|
|
 تأمُلات سبقناك عليها يا النابي كمال الهدي
|
تأمُلات
سبقناك عليها يا النابي
كمال الهدي
[email protected]
· عندما كتبت بعد مباراة الهلال الأولى في الدوري الممتاز أمام الاتحاد معبراً عن حالة من عدم الرضا تجاه أداء لاعبي الهلال ككل كنت أعلم أن حديثي لن يعجب البعض، فقد تعود بعضنا على مقالات التهليل والتطبيل.
· لكنني في ذات الوقت كنت متأكداً من المؤشرات السالبة التي توصلت لها من خلال أداء الهلال في تلك المباراة.
· أشرت في ذلك المقال إلى حقيقة أن أول مباراة تنافسية لا تمنحنا الفسحة لإطلاق أحكام نهائية، إلا أن هناك أموراً أساسية توقعت أن تبدو لنا أفضل مما كانت عليه.
· لم نكن نتوقع انسجاماً تاماً بين لاعبي الهلال منذ أول أسبوع في الدوري.
· ولا نريد منهم أن يؤدوا بنسبة 90% في بداية الموسم.
· لكننا لا يمكن أن نقبل من بعضهم أن يكون فاقداً لأساسيات الكرة من تثبيت للكرة وتمرير وتمركز وخلافه.
· بالأمس لم أجد الفرصة مع ظروف العمل لمشاهدة مباراة الهلال والنسور كاملة، لكنني شاهدت أجزاء متفرقة منها.
· وللأسف الشديد لم أشاهد طوال تلك الدقائق الهلال الذي أحبه وأشتهي أن أراه.
· فالعشوائية ما زالت سائدة وانتشار اللاعبين في الملعب غاية في السوء ويعطيك الانطباع بأنك أمام فريق حواري، لا نادياً كبيراً يحلم جمهوره ببطولة خارجية هذا العام أكثر من أي وقت مضى.
· كثيراً ما نردد أن الواقعية مطلوبة وكفاكم تسويقاً للوهم يا هؤلاء.
· الهلال ليس في وضع جيد وكل من يقول غير ذلك يخادع ويكذب ويضلل هذه الجماهير، ومن يريد أن يصدق الأكاذيب ويذعن للتخدير فهو حر، لكننا ماضون في أداء رسالتنا بما يرضي ضمائرنا.
· الهلال الذي شاهدته بالأمس لن يأتيكم ببطولة خارجية حتى لو انطبقت السماء مع الأرض.
· وما لم تتغير الأمور سريعاً، فلا تحلموا بعالم سعيد يا جماهير الهلال.
· وهذا على فكرة ليس تشاؤماً، لكنها الحقيقة المرة التي يستمتع البعض بالهروب منها دائماً.
· لو رأينا في الهلال ما نحبه ونشتهيه لما ترددنا في الإشادة بذلك بغض النظر عمن يديرونه.
· فنحن والحمد لله كثيراً لدينا القدرة على التمييز بين هذا وذاك.
· لكن النظرة المتعمقة لما يجري لابد أن تمنح صاحبها فكرة واضحة عن أن هذا الذي يجري ليس أكثر من ( وهمة ) كبيرة وحالة تخدير ستعيش عليها بعض جماهير الهلال لتفيق في وقت متأخر.
· ولتجنب الصدمة التي عانت منها الكثير من جماهير المريخ قبلكم يا جماهير الهلال نكتب بهذه الواقعية التي تبدو حارقة لبعضكم، لكن الحقيقة دائماً مرة ويتطلب قبولها شيئاً من القوة والشكيمة.
· وحتى لا يبدو الكلام نظرياً دعوني أسند ما ذكرته أعلاه ببعض الوقائع الواضحة.
· ولنبدأ بالتسجيلات التي فرحتم وهللتم لها كثيراً ودعوني أسالكم: كم عدد المحترفين الأجانب الذين يشاركون كأساسيين مع الفريق حتى يومنا هذا؟!
· لا تقولوا لي أن الدوري في بدايته، لأن المعسكرات التحضيرية والمباريات التجريبية الغرض منها تحديد التشكيلة الأساسية التي سيخوض بها الفريق مبارياته التنافسية ووضع قائمة بأكثر البدلاء جاهزية.
· وطالما أن بعض المحترفين الأجانب لا زالوا خارج التشكيلة الأساسية، وبعضهم يشارك في جزء من المباريات، فذلك معناه أن كل ما كُتب أيام التسجيلات لم يكن دقيقاً، وأن المجلس الذي أتاكم بالأموال فجأة لم ينجح في التسجيلات كما يجب وكما كُتب وقيل.
· فلا يعقل أن تتناقل الصحف كل يوم أن فلاناً من المحترفين الأجانب غير جاهز ويحتاج لبعض الوقت للدخول في الفورمة فهذا كلام عديم النكهة واللون.
