|
أين أنتم ممايحدث في السودان من اغتصابات واغتيالات بـقلم نعماء فيصل المهدي
|
لن تسعفني اللغه ولن تطاوعني الحروف كي أكتب عن بشاعة الجرم الذي تم ارتكابه وبدم بارد سفاحون بمعنى الكلمة عندما قاموا باغتصاب مائتي أنثى في منطقة تابت في دارفور بينهن تلميذات لاتتجاوز اعمارهن الثماني سنوات وفيهن شابات عذراوات هذا خلافا للمتزوجات. وقاحة الجرم تتمثل في أن هؤلاء النسوة أنهن بريئات تماما, لم يحملن سلاحا آليا ولا سلاحا أبيض ولاخرجن في تظاهرات ولانظمن اعتصامات , وكل جريرتهن أنهن نساء من دارفور. يالفداحة هذا الموقف ويالقباحة هذه العقليه!!!!!!!!! في السابق كان المهاويس من اعضاء الحزب الحاكم وعندما يتم تسفيرهم الى الجنوب يهللون ويكبرون لانهم ذاهبون الى الجهاد في سبيل الله فاما النصر أو الشهادة, وحتى شهادتهم هذه مدفوعه الاثمان تبدأ بالتشييع الذي تحف به الملائكه ويظلله الغمام وينتهي في الاقتران بحورية في العالم الآخر. وكانت الفكرة الاساسيه انهم يقاتلون الكفار وانهم بصدد نشر العروبه والاسلام وتحت هذه الدعاوى يفعلون مايفعلون , اضافة الى الحفاظ على دولة المشروع الحضاري من الكفرة والملحدين والذي (طلع فشنك) , وأثناء ذلك كانوا يمارسون أساليبا شتى من التقتيل والابادة في حق بشر ابرياء كل جريرتهم أنهم ينتمون الى قبائل جنوب السودان وأنهم كفار. الان انفصل جنوب السودان , وطرب أهل الحكم مؤقتا لذلك وعندما فاقوا من فرحة النصر الزائف انهالت عليهم الحقائق المرة وشعروا بفداحة الجرم الذي ارتكبوه ولكن القوم لايفقهون. المفجع ان الحرب في الجنوب كانت ضد الكفار كما يزعمون وقبل ان تنطوي تلك الصفحة بكل فظائعها اذا بأعوان النظام يفاجئون الشعب بفتح جبهة قتال في منطقة غرب السودان والتي عرفت انه وطوال تاريخها منطقه كل سكانها مسلمون بالفطرة , اضطروا لرفع السلاح مطالبين بحقوقهم , ولكن ظل النظام وأهله لايعيرون حقوق الاخرين أدنى اهتمام وهذا هو عهد الانظمة الشموليه مع شعوبها. لكن مايمزق نياط القلب أن يقوم اشخاص بارتكاب افعال الوحوش الكاسرة في حق طفلات قاصرات ويتم اغتصابهن بوحشيه فهذه افعال لااعتقد انها تأتي من اشخاص اسوياء ولن نستطيع الدفاع عنهم مهما حاولنا في ان نجد لهم مبررات. نساء دارفور ظللن يتعرضن للضرب والتعذيب والاهانه التي وصلت بمن يقومون بذلك ان يتجرأوا ويدخلون على طالبات في منتصف الليل ويتم اخراج الطالبات عنوة الى خارج الداخليات وهن بلباس النوم ويتعرضن لاساءات عنصريه اثناء التحقيق وذلك جعلهن يدفعن اثمان ذلك فبعضهن أصبن بامراض مختلفه. أما فاجعة منطقة تابت فهي الاسوأ والاقسى لانها جريمة اغتصاب تمت في وضح النهار, وقد أقر مرتكبوها بفداحة جرمهم والمنطق يقول أنه لابد من تقديمهم لمحاكمات عادله وعلى أعجل مايكون حتى يكونوا عظة وعبرة لمن لايعتبر بدلا من (دسدسة وغطغطة) الموضوع لان هذه جرائم ضد البشريه ممثلة في المرأة والتي تعبر نصفا مكملا للرجل. لكن أكثر مايعقد الالسن دهشة وعلى الرغم من تناول وسائط الاعلام العالميه للحادثه والموقف المشرف لبعض وزراء الدول الاوروبيه كوزير الخارجيه الفرنسي ونظيره البريطاني وادانتهم لهذه الجريمه التي يندي لها الجبين , الا أن السادة جامعة الدول العربيه وتوابعها من دول لم يحركوا ساكنا وهي أمر يدعو للحسرة والحيرة, نحن نلاحظ سرعة انفعال وسائط الاعلام العربيه مع مايحدث في مصر او فلسطين أو سوريا أو لبنان. لكن أن تراق دماء وتغتصب نساء في السودان , فكأن الامر عادي وهذه ازدواجية في المعايير فالدم في دارفور هو الدم في نابلس أوغزة أو في حلب أو في الحسكة أو في شرم الشيخ,وقائع الاشياء تقول ان الدماء والاعراق في بعض الاقطار لهي أكثر نقاء وعزة وفي ذلك مؤشرات أقل مايمكن وصفها أنها غير انسانيه. فالجامعة العربيه تصدر البيانات والادانات لموت شخص واحد لكنها تغمض أعينها عن اغتيالات واغتصابات تتم في حق الالاف في السودان, أفي ذلك عداله؟ نعماء فيصل المهدي
|
|
|
|
|
|