|
وكلما تساءلوا وقالوا من أين له هذا .. رددنا عليهم بطابق آخر ..!!
|
( وكلما تساءلوا وقالوا من أين له هذا .. رددنا عليهم بطابق آخر ..!! )
ألا رحمه الله رحمة واسعة صاحب هذه المقولة الذى لم يعرف عنه قط أنه سرق ذات يوم قوتاً لشعبه أو ظلم عنده أحد ، أو أشيع فيه شيء يمس الكرامة والأمانة والأخلاق ، ..ذهب ومضى الى ربه فقيراً .......... بل لا يعرف أهل أم درمان قاطبة عنه شائنة تسيء إليه ، إنه الأزهـري ... إسماعيل الأزهري ، مات هو على دين .. مديون ، ... أوصى من بعده أن أدفعوا لفلان ، فقد أستدنت منه ، وجاءت المستندات تؤكد فقره واقتراضه من النفيدى وغيره على ما أذكر .............. ومع ذلك فالإنسان لايسلم من الحسد وشرور الأعداء ، فقد كالت له المعارضة ما كالت آنذاك ، الى أن تغامزوا ولمزوا عن بيته الحالي الذى غادره الى الدار الفانية وبقى البيت شاهداً على نذاهتة وأمانته وصدقه بين الناس ، وقالوا خلف ظهره ( من أين له هذا ..؟؟!! ) وحينها كانت مباني أم درمان معظمها متواضعة لم تخرج بعد من أنماط التقليد ولم تمتد مدنها وترتقي كما هو اليوم ،..قالوا معارضيه من أين له هذا وجاء يوما الى البرلمان ، وبعد أن فرغ من أجندته وما عند وزراء حكومته ، قال مخاطباً معارضيه ، تقولون كذا وكذا وتشككون في عباد الله ، ولاتعلمون ..!! ، وتقولون ولاتدركون ، ..!! ولكني لا أملك غير أن أقول ... ( وكلما تساءلوا وقالوا من أين له هذا رددنا عليهم بطابق آخر ) .. وضجت قاعة البرلمان بالتصفيق ، ومعظمهم كان على يقين أن الرجل مضرب المثل في الزهد وصدق القول وأمانة النية والضمير وعلو الأخلاق .. ومن الغريب أن بيت الأزهري لا يظهر فيه غير طابق واحد متواضع حتى الآن ، .. تعجب أن أثاثاته آنذاك ( أكثر من إعتياديه ) وصينية غداء ضيوفه ألمونيه كصواني عامة أهل أم درمان .. وغيره كثير .. ... هكذا عاش زعيم الأمة الأزهرى ، .... وهكذا كانت حياته ومحياه ، ألا رحمه الله رحمة واسعة وجعله مع الصديقين والشهداء .. اللهم آمين ..
|
|
|
|
|
|