|
غزل في ملكة جمال سودانية!/فيصل الدابي/المحامي
|
حينما زارني الصديق السوداني العزيز قريب الله محمد الباز المعروف بـ (الباز)، وهو أمهر مهندس كمبيوتر في الدوحة القطرية ، قبيل حلول عيد الأضحى ، رحت أدردش معه بعفوية سودانية خالصة حول ملكة الجمال السودانية التي سلبت لبي مؤخراً وجعلتني اتغنى بحسنها الباهر واتغزل في ملامحها الرائعة بلا حياء ولا تحفظ! ورحنا نشاهد معاً الصور المبهرة التي تُعبر عن روعتها المدهشة فهل هي حقاً أجمل ملكة جمال سودانية في الوقت الراهن ؟! وما هي الأسباب الجمالية التي مكنتها من الفوز بهذا اللقب الجميل وانتزاع إعجاب المعجبين الذين يتكاثرون حولها كل يوم؟! نعم يُمكن القول إنها أجمل الجميلات السودانيات في الوقت الراهن ، إنها أغنية زيتونة في الزمن الصعب التي تُعتبر ملكة جمال الأغنية السودانية الحديثة التي اعتقد كثيرون أنها أصبحت عاقراً ولن تنجب أي إبداعات غنائية جديدة، فكلمات وصور أغنية زيتونة في الزمن الصعب تجسد حال المزارع المكافح الذي كان يزرع وينتج في الريف الهاديء الجميل ويستمتع بجمال محبوبته زيتونة لكنه هجر أرضه ومزرعته الهادئة الوادعة بعد أن سمع بفرص الثراء السريع في العاصمة السودانية الخرطوم فهاجر إليها مسكوناً بحلم الثراء السريع والعودة السالمة الغانمة لمحبوبته زيتونة، وهناك في الخرطوم ، عاصمة الضجيج والصخب والمعاناة اليومية المتفاقمة ، عمل في غسيل العربات ، بيع الموية ، بيع الكشاكيش ، وعمل حلاقاً في صالون حلاقة لكنه اكتوى بصعوبات العمل والحياة ومشاجرات الزبائن ومطاردات الكشة في العاصمة السودانية وأضطر في نهاية المطاف إلى العودة إلى مزرعته في الريف الهاديء حيث وجد زيتونة في انتظاره رغم أن الزمن الصعب قد غير ملامحها وأفقدها الكثير من حسنها القديم، زيتونة في الزمن الصعب وجع سوداني جميل فهي أغنية سودانية ذات لحن حزين وراقص مصحوب بمقاطع مصورة لا تخلو من الجرأة التي تُعبر عن الواقع السوداني المؤلم وقد أداها الفنان المبدع ، الذي لم أعرف إسمه بعد، أداءً رائعاً ومتميزاً بفضل صوته الجميل الحنون! من المؤكد أن قصة زيتونة في الزمن الصعب تتكرر داخل السودان وخارج السودان في كل لحظة، فهناك خريجون جامعيون سودانيون يعملون في قطف العنب في أسبانيا ، وهناك أطباء سودانيون يعملون سائقي تاكسي في أمريكا، حقاً أنه الزمن السوداني الصعب الذي عبرت عنه هذه الأغنية السودانية الفلتة أبلغ تعبير! في الختام لا نملك إلا أن نقول: عيد مبارك لكل الزيتونات السودانيات والزيتونيين السودانيين الذين يعشقون الجمال ويتغنون بالحب ويُواجهون الواقع اليومي المؤلم فيخرجون منه بأقوى أشكال الصبر الجميل وأروع أنواع الإبداع الفني!
فيصل الدابي/المحامي
|
|
|
|
|
|