· المحترف الأجنبي الذي تُدفع له الدولارات العزيزة التي يحتاجها أهل السودان للارتقاء بمستويات حياتهم المتدنية ولا يجدونها للأسف الشديد... هذا المحترف الأجنبي يفترض أن يكون أكثر استعداداً من لاعبينا المحليين، وإلا فما الذي يدعونا للاستعانة به لكي نعده ونجهزه.
· وبالله عليكم هل حدث أن سمعتم بمحترف أجنبي في كل بلاد الآخرين يتوقف عن ممارسة الكرة ويضاعف وزنه، ويحتاج لبعض الوقت للعودة عندما يتم تسجيله في أي نادِ؟!
· وهل هناك أصلاً نادي يسجل لاعباً غير جاهز؟!
· هذا يذكرني ببعض شبابنا الذين يتخرج الواحد منهم من الجامعة وقبل أن يمتلك أي خبرة يفكر في الاغتراب ممنياً النفس بالحصول على وظيفة ذات عائد جيد في أحد بلدان الخليج.
· واعتدت أن أقول لهؤلاء: طيب لما أهل الخليج ديل لديهم وظائف تحتمل أن ينتظرونكم حتى تتدربوا، أليس الأولى بها أولادهم؟! فلماذا يأتون بكم أنتم؟ والأفضل دائماً أن تجتهدوا وتكدوا رغم الأحوال السيئة في السودان لتكتسبوا شيئاً من الخبرة ثم بعد ذلك تبحثوا عن الوظائف خارج البلد.
· وهذا بالضبط ما ينطبق على بعض المحترفين الأجانب الذين تأتي بهم أنديتنا.
· لكن لأن لدينا الكثير من السماسرة وأصحاب المصالح الذين يجدون في جهل وعدم دراية بعض الإداريين بشئون الكرة أرضاً خصبة لتحقيق مآربهم تجدهم يلمعون هؤلاء اللاعبين ويصنعون من فسيخهم شربات.
· والصورة عموماً ليست كالحة إلا الحد البعيد في الهلال.
· لكنها ليست بهية أيضاً.
· ولكي تتحسن الأمور منذ وقت باكر، يفترض أن تكون هناك جدية وخطوات إصلاح حقيقية.
· ولنبدأ بتصريحات مدرب الفريق النابي التي أطلقها بعض مباراة الأمس.
· قال النابي أنه غير راض عن أداء الفريق واعترف بوجود مشاكل في الانسجام بجانب البط وعدم اللعب من لمسة واحدة ووجود مشاكل في فهم الأدوار وأن بعض اللاعبين لم يكونوا في مستواهم لبعض الأسباب مثل كاريكا الذي اتضح أنه كان مريضاً بجانب بطء بعض اللاعبين، كما أشار النابي إلى أن غياب سيدي بيه أثر على الفريق وقال أن سبب توتره مع اللاعبين هو أنهم لم يطبقوا المطلوب منهم، مكرراً أنه في غاية الغضب لأن الأداء لم يكن يليق بفريق الهلال.
· ونقول للنابي لقد سبقناك على هذه يا رجل، لكن مين يسمع!
· فقط دعنا نسألك: ألا تعتقد أنك كمدرب كان يفترض أن تصل إلى تشكيلتك المثالية منذ أيام معسكر الإعداد، بدلاً من أن تظل عملية التجريب مستمرة حتى بعد بدء الموسم؟!
· فعلاً الأداء غير مشرف ولا يطمئن أو يليق بنادي الهلال، لكنك يا عزيزي النابي تلعب دوراً في سوء الأداء هذا.
· فمثلاً إصرارك على إشراك بكري المدينة لا يقنعني ولا يؤشر على أنك استوعبت إمكانيات لاعبيك جيداً.
· صحيح أن بكري سريع ومزعج، لكن لو كانت السرعة وحدها تكفي لكان كاكي أفضل لاعب كرة في السودان.
· الحديث عن أن فلاناً من اللاعبين يزعج المدافعين ويتحرك كثيراً، يظل تنظيراً فارغ المضمون طالما أن هذا اللاعب المزعج كثير الحركة يضيع مجهود زملائه في نهاية الأمر بهواجته وعدم قدرته على إنهاء الهجمات كما يجب.
· لا يكفي أن يخلق اللاعب لنفسه العديد من الفرص بالحركة الكثيرة، والمطلوب دائماً من المهاجم أن يعرف طريق الشباك بأقصر الطرق وأقل مجهود، لأن المباراة تسعين دقيقة وليست ثلاثة أيام حتى يضيع الواحد خلالها أربع أو خمس فرص ويتوقع المزيد.
