|
تأمُلات لا تعليق يا دكتور كسلا!! بقلم كمال الهِدي
|
mailto:[email protected]@hotmail.com
· كعادته انهزم منتخبنا أمام جنوب أفريقيا بالأمس. · الاختلاف الوحيد هذه المرة أن الهزيمة لم تكن ثلاثية، حيث انتهى اللقاء بهدفين لهدف. · لم أجد الفرصة لمتابعة المباراة كاملة بسبب اصطحاب شقيقتي إلى طبيب أسنان هنا في مسقط، وهذا أمر سأتناوله بالتفصيل في مقال قادم بإذن الله حتى يعلم الناس في بلدي كيف أن بعض الأطباء يستهترون بصحة البشر في سوداننا الذي صار بلا وجيع. · لكنني تمكنت من متابعة العشرين دقيقة الأخيرة من المباراة. · وخلال تلك الدقائق لم تقع عيناي على ما يسر البال باستثناء هدف الجزولي الذي قلص الفارق إلى هدف وحيد. · ولو بقي شيء من الروح للاعبي المنتخب لتمكنوا من تحقيق التعادل على أقل تقدير في تلك الدقائق.. لكن آه. · خرج منتخبنا من التصفيات خالي الوفاض وهو ما توقعته وحذرت منه في عدة مقالات. · لا أشير لذلك لكي أقول للناس أنني كنت على حق في كذا وكذا. · لكنني أشير له لأن ما نكتبه تحسباً لعدم الوقوع في المصائب يظنه البعض وقتها نوعاً من التثبيط. · فضمن هذا السياق ظللت أكتب حول تسجيلات الهلال بنفس الدافع لتفادي الأخطاء التي لا يزال هناك بعض الوقت لتجنب المزيد منها. · وعند الحديث عن تسجيلات الهلال هناك أيضاً من يطالبنا بالتفاؤل والصبر حتى نرى ثمرات ما يجري من خطوات. · ويفوت على هؤلاء أن الكتابة وقتها ستصبح بكاءً على لبن مسكوب، وهذا لا يفترض أن يكون دور كاتب الرأي. · فالرأي المقصود منه الدعم والتحسب قبل وقوع المصيبة، لا انتظارها ومن ثم التعليق عليها. · وما دام هناك مؤشرات تدل على عدم تقدم العملية بالشكل المطلوب فلابد من تناول ذلك في وقته. · وهناك من النافذين من يظن أننا نكتب عن التسجيلات بسلبية كنتيجة لعدم المامنا التام بما يجري، أو لأننا نتأثر ببعض الصحف المعارضة للمجلس. · وتغيب عن هؤلاء النافذين حقيقة أن متابعتنا للشأن الرياضي والهلالي على وجه الخصوص قد سبقت علاقة بعضهم بهذا النادي العريق. · كما يفوت عليهم أن ما يكتب في هذه الزاوية لا يستند على شائعات أو أحاديث المدينة أو ( القوالات) التي تشكل آفة حقيقية يعاني منها هذا الوسط المؤبوء، بل نستند في كل سطر نكتبه على تحليل متعمق وقراءة متأنية لما نشاهده ونراه وما يصدر عن البعض من تصرفات. · أعود لمباراة الأمس التي حملت نسخة جديدة من هزائم المنتخب لأن القائمين على أمره وجهازه الفني لا يصغون لأصوات العقل ولا يجدون في حل المشاكل. · والمضحك المبكي أن مدرب المنتخب مازدا أعاد على مسامعنا نفس النغمات القديمة المتجددة. · بعد المباراة سمعت آراء نيرة لبعض من كانوا ضيوفاً في الأستديو التحليلي لقنوات بي إن على رأسهم الدكتور الفاهم والعارف بأسرار الكرة محمد حسين كسلا. · وبعد ذلك استمعت للمدرب مازدا الذي صار حديثه مملاً ومكرراً. · قال مازدا أن الهزيمة خارج الديار أمر طبيعي في الكرة! · يقول مازدا ذلك وكأنه قد فاز في المباريات التي لعبها داخل الديار. · وأضاف مدرب منتخبنا أن سبب الهزيمة هو أن بعض نجوم المنتخب لم يكونوا في يومهم. · واستشهد مازدا بمهند الذي ذكر أنه كان أفضل لاعب في آخر مباراتين للمنتخب. · وبصراحة لم أر مهند يؤدي جيداً منذ أشهر عديدة والدليل على ذلك أن أكثر من مدرب في الهلال أعاده لدكة البدلاء. · قال مازدا أن سبب سوء أداء مهند وآخرين أنهم تأثروا بحمى التسجيلات التي حاول هو وزملاؤه ابعادهم عنها برحلة أديس أبابا لكنها لاحقتهم! · وهو كلام مردود على مازدا تماماً لسببين. · الأول هو طالما أنك كمدرب للمنتخب تعلم أن هذه الأجواء تؤثر سلباً على بعض اللاعبين فلماذا الإصرار على اشراكهم ؟! · وثانياً لو أنك مجبر على اشراكهم وبعد أن حاولتم ابعادهم عن تلك الأجواء بتنظيم رحلة أديس، فلماذا التهاون والسماح لتلك الأجواء بأن تلاحقهم هناك؟! · المصيبة يا عزيزي أنك واتحادك تشكلون جزءاً أصيلاً من تلك الأجواء التي تؤثر سلباً على لاعبي المنتخب. · ولو كانت قلوبكم فعلاً على الوطن ومنتخبه لتعاملتم بصرامة وجدية مع الأمر كلما سافر المنتخب في رحلة خارجية تتصادف مع فترة التسجيلات. · كان بوسعكم كمسئولين أن توقفوا تماماً الإجراءات التي تقوم بها بعض الأندية مع لاعبي المنتخب خلال الرحلات الخارجية. · وبعد أن يعود اللاعبون يصبح من حق أي منهم أن يتفق مع النادي الذي يريد. · لكن المؤسف أنكم تشكلون جزءاً أصيلاً من اللعبة فلا تكذبون علينا لأن لنا عقولاً تحكم على الأشياء. · شكا مازدا كالعادة من عدم توفر الدعم الكافي والاهتمام اللازم بالمنتخب، وهنا لابد أن نسأله: كيف سافرتم ومن الذي وفر لكم تكاليف رحلة أديس التي حاولتم عبرها ابعاد اللاعبين عن أجواء التسجيلات؟! · قال مازدا أن منتخبه امتلك الكرة دون فعالية هجومية، رغم أن الاحصائيات تقول أن الجنوب أفريقيين امتلكوا الكرة بنسبة 56% في مقابل 44% للسودان، فكيف إذاً يكون الامتلاك! · أم أن علينا ان نصدق كلام انشائياً من مازدا ونكذب الأرقام! · أجمل وأبلغ ما قاله دكتور كسلا عندما طلب منهم مضيفهم التعليق على حديث مازدا هو " لا تعليق". · هذا بالضبط ما توقعته من كسلا لحظتها، فلم يكن المقام يحتاج لأكثر من هاتين الكلمتين المعبرتين. · سعد بعض الأهلة بقرارات المجلس الأخيرة عندما شاهدوا سوء أداء المعز ومهند وبكري لدرجة أن صديقاً ناكفني بالقول" تلومون المجلس وها هو الثلاثي يثبت صحة قرار المجلس وأن هؤلاء اللاعبين لم يكونوا جديرين بالاستمرار في الهلال". · وكان ردي على ذلك الصديق أنه لم يفهم ما كتبته حول هذا الأمر. · فلم يحدث في يوم أن كنت من أنصار المعز وبكري ومهند فنياً. · بل ظل رأيي سالباً حولهم منذ فترة ليست بالقصيرة. · لكننا اختلفنا مع المجلس في الطريقة والكيفية وليس في الجدوى الفنية لهؤلاء. · وتخوفنا من أن يكون وراء القرار صحفيين لا فنيين. · وقد واجه ذلك الرأي الذي عبرت عنه رفضاً شديداً من البعض. · وسمعنا أكثر من عضو في مجلس الإدارة يؤكد أن كل شيء تم بأمر اللجنة الفنية. · وكان رأيي وتحليلي حينها يستند على أنه ما من لجنة فنية واعية ومدركة لما يجري يمكنها أن توصي بالاستغناء عن عدد من كبار اللاعبين مرة واحدة قبل توفير البديل المضمون. · وقد أكد حديث الدكتور كسلا خلال حلقة برنامج البحث عن هدف الأخيرة على صحة ما ذهبت إليه في هذا الصدد. · كانت حلقة مفيدة أدارها مقدمها محمد فضل الله بهدوء وجدية. · أفسح خلالها المجال لضيفيه السادة وخالد أحمد المصطفى فقالا الكثير جداً من الكلام المفيد. · وعبر الاتصال الهاتفي أوضح دكتور كسلا للأهلة الكثير من الأمور التي كانت خافية عليهم. · بدأ كسلا بالتعريف بلجنته، مهامها واختصاصاتها. · وأبان بما لا يترك مجالاً للشك والريبة أنهم لم يكونوا مسئولين عن أي ترشيحات للاعبين الأجانب. · وذكر أن كل ما في الأمر أن المجلس تصله ترشيحات من بعض مكاتب تسويق اللاعبين فيعرض عليهم أكثر من لاعب في كل مركز ليدرسوا سيرتهم الذاتية ويحددوا الأصلح بينهم ومن ثم يوصوا المجلس بضمه. · ومن هذا الكلام الواضح الشفيف يظهر لنا جلياً أنهم في البداية والنهاية يقدمون (توصيات). · ومعنى (توصيات) هذه أن المجلس قد لا يلتزم بها في بعض الحالات. · وكعادة الإداريين يمكن أن يأخذوا من التوصيات ما يلاقي هوىً في أنفسهم وأنفس الأقلام التي تؤثر عليهم، ويتركوا ما يتعارض مع ذلك الهوى. · كما أن كلام الدكتور كسلا يعني ضمنياً أنهم لم يكونوا وراء قرار عدم التجديد لأي من اللاعبين المحليين في الهلال. · يعني بصريح العبارة سحب حديث الدكتور كسلا الشماعة التي حاول المجلس أن يعلق عليها أي أخطاء يمكن أن تغضب منه جماهير النادي. · فعندما يقول رجال المجلس أو رئيسه أن القرار كان وراءه الكباتن الكبار الذين يثق الكثيرون في نظرتهم الثاقبة، لابد أن تسلم جماهير الفريق بما تم. · لكن الواقع والحقيقة غير ذلك، وهو ما كان واضحاً بالنسبة لي شخصياً منذ الوهلة الأولى. · شكراً كثيراً دكتور كسلا على هذه الشفافيه والوضوح. · ولهذا السبب طالبت في مقال سابق أعضاء اللجنة بأن يتحدثوا لجماهير النادي عبر الأجهزة المرئية والمسموعة حتى يضعوا حداً للشائعات والقيل والقال. · كنت على ثقة بأن أمثال كسلا وأمين زكي وقاقرين وفوزي التعايشة لا يمكن ان يتهورا ويطالبوا بعدم التجديد لثمانية أو تسعة لاعبين مرة واحدة قبل أن تتوفر البدائل الأفضل. · فتوفير البدائل كما ذكرت سابقاً قد يواجه ببعض الصعوبات، وهو ما ظهر فعلاً. · فحتى يومنا هذا طالعنا أخباراً عن ثلاثة حراس أجانب في طريقهم للهلال، لم يأت أياً منهم حتى اللحظة. · وأي رجل فني ما كان له أن يقول للمجلس لا تجددوا للمعز وأتركوا جمعة لحال سبيله قبل أن يتوفر الحارس الأجنبي الجيد الذي يريدونه ويصل ويٌختبر طبياً ويقتنع به الجميع. · فمهما اختلفنا أو اتفقنا حول إمكانيات المعز أو جمعة كان لابد أن تكون النظرة وفقاً لمثلنا القائل " واحدة في اليد ولا ألف طائرة". · لكن ماذا نقول في تخبط الإداريين وانجرارهم وراء أصحاب بعض الأقلام! · وأرجو أن يخرج علينا أمين عام النادي الذي حدثنا ذات يوم عن نفوذهم كأعضاء في المجلس وعن خططهم المسبقة للإحلال والإبدال وخضوع كل شيء لقرارات اللجنة الفنية.. أرجو أن يطل عماد ليقول لنا رأيه بعد أن سمعنا رأي واحد من أهل الشأن في اللجنة الفنية. · هل سيعترف عماد بأن المجلس تخبط ومارس العشوائية وأرخي الآذان لمن لا علاقة لهم بالشأن الفني، أم سيصر على ذات موقفه السابق؟! · عموماً في كل الأحوال نؤكد لهم في مجلس الهلال أن لنا عقولاً تمكننا من الحكم على ما جرى ويجري. نقاط أخيرة: · أشدت في مقالي السابق بفكرة تسجيل ثمانية لاعبين صغار. · لكن الأمر ليس لا يعني أن نهلل للمجلس ونحلق به في السماء لمجرد تسجيل هؤلاء الصغار. · وليس صحيحاً أن الكاردينال ومجلسه هم أول من جاءوا بفكرة الصغار أو الرديف. · فعلى مدى سنوات عديدة ظل الهلال يسجل بعض اللاعبين الصغار، لكنهم ( يروحوا وسط الزحمة). · وحتى يومنا هذا ليس في الأمر جديد. · ومن الجائز جداً أن يكون تسجيل الثمانية لاعبين مجرد هالة إعلامية تنتهي للا شيء. · وما لم تتغير الكثير من الأمور لن يستفيد الهلال من هؤلاء الصغار. · ولعلكم جميعاً تابعتم كيف انهزم صغار الأولمبي أمام المصريين بخمسة أهداف منذ يومين فقط. · وهذا تأكيد على أنه بدون إدارة متمكنة ومحترفة وجهاز فني على مستوى عالِ ومعالج نفسي بارع لن يجني الهلال من هؤلاء الصغار لا القليل ولا الكثير. · إن استمر الوضع كما هو عليه سيكون مصير هؤلاء التسريح في فترة تسجيلات العام القادم. · مع إداريين يذعنون لرغبات الصحفيين.. · وفي وسط صحفي تسوده المهاترات والشتائم بين الزملاء... · وفي ظل الاحتكام لتوصيات الفنيين يوماً وتجاوزها في يوم آخر لن نهنأ بوجود الصغار في كشف الهلال، لا يمكنك أن تربيء النشء كما يجب ولن تستفيد منهم شيئاً. · لذات السبب لم يعجبني قفز الكوتيش محمد حمدان بالأمس للحديث عن المدارس السنية. · فقد صارت المدارس السنية مثل العذر الذي نقدمه لمازدا ورفاقه كلما انهزم المنتخب بسبب قراراتهم واختياراتهم غير الموفقة. · نعرف كا كوتش حمدان أن الاعتماد على الصغار هو الأساس السليم. · لكنك بالأمس كان يفترض أن تتناول أخطاء ما جري أمامك. · وكما يقول أهلنا الجود بالموجود، فهل جاد مازدا ورفاقه بالموجود؟! · هل أشركوا أفضل اللاعبين الموجودين حالياً وأكثرهم جاهزية؟! · كيف يتم اختيار مساوي العائد من إصابة أبعدته طويلاً من الملاعب؟! · وكيف يشارك كاريكا الذي ابتعد عن اللعب لفترة وتراجع مستواه مؤخراً؟! · وكيف يشارك بكري ومهند اللذين ذكر المدرب أنهما وقعا تحت تأثير حمى التسجيلات؟! · وكيف وكيف وكيف! · بالعودة لأمر صغار الهلال أقول أن الأمور لا تقاس بحجم الضجيج الإعلامي المصاحب لأي خطوة، بل تقاس بمدى الجدية والاقدام على عمل ملموس لانجاح فكرة الاعتماد على هؤلاء الصغار. · شاهدت بالأمس شوطاً من مباراة أثيوبيا والجزائر وتابعت ظهير الهلال الجديد متابعة جيدة حتى أقف على حقيقة مستواه لكوني لم أشاهده من قبل. · وللأسف الشديد لم أشعر بأن ما كتب وقيل حوله يحمل كل الحقيقة. · فقد لامس الكرة خلال ذلك الشوط مرتين فقط. · ولم تكن تغطيته جيدة في أربع مناسبات نتج عن إحداها أحد أهداف الجزائريين. · ما سبق ليس مشكلة كبيرة فقد يكون لكل مباراة ظروفها. · لكن أكثر ما أزعجني هو حركته. · شعرت بأن ( كهربته) زائدة بعض الشيء، وأنه كان يتجه شمالاً في الوقت الذي تأتي فيه الكرة لجهة اليمين، ويتحول يميناً في وقت تتحرك فيه الكرة إلى جهة الشمال. · وهذا مؤشر بالنسبة لي على أن توقعه سيء بعض الشيء. · وما أكبرها مصيبة عندما يكون توقع المدافع سيئاً. · ولو تذكرون النجم الكبير طارق أحمد آدم فأكثر ما جعل منه مدافعاً صلداً وماهراً هو التوقع السليم. · لم يكن طارق يحتاج لمجهود كبير أو ركض مستمر حتى يستخلص الكرات من المهاجمين، بل كانت تأتيه هذه الكرات على طبق من ذهب لأن توقعه كان سليماً مائة بالمائة. · وأذكر طرفة تقول بأن مهاجم الموردة بريش كان مهذباً لأنه كان يركض بالكرة وبمجرد أن يقترب من وزير الدفاع طارق أحمد آدم يسلمها له بك أدب واحترام. · أما كيف كان يحدث ذلك فالسر هو التوقع الجيد لطارق. · عموماً يظل هذا رأيي حول مدافع الهلال الجديد وأرجو ألا يصدق هذا الرأي. · شخصياً خفضت من مستوى توقعاتي من الفتي كثيراً. · قد يقول قائل هي ذات اللجنة الفنية التي نثق في رجالها، لكنا يجب أن نتذكر بأنه من سيتم تسجيلهم ربما أنهم أفضل الخيارات التي طُرحت أمام اللجنة. · ولو اعتمد الهلال في المرات القادمة هذا النهج منذ فترة كافية قبل التسجيلات تاركاً للفنيين فرصة الترشيح بأنفسهم مع تفريغ بعضهم لمتابعة ورصد بعض اللاعبين فربما يتحسن الوضع. · أما الآن فالواضح أن الفترة لم تكن كافية. · أرجو أن يكون الفتي الأثيوبي على غير ما توقعت. · ونلفت النظر لذلك حتى يتذكر المجلس أن ما تبقى من فترة قصير بعض الشيء ويجتهد أكثر في اللحاق ما تبقى منها.
|
|
|
|
|
|