|
تأمُلات هل استحق النجومية؟! كمال الهدي
|
تأمُلات هل استحق النجومية؟! كمال الهدي [email protected] · بالأمس تابعت بعد غيبة طويلة مباراة الهلال أمام الهابط الموردة. · قبلها كان الغياب لسببين الأول والأهم هو أن الاحتجاجات التي أعقبت زيادة الأسعار واستفزازات قيادي حكومتنا العجيبة لم تترك في النفس رغبة لمتابعة الكرة، وأنصب جل همنا في تقديم الدعم عبر الكلمة والفكرة للمتظاهرين من أجل أن تتوج تلك الاحتجاجات بالتغيير المنشود. · أما السبب الثاني فهو أنني لاحظت منذ فترة سبقت المظاهرات عودة الهلال للأداء العشوائي، ولم أكن أشعر بالمتعة وأنا أتابع مبارياته. · بالأمس كانت الموردة صيداً سهلاً رغم أن الهلال وجد صعوبة في تسجيل هدفه الأول. · صعوبة تسجيل الهلال لهدفه الأول لم تنتج عن دفاع المنطقة القوى كما توهم البعض، وإنما بسبب أن الهلال لم يشن هجمات منظمة وجادة في بداية اللقاء. · جاء الهدف جميلاً وملعوباً من اللاعب سيدي بيه. · وسيدي بيه الذي تخوفت عليه كثيراً بسبب الضجة التي صاحبت تسجيله، لم يجد فرصته طوال الموسم إلا مؤخراً جداً بسبب نظريات المدرب صلاح. · ويبدو أن صلاحاً لن ينفع الهلال كثيراً إن استمر معه لمواسم قادمة. · فنجم لقاء الأمس الذي سجل هدفاً جميلاً وهيئ العديد من الفرص لزملائه ودافع وتحرك بصورة جيدة لم يشارك في المباريات إلا تحت ضغط الجماهير، وهذا أحد أخطاء صلاح وإصراره على نظرياته غير المفهومة. · صلاح قال في مؤتمر صحفي أنه يشرك اللاعبين الجاهزين، ولا أدري كيف تكون الجاهزية ونحن نرى عديمي الموهبة يشاركون كأساسيين في الهلال! · قال المدرب نفسه أن خليفة يؤدي بشكل ممتاز في التدريبات، ويفوت على الكوتش أن هناك فئة من اللاعبين يسمونهم بلاعبي التمارين، بمعنى أنه ليس بالضرورة أن يصلح كل من يتمرن جيداً لأداء المباريات. · فهناك بعض اللاعبين الذين يتدربون بصورة أكثر من ممتازة لكن مع تكرار فرص مشاركتهم في المباريات يتأكد فشلهم، فهل يصر المدرب أيضاً على استمرار مشاركتهم كأساسيين في وجود من يستطيعون أن يقدموا مردوداً أفضل ؟! · وجد خليفة وبكري الكثير جداً من الفرص في المباريات ولم يثبتا جدارتهما. · بالأمس القريب شاهدنا كيف أضاع خليفة فرصاً كان من الممكن أن تثمر عن أهداف أو على الأقل تمريرات أهداف مضمونة. · ونزل بكري في شوط اللعب الثاني ولم يقدم ما يشفع له. · بينما شارك محمد أحمد بعد غياب طويل ولاحظنا من لمساته أنه كان من الممكن أن يفيد الفريق أكثر منهما لو أنه وجد الفرصة الكافية. · فكيف إذاً اشرك صلاح أمثال بكري وخليفة في وجود احتياطيين دائمين مثل سيدي بيه ومحمد أحمد؟! · أي فكر هذا بالله عليكم! · قال صلاح أن سيدي بيه كان يعاني من بعض المشاكل التي احتاجت منهم لمعالجات نفسية حتى يتمكن من المساهمة مع زملائه في الفريق، وهذا زعم أشك فيه كثيراً. · لاعب يعاني من مشاكل ولا يجد الجهاز الفني وسيلة لحلها إلا قبل آخر ثلاث مباريات من نهاية الموسم؟! شيء لا يصدق فعلا ، ولا يقبله العقل. · واضح أن الجهاز الفني اضطر لإشراك الفتى بعد أن ضغطت الجماهير وطالبت به، وهو مؤشر على عدم جدوى هذا الجهاز الفني. · وقد أحرج سيدي بيه الجهاز الفني بأدائه الجيد في أكثر من مناسبة. · أيام مشكلة هيثم مصطفى مع رئيس ناديه السابق كتبت قائلاً: لو كنت في مكان رئيس الهلال وجهازه الفني لبحثت عن لاعب ينسي الجماهير البرنس طالما أن الأمور وصلت معه لذلك الحد. · وها هو سيدي بيه يؤكد أنه كان من الممكن أن يسد الفراغ في صناعة اللعب، لكن ماذا نقول في صلاح نظريات! · لاعب يصنع ويراوغ ويهدف ويدافع ويقطع الكرات ورغماً عن ذلك يجلس على الدكة في وجود من يعكسون الكرات كل مرة في أرجل المدافعين أو يركضون بها إلى أن تخرج للآوت.. يا للعجب! · فنياً استحق سيدي بيه بالأمس نجومية المباراة، لكنه نال بطاقة صفراء مجانية حين دفع لاعب الموردة بيديه دون أن يكون مضطراً لذلك حيث كان قد فقد الكرة وقتها، ولا أدرى إلى متى سيستمر خطأ منح نجومية المباريات للاعبين ينالون البطاقات الملونة، سيما المجانية منها؟! · تأكد بالأمس هبوط نادي الموردة العريق، وهو أمر طبيعي في ظل ما عاناه هذا النادي خلال السنوات الماضية. · مما كان يكتب حول الموردة والترويج المستمر لبعض الإداريين حديثي العهد بالإدارة وعديمي الخبرة في هذا المجال تأكد لي مجدداً أن إعلامنا الرياضي وراء كل البلاوي التي تعاني منها كرة القدم السودانية. · نتمنى أن تتضافر جهود أهل الموردة من أجل عودة ناديهم الكبير إلى سابق عهده سريعاً، وأهو ربنا فكاكم من الإعلام المدمر لكي تعملوا بهدوء وجدية وبعيداً عن بريق إعلامنا الرياضي الزائف. نقطتان أخيرتان: · متى يكف وزير ماليتنا الهمام عن خطرفاته وبجاحته. · بالأمس قال " أنا ما خائف من الأساتذة الذين هاجروا، سيرجعون لوجود متغيرات في الدول التي ذهبوا إليها، وإذا في واحد عمرو ( 70 ) سنة نزل معاش عايز يمشي هذه المسألة ما بتفرق معانا كثير بقعد سنتين ثلاثة ويرجع.) ولك أن تتخيل عزيزي القارئ!! · أنا ما خائف!! الرجل دائماً يتكلم وكأن السودان هذا ضيعة خاصة به. · مالك إنت ومال هؤلاء الأساتذة ما دام اختاروا الهجرة، طالما أنكم ( نشفتوا) البلد من كل خيراتها وثرواتها! · وطالما أنك بتفهم في المتغيرات الجارية في البلدان الأخرى، فما الذي يمنعك من أن تتغير وتكف عن كلامك الفارغ الباهت وتغير سياسة حكومتكم المالية الفاشلة؟! · وزير ماليتنا المتغطرس غير مدرك لحقيقة أن أساتذة الجامعات لا يحالون للمعاش وأن الواحد منهم يعمل حتى بعد بلوغ التسعين! · آه يا بلد! · نائب الرئيس الحاج آدم يصر أيضاً على التصريحات الغبية. · قال هجرة هؤلاء الأساتذة خير وليس شر! · لا يمكن أن تعتبر هجرة أي مواطن ولو كان رجل شارع عادي عن بلده خيراً يا نائب الهناء.
|
|
|
|
|
|