أم دبيـكرات .. مـُــلازَمــة الفـَــروة في فــَـــورة الفيــكتــــورية .. !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 05:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-27-2013, 06:18 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أم دبيـكرات .. مـُــلازَمــة الفـَــروة في فــَـــورة الفيــكتــــورية .. !

    أم دبيكرات .. مُلازَمة الفـَروَة في فـَوْرة الفيكتورية .. (2/2)



    في مذكّراته الثرّة، ذكر الشيخ بابكر بدري، في مفتتح الجزء الثاني من كتابه (تاريخ حياتي)، أنّ اللورد كتشنر آل خرطوم، بُعَيد واقعة كرري بزمنٍ وجيز، كان قد أمرَ مأمور أمدرمان، بجمع التّجّار له. حتى يُحادثهم في أمورٍ تتعلق بمصلحة البلاد، وكانت أسعار الغلال مستمرة في الارتفاع. جاء التجار إلى الضبطية، وجلس كل أربعة أو خمسة مع بعضهم يتآنسون. لم يكونوا على علمٍ بسبب جمعهم، بل لم يتباحثوا في الأمر فيما بينهم حينما تأتّتْ لهم الفُرصة، حتى وصل اللورد الحاكم، فأوقفهم المأمور صفّاً، ليحيّوا اللورد الذي سلّم عليهم؛ ثم بدأ حديثه بلغةٍ عربية مُبينة، موجّهاً أكثره لكبير التّجّار إبراهيم بك خليل قائلاً: يا عمّي إبراهيم بك، لي رأي في التجارة أعرضه عليكم وأرجو أنْ توافقوا عليه، فأنا أريد أن أمنع التجار الأجانب الكبار من المجيء بذواتهم إلى السودان، وأريدهم فقط أن يرسلوا أموالهم وبضائعهم لكم. ليكون الكِبار منكم وكلاء لهم، وأنتم ترسلون أولادكم وأخوانكم الصغار لجلب التجارة، ثم تبادلون الوكلاء بعد أخذ أرباحكم، فتتمكّنوا من استقلالكم التجاري ببلدكم. تعالتْ أصوات التّجّار: لا لا يا سعادة الباشا، الأحسن أن تأتينا بيوت الأموال بأصحابها فننتفع منها. قال اللورد: تنتفعون منهم بماذا؟ ردّ النور الجريفاوي: نتعهّد ليهم بجلب البضاعة ونستلف منهم بفائدة قليلة. ثم تكلّم بعده إبراهيم بك قائلاً: وجود المال بأربابِه في البلاد يُسرّع بترقيتها، وإن كانوا بعيدين عن أموالهم فهذا يفتح أبواب الطعن في ذممنا، ويحدث سوء الفهم بيننا وبينهم. ردّ اللورد كتشنر: على كيفكم.


    هاهنا حاكمٌ، ولو أنه احتلاليُّ بغيض، إلاّ أنه لازمٌ لجادّة فيكتوريّته، يحاور أهل المصلحة. من الذين غامتْ عليهم دواعي تلك المحاوَرة مع "الحاكم"، ثم نزولِه عند رأي المحكومين. مُتَخلـيـَّـاً عن قراره..! بل لعلّهم استغربوها، لطول ما التزموا، أو أُلِزموا فيه من ملازَمةٍ للفَروَة؛ وتلك مُلازَمة لاتقف عند حَدِّها القريب المواتي كنهج أداءٍ للعبادة، وإنّما تتطاوَل كمفهوم تحكّمي إلى الحَدِّ البعيد، ينتهج منحى (لا أُريكم إلاّ ما أرى!)، تلك النظرية القائمة على الكبت الفكرى، والذي لا يوصلُ إلاّ للطُّغيان، ولا يسيرُ، إذا سارَ، إلاّ على قدَمِ التعانف والتضييق لأجل تحقيق "سُلطة للسّاق ولا مال للخَناق".


