز
    لبلاغتك وأسلوبك العجيب دا ..
    نعم
    الحياة قاسية هناك، في حين إن المنطقة تعتبر غنية، قليل من المجهود يحولها لجنان وارفة
    نهر عطبرة أخصب منطقة على ظهر الأرض، فـ مياهه تحمل 3 ك من الطمي في المتر المكعب (في فيضانه)
    وأخصب الأنهار في العالم تحمل ما بين 1- 2 ك
    تخيل إن الأراضي المحيطة به رويت بماءه الخصيب، والأراضي نفسها ما ناقصة غير الموية
    تخيل إن هذه القطعة التي نزرعها أنا وأبي في ضحوية واحدة
    ونأتيها للحصاد فقط
    تكفينا مؤونة العام كله من الذرة (العابجارو)
    القندول قدر البتيخة
    بيضاء تسر الناظرين
    لا سماد ولا مبيدات ولا مواد مسرطنة
    ولا حتى نحصدها بالماكينات،
    ننتظرها حتى تجف ثم نهوي عليها بعصينا (دق العيش)
    وفي ساعات تكون معبأة ومحملة على ظهور الجمال أو الحمير


    هذه الأرض كانت تمنحنا العافية والطمأنينة

    تحياتي مثنى وثلاث ورباع
                  

11-30-2013, 09:39 AM

عبيد الطيب
<aعبيد الطيب
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 1801

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخــــدر (قصة قصيرة) (Re: بدرالدين بابكر مصطفى)

    Quote: أحببت هذه المرأة (الربذية) التي تصارع الحياة في هذه البقعة المعزولة، استغربت لحيويتها رغم كبر سنها، واعتقد إن المرء إذا ارتاح من الخلايق ومشاكلهم ربما يجد السعادة التي تجدها هذه العجوز، فهاهي تدير أمورها دون مساعدة من أحد وربما رفضت عروضاً للمساعدة بإباء وشمم ، فقد وجدتها مرتاحة وسعيدة لا ينقصها شيء


    الشاعر والشيخ الراحل محمد سعيد العباسي وهو مع اصحابه البدو في بوادي الكبابيش إستشف سعادة هؤلاء البسطاء يابدر الدين عندما رأي الريح تعبث بخيامهم وتسقطها ورآهم يعيدونها ويحكومون طنائبها مرة أُخري وهم يقهقهون من أعماقهم ونظر إليهم وهم يتنالون الشاي وبدون سُكر وهم يتآنسون بلا ضيق وزجر فقال: قتل الله الطموح وليت لنا قناعة هؤلاء البدووجمال روحهم.........................



    Quote: أنا في هذا العيد (عيدي أنا) الذي لم أر منه شيئاً سوى الضجيج وجبال مكة وشعابها، التي لا أدري منها (التكتح)، وبين زحمة الحجيج في الأرض المقدسة، ليتني كنت حاجاً فأصيب ديناً بعد أن فرّت مني الدنيا، وأنا مداوم في أول أيام عيد الأضحى على أحد مداخل مكة، مرابطاً هناك، مرت أشرطة عديدة بذهني، وتذكرت العيد عندنا بالبلدة، فحنيني إليها لا ينفك يدعوني، رغم إني خرجت منها ساخطاً، عازماً على الرحيل عنها إلى أبعد ما استطعت، ضاقت بي الأرض بما رحبت أو هكذا تخيلت..


    شكرا نديد الشّبه .......
    بدر البوادي
    هنا تحديدا ذكرتني الصديق الرَّاحل الجميل علي محمد مالك
    ذات شوقٍ مُشابه:
    البارح النوّم من عيوني إتعدَّا
    محجوز كبري بين مكَّة وعتامير جدَّة
    إتُّو ليه يا أهلنا خالطين الضهب بي الفضَّة
    زيد ياقيس جنون باب المحنِّي إنسدَّا

    Quote: فـ قدلة يا مولاي حافي حالق، بالطريق الشاقيه جاموس الخلا......



