|
الطيور والعصافير في الأغاني السودانية!/ فيصل الدابي /المحامي
|
وردت كلمة طائر وطير في القرآن الكريم عشرون مرة فقد ورد في القرآن الكريم ذكر طائر السلوى (السمان) ، الهدهد ، الغراب والطير الأبابيل وهلم جرا ولم ترد كلمة عصفور في القرآن مطلقاً، أما المعاجم اللغوية العربية فتعرف الطائر بأنه كل حيوان يطير في السماء بجناحين وتعرف العصفور بأنه طائر صغير مخروطي المنقار ، وعلى هذا الأساس اللغوى فإن المنطق يقول إن كل عصفور هو طائر ولكن ليس كل طائر هو عصفور فالغراب والصقر وابومركوب والواطواط كلها طيور ولكنها ليست عصافير على الاطلاق! ومن المؤكد أن الطيور هي المعلم الأكبر الذي دفع البشر إلى اختراع الطائرات والتي هي ليست في واقع الأمر سوى طيور بشرية ضخمة تتبع نفس تكتيكات الطيور في الاقلاع والتحليق والمناورة والهبوط! أما في العامية السودانية فحديث الطير والعصافير ذو شجون ، فالعصفور عصفور وهو محبوب ومرغوب فيه والطيرة طيرة وهي غير محبوبة وغير مرغوب فيها ولا يجوز الخلط بينهما بأي حال من الأحوال لهذا يقولون في الأمثال الشعبية السودانية : عصفور في اليد ولا الف طاير ويقولون : اصطاد عصفورين بحجر واحد ! فعلى سبيل المثال لو قلت لفتاة سودانية أنت طيرة فمن المرجح أن تحصل على خبطة حذاء على أم رأسك ! أما إذا قلت لها: أنت عصفورة فمن المرجح أن تحصل على ألطف ابتسامة رغم أن العصفور هو طائر والطائر قد يكون عصفوراً كما هو ثابت في المعاجم العربية! ولو قلت لأي طفل أو شاب أو رجل سوداني (انتا طيرة والله شنو؟!) أو قلت له : (انتا رهوه والله شنو) فمن المرجح أن تحصل على شتيمة قاسية أو حتى لكمة قوية ! لأن كلمة طيرة ورهوه في العامية السودانية تعني انعدام الفهم ولهذا يقول المثل السوداني عن الكلام غير المفهوم: كلام الطير في الباقير! تسللت إلى ذاكرتي الكثير من أغاني الطيور والعصافير السودانية أغنيات العصافير : عصافير الخريف ، مكان الطلقة عصفورة .. وردي ، عصفور الجنة الصداح .. أبو عركي البخيت، اصلو يا عصفور دا حالك ... النور الجيلاني! في حلقة برنامج نجوم الغد التي بثت بتاريخ 5/6/2014م ، غنت إحدى الفنانات الشابات أغنية ملك الطيور لأحمد الجابري بطريقة رائعة وقد أثار ذلك كل ذكريات أغاني الطيور التي تغنى بها أشهر الفنانين السودانيين والتي أخذت تتوالى على ذهني بسرعة البرق : انا يا طير بشوفك ... الكاشف، غنى يا طيور غني .. عائشة الفلاتية ، يا طير يا طاير ، الطير المهاجر .. وردي، كل طاير مرتحل .. عثمان حسين، الطير الخداري ... على ابراهيم اللحو، الطيور الراحلة في ضل المساء بتسأل عليك .. عثمان مصطفى، يا طير يا ماشي لي اهلنا بسراع وصل رسايلنا .. صالح الضي، يا طيور الريد يا قمرية .. النور الجيلاني ، والله نحنا مع الطيور .. مصطفى سيد أحمد بل أن الولع بالغناء للطيور قد دفع الفنان حمد الريح للغناء لطير الرهو نفسه رغم أن طير الرهو لا يتمتع بأي قدر من الجمال أو الرقة ولعل كثرة أغاني الطير والطيور هي التي انتجت النكتة السودانية التي مفادها : قالو اثنين ادروبات جو كسلا اول مره ، وصادف كان في حفلة فمشو مع الناس يحضرو الحلفة .. والفنان كان مغرم بي اغاني الطيور ، اول اغنيه غنى يا طير يا طاير ، تاني اغنية غنى الطير الخداري ، الاغنية الثالثه غنى أنا يا طير بشوفك ... ادروب قال لي صاحبو: ادروب جيب نبله خلينا نفرتك الحفله!!!
فيصل الدابي /المحامي
|
|
|
|
|
|