    واقعة أم دبيكرات في 24 نوفمبر 1899، والتي التزم فيها الخليفة عبدالله التعايشي، فَروَتِه منتظراً الموت، يصبّه عليه جنود العصر الفيكتوري، تقف شاهداً بليغاً على عقابيل مُلازَمة الفروة. فما إنْ اقترب الموت، حتى ألزم الخليفة نفسَه وخيرة صحبِه، بالمُلازَمة المميتة فانصاعوا؛ وذلك كي لا يفوتهم فضلُ الالتزام. رَقَدَ الخليفة الحاكم بأمر الإسلام، ورَقَد صحبُه مقتولين على ذات الفَروة (وإن شاء الله ثابتْ أجرَهُم) على قولِ الشاعر السوداني الجَزل "إبراهيم العبّادي"، في قصيدته الملحَمية و"المُمَسْرَحة" حول البطاحين والشكرية والمَك نمر، بيد أنّ رواة للتاريخ من بين السودانيين، لم يتزحزحوا - ولو قَيْد أنمُلة - عن إكبارها من "موتَةٍ " تُــتْمَـنّى..! ومن دون أن يتساءلوا: أين كرري المحرقة من مكان أم دبيكرات؟ بل كم طالتْ المُطارَدة الفيكتورية لدحض التزام الفَروَة ..؟ من لدُن جُمعة الثاني من سبتمبر 1898 وإلى جُمعة الرابع والعشرين من نوفمبر1899 وإذن، فإنّ ملازمة الفروة في الحرب، لا تـُعبــِّر بالضرورة عن شجاعة، بقدرما تُعبِّر عن لحظةِ يأسٍ من نصرٍ لن يجيء مصادفة.

    حربنا الدفاعية عن وطننا السودان، أُخريات القرن التاسع عشر، ضدّ الإمبراطورية الإنجليزية في عصرها الفيكتوري؛ لم تكن حرباً بين شُجعان وطنيين وبأيديهم سلاحٌ أبيض، ضد جنرالات إمبراطوريين مدجّجين بالسلاح الناري حتى أسنانهم؛ بقدرما كانت حربٌ بين أمـّتين على مسافةٍ مُتباعِدة في سُــلَّم التطوّر الحضاري. بمعنىً أقرب، فقد كانت حربٌ بين فورة الفيكتورية كنهجٍ حَداثي يزخر بالقوة المادّية، وآخر "غير حداثي"، ومعَ قواه الرُّوحية العارمة، فإنّه ينتهج مُلازَمة "الفَروَة " كمفهوم تحكُمي؛ وللمُفارَقة، بعكس ما تَبَنّته ذات حضارته الإسلامية التي يرفعها شعاراً، قبل أكثر من ثلاثمائة وألف عام، من تاريخ تلك المعارك.


    لقد كبّدَ الفيكتوريون سُلطاتنا الوطنية كثيراً من الخسائر، ولكنّنا لم نُقصِّر في تكبيدهم من الخسائر جسيمها. حيث ظلّوا يتحسّرون على فقدان الجنرال غردون، والجنرال "سيتيوارت" قائد طابور الصحراء في حَملة إنقاذ غردون بواقعة "أبوطليح"، والجنرال "إيرل" بـواقعة "كربكان" وهو قائد طابور النهر في ذات الحَملة الإنقاذية لغردون؛ بينما كان قائد الحَملة اللورد "وليسلي" ماكثٌ يتحسّر بكورتي. يُرسِل الطوابير ويتواصل مع اللورد كرومر بمصر المُحْتلّة، كمندوب سامي لحكومة الإنجليز. كذلك فقد فجّعناهم بعديدٍ من الكولونيلات في طوكر والتِّبْ وَ طَماي، فضلاً عن كَسْر "المربّع الحربي الإنجليزي" تحت ضربات القائد الحربي الفَذ عثمان دِقنة وأشاوسِه من الهدندوة؛ والذين شهِد لهم شاعر الإمبراطورية الإنجليزية "روديارد كيبلينق" بالجسارة، وسمّاهم الـ" فَظِّي وَظِّي - Fuzzy Woozy " تشبيهاً على طائرٍ كاسرٍ مُغَبّرٍ هائشٍ ريشه، مُشيداً ببسالتهم واسترخاصهم الموت في سبيل الحق، ومنوّهاً أن المربع الإنجليزي قد تعصّى كسره على مَنْ حاربوهم من الفرنسيس والروس والصينيين وغيرهم، وكسره السودانيون البواسل.

