|
تأملات شفت كيف يا مجدي!!
|
كمال الهِدي [email protected] ما أن رأيت صديقتي اللدودة تجلس في ذلك المقهى الذي تعودت أن تصطادني فيه كلما أرادت تعكير صفوي بمناكفاتها التي لا تنتهي حتى أسرعت باتجاهها هذه المرة لكي أشكرها على حوار الأمس حول ( ركن ) الآباء في بيوتهم التي أسسوها بعرق جبينهم بعد بلوغهم سن المعاش، لكنها لم تترك لي المجال لعبارات الشكر وباغتتني كعادتها بالخوض في أمر مغاير وهي تقول: جابت ليها قتل للأطفال بخمركم البلدي ( العرقي) كمان؟ أبديت دهشة غير عادية وسألتها: قتل وخمر بلدي.. ما هذه الخطرفة يا صديقتي. قالت: واضح أنك لم تطلع على الخبر المؤسف والمحزن. شعرت بجدية نبرتها فسألتها: أي خبر مؤسف ومحزن؟ أجابت بغضب لم أعهده فيها: خبر أب غريب الأطوار كان يحتسي ( العرقي) أمام طفله الذي لم يتعد الرابعة من عمره، وبعد أن أخذ كفايته استغرق في نوم عميق فإذا بالطفل يحاول تقليد الوالد وشرب كل ما تبقى في الزجاجة ليفارق الحياة بعد ذلك بسبب التسمم وتليف كبده الصغير الذي لم يقو على احتمال تلك الكمية المهولة من الكحول. قلت: حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله، وابتهلت للمولى عز وجل أن يعوض أسرته بما هو أخير وأبرك وأن تكون هذه المأساة رغم مرارتها الشديدة سبباً في أن يقلع الأب عن مقارعة الخمر فهي كبيرة. لم تبد صديقتي أي تعاطف بالطبع مع أب يفتقر لمعاني الأبوة الحقيقية وسألتني: هل هذا تصرف شخص عاقل؟ أجبتها بالطبع لا. وجهت لي سؤالاً ثانياً: لماذا يتصرف بعضكم بهذا الشكل الغريب وكيف لأب أن يقارع الخمر أمام صغاره؟ فقد علمنا ديننا الحنيف أن الشخص إذا أُبتلي بشيء فعليه بالسترة، فما بالك بمقارعة أم الكبائر داخل البيت وأمام الأطفال بهذا الشكل الذي أدى في النهاية لمأساة إنسانية لا يتخيلها العقل. قلت: مشكلة البعض أنهم يبررون لأنفسهم سوء تصرفاتهم وإن سألت الواحد منهم لماذا تقع في كبيرة كهذه، أو تفعل كذا وكذا من السلوكيات غير الحميدة يجيبك بأن الظروف القاسية التي نعيشها وما تفعله بنا حكومتنا يدفعنا لعمل ما هو أكثر من ذلك. قالت: لقد سمعت عبارات من هذه الشاكلة بالفعل، وبعضكم عندما تلومه على تصرف غير مطلوب يقول لك " الحمد لله إنها وقفت على كده". قلت: صحيح أن بلدنا وأهله يعيشون ظروفاً بالغة التعقيد في كل جوانب حياتهم، لكن تصرفات بعضنا تزيد ظروفهم سوءاً وتعقيداً. هزت رأسها قبل أن تقول: لو أن كل من يعاني من ظروف صعبة أفسح لنفسه المجال للقيام بأي عمل سالب دون التفكير في عواقبه لـ ( خربت الدنيا). قلت: نعم يا صديقتي فالقابضون على الجمر هم من يستطيعون تغيير واقعهم السيء.. وأضافت صديقتي: لكن لا ننكر أن القدوة مطلوبة وعلى حكومتكم ومسئوليكم أن يتقوا الله في أنفسهم وفيكم وينظروا لهذا الكم الهائل من المشاكل والبلاوي التي وقعت على رؤوس أبناء بلدكم أهل الطيبة والسماح و.. قاطعتها بالقول: هؤلاء قنعنا من خيراً فيهم ولهذا تجدينا نركز على أنفسنا وإصلاح ما يمكننا إصلاحه في سلوكياتنا حتى لا نزيد الطين بلة. قالت: صحيح أن كل فرد في المجتمع مسئول عن تصرفاته وتربية أفراد عائلته على القيم وتعاليم الدين الحقيقي لا دين الشعارات، لكن للحكومة دورها الهام الذي بدونه لا تتكامل العملية.. وما أراه أن حكومتكم تبدو كمن رفع يده تماماً عن كل ما يدور حوله. حاولت التقاط قفاز المناكفة منها هذه المرة بالقول: معقول حكومتنا ترفع يدها عن كل ما يدور في بلدنا وهي تدعو الجميع للحوار حول قضايا الوطن!! لكنها لم تدعني أكمل وقاطعتني بحدة: