|
تعيش السعودية اللاما العواطلية! /فيصل الدابي المحامي
|
في إحدى الأمسيات الهادئة، كنت اتنقل بين القنوات الفضائية السودانية بحثاً عن أي أخبار سودانية سارة أو أغاني سودانية جميلة أو حوارات سياسية ساخنة بين الحكومة السودانية والمعارضة السودانية، فجأة خدش أذني صوت إحدى المغنيات السودانيات والذي انبعث من إحدى القنوات الفضائية السودانية وهو يردد ويكرر بتطريب شديد: (تعيش السعودية اللاما العواطلية)!!! بحكم عملي السابق في المملكة العربية السعودية يُمكنني القول إن مقطع (تعيش السعودية اللاما العواطلية) الذي كان يُكرر مع سبق الاصرار والترصد سيشكل صدمة صوتية قوية لكل من سمعه من الأصدقاء والأصهار السودانيين الأعزاء الذين كانوا وما زالوا يعملون في شتى الأعمال الشريفة في السعودية من شروق الشمس إلى غروبها من أجل إعالة عائلاتهم المباشرة والممتدة في السعودية والسودان ودعم خزانة الحكومة السودانية التي أصبحت خاوية على عروشها بسبب الحروب السودانية السودانية المؤسفة ومن المؤكد أن أي واحد من هؤلاء الأحباء الأعزاء سيتساءل بغضب: متى تفهم هذه الفنانة أن التعميم من أكبر أخطاء التفكير؟! قد يقول قائل إن هناك عدد معتبر من السودانيين في السعودية لا يمارسون أي عمل، وقد يكون ذلك صحيحاً وأنا كنت شاهد عيان على وجود مثل هؤلاء المغلوبين على أمرهم ولكن الواقع المعاش كان يثبت دائماً أن هؤلاء كانوا لا يتوقفون عن البحث عن عمل وقد وُفق كثيرون منهم في العثور على عمل ، ولعل قيام السودانيين العاملين بالسعودية بتكوين جمعيات وروابط سودانية ومساهمتهم المقدرة في تقديم الدعم المادي لكل مغترب سوداني باحث عن عمل (وليس عواطلي) إلى حين حصوله على عمل هو أمر يشرف جميع السودانيين داخل السودان وخارجه ويدل دلالة قاطعة على أصالة السودانيين التي لا تتغير مُطلقاً مهما قست عليهم الظروف في بلادهم أو بلاد الآخرين! فهلا قامت الفنانة المعنية بسحب هذا المقطع المشين من الأغنية إياها حتى لا تحرم نفسها من النقط المعتبرة التي لا يستطيع تنقيطها إلا كبار المغتربين السودانيين في السعودية والذين أساء إليهم المقطع المذكور أعلاه إساءة بالغة دون أي سبب على الاطلاق! فيصل الدابي/المحامي
|
|
|
|
|
|