    هل كان الخليفة "ود تورشين" حالة معزولة من عموم حُكم التعصّب والعنف والدّروَشة، السائد حينها..؟ وهل إذا قـُدِّر للبلاد أن يحكمها أحدٌ غيره من المهدويين، سيّان من عشيرته الخاصَّة، أو من عشيرة "الأشراف" قُرابات المهدي، مُفجِّر الثورة المهدية ضد حُكم البغي التُركي المصري أياميها؛ أكانَ حكمـُه سيكون أكثر عقلانية واعتدالا وتنوَّرا..؟ الإجابة في تقديري، تحتمل النَّعَم، كما تحتمل اللاء ..! ذلك أن مصائر الشعوب كثيراً ما ارتبطتْ وثيقاً بمصائر ومقدَّرات "أحد أبنائها" مِمَّن يتصدّون للحُكم، بصرف النظر عن منهج الحُكم الذي سيتّبعه، شُوَرياً كان أم كان فَرديّا؛ وبالتالي، فمن الظلم محاولة "تقديم" حُكم الخليفة عبدالله التعايشي، كطابع نموذجي للميراث السوداني في مسائل الحاكمية وشؤون السياسة. إلى هنا، يتبدّى لنا بصورة جليّة. أنّ "ملازَمة الفروة" كمفهوم إدارة حُكمية، لم يكُ بذات الثناء الذي دُبـِّج! بل كانت عقابيله أوخَم وخسائره أجل؛ وبالرغم من أنّ طبائع التغلّب على الحُكمِ قـَهراً، كانت قد سادت قديماً في كثيرٍ من الأمم (حتى لقد نُسِب إلى الشيخ عبدالرحمن الكواكبي، تفضيله للمُستَبِد العادِل) إلاّ أن تعاقُب الأيام والليالي، أتاح التخلّص من الارتهان للمفاهيم الحُكمية الخاسرة. وأعني المفاهيم التي تقوم على الإقصاء والادّعاء الصفوي، كما تتوسّل في قضاء مآربها السُلطانية بالعُنف والكبت والخداع، بل وكل ما يُتاح (بلا أيِّ قـَشَّة مُرّة) وما إلى ذلك من وسائل ظالمة. ومهما تسامى الحكام، أو تقدّسوا، فليس أوجب واجباتهم أن ينهضوا بالرّعايا فكرياً، بقدرما يتوجّب عليهم في الاساس، تهيئة شروط النهوض الفكرى؛ وإلاّ كيف يتّسقون مع الحَكمة العُمَرية (متى استعبدتم الناسَ وقد ولِدتهم أُمّهاتهم أحرارا). من ناحية أخرى، فهل نهض الخواجات على أكتاف حكوماتهم أم مفكريهم؟

    خُلاصة الأمر، أنه لممّا يُؤسى له، أنّ لكلِّ سودانيٍّ فَروَته الخاصة به، يُلزِم بها أتباعه ومرؤسيه ورعاياه ومُريديه. حتى ليكاد يقسرهم للجلوس بجلوسِه والفِرار بِفرارِه، سواء كان حاكمٌ أو ربُّ عملٍ، ربُّ أسرة، إمامُ مسجد، شيخ طريقة أمين عام حِزب، أمين سِر تِجّار، وزير، مدير، رئيس تحرير إلخ,,, وتبقى المُفارَقة المهزَلة، أنّ العامل الأساسي في التفاعل الإنساني الخلاّق، والذي كان ينبغي علينا توظيفه للنهوض، استخدمناه بمجّانيّة لنحقِّق به مزيداً من الهبوط، ولعلّه مزيداً من الهروب للأمام، وَ حُوْفا.











    -------

    < ...منشور بصحيفة "الرأي العام" يوم السبت 23/نوفمبر/2013 ..>

    (عدل بواسطة محمد أبوجودة on 11-28-2013, 07:16 AM)
    (عدل بواسطة محمد أبوجودة on 11-28-2013, 07:17 AM)
    (عدل بواسطة محمد أبوجودة on 11-28-2013, 07:17 AM)
    (عدل بواسطة محمد أبوجودة on 11-28-2013, 07:18 AM)

                  

11-28-2013, 07:05 AM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أم دبيـكرات .. مـُــلازَمــة الفـَــروة في فــَـــورة الفيــكتــــورية .. ! (Re: محمد أبوجودة)

    التحية للأستاذ البروف عبدُالله علي إبراهيم ..
    وفي قول ابن أبي سلمى: إنْ تلقَ يوماً، على عِلاّتِه، هَــرَماً .. تلقى السماحة منه والنّدى خُلُقا
    وَ هَرمية عبدالله، قطع شك! لا يشوبها ما يشوب "أهراماً" مُدَّعاة .. بشرط، أن أستثنِ تقريظ عبدُالله لــعبدِ الله.. يقول الأول، أنّ الثاني يكاد أن يكون "ضحية" ...! وأيُّ تضحية؟
    ..........