· هناك مشاكل في الانسجام وبطء نعم، لكن بلوغ المستويات المتقدمة من الانسجام يحتاج للمزيد من الوقت وهذه مشكلة مقدور عليها ومع مرور الأيام وفي وجود عمل جاد يمكن التغلب عليها.
· أما بطء الأداء فهو من سمات اللاعب السوداني وأكبر عيوبه والأسوأ من بطء الحركة هو بطء التفكير لدى لاعبينا، وهذه عيوب يفترض أنك تكون قد وقفت عليها قبل تولي الشأن الفني في الهلال.
· وعليك كمدرب أن تسعى بقدر ما تملك لتحسين الأمور في هذا الجانب مع اعتماد خطط اللعب التي تقلل من الآثار السلبية لهذا البطء إلى أقصى درجة ممكنة، فهذا أمر يصعب تغييره جذرياً مع لاعبين في هذه السن.
· فلاعب مثل مهند الطاهر مثلاً يمتلك الموهبة لكنه بطئ بدرجة لا توصف، ولا أظنك ستستطيع أن تجعل منه لاعباً سريعاً وهو في هذا العمر، لذلك لابد أن يتم اختيار التشكيلة وفقاً لمقتضيات وطريقة اللعب في كل مباراة.
· فهم الأدوار أيضاً أحد أكبر مشكلات اللاعب السوداني، لأن بعضهم ( متفلسف) ويظن أنه يفهم أحسن من أعظم المدربين والسبب هو إعلامنا الذي يهلل لهم ليل نهار ويحيطهم بهالة غير عادية في الكثير من المناسبات.
· أما حديثك يا نابي عن أن بعض لاعبيك لم يقدموا أداءً جيداً لأسباب مختلفة مثل كاريكا الذي اتضح انه مريض، فهو مؤسف للغاية، إذ كيف يفاجأ مدرب أي فريق بظروف لاعبيه أثناء مباراة تنافسية؟!
· ألم تكونوا على علم مسبق بمرض كاريكا؟! وهل تعيشون في جزر معزولة ولا تلتقون إلا داخل ملعب المباريات؟!
· فكيف إذاً أشركتم لاعباً عانى من المرض وغير جاهز بدنياً للمباراة؟!
· هل هذا قصور من هؤلاء اللاعبين الذين عانوا من بعض الظروف، أم قصوركم أنتم كجهاز فني؟!
· المدرب الناجح هو الذي يعرف مشاكل لاعبيه، ظروفهم، وقدراتهم ويتعامل مع نواقصهم وعيوبهم بهدوء حتى يتمكن من تحسين ما يستطيع تحسينه.
· أما الصراخ والصياح المستمر فلن يحقق الغاية المطلوبة.
· قلت أن غياب سيدي بيه أثر على الفريق، وهذا أيضاً حديث مؤسف.
· إذ كيف تحدثنا عن أن الهلال كبير وأن أداء لاعبيه بالأمس لم يكن يليق بهذا النادي، وفي نفس الوقت تقول أن غياب لاعب واحد مهما عظم شأنه أثر على الأداء العام؟!
· وتذكر أنك كنت تتحدث عن مباراة ضد النسور، يعني مباراة محلية، لا قارية ولا شبه نهائي أو نهائي أفريقي.
· هذا هو واقعنا يا النابي.. وهذا هو لاعبنا وهو حالة خاصة جداً لم يتغير فيها أي شيء، فلماذا وعدت الجماهير في وقت سابق بأنك ستجلب مع الهلال كأساً خارجية!
· وكيف نتوقع الكأس الخارجية معك كمدرب وأنت حتى اللحظة لا تعرف كيف تتعامل مع مشاكل لاعبيك؟!
· الوقت ما زال مبكراً ولا نتوقع منك أن تحدث تغييرات جذرية بين عشية وضحاها، لكن ما يهمنا فقط أن تضع أقدامك على الطريق الصحيح.
· ننتظر تثبيت التشكيلة والاعتماد على اللاعبين الأكثر جاهزية.
· ونتوقع منك عملاً فنياً مستمراً وبساعات أكثر وتركيز أكبر عسى ولعل أن تتحسن الأمور شيئاً فشيئاً.
· وقبل ذلك لابد أن تلتزم الهدوء في تعاملك مع هؤلاء اللاعبين ولا تتوقع منهم ما يفوق قدراتهم ومستويات تفكيرهم.
· فاللاعب السوداني مهما كان لا يزال فكره الكروي أدنى ربما من لاعبين دربتهم في فتراتك السابقة، فعليك أن تضع ذلك في الاعتبار، حتى لا تفشل في مهمتك.
· وفي الختام أنصحك بالبعد عن التصريحات الإعلامية والعمل في هدوء وبعد أن تصنع الفريق الذي نحلم به، صرح بما شئت.
|
|
  
|
|
|
|
كمال الهدي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست