|
تأملات ما هذا يا مجلس الهلال كمال الهِدي
|
• لاسبوعين على التوالي ظلت المستديرة المصنوعة من الجلد تتدحرج بين ارجل لاعبي فرق عالمية وسودانية فمنحت وهجها " للزولات " هي كذلك حتى ولو كانت مصنوعة من بقايا شراب كاد ان يتمزق طالما هي تتدحرج إن كان ذلك في استاد معبد اخضر او في حواري وازقة افقر الاحياء الشعبية فالمستديرة لها بريق يمنح النشوة والنشاط والشهرة لمن يحسن ملاعبتها ومغافلة حارس المرمى في الفريق المنافس ليشتعل الحماس والتصفيق قون قون .. • انها كرة القدم معبودة شعوب الكرة الارضية .. هل لانها مستديرة ككوكبنا .. ام لان اي " خرقة قماش " مستديرة يمكن ان تؤدي الغرض .. ام لانها اللعبة الشعبية الاولى في الحواري والازقة الضيقة .. ام لان قوانيها بسيطة وطالما البشر في كل بقاع الدنيا فريقين قد يجتمعان في الشؤون الاجتماعية و شجرة النسل والاسرة الواحدة ولكن تظل اختلافاتهما على اللعبة متجذرة وقديمة يتقاسمها فريقين . • السودانيون مثلهم مثل غيرهم عاشقين بدرجة امتياز للمستديرة ولهم وله خاص بها وفي دول الخليج عرفوا بانهم " ملح الطعام " في المنافسات الكروية مشجعين يجيدون فن التشجيع " ولهلبت " الميدان حيث تتدحرج الكرة ولهم نكاتهم وتعابيرهم العفوية ومولعون باطلاق اسماء على " اللاعبين " لا علاقة لها بالاسماء التي اطلقتها عليهم امهاتهم وهي وليدة لحظة فوران ونشوة مثل " اطلع يا زفت او يا ظعيط يا ملك او يا ريشة " فيلازم الاسم اللاعب الموهوب في مساراته الكروية . • نازل فريق المريخ الذي يرتدي تي شيرت احمر مرصع بنجمة بيرن ميونخ الفريق العالمي فاشتعلت جلسات الزولات تخمينا للنتيجة الفاصلة وساعة الصفر امتلات مدرجات استاد السد بالدوحة وانتصبت القامات السمراء وهتفت الحناجر فوق فوق سودانا فوق .. وبرغم ان " بيرن " سدد هدفين نظيفين إلا ان الجمهور صفق طويلا بحسبانه انتصارا .. • لينازل المريخ نديمه ومنافسة القوي فريق الهلال لابس الفانيلة الزرقاء المرصعة بالهلال في مباراة استعراضية لا تقل عن اختها العالمية ان لم توازيها بل تفوقت عنها عددا من مشجعي الفريقين المرابضين بدولة قطر او من هبطوا من دول الجوار الخليجي واقيمت قبلها مباراة بين فريقي السد والنادي الاهلي القطري هي ايضا استعراضية .. وكان " ملح الطعام " حاضرا بعماماتهم وجلاليبهم ناصعة البياض واسرهم وصغارهم وغابت عنهم " العصي الظاهرة " التي يكاد حزب المؤتمر الوطني ان يعتمدها كعلامة تجارية لافراده والموالين لصفوفه لان مشجعي الكورة عادة ما يتناسون اختلافاتهم السياسية فيتمازجون ويهتفون بنسق واحد وقلب واحد واكف لا تعرف غير التصفيق ولا تحتاج لعصي عرفها السودانيون ملازمة لكبار السن قبل ان يهل عليهم فريق الانقاذ بعصيه وقبضته التي لم تزحزحها "أرحل" الربيع العربي . . • انها المستديرة او فلنقل المجنونة .. معشوقة الجماهير في اي بقعة بكوكبنا الارض والتي تمنح الفرح وتجلي النفوس من الضيق وتغسلها عرقا يبلل الفلانيل وهتافا يخرج مموسقا إما للوطن او للفرد اللاعب الحريف كإسما لامعا يرافقه اينما حل .. وفي ميادين النزال الكروي تسقط كل الانظمة السياسية والفروقات الطبقية والاختلافات العرقية وتبقى فقط المتدحرجة بين الارجل ... فهل يأتي اليوم الذي تتحول الاختلافات السياسية البغيضة لما يشابه النزال الكروي الممتع.. كغالب ومغلوب وبينهما متفرج مستمعت برشاقة التهديف والتمرير النظيف واسماء من بنات افكاره . عواطف عبداللطيف Awatifderar1Gmail.com اعلامية مقيمة بقطر
همسة : هذا العشق المجنون يبقى سر من اسرار الحياة طالما كوكبنا ايضا مستدير .
|
|
|
|
|
|