    هذه القدلة وبطريق جاموس الخلا إلاَّ....بنشوق الرُّوح يابدرالدين
    وقد فعلناها كثيرا ولكنها عذااااااااااب ومصجوبة بالتوهااااان



    Quote: هذه ضمن المواقف التي حفرت بذاكرتي حفراً ولن استطيع أن أنساها، مدى ما حييت، فالبلد رغم قسوتها علينا أحياناً، ورغم ضنك العيش وصعوبته هناك ... تخصّب خيالاتنا دوماً بذكريات عذبة




    ليتك لا تنساها وليتك لا تنساها........
    فيا بدرالدين لم يتبق لنا من أيَّامنا البيض
    إلاَّ هذه الذكريات الجميلة والناس السمحين بياض النيَّة ......

    محبتي والتحيَّات الزاكيات عبرك لعبد العزيز وسلمي
                  

11-30-2013, 01:10 PM

بدرالدين بابكر مصطفى
<aبدرالدين بابكر مصطفى
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 1492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخــــدر (قصة قصيرة) (Re: عبيد الطيب)

    Quote: البارح النوّم من عيوني إتعدَّا
    محجوز كبري بين مكَّة وعتامير جدَّة
    إتُّو ليه يا أهلنا خالطين الضهب بي الفضَّة
    زيد ياقيس جنون باب المحنِّي إنسدَّا


    والله يا عبيد قاعد تنكت لك مرابيع !!!!
    تغيرت أشياء كثيرة يا صديقي منذ تلك الأيام
    والله يا عبيد لمان لقيت جاموس الخلاء مرفوع فوق براميل حزنت له
    رغم قدمه وتهالكه إلا أن لنا معه ذكريات حميمة


    سأعود لك وأفصل وللأخوات الكريمات (سلمى ومريم) بالفيس بوك

    (عدل بواسطة بدرالدين بابكر مصطفى on 12-01-2013, 06:14 AM)

                  

12-01-2013, 06:37 AM

بدرالدين بابكر مصطفى
<aبدرالدين بابكر مصطفى
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 1492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخــــدر (قصة قصيرة) (Re: بدرالدين بابكر مصطفى)

    العزيزة سلمى سلامة
    إليك بعض التفسيرات
    النجامة هي أداة صغيرة تستخدم في تنظيف الأرض الزراعية من الأعشاب (النجيلة والسعدة والضريسة)، الزراعة عندنا تختلف عن مناطق السودان الأخرى
    فالنجامة يستخدمها المزارع وهو يزحف (جالس) في حين أدوات التنظيف في مناطق السودان الأخرى يستخدمها المزارع وهو واقف..
    المنجل معروف طبعاً
    التواريب: هي جمع تيراب وهي التقاوي
    عادة الواطة النصيحة (أي الخصبة جداً) يكون إنتاجها عالياً وذلك يعني إن الحبة مكتملة النمو وأكبر من غيرها
    نأخذ القنقر (القناديل) من إنتاج أخصب الأراضي ونعلقها في (مرق البيت) بحبل، لا نأخذ الحب فقط ، بل القندول كاملاً،
    لا نغطيها بشي، ونحرص ألا تصلها أي سوائل وبالذات مياه الأمطار، وهكذا يكون لدينا تيراب السنة الجاية
    هذه الطريقة في تخزين التقاوي اعتقد إنها من أكثر الطرق بدائية، ولكنها من أكثر الطرق فعالية


    الكادان: عندما يغطي النهر الجرف، ينحسر بعد فترة
    نحن لا نزرعه مباشرة عشان الحفر (ما تعمى) وزراعة (السلوكة) المستخدمة في الجروف عبارة عن حفر مخروطية الشكل
    ننثر فيها التقاوي ونغطيها بطبقة صغيرة من التربة
    والحفر تعمى إذا كانت التربة التي نغطي بها الزراعة لينة أكثر من اللازم ويحدث ذلك عندما تتكون طبقة أصلب من اللازم
    لا تسمح بنمو البادرات

    طبعاً المنجل معروف
    لكن السلوكة المستخدمة عندنا مختلفة قليلاً عن تلك المستخدمة في الجزيرة، سلوكتنا نشتغل عليها بإيدينا وأرجلنا

    وتحياتي مثنى وثلاث ورباع
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de