    د. عبد الله علي إبراهيم: خليفة الصديق الخليفة عبدالله .. أعزّ الله وجهه!
    (في مناسبة الذكرى الرابعة بعد المائة لمقتل الشهيد الخليفة عبد الله خليفة الصديق) تمر علينا حولية معركة كرري التاسعة بعد المائة يوم الأحد 2 سبتمبر القادم. وخطرت لي في المناسبة فكرة استثارتني يوم أطلعني عليها الأستاذ أحمد المرضي الفنان التشكيلي قبل عقد من الزمان. وكانت فكرته أن يستثمر تطور تكنلوجيا الحاسوب ليعالج صورة خليفة الصديق الخليفة عبد الله التعايشي المسجى على ظهره قتيلاً في ساحة الفداء بأم دبيكرات عام 1899. وهي صورة نشأنا عليها. وربما عددناها آية في الموت من أجل القضية. فقد اختار خليفة الصديق الموت على نهج الفروسية السودانية متى لم يعد من الموت بد. فمتى حصرك العدو وأنسدت الدنيا عليك بما رحبت جلست على مصلاك متوكلاً رابط الجأش باذلاً بغير لجاج ثمن مغامرتك في الحق ومسارعتك لله.

    ولكن ربما تسرب شيء من الوهن في النفوس والعزائم إذا لم نعد نرى من الرجل إلا لحظة من لحظات ضعفه القوي أو قوته الضعيفة. وهي لحظة تركه عليها خصم مستبد وغاز فاجر. وكان نبهني طالب من طلابي من كلية الفنون الجميلة في بداية عقد الثمانينات إلى خطر الصورة وزواياها من جهة الوعي التاريخي. فقد حلل الطالب في بحث التخرج صور غردون المرسومة التي نتداولها ولم يجد بينها رسماً له إلا وهو فاخر سامق مستعل. فتراه يحتل صدارة الصورة حتى في لوحة هجوم الأنصار عليه. ويند في علاه الفوق تماسكاً . . . ولا عليه. بينما ظهر الأنصار في أسفل الصورة كالجرذان تجتمع على هذا القديس الشهيد. ولما أطلعني المرضي على مشروعه لاستنهاض خليفة الصديق من عثرة أم دبيكرات فرحت بوعد أن نرى الرجل الحق.
    ربما كان الخليفة عبد الله أحد أهم رموزنا التي تحتاج إلى توطين أفضل في لوحة تاريخنا الحديث. فهو ضحية "خمارة التاريخ". فقد نشأنا على ضفاف النيل لا نذكر الخليفة إلا مصحوباً بقول حبوباتنا عن لحس جيش الأنصار حتى لعجين الخمارة من فرط بأسهم. وهذه واقعة واحدة لا تصلح للحكم على الخليفة وعصره المعقد بإطلاق إلا لمن لا يكترث للتاريخ فيجعل من مرارته سداً دون أن يحيط بماضيه خيره وشره. وأنا أعلم أنه قد سبقتني الدكتورة فيفان ياجي إلى النظر الأكاديمي الحصيف لتقويم خليفة الصديق بمعطيات أخرى غير "خمارة البلد". ونشرت لها مقالاً مترجماً عن دعوتها بمجلة الدراسات السودانية التي كنت قائماً على تحريرها في آخر عقد الثمانين. ولا أدري أين بلغت من هذا العمل المبروك.
    أزعجني علم تاريخي غير دقيق في تقويم خليفة الصديق ساد في عقودنا الأخيرة. فقد أصبح الخليفة مثلاً يضرب في ركوب الرأس العقائدي أو الهوس الديني الذي يبلد حس المرء السياسي ويجعله أسير أيدلوجيته لا يسمع ولا يرى. ووجد فيه بعض خصوم الإنقاذ الحاكم سابقة تاريخية ل "صناجة" الإنقاذ العقائدية التي يفسرون بها عزلة النظام السياسية وتطفل لعالم علينا. وأنا غير معني بالإنقاذ هنا بالطبع. ولكن بدا لي أننا ربما احتجنا إلى مراجعة صورتنا عن الخليفة كعقائدي مهووس. فمما يعاب على الخليفة عبد الله أنه استعلى على مساع الأمبراطور منليك الحبشي الذي عرض عليه تحالفاً "أفريقياً" ضد القوى الأوربية الغازية. وكان من جاء بالعرض هو رأس منقشا رسول الأمبراطور. فقد طلب الرأس من خليفة الصديق أن يتحالفوا ضد قوى الإثم الأوربي و"الإنجليز الحمر" بالذات. ولم يقتنع الخليفة بذلك. ورد عائبو الخليفة تعنته إلى أصوليته الإسلامية. فقد أعمته كراهة الحبش المسيحيين دون أن يقف على الخطر الحق القادم لا ريب فيه وهو من المستعمرين الأوربيين. وواضح أن لائمي الخليفة أسقطوا ضيقهم بالأصولية الدينية التي تفاقمت في عقودنا الأخيرة على سياسة الخليفة تجاه الحبشة. ولكنهم ربما ظلموا الخليفة. فهناك شواهد على أن الخليفة مال إلى عرض الحبش بل أكرم وفادة رأس منقشا في أوائل 1898 وترخص مضيفهم في مأكلهم ومشربهم. فقدموا لهم لحم الخنزير وبنت الحان حتى يفكوا عقدة لسانهم كما قال توماس باكنهام مؤلف "التكالب على أفريقيا" المشهور.
