|
تأملات الذبح من الوريد للوريد كمال الهِدي
|
تأملات
الذبح من الوريد للوريد
كمال الهِدي
[email protected]
· خبر يدمي الأفئدة ويسيل الدموع أنهاراً. · يقول الخبر أن خريجاً جامعياً قام بذبح والده من الوريد إلى الوريد أمام أخوته الصغار ووالدته داخل منزلهم بحي المايقوما. · سبب هذه الجريمة الشنيعة وغير المألوفة حسب الخبر هو أن الوالد القتيل رحمه الله قرر العودة إلى إحدى الولايات والاستقرار فيها، وهو ما لم يرق فيما يبدو لابنه فنفذ جريمته البشعة. · وأورد الخبر أن الخريج الجامعي قاتل أبيه يعمل في وظيفة محترمة وأن أهل الحي شهدوا له بحسن السير والسلوك والمداومة على الصلاة في المسجد. · مثل هذه الجرائم غير المألوفة التي تخرج علينا بها صحفنا كل صباح هي ما يضاعف تعاستنا أكثر من أي مشكلة اقتصادية. · فأسوأ ما فعلته بنا الحكومة الحالية هو أنها حلحلت مجتمعنا من كل قيمة وجعلت بعضنا قساة كبعض الحيوانات المفترسة تماماً. · وأرجو ألا يخرج علينا من يقول أن الخريج القاتل تعاطى شيئاً من ( الشاش) قبل أن يفعل فعلته الرهيبة. · لأن الخريج الجامعي وصاحب الوظيفة المحترمة إن تعاطى الشاش فهذا مؤشر على حالة فساد عام يعيشها المجتمع. · حكومتنا التي يهلل ويطبل لها بعض ضعاف النفوس هي السبب في كل ما نحن فيه. · ففي السابق كانت هناك جرائم ومخالفات وسلوكيات غير سوية نعم، لكنها لم تصل اطلاقاً لمثل هذا الحد، إلا في عهد الحكومة الحالية. · لم نتوقع أن يأتي يوم تنهار فيه القيم المجتمعية بهذا الشكل المأساوي. · لكن البعض أرادوا لهذا المجتمع السوداني أن يفقد كل جميل، ولهذا جرت عمليات هدم منظمة لقيم وتقاليد المجتمع. · ملأوا الدنيا ضجيجاً وهتافاً وتهليلاً وتكبيراً، لكنهم ظلوا على الدوام أبعد ما يكونوا عن قيم وتعاليم ديننا الحنيف. · فتحوا المجال واسعاً لدخول السلاح والمخدرات والسموم بكافة أنواعها. · وأفسحوا المجال لقنوات فضائية هابطة لتعمل على تخريب الذوق العام. · وجعلوا من الغناء والرقص جهاداً في سبيل الله. · وراجت في زمنهم صحافة التطبيل والرشاوى والمهاترات. · وجعلوا من أراذل القوم علية هؤلاء القوم رغم أنفهم. · وأهانوا كل صاحب مبدأ. · فماذا كنا نتوقع بعد كل هذا غير أن يصل شبابنا إلى مثل هذا الدرك السحيق! · وماذا تعني المداومة على الصلاة في المسجد في سودان اليوم، ونحن نرى الشيوخ الكبار يداومون على هذا الفعل وفي ذات الوقت يسرقون وينهبون ويرشون، بل يقتلون ويسفكون دماء المسلمين دون أن يطرف لهم جفن! · ليس أمامنا إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل. · ولهم يوم من أحالوا نهارنا ليلاً كالح السواد.
نقاط أخيرة:
· استناداً على بعض المعطيات التي صاحبت اختيار لاعبي منتخبنا الوطني مؤخراً لم أتوقع أن يخرج المدرب مبارك سلمان عن جلباب مازدا، لكن يبدو أنه في طريقه لأن يفعلها. · بعد جهد جهيد لم يعد منتخبنا ( ملطشة) المنتخبات وتمكن من تحقيق الفوز مرتين في بطولة سيكافا الجارية حالياً بدولة كينيا. · صحيح أن منتخبات سيكافا ضعيفة المستوى ، لكننا تعودنا أن نكون في مؤخرة أضعف الضعفاء حتى وقت قريب. · نتمنى أن يواصل المنتخب نتائجه الجيدة في البطولة ويبلغ مراحلها المتقدمة. · قرأت الكثير عن هدوء ورجاحة عقل رئيس مجلس الهلال المعين، وغض النظر عن موقفي المبدئي تجاه تسيس الكرة في البلد، لم أر حتى اللحظة جديداً في الهلال باستثناء توفير المال فيما يبدو لتسجيل بعض اللاعبين. · فمع كل صباح نقرأ تصريحاً لنائب رئيس النادي أو للرئيس نفسه، رغم أنهم حددوا ناطقاً رسمياً لمجلسهم منذ اليوم الأول، وهذا نفس ما كان يحدث على أيام المجالس السابقة. · الكل ناطق والكل متحدث ولا مهام فعلية لمن يعينونه ناطقاً رسمياً. · اللاعبون المعاد تسجيلهم تفاوضهم اللجنة المكلفة بالتسجيلات وتحدد اللجنة المبالغ وعند الرفض يتدخل الرئيس ونائبه ويرفعان السقف حتى تتم الموافقة. · إذاً التخبط هو نفسه والصورة هي ذاتها وما زلنا في انتظار أن نرى رجاحة عقل الرئيس المعين واقعاً ملموساً بعيداً عن أعمدة الصحف. · الهلال يحتاج قبل المال للتنظيم والكف عن الفوضى وتضارب التصريحات والصرامة في التعامل مع بعض بعض الملفات واللاعبين الذين يُمنحون أكثر مما يستحقون دون أن يقدموا شيئاً داخل المستطيل الأخضر. · والمجالس المعينة عادة ما تكون الفرصة أمامها أفضل لتصحيح الأوضاع، هذا إذا كان الهدف فعلاً هو وضع الأمور في نصابها الصحيح بعيداً عن فكرة الاستمرار إلى ما لا نهاية كما يفعل الوالي في المريخ. · ضحكت ملء شدقي لرفض لاعب الأهلي المصري للعرض المريخي الذي قيل أنه قدم له. · فعبد الظاهر لم يرغب الأهلى المصري في استمراره معه نظراً لأنه أتى بتصرف لم يرق لهم برفعه شعار رابعة العدوية في إحدى المباريات، ويبدو أن رئيس المريخ يسعد دائماً بالتعاقد مع كل من يخالفون قيم الرياضة. · لم نصدق أن حدوتة الحضري قاربت نهايتها، فإذا بالرجل يسعى لسد فراغة بآخر لفظه ناديه أيضاً، لكن نحمد الله أن عبد الظاهر رفض العرض بحجة أن الدوري السوداني ضعيف المستوى وهو محق في ذلك.
|
|
|
|
|
|