|
فرقة راب سودانية للمديح! /فيصل الدابي/المحامي
|
في إحدى الصباحات الهادئة، كنت اتنقل بين القنوات الفضائية السودانية بحثاً عن أي أخبار سودانية سارة أو أغاني سودانية جميلة أو حوارات سياسية ساخنة بين الحكومة السودانية والمعارضة السودانية، فجأة صدح صوت المادح الشيخ/الجيلي الصافي والذي انبعث من إحدى القنوات الفضائية السودانية بقوة وجمال أخاذ وراح يردد بتطريب شديد مصحوب بموسيقى آسرة أجمل المدائح النبوية في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم ثم تلاه المادح محمد تبيدي بفاصل جميل من المديح النبوي المصحوب بموسيقى وإيقاعات راقصة أجبرت بعض المستمعين والمستمعات على الهز الساخن والتبشير الحار! عندما سُئل الشيخ المادح/الجيلي الصافي عن سبب لجوئه لاستخدام الموسيقى الحديثة بدلاً من الطار التقليدي ، أجاب بأن استخدام الموسيقى الحديثة هو الطريق الوحيد للوصول إلى قطاعات الشباب السوداني ثم أضاف قائلاً إن هناك بعض المستمعين (كبار السن طبعاً) لا يستمعون للمديح إلا إذا كان مصحوباً بالطار! من المؤكد أن المديح السوداني التقليدي المصحوب بالطار أو المديح السوداني الحديث المصحوب بالموسيقى والذي يُقدم من قبل مادحين أفراد أو فرق موسيقية مادحة وما يصحبهما من هز وتبشير وعرضة إذا لزم الأمر يشكلان الأساس المتين للغناء السوداني سواء أكان غناء شعبي أم غناء حديث وفي بعض الأحيان يستخدم المادحون الحان أغاني سودانية راقصة مفعمة بالهجيج وعندها يختلط حابل الغناء بنابل المديح ويصبح التفريق بينهما ضرباً من المستحيل الفني! من الملاحظ هذه الأيام أن الأجيال السودانية صغيرة السن أصبحت تستمع بكثرة إلى الموسيقى الغربية السريعة والصاخبة بمختلف أنواعها والتي تنبعث من أجهزة الاتصال والتواصل الحديثة كالآي باد والآي فون والأي بود وأن ذوقها الموسيقى السوداني قد بدأ بالتغير بالفعل ، ولا شك أن هذا التحول الذوقي سيؤدي ذات يوم إلى ظهور فرق جاز للمديح والغناء وفرق راب للمديح والغناء كما سيؤدي إلى ظهور أغاني ومدائح سودانية بالهيفى ميتال وعندها سيصبح الاستماع إلى المدائح والأغاني السودانية الحالية في خبر كان! فيصل الدابي/المحامي
|
|
|
|
|
|