    ولكن هناك ما هو أهم من هذا في دفع العيب عن الخليفة في تواثقه مع منليك. فقد اختلف المؤرخون حول جدية منليك في عرضه على الخليفة عبد الله التحالف ضد الغزاة الأوربيين. وكانت مجلة التاريخ الأفريقي المشهورة ساحة لحوار حول هذه المسألة في النصف الأول من الستينات بين الدكتور ج ن ساندرسن، استاذ التاريخ بجامعة الخرطوم والمختص بتاريخ صراع القوى الأوربية في أعالي النيل، والدكتور هارولد ماركوس أستاذ التاريخ بجامعة ولاية متشغان والمختص في تاريخ أثيوبيا. وكان من رأي ساندرسن أن منليك كان صادقاً في عرضه للتحالف مع الخليفة لصد الغزاة الأوربيين. وله في ذلك أدلة يضيق بها المجال هنا بالطبع. ويبدو أن كتابنا ورثوا عن ساندرسن هذا الرأي الذي يبدو فيه الخليفة سلبياً تجاه تودد منليك أو سافر العداء له. وليس هذا بمستغرب فقد كان ساندرسن بيننا وتلقينا معارف التاريخ عنه. ولكن لماركوس رأياً آخر وهو أن منليك لم يكن يضمر الصدق في عرضه الخليفة. فقد أضحت سياسته قائمة على "التقية" منذ نصره العظيم على أيطاليا في 1896 وتوحيده للحبشة. ومفاد هذه السياسة هو أن يتقي القوى الأوربية ذات الأطماع في شمال شرق أفريقيا ومنابع النيل كفرنسا وانجلترا ويستثمر خلافاتها وأن لا يصدر عنه ما يورطه تحت طائلة مساءلة وعقاب. ورتب سياسته نحو الخليفة عبد الله على هذا النهج. فقد كان يريد له أن يكون خصماً لبريطانيا الغازية ينشغل بها عنه وينصرف بذلك عن المواضع المتنازع عليها بشرق السودان وغرب الحبشة. وكان شاغل منليك أن ينأى بالحبشة عن أطماع أوربا بضرب الأوربيين وغيرهم واحدهم بالآخر.
    ومما يدل على أن منليك لم يقصد بالحلف الأفريقي ضد الاستعمار الأوربي سوى مضمضة لفظية أنه لم يقدم للخليفة عرضاً معلوماً ذا التزامات برغم إلحافه على عقد الحلف المعلوم مع الخليفة. بل ربما علم الخليفة بإتفاق منليك مع بريطانيا في 14 مايو 1897. وهو اتفاق وقعه الأمبراطور مع رنيل رود أكبر معاوني لورد كرومر في مصر بعد أن أزعج بريطانيا التقارب الحبشي السوداني المزعوم. وكان أول شواغل بريطانيا في الاتفاقية أن يلتزم منليك بوقف تسرب السلاح عن طريق الحبشة للسودان ما استطاع إلى ذلك سبيلا. ووقعت لمنليك منافع من هذه الاتفاقية مثل إطلاق يده في تملك أرض (13500 ميلاً مربعاً) تتبع الصومال البريطاني، وأن تكف بريطانيا عن جمركة ما تستورده الحكومة الأثيويبة من بضائع عبر ميناء زيلع. بل ربما كان تودد الخليفة إلى منليك هو أيضاً نوع من "التقية" يريد به تحييده حتى لا ينشغل بغير ملاقاة حملة كتشنر. بل تنازل الخليفة عن منطقة بني شنقول لمنليك لأنها كانت الموضع السوداني الذي لم يقاوم منليك وضع يده عليه دون المواضع المتنازع عليها جميعاً.
    إنني لأرنو إلى اليوم الذي يستنهض المرضي خليفة الصديق من رقدة أم دبيكرات في إطار همة تاريخية تنصف الرجل من "خمارة التاريخ". وأريد أن أرى في وجهه الناهض من العثرة بعض الوسامة التي لم يقدر حتى خصومه على دسها. فقد وصفه سلاطين باشا، وهو واحد من سجناء المهدية، بأن له وجهاً عربياً شفوقاً وفماً حسن التشكيل وشارباً خفيفاً وهامشاً من الشعر على خدوده يتكاثف على ذقنه. وأنه مربوع لا بالممتليء ولا النحيف. تصحب الابتسامة عبارته ويكشف عن أسنان بيضاء لامعة.
    أما آن لهذا الفارس الشاهد الوسيم أن ينهض على قدم وساق لنشهد وجهه النبيل في زحام التاريخ.[justify/]



    الرابط/ سودانايل 27نوفمبر2013 .. http://www.sudaneseonline.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/56-200...-2013-11-27-05-46-16

                  

11-28-2013, 08:00 AM

عبيد الطيب
<aعبيد الطيب
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 1801

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أم دبيـكرات .. مـُــلازَمــة الفـَــروة في فــَـــورة الفيــكتــــورية .. ! (Re: محمد أبوجودة)

    Quote: إلاّ أن تعاقُب الأيام والليالي، أتاح التخلّص من الارتهان للمفاهيم الحُكمية الخاسرة. وأعني المفاهيم التي تقوم على الإقصاء والادّعاء الصفوي، كما تتوسّل في قضاء مآربها السُلطانية بالعُنف والكبت والخداع، بل وكل ما يُتاح (بلا أيِّ قـَشَّة مُرّة) وما إلى ذلك من وسائل ظالمة. ومهما تسامى الحكام، أو تقدّسوا، فليس أوجب واجباتهم أن ينهضوا بالرّعايا فكرياً، بقدرما يتوجّب عليهم في الاساس، تهيئة شروط النهوض الفكرى؛ وإلاّ كيف يتّسقون مع الحَكمة العُمَرية (متى استعبدتم الناسَ وقد ولِدتهم أُمّهاتهم أحرارا). من ناحية أخرى، فهل نهض الخواجات على أكتاف حكوماتهم أم مفكريهم؟



    التحيّة لك أخي أبو جودة والتحيّة لسماحة البروف عبد الله
    والرحمة والمغفرة لخليفة المهدي ولكل شهداء كرري وأم دبيكرات وكل شهداء بلادي

    أخي أبوجودة منذ سنين وإلي الآن لم أجد من يوضح قصَّة
    إعدام وقتل الشيخ المنَّا أبو البتول..........
    ذلكم الرجل الذي بذل جهدا مقدرا في نصر المهدي في أيَّامه الأُول
    وخاصة الأبيض وبارا وقدير.......
    وهذا الرجل تم إعدامه أو قتله في وجود المهدي....!
    محبتي
                  

11-30-2013, 10:16 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أم دبيـكرات .. مـُــلازَمــة الفـَــروة في فــَـــورة الفيــكتــــورية .. ! (Re: عبيد الطيب)

    Quote: أخي أبوجودة منذ سنين وإلي الآن لم أجد من يوضح قصَّة
    إعدام وقتل الشيخ المنَّا أبو البتول..........
    ذلكم الرجل الذي بذل جهدا مقدرا في نصر المهدي في أيَّامه الأُول
    وخاصة الأبيض وبارا وقدير.......
    وهذا الرجل تم إعدامه أو قتله في وجود المهدي....!
    محبتي


    ولك محبتي، أخي المقدّم عبيد الطيب


    غموض قصة (إعدام الشيخ المنّا أبو البتول خليفة الرسول)!! يقف دليلاً - إن كان الغموض يقف دليلاً على شيء!! - أنّ قتلته كانت ظُلماً مَحضاً ..! تلبّس بالسياسة التي ترى
    أحقّية "الخليفة" ومنذ أغسطس 1883 كخليفة بـــ "أل" ..مُعَرّفة!