وكيف يكون رفع اليد إن لم يكن ما نراه أمامنا.. وها أنتم تطالعون وتشاهدون كل صباح أنماطاً مختلفة من جرائم لم نكن نسمع بها في بلدكم. وأضافت: اشتد عندكم المرض وانتشر الجهل وانعدم الأمن وكثرت الأوبئة وتلوثت البيئة وجاع الكثيرون ورغماً عن ذلك تحدثني عن حوار وتبدو كمن يحتج على قولي بأن حكومتكم ترفع يدها عن كل شيء! لم استطع الصمود أو الدفاع عن حكومتنا فقلت: كثيراً ما تغلبينني يا صديقتي لكن ليس لقصور مني، بل لأنني انتمى لبلد صار كل شيء فيه مشكلة وهذه إحدى أكبر مآسي أبناء وطني حالياً. قالت وفي عينها نظرة ساخرة: يجب أن تستمروا في المحاولة ولا تيأسوا مهما كانت الأمور, وتذكر يا صديقي أن مثل هذا الأب بدلاً من أن يربي صغاره على السلوك القويم ويعلمهم الكثير من القيم التي يحتاجونها في، سيما في هذا العصر الصعب إذا به يتسبب بحماقته وطيشه في مقتل أحد صغاره. قلت: صدقت والله فنحن نعيش في عصر بالغ الصعوبة والتعقيد يواجه فيه صغارنا غزواً ثقافياً هائلاً وعلينا أن نسعى فعلاً لتربية صغارنا بطريقة تحميهم مما هو سائد وما هو آت، لكن كيف مع الثورة المعلوماتية التي أربكت حسابات الكثير من الآباء والأمهات. قالت صديقتي: هذا موضوع يحتاج لجلسة أطول، لكنني على موعد مع آخرين وأعدك أن نتحاور حوله في لقاء قادم بإذن الله، ثم ودعتني وانصرفت. خارج الحوار: · نحمد الله أن الهلال والاتحاد اتفقا أخيراً على أداء مباراة أهلي عطبرة غداً الجمعية بمدينة ودمدني. · لكنني ما زلت أضحك على محاولات مجدي شمس الدين المكشوفة للاستخفاف بعقولنا جميعاً. · ولا أدري كيف يريد سكرتير الاتحاد وبقية ضباطه من الأندية أن تحترم القانون والمؤسسات وهم أنفسهم لا يحترمون هذه القانون ولا المؤسسات، بل لا يحترمون حتى لجانهم التي يشكلونها دون أن تكون لهم الأهلية في ذلك. · كل قضية يتولاها أحد ضباط الاتحاد وتصبح وكأنها شأن يخصه وحده لا علاقة للآخرين في الاتحاد بها. · مشكلة مع الهلال يتولاها مجدي. · وقضية مع المريخ يتولاها معتصم. · و( جلطات) كبيرة حول مشاركة بعض نجوم المنتخب يأتمر فيها الجميع بأمر أسامة.. وهكذا دواليك. · الغريب في قضيتنا الحالية أن لجنة قد حددت جملة من الأمور، لكن مجدي نسف كل ذلك وقال ما يرد قوله هو وما يرغب في أن يقنع به الناس. · لكنني جد مستغرب من رجل محامي وإداري يعمل في هذا المجال منذ عشرات السنين وما زال يقول كلاماً لا يدخل عقل طفل غض. · مباراة بدون جمهور والهلال رفض أدائها لأنه لم يبلغ قبل 36 ساعة حسب اللائحة والجميع علموا بهذا الأمر ورغماً عن ذلك تقول يا مجدي أن التأجيل وتغيير المكان تم لأن الشرطة في الكاملين غير قادرة على التأمين! أليست ( شينة) هذه الرواية يا مجدي. · من جانبي غايتو رويت الحكاية لصغيري أشرف ( 7 سنوات) رويت له الحكاية بعد أن ( قعدت) ليه فكرة العقوبة والخلاف فقال بالحرف الواحد طيب الشرطة دايرين بيها شنو لمن ما في جمهور! · شفت كيف يا مجدي!! · المهم في الموضوع أن المباراة ستُلعب يوم الجمعة وتنتهي ( الحدوتة) لأن الهلال يجب أن يركز على ما هو أهم كما ذكرت في أكثر من مقال. · في كل عام لدينا أزمة ولم يمر موسم كروي بدون مشكلة تتحول لحالة جدل عقيم ليتدخل النادي الغريم وإعلامه بغرض تعقيد الأمور. · يحدث هذا كل عام لأن مجدي ورفاقه أبعد ما يكونوا عن تطبيق القوانين واللوائح والنظم. · ورغم كل شيء يتشبسون بكراسيهم ومناصبهم التي يقولون أنهم لا يكسبون منها شيئاً وأن هدفهم خدمة الرياضة السودانية. · صدقناكم يا أسامة عطا المنان.
|
|
|
|
|
|