|
تأمُلات الاعتداء على عثمان ميرغني وركوب الموجة كمال الهِدي
|
[email protected]
· تم الاعتداء على رئيس تحرير صحيفة التيار عثمان ميرغني، فسرعان ما ركب الكثيرون الموجة.
· ركبوا موجة البكاء على الحريات المفقودة، وكأن هذه الحريات قد تمت مصادرتها قبل أيام من حادثة الاعتداء على عثمان ميرغني.
· وركبوا موجة التحسر على ضياع أمن وأمان المواطن في قلب العاصمة وعجز الأجهزة المعنية عن تقديم الدعم الأمني اللازم، وكأن انعدام الأمن والطمأنينة وقع قبل حادثة الاعتداء اللئيمة بسويعات.
· عاتبوا الشرطة والحكومة على عدم توفير حماية لمثل هكذا مواقع، وكأنهم قد تفاجأوا بحالة الفوضى التي سادت البلد منذ سنوات عديدة رغم المظاهر الخادعة وحركة آليات ومركبات الشرطة ليل نهار.
· أخجل حقيقة لصحفيين انتظروا كل هذا الوقت ليأتوا لمخاطبتنا حول ضعف الأمن وعدم قدرة الحكومة على توفير الأمن لسكان العواصم والمدن.
· وما يخجل أكثر بل ما يثير الاشمئزاز أن ذات الصحفيين الذي يتظاهرون بانتقاد خجول ومكشوف المرامي بعد الحادثة، هم ذات الأقلام التي ظلت تزين لهذه الحكومة ومسئوليها كل قبيح.
· فقد ضُرب عثمان ميرغني يوم أن قُتل الثور الأبيض.
· والمخزي أنكم يا.... لم تنبسوا ببنت شفة يوم مقتل الثور الأبيض.
· وهل لنا أن نعتبر حادثة الاعتداء على الصحفي عثمان ميرغني حادثة منفصلة ونازلة من السماء بباراشوت!
· ما جري لعثمان حدث أسوأ منه لأفراد وجماعات منذ سنوات عديدة، فلماذا لم نسمع للبعض حساً؟!
· يعبر عثمان عن سلسلة آراء، وأي كانت هذه الآراء فليس من حق أي كائن أن يحاول إيذائه بدنياً.
· لكن ذلك قد حدث لأننا نعيش في حالة فوضى ليست جديدة ولا وليدة الأمس.
· الكثيرون في سودان اليوم صاروا يميلون نحو العنف لتحقيق أهدافهم، وهذا أمر يفترض أنه معروف وواضح ومقروء تماماً خاصة لمن يسمون أنفسهم بـ ( الصحفيين).
· باعة الوهم الذين يحاولون إيهام الناس بحبهم المفرط لغزة وأهلها، كان عليهم قبل ذلك أن يعبروا عن حبهم وغيرتهم على أهلهم في الوطن السودان، وبعدها إن تحدثوا عن وطن كبير لقبلنا منهم ما يرونه ويقولونه.
· فالزيت الما بكفي أهل البيت يحرم على الجيران، وطالما أن عاطفتهم شحيحة فالأولى بها أهل بيتهم الصغير قبل أن يلتفتوا للجيران أو البيت الكبير.
· كم من أهلنا ماتوا في مختلف بلدات وقري ومدن السودان الواسع الكبير، فلماذا لم نر لكم ولا دمعة من أجلهم ، بيننما تبكون الآن وتلومون عثمان على أنه لم يقف مع أهل غزة ( رغم أنها مجرد افتراضات).
· فعثمان إن تحدث عن مؤسسية دولة عدوة فليس معنى ذلك أنه يدعو لمصادقتها، والبعض يعلمون ذلك تماماً لكنهم يكتبون خلاف ذلك لأشياء في أنفسهم.
· استغرب حقيقة لمتشددين حانقون على الدعاء لرجل مثل الموسيقار محمدية رحمه الله رحمة واسعة رغم أنه لم يسيء الأدب أو يرتكب الموبقات، بينما لا يتحرك هؤلاء إطلاقاً تجاه الكثير جداً من التصرفات ( ############ة) جداً في سودان اليوم.
· أين أنتم من شباب يتشبهون بالشابات في سودان اليوم.
· أين أنتم من داقي سيستم وتلك المشاهد المؤذية للنظر لسلوكيات بعض الشباب.
· يعني حتى في التشدد ما عارفين تتشددوا ( صاح) ، هذا لو كان التشدد مقبولا أصلاً.
· بل الواقع أنكم وراء كل مصيبة حلت بهذا الوطن في السنوات الأخيرة.
· مشكلتنا في هذا البلد أن كل من أراد تحقيق مكاسب شخصية لابد أن يتاجر بقضايا الوطن والدين ويركب موجة شكل.
· فهذا يريد أن يمارس المزيد من الإفك ومهادنة السلطات.
· وذاك يرغب في إيهام الشعب بأنه منه وإليه في حين أنه يوالي السلطان والحاكم أكثر مما يوالي ضميره أو أبناء شعبه.
· وثالث تجده دائماً تائهاً متأرجحاً بين هذا الموقف وذاك، والسبب أيضاً هو التفكير الأناني والرغبة في اكتناز المال على حساب أي مبدأ أو قيمة أخلاقية.
· أعجبني جداً تعليق قارئ عقب فيه على تعليقات آخرين على الخبر نفسه بالقول " ياناس أنتو بتركبوا أي قطر".
· والحقيقة أن جلنا يركبون أي قطار دون أن يعلموا وجهته وهذه أم المصائب في سوداننا الحبيب.
· وطالما أننا نسارع لركوب القطارات دون التحقق من وجهتها فسوف تطول حالة التوهان التي نعانيها.
· حتى كبار المسئولين ما قصروا وركبوا الموجة وحدثونا عن تحقيقات وهلمجرا.
· وكأنهم قد حاسبوا وعاقبوا من قتلوا السودانيين بالعشرات والمئات، بل والآلاف في مناسبات عديدة سابقة.
· منذ لحظة إبلاغي بالخبر وقبل قراءة أي شيء حوله لم أتوقع سوى أن يكون من قاموا بهذا الفعل المشين ( ناس واصلين).
· بدا واضحاً أن الأمر يتعلق بصراعات داخلية لا علاقة لنا كشعب سوداني بها.
· كما ليس لغزة علاقة بما حدث، فمن يبيعون أبناء وطنهم لن يجدوا صعوبة في بيع أهل غزة أو غيرها من بلاد المسلمين.
· كفاكم محاولات بائسة للضحك على عقول السودانيين، فغالبيتكم تلعبون ذات الدور القذر الكريه.
|
|
|
|
|
|