    للشيخ المنّا إسماعيل، جيشٌ كان يُضاهي جيش المهدي والخليفة، وللشيخ المنّا، كان! قدمٌ راسخ في السمّانية في قريته "يس" قُرب الطّيّارة! بل كان يُشار إليه بأصبع، إن كان يُشار لفكي، "أبا" برأس الإصبع


    قُتِل الشيخ المنّا، وأبوه، وابنه ، وعدد من آله وحيرانه وأبناء عمومته وفيهم، أحمد البقاري الذي جُلد بواسطة "حمدان أبوعنجة" ألف سووووط!



    ....


    سأواصل


    مع محبتي
                  

12-02-2013, 08:57 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أم دبيـكرات .. مـُــلازَمــة الفـَــروة في فــَـــورة الفيــكتــــورية .. ! (Re: محمد أبوجودة)

    غموض قصة (إعدام الشيخ المنّا أبو البتول خليفة الرسول)!! يقف دليلاً - إن كان الغموض يقف دليلاً على شيء!! - أنّ قتلته كانت ظُلماً مَحضاً ..! تلبّس بالسياسة التي ترى
    أحقّية "الخليفة" ومنذ أغسطس 1883 كخليفة بـــ "ال" ..مُعَرّفة .....!








    ---------
                  

12-02-2013, 08:57 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أم دبيـكرات .. مـُــلازَمــة الفـَــروة في فــَـــورة الفيــكتــــورية .. ! (Re: محمد أبوجودة)

    غموض قصة (إعدام الشيخ المنّا أبو البتول خليفة الرسول)!! يقف دليلاً - إن كان الغموض يقف دليلاً على شيء!! - أنّ قتلته كانت ظُلماً مَحضاً ..! تلبّس بالسياسة التي ترى
    أحقّية "الخليفة" ومنذ أغسطس 1883 كخليفة بـــ "ال" ..مُعَرّفة .....!








    ---------
                  

12-06-2013, 07:51 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أم دبيـكرات .. مـُــلازَمــة الفـَــروة في فــَـــورة الفيــكتــــورية .. ! (Re: محمد أبوجودة)

    --------

    واقعة أم دبيكرات في 24 نوفمبر 1899، والتي التزم فيها الخليفة عبدالله التعايشي، فَروَتِه منتظراً الموت، يصبّه عليه جنود العصر الفيكتوري، تقف شاهداً بليغاً على عقابيل مُلازَمة الفروة. فما إنْ اقترب الموت، حتى ألزم الخليفة نفسَه وخيرة صحبِه، بالمُلازَمة المميتة فانصاعوا؛ وذلك كي لا يفوتهم فضلُ الالتزام. رَقَدَ الخليفة الحاكم بأمر الإسلام، ورَقَد صحبُه مقتولين على ذات الفَروة (وإن شاء الله ثابتْ أجرَهُم) على قولِ الشاعر السوداني الجَزل "إبراهيم العبّادي"، في قصيدته الملحَمية و"المُمَسْرَحة" حول البطاحين والشكرية والمَك نمر، بيد أنّ رواة للتاريخ من بين السودانيين، لم يتزحزحوا - ولو قَيْد أنمُلة - عن إكبارها من "موتَةٍ " تُــتْمَـنّى..! ومن دون أن يتساءلوا: أين كرري المحرقة من مكان أم دبيكرات؟ بل كم طالتْ المُطارَدة الفيكتورية لدحض التزام الفَروَة ..؟ من لدُن جُمعة الثاني من سبتمبر 1898 وإلى جُمعة الرابع والعشرين من نوفمبر1899 وإذن، فإنّ ملازمة الفروة في الحرب، لا تـُعبــِّر بالضرورة عن شجاعة، بقدرما تُعبِّر عن لحظةِ يأسٍ من نصرٍ لن يجيء مصادفة.















