|
خفافيش الظلام لا تعشعش في جزيرة الورد
|
كان قبل ردح من الزمان إسمها جزيرة الورد لأنها فواحة بعطر طبيعي أخاذ ينبعث من مروجها الخضراء ليأسر الروح , وحينما انتصرت شجرة الدر على الفرنسيين في موقعة مشهورة أطلق عليها المصريون اسم المنصورة. مدينة وديعة هادئة يقسمها النيل إلى جزئين , أهلها أقدم من فلحوا الأرض على وجه البسيطة , أناس بسيطون يفيضون وداً وطيبة , عشنا بها نحن آلاف الطلاب السودانيون من شمال السودان وجنوبه ووسطه وشرقه وغربه واحتضنتنا بتحنان وإلفة وأنستنا الغربة.
المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية وهي بمثابة التاج في كل مجال ومصباح يضيئ الدروب وأعلامها لا يمكن حصرهم ,وكمثال في الآداب هي مسقط رأس أحمد حسن الزيات , وشاعر الجندول علي محمود طه , وفي الغناء شع منها كوكب الشرق أم كلثوم ورياض السنباطي وفي العلم إنطلق من أرضها عالم الفضاء فاروق الباز وعالم الأحياء احمد مستجير وأشهر علماء الدين منها شيخ الأزهر جاد الحق وعالم التفسير محمد متولي الشعراوي , ومن الساسة فؤاد سراج الدين ومحمد حسين هيكل وعبدالحليم قنديل وأيمن نور وخيرت الشاطر وهذا غيض من فيض. أما في مجال التمثيل فكان لها ومازال القدح المعلى فأشهرهم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة و الزعيم عادل إمام ويونس شلبي وصفاء ابوالسعود وصابرين وكل من ينتهي اسمه بالشربيني أو الشناوي وسماء متسعة بالأنجم والكواكب.
المنصورة مثال ناصع لمعنى التعايش بين جميع الأطياف والديانات والمذاهب , فالكنائس تجاور المساجد بسلام , وتعتبر أكثر المدن أماناً من حيث الجرائم مدينة متطورة جداً وفي نفس الوقت حافظت على طابعها الأصيل جامعتها من أفضل جامعات مصر تجاوز عمرها الأربعين وبها 27 كلية وهيئة تدريس ثابتة تجاوزت 6 آلاف , وموظفين تجاوز عددهم 25 ألفاً ,وطلاباً في عداد 90 ألفاً , دخلت في التصنيف العالمي للجامعات بالمرتبة 96 على مستوى العالم للجامعات التي عمرها أقل من 50 عاماً وتمتاز عن بقية الجامعات أن كل كلياتها تقع داخل مبنى واحد فسيح ملحق بها قرية أولمبية تحوي كل الألعاب الأولمبية, وبها أفضل مستشفى لأمراض الكلى في الشرق الأوسط وأكبر مستشفى للجهاز الهضمي و 9 مستشفيات جامعية ومراكز طبية أخرى.
|
|
|
|
|
|