    -----------------
                  

12-07-2013, 10:23 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أم دبيـكرات .. مـُــلازَمــة الفـَــروة في فــَـــورة الفيــكتــــورية .. ! (Re: محمد أبوجودة)

    --------------


    هل كان الخليفة "ود تورشين" حالة معزولة من عموم حُكم التعصّب والعنف والدّروَشة، السائد حينها..؟ وهل إذا قـُدِّر للبلاد أن يحكمها أحدٌ غيره من المهدويين، سيّان من عشيرته الخاصَّة، أو من عشيرة "الأشراف" قُرابات المهدي، مُفجِّر الثورة المهدية ضد حُكم البغي التُركي المصري أياميها؛ أكانَ حكمـُه سيكون أكثر عقلانية واعتدالا وتنوَّرا..؟ الإجابة في تقديري، تحتمل النَّعَم، كما تحتمل اللاء ..! ذلك أن مصائر الشعوب كثيراً ما ارتبطتْ وثيقاً بمصائر ومقدَّرات "أحد أبنائها" مِمَّن يتصدّون للحُكم، بصرف النظر عن منهج الحُكم الذي سيتّبعه، شُوَرياً كان أم كان فَرديّا؛ وبالتالي، فمن الظلم محاولة "تقديم" حُكم الخليفة عبدالله التعايشي، كطابع نموذجي للميراث السوداني في مسائل الحاكمية وشؤون السياسة.






    -----------
                  

12-08-2013, 11:05 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أم دبيـكرات .. مـُــلازَمــة الفـَــروة في فــَـــورة الفيــكتــــورية .. ! (Re: محمد أبوجودة)

    إلى هنا، يتبدّى لنا بصورة جليّة. أنّ "ملازَمة الفروة" كمفهوم إدارة حُكمية، لم يكُ بذات الثناء الذي دُبـِّج! بل كانت عقابيله أوخَم وخسائره أجل؛ وبالرغم من أنّ طبائع التغلّب على الحُكمِ قـَهراً، كانت قد سادت قديماً في كثيرٍ من الأمم (حتى لقد نُسِب إلى الشيخ عبدالرحمن الكواكبي، تفضيله للمُستَبِد العادِل) إلاّ أن تعاقُب الأيام والليالي، أتاح التخلّص من الارتهان للمفاهيم الحُكمية الخاسرة. وأعني المفاهيم التي تقوم على الإقصاء والادّعاء الصفوي، كما تتوسّل في قضاء مآربها السُلطانية بالعُنف والكبت والخداع، بل وكل ما يُتاح (بلا أيِّ قـَشَّة مُرّة) وما إلى ذلك من وسائل ظالمة. ومهما تسامى الحكام، أو تقدّسوا، فليس أوجب واجباتهم أن ينهضوا بالرّعايا فكرياً، بقدرما يتوجّب عليهم في الاساس، تهيئة شروط النهوض الفكرى؛ وإلاّ كيف يتّسقون مع الحَكمة العُمَرية (متى استعبدتم الناسَ وقد ولِدتهم أُمّهاتهم أحرارا). من ناحية أخرى، فهل نهض الخواجات على أكتاف حكوماتهم أم مفكريهم؟












    ---------
                  

12-09-2013, 02:00 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أم دبيـكرات .. مـُــلازَمــة الفـَــروة في فــَـــورة الفيــكتــــورية .. ! (Re: محمد أبوجودة)

    -------


    خُلاصة الأمر، أنه لممّا يُؤسى له، أنّ لكلِّ سودانيٍّ فَروَته الخاصة به، يُلزِم بها أتباعه ومرؤسيه ورعاياه ومُريديه. حتى ليكاد يقسرهم للجلوس بجلوسِه والفِرار بِفرارِه، سواء كان حاكمٌ أو ربُّ عملٍ، ربُّ أسرة، إمامُ مسجد، شيخ طريقة أمين عام حِزب، أمين سِر تِجّار، وزير، مدير، رئيس تحرير، حفّار مطامير، بيّاع مواسير و... إلخ,,, وتبقى المُفارَقة المهزَلة، أنّ العامل الأساسي في التفاعل الإنساني الخلاّق، والذي كان ينبغي علينا توظيفه للنهوض، استخدمناه بمجّانيّة لنحقِّق به مزيداً من الهبوط، ولعلّه مزيداً من الهروب للأمام، وَ حُوْفا.





    ---------
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de